أهم المبادئ السياسية لسنة الخلفاء سن الخلفاء مبادئ سياسية استهدفت تحقيق أهداف سياسية أيضا .
1 - لا يجوز أن يجمع الهاشميون النبوة والخلافة معا ، هذا مبدأ بل يجب أن تكون النبوة للهاشميين ، وأن تكون الخلافة لبطون قريش تتداولها في ما بينها وهذا هو الهدف من المبدأ الأول ، وليجعل الخلفاء للناس مصلحة ، وطمعا بتأييد الناس ، وعزل الهاشميين ، أجاز الخلفاء نظريا في ما بعد أن يتولى الأنصار الخلافة ، كما أجازوا أن يتولاها العرب ، كما أجازوا أن يتولاها الموالي ، وهكذا فتحوا شهية الجميع على منصب الخلافة ( 1 ) .
2 - تكوين جبهة شعبية عريضة تتكون من بطون قريش وممن والاها وهم أعداء الرسول السابقين ، ومن المنافقين ، ومن المرتزقة من الأعراب ، ومن طلاب الدنيا ، وعزل الإمام علي وأهل بيت النبوة والقلة المؤمنة التي تواليهم عزلا تاما بحيث لا يبقى لهم ناصر ولا معين في الدنيا ! ! وتخويف الجميع منهم وتحريض الجميع عليهم ! ! وهكذا تفرض الأكثرية إرادتها على الأقلية المؤمنة ! !
3 - تنصيب خليفة في غياب الإمام علي وأهل بيت النبوة والقلة المؤمنة ، ثم مواجهتهم بأمر واقع لا طاقة لهم برفعه ، واستغلال منصب الخلافة ونفوذها ومواردها وطاقاتها لقمع المعارضين ، والبطش بهم وبدون رحمة ، وحرقهم وهم أحياء إن اقتضى الأمر ، وقد نفذوا هذا المبدأ
|
( 1 ) وثقنا كل ذلك بالفصول السابقة . ( * ) |
| |
بحذافيره ، فهددوا بقتل سعد بن عبادة ، ثم قتلوه ، وهددوا بقتل الإمام علي ، ثم نجاه الله بأعجوبة ثم قتلوه ، فعبد الرحمن بن ملجم من أولياء عمر المقربين ( 1 ) وهموا بل وشرعوا بحرق بيت فاطمة بنت رسول الله على من فيه وفيه الإمام علي وفاطمة بنت الرسول والحسن والحسين ابنا رسول الله ، وسادات بني هاشم وأركان القلة المؤمنة ، ولو لم يخرجوا من البيت لتم حرقهم وهم أحياء ، دون أن يرمش للخلفاء جفن ! ! وفي الوقت نفسه الذي يصبون فيه جام غضبهم وسخطهم على أهل بيت النبوة ومن والاهم وعلى كل معارض لهم ، يفتح الخلفاء قلوبهم لأعداء الله السابقين الحاقدين على آل محمد فيسندون لهم الولايات والأعمال والقيادات ، ليكونوا سدا منيعا بين آل محمد وبين الاتصال بالناس ، وسدا منيعا بين المسلمين وبين معرفة الحقيقية الشرعية .
4 - حرمان أهل بيت النبوة من تركة النبي الطائلة ، بدعوى أن الأنبياء لا يورثون ، وحرمانهم من حقهم بالخمس الوارد بآية محكمة بحجة أن الخمس لهم حال حياة النبي ولا حق لهم به بعد مماته ، ومصادرة المنح التي أعطاها لهم رسول الله حال حياته ، وتجريدهم من ممتلكاتهم ، وجعلهم عالة على الخليفة يقدم لهم المأكل والمشرب فقط ، والقصد من هذه الإجراءات الغاشمة أن لا يبقى عند أهل بيت النبوة أية أموال حتى لا يألفوا بها قلوب الناس من حولهم .
5 - حرمان أهل بيت النبوة ومن والاهم من تولي الإمارات والأعمال والوظائف العامة حتى لا يستغلوها بالاتصال مع الناس ، وتعريف الناس بعدالة قضيتهم ، وبحجم الظلم الذي لحق بهم .
6 - منع كتابة ورواية أحاديث الرسول المتعلقة بنظام الحكم أو بمن
|
( 1 ) لسان الميزان ج 3 ص 439 ، وتدوين القرآن لأبي محمد الكوراني ص 217 - 218 . ( * ) |
| |
يخلف النبي وإحراق المكتوب منها ، حتى لا يتعرف المسلمون على الأحكام الشرعية المتعلقة بنظام الحكم أو بمن يخلف النبي ، وحتى لا تكتشف الأجيال اللاحقة عملية غصب الخلافة ، وحتى تطمس بالكامل كافة الأدلة الشرعية التي تشير إلى ذلك " ( 1 ) .
7 - وضع سنة جديدة تختلف عن سنة الرسول لمعالجة نظام الحكم أو من سيخلف النبي ، وقد وضعت هذه السنة ونفذت فعلا كما سنرى في الفقرة اللاحقة .
|
( 1 ) وقد وثقنا كل بند من هذه النبوة ، وكل جملة قلناها في البحوث السابقة فارجع إليها وتأكد من ذلك بنفسك . . ( * ) | |
|