متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
(5) اصلاح النفس أولاً
الكتاب : معرفة النفس    |    القسم : مكتبة الثقافة العامة
(5)
اصلاح النفس اولا

    اول واهم قية يجب ان يتوجه اليها الانسان ويركز عليها هي اصلاح نفسه ، لان ذلك مفتاح سعادته ، ولانه بع ذلك يستطيع معاجلة سائر القضايا ، وتحصيل مختلف متطلبات الحياة ، ويضمن حينئذ الاستفادة الصحيحة والاستخدام السلمي لما منحه الله من طاقات وقدرات .. اما مع انحراف النفس فكل المكاسب والامكانيات التي ينالها الانسان في هذه الحياة قد تصبح وبالاً عليه ، ووسائل دمار تصيبه والآخرين بالشر والضرر.
    فالعلم او المال او القوة او الجمال او اي امكانية اخرى اذا كانت تحت تصرف نفس شريرة فاسدة ، او تحكمها قرارات شهوانية من وحي الهوى ، فانها قد تجلب الخسار والشقاء والدمار لصاحبها وللاخرين.
    ومآسي البشرية في الماضي والحاضر هي سجل كبير لشواهد وادلة هذه الحقيقة الواضحة.
    لذا كان من الطبيعي ان تركز النصوص الدينية على مسألة الاهتمام باصلاح النفس كنمطلق لا صلاح الانسان والحياة كما نلاحظ في النصوص التالية :
    1 ـ يقول تعالى : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) (1).


1 ـ سورة الرعد : ـ 11.


(50)

    2 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « من لم يهذب نفسه لم ينتفع بالعقل ) (1) فكما سبق في الفصل الاول من الكتاب ، ان العقل يعطي رأيه وموقفه في القضايا والامور ، لكن النفس بشهواتها واهوائها غير المنضبطة والملتزمة تسكت صوت العقل ، وتدفع الانسان الى مخالفته.
    3 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « اعجز الناس من عجز من اصلاح نفسه » (2).
    فالعاجز عن اصلاح نفسه هل يقدر على اصلاح نفوس الاخرين او اصلاح امور الحياة ؟
    4 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « اعجز الناس من قدر على ان يزيل النقص عن نفسه فلم يفعل » (3).
    ومبدئياً فالانسان قادر على ازالة نواقص نفسه لكن الاهواء والشهوات هي التي تمنعه من ذلك ، ومن عجز عن مقاومة شهواته لا يرجى له الانتصار في الحياة.
    5 ـ ويقول ايضا ( عليه السلام ) : « من اصلح نفسه ملكها من اهمل نفسه اهلكها » (4).
    6 ـ وما قيمة الحياة في اسر الهوى وعبودية الشهوة ؟ انها تصبح حينئذ جحيماً للمعصية والاثم ، وبؤرة للفساد والشر.
    يقول الامام عليه ( عليه السلام ) : « من لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له » (5).
    7 ـ واسوأ شيء ان يشعر الانسان باستغناء نفسه عن الاصلاح وعدم


1 ـ الري شهري : ميزان الحكمة : ج 10 ص 145.
2 و 3 و 4 و 5 ـ المصدر السابق : ج 10 ص 146.


(51)

حاجتها للتهذيب ، عندها يغضب عليه السرب سبحانه ، ويكرهه الناس ، لتماديه في فساده وانحرافه. يقول الامام عليه ( عليه السلام ) :
    « ومن رضي عن نفسه كثر الساخط عليه » (1).
    8 ـ ويقول الامام عليه ( عليه السلام ) : « ايها الناس تولوا من انفسكم تأديبها ، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها » (2).
    فالتعوذ على امر لا يعطيه الشرعية ولايجعله صحيحاً ان كان في اصله سيئاً ، وعلى الانسان ان لا يستسلم لعادات نفسه مهما كانت متمكنه في حياته.
    9 ـ وكتب الامام علي ( عليه السلام ) وصية لابنه الامام الحسن ( عليه السلام ) جاء فيها : « ورأيت حيث عناني من امرك ما يعني الوالد الشفيق ، واجمعت عليه من ادبك ، ان يكون ذلك وانت مقبل العمر ، ومقتبل الدهر ، ذونبة سليمة ، ونفس صافية » (3).
    ففي بداية الحياة وقبل ان تتلوث النفس بالمصالح والانشدادات المادية يكون اصلاحها اسهل وافضل.
    10 ـ عن الامام علي ( عليه السلام ) : « ليس على وجه الارض اكرم على الله سبحانه من النفس المطيعة لامره » (4).
    11 ـ وعنه ايضاً ( عليه السلام ) : سبب صلاح النفس الورع » (5).
    12 ـ وقال ايضاً ( عليه السلام ) : (6) « من ذم نفسه اصلحها ، من مدح


1 ـ نهج البلاغة / قصار الحكم رقم : 6.
2 ـ المصدر السابق رقم : 359.
3 ـ نهج البلاغة : كتاب : 31.
4 ـ الري شهري : ميزان الحكمة : ج 10 ص 125.
5 و 6 ـ المصدر السابق : ص 144.


(52)

نفسه فقد ذبحها ».
    13 ـ ويقول الامام عليه ( عليه السلام ) : « من جانب هواه صح عقله » (1).
    الى ان العقل لا يمارس دوره القيادي الكامل في حياة الانسان الا اذا استقل عن ثأثيرات اهواء النفس وشهواتها فيقول : « شهد على ذلك العقل اذا خرج من اسر الهوى وسلم من علائق الدنيا » (2).


1 ـ المصدر السابق : ج 1 ص 436.
2 ـ نهج البلاغة : كتاب : 3.


(53)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net