متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الامامة
الكتاب : أبو ذر الغفاري ، رمز اليقظة في الضمير الإنساني    |    القسم : مكتبة التاريخ و السيرة

 

الإمَــامَــة

 « ورَبُّك يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختَارُ ما كان لهُمُ الخَيرة » 28 ـ 68 .
 من غير الوارد ـ بالمفهوم العقلي ـ أن تترك أمة دون قيادة ، ولا رعاية ، لأن ذلك سيؤدي ـ ولا شك ـ الى انهيارها ، وترديها في مهاوي المجهول .
 والاسلام دين ونظام لكل الناس على حد تعبير القرآن الكريم : « وَمَا أرسَلناكَ إلاَّ كَافَّة للناسِ بشيراً ونَذيِراً ـ 34 ـ 28 » فمن الاولى ، أن لا يُترك دون صيانة ورعاية ، بل لا بد وأن يسند الى شخص مَّا من المسلمين ـ طبعا ـ ، القيام بهذه المهمة .
 وطريق ذلك ، منحصر بالنص عليه ، إما من الله تعالى ، أو من النبي المعصوم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو الإمام الذي ينصبه النبي .
 ويشترط في الإمام ما يشترط في النبي من كونه معصوما عن الخطأ . من هنا ، فان قضية الخلافة ـ في المفهوم الديني ـ تأخذ معنى آخر غير المعاني الاخرى المتسالم عليها عند أكثرية المسلمين . فهي تأخذ معنى شرعيا يبقى ضمن « النص » .
 فالإمام ـ بعد النبي ـ مصدر للتشريع لا يمكن الاستغناء عنه بحال من الاحوال ، فقوله وفعله وتقريره سُنَّة .


(94)

 وبهذا نادى أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وعلى هذا بنوا كل أمورهم الدينية .
 فالدين فوق كل الميول والاتجاهات ، لا يقاس بالعقول ، وصاحب الرسالة أدرى وأعلم بمن يقوم بمهماتها .
 أما أن يقوم هذا الامر على التخمين والظن والاختيارات الشخصية ، فهذا عين الخطأ ، ولا قاعدة فيه من المشرع الحكيم . بل القاعدة على عكس ذلك ، قال تعالى :
 ـ « ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة في ذلك » .
 هذا بالاضافة الى كون النتائج في هذا الحال مجهولة ، ومتى ما كان الامر كذلك ، فان الخسارة حينئذ تكون أقوى في ميزان الاحتمال .
 ولا يبعد أن يكون ما حصل للمسلمين من قبل وما يعانونه اليوم ، إنما هو نتيجة للتصرفات الفردية في هذا الامر الخطير ، فانه منذ أن فقدت القيادة الاسلامية مقوماتها الحقيقية بدأ الكيان الاسلامي يهتز ، ويدخل مراحل الانهيار .
 فالملاحظ ، أن الجسم الاسلامي ـ بكل أبعاده وأشكاله ـ كان ينتقل ضمن دائرة النمو ، من طور الى طور أكبر ، بشكل متكامل متين لا يعرف الانتكاس ولا الجمود . وما ذلك إلا بفضل الرعاية الحكيمة من النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقد كانت قوة المسلمين تتكامل ، وعددهم يتزايد ، بشكل مستمر ملحوظ ، ووحدتهم متينة لا يزعزعها شيء ، على الرغم من الأخطار التي كانت تحدق بهم ، سواء من بقايا الشرك في الوسط العربي ، أو من المنافقين الذين كانوا بين ظهرانيهم يتربصون بهم الدوائر .


(95)


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net