متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
لم يصدف طوال التاريخ البشري
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

لم يصدف طوال التاريخ البشري

لم يصدف طوال تاريخ البشر أن عومل ولي أمر سواء أكان نبيا ، أو خليفة ، أو ملكا ، أو واليا أو عاملا وهو مريض بالقسوة والجلافة والظلم الذي عاملوا به رسول الله أثناء مرضه .

ولم يصدف طوال التاريخ السياسي للمسلمين أن اعترض المسلمون على أي خليفة أو وال أو عامل أو مسلم أراد أن يكتب وصيته أو توجيهاته أثناء مرضه بل على العكس فقد اعتبروا أن كتابة الوصية ، وإصدار التوجيهات النهائية ، والاستخلاف حق للخليفة القائم وواجب عليه .

قال ابن خلدون الذي أشرب ثقافة التاريخ ، وآمن بفلسفة معاوية وأساتذته : ( إن الخليفة ينظر للناس حال حياته وتبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته ويقيم لهم من يتولى أمورهم من بعده ) ( 1 ) ! !

 

( 1 ) مقدمة ابن خلدون ص 127 . ( * )

 
 

- ص 155 -

ولكن ابن خلدون لا يعترف بهذا الحق لرسول الله ، لأن الرسول ليس خليفة ! لقد اخترع ابن خلدون هذا الحق خصيصا للخلفاء الذين أشرب ثقافتهم ، في الوقت الذي كان فيه يجهل تاريخ الرسول ، وتاريخ الإسلام وثقافتهما الحقيقية ! ! لقد أعلنوا في ما بعد بكل صراحة أن مكانة الخليفة أعظم من مكانة النبي ( 1 )

وتمت مكافأة من جهر بهذه الآراء الفاسدة ، فتقلدوا أعظم مناصب دولة الخلافة التاريخية ! ! فهل بعد هذا العجب من عجب ! ! ألا بعدا لهم كما بعدت ثمود ! !

 

( 1 ) تاريخ ابن كثير ج 10 ص 7 - 8 ، وسنن أبي داود ج 4 ص 209 - 210 ح 4642 ، ومروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 147 ، والعقد الفريد ج 5 ص 51 - 54 ، وتاريخ الطبري ج 5 ص 21  . ( * )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net