متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
اغداقه على الأمويين : تقريبه لذوي النفوذ والثراء
الكتاب : أبو ذر الغفاري ، رمز اليقظة في الضمير الإنساني    |    القسم : مكتبة التاريخ و السيرة


اغداقه على الأمويين

 ومجمل القول ، فان هبات عثمان لاقربائه وذوي ارحامه ، بلغت حدا بفوق الوصف ، ولا سيما بالمقايسة مع طبيعة المجتمع الاسلامي آنذاك .
 وعلى سبيل المثال ، نذكر بعض النصوص التي تعطينا صورة مجملة عن ذلك .
 1 ـ « أرجع الحكم : ـ طريد رسول الله ـ من منفاه ، ووصله بمائة ألف » .
 2 ـ اقطع مروان بن الحكم : فدك ، وكانت فاطمة عليها السلام طلبتها بعد وفاة أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بدعوى الميراث تارة ، وآخرى بالنحلة ، فدُفعت عنها .
 3 ـ أعطى عبد الله بن أبي سرح : ـ أخاه من الرضاعة ـ جميع ما أفاء الله على المسلمين من فتح افريقية ، من غير أن يشركه فيه أحد .
 4 ـ افتتحت ارمينية : في أيامه ، فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان .
 5 ـ زوّج ابنته عائشة : من الحرث بن الحكم بن العاص ، فاعطاه مائة ألف درهم .
 6 ـ زوج ابنته : من عبد الله بن خالد بن أسيد ، وأمر له بستماية ألف درهم ، وكتب الى عبد الله بن عامر أن يدفعها اليه من بيت مال البصرة .
 7 ـ حمى المراعي : حول المدينة كلها ، من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية .
 8 ـ والاغرب من ذلك : « أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تصدق على المسلمين بموضع سوق بالمدينة يعرف بـ « مهزور » فأقطعه عثمان للحرث بن الحكم أخي مروان .


(112)

 9 ـ أعطى أبا سفيان : بن حرب مائتي ألف من بيت المال ، في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال (1) .
 10 ـ قدمت ابل : الصدقة على عثمان ، فوهبها للحرث بن الحكم .
 وكان عثمان يقول في ذلك « هذا مال الله اعطيه من شئت ، وأمنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم » ويقول : « لنأخذنّ من ذلك حاجتنا ، وان رغمت أنوف أقوام » (2) .

تقريبه لذوي النفوذ والثراء

 لم تقتصر هبات عثمان على آله وذوي رحمه ، بل شملت المبرزين في قريش من ذوي النفوذ ، وخصوصا بعض أعضاء الشورى ، الذين امتدت أعناقهم الى الخلافة ، فزرعت في نفوسهم نوعا من الشعور بالحرمان ، يقابله نوع من الطموح الى الحكم ، فكان عثمان يغدق عليهم من بيوت الاموال .
 بالاضافة الى ذلك ، فقد سهل لهم تنمية هذه الثروات « فقد قام باجراء مالي فتح به للطبقة الثريَّة أبوابا من النشاط المالي ، وأتاح لها فرص التمكين لنفسها وتنمية ثرواتها ، وذلك ، حين اقترح أن ينقل الناس فيئهم من الارض الى حيث أقاموا ، فمن كان له أرض في العراق أو الشام أو في مصر ، له أن يبيعها ممن له أرض بالحجاز ، أو غيره من بلاد العرب .
 وقد سارع الاثرياء الى الاستفادة من هذا الاجراء ، فاشتروا بأموالهم المكدسة أرضين في البلاد المفتوحة ، وبادلوا أرضهم في الحجاز ، أرضين في البلاد المفتوحة ، وجلبوا لها الرقيق والاحرار ، يعملون فيها ويستثمرونها ،
____________
1 ـ شرح النهج 1 / 198 ـ 199 والغدير 8 / 267 الى 280 .
2 ـ الغدير 8 / 281 .


(113)

وبذلك نمت هذه الثروات نموا عظيما وازدادت هذه الطبقة الطامحة الى الحكم ، والطامحة الى السيادة قوة الى قوتها » (1) .
 ونذكر من اولئك النفر الذين صار اليهم مال عظيم وثراء فاحش في عهد عثمان .

 1 ـ الزبير بن العوام : أحد أعضاء الشورى .
 « ترك احدى عشرة دارا بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، ودار بالكوفة ، ودارا بمصر ، وكان له أربع نسوة ، فأصاب كلَّ إمرأة بعد رفع الثلث ( مليون ومائتا الف ) قال البخاري : فجميع ماله : خمسون ألف ألف وثمانمائة الف الخ . . » (2)
 وقال المسعودي : وخلف الزبير ألف فرس ، وألف عبد وأمة . . (3)
 2 ـ طلحة بن عبيد الله التيمي : أحد أعضاء الشورى أيضا .
 كانت غلته من العراق كل يوم ألف دينار . وترك ما قيمته ثلاثين مليون درهما (4) .

 3 ـ عبد الرحمن بن عوف الزهري : أحد اعضاء الشورى .
 قال ابن سعد في طبقاته : ترك عبد الرحمن الف بعير ، وثلاثة آلاف شاة ، ومائة فرس ترعى بالبقيع ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً . وقال : وكان فيما خلفه : ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه ، وترك أربع نسوة ، فأصاب كل امرأة ثمانون ألفا .
____________
1 ـ ثورة الحسين ـ بتصرف 36 ـ 37 .
2 ـ الغدير 8 / 282 نقلا عن صحيح البخاري .
3 ـ المسعودي 3 / 333 .
4 ـ الغدير 8 ص 484 نقلا عن الطبقات لابن سعد 3 / 96 و 3 / 105 .


(114)

 4 ـ سعد بن ابي وقاص : ترك يوم مات ، مائتين وخمسين ألف درهم ، ومات في قصره بالعقيق .(1)
 5 ـ زيد بن ثابت : خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس ، غير ما خلف من الاموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار .
 6 ـ يعلي بن منية : خلف بعد موته خمسمائة ألف دينار ، وديونا على الناس ، وعقارات ، وغير ذلك من التركة ما قيمته ثلاثمائة ألف دينار .
 قال المسعودي : وهذا باب يتسع ذكره ، ويكثر وصفه فيمن تملك من الاموال في أيامه . (2)
 هذه لمحة سريعة عن سياسة عثمان ، حيال المال ، ونهجه في اختيار الولاة ، وتقريبه للامويين ، وفتحه المجال أمامهم ، وأمام غيرهم من خاصته للوصول الى مراكز النفوذ في الدولة الاسلامية .
 قال العقاد : فكانت له نظرة للامامة ، قاربت أن تكون نظرة الى الملك ، وكان يقول لابن مسعود ـ كلما ألحَّ عليه في المحاسبة ـ « مالك ولبيت مالنا ؟ » وقال في خطبته الكبرى ، يرد على من أخذوه بهباته الجزيلة . . « فضل من مال ، فلِم لا أصنع في الفضل ما أريد ، فلِمَ كنت إماما . ؟ » (3)
 في قبال هذه الفئة المتخمة من الناس ، كانت هناك فئة أخرى من خيرة الصحابة حرمهم عثمان من عطائهم ، كأبي ذر ، وعبد الله بن مسعود (رض ) . ونقم عليهم عثمان ، لأنهم كانوا صريحين في جنب الله ، لا تلومهم في الله لومة لائم ، فشرَّد الاول ، وكسر أضلاع الثاني .
____________
1 ـ الغدير 8 / 284 .
2 ـ المسعودي 3 / 333 .
3 ـ عثمان 211 / 212 .


(115)


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net