متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
أساليب مستقاة من مبادئهم بعد هجرة الرسول
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

أساليب مستقاة من مبادئهم بعد هجرة الرسول

وبعد أن هزمت زعامة بطون قريش سياسيا وعسكريا واقتصاديا وبعد أن فاجأها الرسول في عقر دارها واضطرها للاستسلام والتلفظ بالشهادتين هي ومن اتبعها ، وبعد أن صاروا جزءا من المجتمع الإسلامي الجديد ، وخضعت كافة أقاليم الجزيرة لدولة النبي ، وبعد أن يئست من هزيمة الرسول أو القضاء عليه بوسائلها التقليدية السابقة وجدت أمامها مجموعة من الحقائق الثابتة .

 1 - لقد تيقنت زعامة بطون قريش وتيقن أتباعها بأن النبي قد بنى ملكا عظيما على حد تعبير أبي سفيان قائد جبهة الشرك وأبرز أئمة الكفر السابقين .

 2 - وتيقنوا أيضا بأن الرسول ميت لا محالة ، وأنه قد أعلن وبكل وسائل الاعلان بأن الإمام والخليفة من بعده هو ابن عمه وزوج ابنته ووالد سبطيه علي بن أبي طالب يليه ابناه الحسن والحسين ، ويليهما تسعة من ذرية الحسين ( اثنا عشر إماما ) .

 3 - إن زعامة بطون قريش ومن والاها ، ممن استسلموا وتلفظوا

- ص 128 -

بالشهادتين تبعا لها لا تروق لهم هذه الترتيبات ، ولا يقبلون بها في قرارة أنفسهم لأنهم يحقدون على محمد وآل محمد ، أو على الأقل يحقدون على آل محمد عامة وعلى علي بن أبي طالب خاصة ، لأنه قد نكل بهم أثناء حرب الكفر مع الإيمان ، لكنهم لا يجرؤون على إظهار هذا الرفض وعدم القبول ، لأنهم مهزومون من الداخل ويائسون من فكرة هزيمة محمد ومن فكرة القضاء عليه ! ! .

 4 - لقد تيقنت زعامة بطون قريش أن المنافقين يشكلون شريحة عظمى في المجتمع الجديد ، وأنهم غير راضين عن الترتيبات الإلهية المتعلقة بمن يخلف النبي والتي أعلنها الرسول ، ولكن المنافقين جبناء كزعامة بطون قريش ومن والاها ولا يجرؤون على إظهار رفضهم أو عدم قبولهم لهذه الترتيبات الإلهية المتعلقة بمن يخلف النبي والتي أعلنها الرسول .

 5 - لقد تيقنت زعامة بطون قريش ومن والاها ، وتيقن المنافقون أيضا أن قسما من أبناء البطون ( قسم من المهاجرين ) يرفضون الترتيبات الإلهية المتعلقة بمن يخلف النبي ، ولا يقبلون بها ، إلا أنهم كزعامة البطون وكالمنافقين لا يجرؤون على الجهر بهذا الرفض وعدم القبول ، والأعظم أن هذا القسم يطمع بأن يخلف النبي ، وأن يستولي بالقوة على ملك النبوة ، ولكنه يفتقر إلى الناصر والمعين ! ! .

 6 - ولأن زعامة بطون قريش ومن والاها ، والمنافقون ، وذلك القسم من المهاجرين يعيشون في مجتمع واحد ، وتربطهم ببعضهم صلات متعددة فقد اتفقوا على تشكيل حزب أو جبهة ( إسلامية ) تعمل على إلغاء وإبطال الترتيبات الإلهية المتعلقة بمن يخلف النبي والتي أعلنها الرسول ، والحيلولة بين الهاشميين وبين أن يجمعوا مع ( النبوة الملك ) وأضفوا على هذا الهدف الخطير طابعا ( إسلاميا ) بالقول بأن جمع الهاشميين للنبوة والملك يؤدي إلى

- ص 129 -

الإجحاف ، والأفضل أن يختص الهاشميون بالنبوة ، وأن تختص بطون قريش بالملك أو الخلافة من بعد النبي ، تتداولها في ما بينها ( 1 )

ولا بأس من خروج الخلافة إلى الموالي ، بدليل قول عمر بن الخطاب ( لو كان سالم حيا لوليته وسالم من الموالي ولا يعرف له نسب في العرب ) ( 2 )

ولا بأس لو كانت الخلافة بالانصار ( لو كان معاذ بن جبل حيا لوليته واستخلفته ) ( 3 ) ومعاذ من الأنصار واستطاع ذلك القسم من المهاجرين في ما بعد أن يجذب المرتزقة من الأعراب ، أنظر إلى قول عمر ( ما هو إلا أن رأيت أسلم حتى أيقنت بالنصر ) ( 4 ) فهو واثق أن هذه القبيلة معه وترى رأيه ! ! !

وهكذا تكونت جبهة عظمت ( ضمت زعامة بطون قريش ومن والاها ، والمنافقين ، وقسما من المهاجرين من أبناء بطون قريش والمرتزقة من الأعراب وأعطت هذه الجبهة العظمى مقادتها لذلك النفر من المهاجرين ، لتضمن نجاح اختراق وحدة القلة المؤمنة ! ! وانصب هدف الجميع على الاستيلاء على ملك النبوة بعد وفاة النبي وإلقاء كافة الترتيبات المتعلقة بمن يخلف النبي ! ! .

 7 - واتفقوا على أنه لا مجال لتنفيذ هذا المخطط أثناء حياة النبي ، ولا ينبغي الجهر بذلك ، بل ينبغي الإعداد وانتظار موت النبي ، وأكبر الظن أن زعامة بطون قريش والمنافقين هم الذين خططوا لقتل النبي أثناء عودته من غزوة تبوك ولم يكن لذلك النفر من المهاجرين علم بذلك ! ! .

 8 - حسب تقديرات قادة هذا التحالف فإن وحدة الفئة القليلة المؤمنة قد تم اختراقها تماما ، وبموت الرسول ستخرج من المواجهة ، وسيعزل ولي

 

( 1 ) راجع الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 24 آخر سيرة عمر من حوادث 23 ، وعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ج 3 ص 107 و 97 وقد نقلها عن تاريخ بغداد .
( 2 ) و ( 3 ) المؤرخون متفقون على صدور هذين القولين عن عمر بن الخطاب .
( 4 ) المصدر السابق
. ( * )

 
 

- ص 130 -

الأمر الشرعي وآل محمد معه ، لأنهم سيكونون في جهة ، والأكثرية الساحقة من أفراد المجتمع الإسلامي الجديد في الجهة الأخرى المقابلة لهم ، أما الأقلية المؤمنة فستكون بحيرة من أمرها ، ثم ستختار السلامة ، وتقف على الحياد ، أو تقف مع الأكثرية وقلوبها مع الإمام الشرعي وآل محمد ! !


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net