متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الدرس الثاني والعشرون : في الاستعداد للموت
الكتاب : دروس في الأخلاق    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
الدرس الثاني والعشرون
في الاستعداد للموت

     من الأمور التي اختص بعلمه خالق الإنسان انقضاء أجله ووقوع موته وهو لمصالح كثيرة كامنة فيه ، ومنها : إستعداده في جميع أوقات عمره لإجابة دعوة ربه ومراقبته لحالات نفسه وأقواله وأفعاله. ولازمه إعداده ما يلزمه لهذا السفر العظيم الطويل من الزاد ، ورفع ما يمكن أن يكون مانعاً من العبور من العقبات المتعددة ، والمواقف المختلفة كقضاء فوائته الواجبة ، وما عليه من ديونه لخالقه ، وما عليه من حقوق الناس وأموالهم ، وتعيين ما عليه من الحقوق في دفاتر وكتابات ، فيكون في جميع أوقات عمره على تهيؤ بحيث لو نزل به الموت لم يكن مأثوماً في أمره معاقباً على فعل شيء أو تركه ، وهذا القسم من التهيؤ من أفضل خلق الإنسان وأحسن حالاته ، فطوبى لمن كان كذلك.
     وقد ورد في النصوص : أنه سئل أمير المؤمنين عن الاستعداد للموت ؟ قال : أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم ثم لا يبالي : أوقع على الموت


(126)

أو وقع الموت عليه (1).
     وقال عليه السلام : لاغائب أقرب من الموت ، ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت (2).
     وأن من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد (3).
     وكان عليه السلام : بالكوفة ينادي بعد العشاء الآخرة : تجهزوا رحمكم الله ، فقد نودي فيكم بالرحيل وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى ، واعلموا أن طريقكم إلى المعاد ، وعلى طريقكم عقبة كؤود ، ومنازل مهولة مخوفة لابد لكم من الممر عليها والوقوف بها (4).
     وقال عليه السلام : إن الموت ليس منه فوت ، فأحذروا قبل وقوعه ، وأعدوا له عدته وهو ألزم لكم من ظلّكم ، فأكثروا ذكره عندما تنازعكم أنفسكم من الشهوات وكفى بالموت واعظاً وإنا خلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء ، ولكنكم من دار إلى دار تنقلون ، فتزودوا لما أنتم إليه صائرون (5).
     وورد : أن من أكثر ذكر الموت زهد في الدنيا (6).
     وأن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت وأشدهم إستعداداً له (7).
     وأن عيسى عليه السلام قال : هول لا تدري متى يلقاك ، ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك (8).


1 ـ الأمالي : ج1 ، ص97 ـ بحار الأنوار : ج6 ، ص138 وج77 ، ص382.
2 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص263.
3 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص263 ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج5 ، ص403.
4 ـ نهج البلاغة : الخطبة 204 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص134.
5 ـ بحار الأنوار : ج6 ، ص132 وج71 ، ص264.
6 ـ بحار الأنوار : ج82 ، ص172.
7 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص267.
8 ـ نفس المصدر السابق.


(127)

وأن من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير (1). وأن المراد بقوله : ( لا تنس نصيبك من الدنيا ) (2) لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك وغناك أن تطلب به الآخرة (3).
     وأنه سئل زين العابدين عليه السلام عن خير ما يموت عليه العبد ، قال : أن يكون قد فرغ من أبنيته ودوره وقصوره ، قيل ، وكيف ذلك ؟ قال : أن يكون من ذنوبه تائباً وعلى الخيرات مقيماً ، يرد على الله حبيباً كريماً (4).
     وأن من مات ولم يترك درهماً ولا ديناراً لم يدخل الجنة أغنى منه (5).
     وأنه إذا أويت فراشك فانظر ما سلكت في بطنك وما كسبت في يومك ، واذكر أنك ميت وأن لك معاداً (6).


1 ـ نهج البلاغة : الحكمة 349 ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج5 ، ص379 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص267 وج82 ، ص181 وج103 ، ص26.
2 ـ القصص : 77.
3 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص267.
4 ـ نفس المصدر السابق.
5 ـ نفس المصدر السابق.
6 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص267 وج76 ، ص190.


(128)


(129)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net