متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
آل محمد يستحقون ما أصابهم !! ، أهل بيت النبوة ومن والاهم
الكتاب : أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟    |    القسم : مكتبة المُستبصرين


آل محمد يستحقون ما أصابهم ! ! !

كذلك فإن بعض أولياء الخلفاء الأول ، وأولياء بني أمية وفروا لعلماء الكتابة والتدوين كمية خاصة من الأحاديث التي تبرر تجاهل الخلفاء لمكانة آل محمد وأهل بيته وتجاهل منزلتهم عند الله ورسوله ، وتبرر الظلم الذي لحق بهم ، والإذلال الذي أصابهم ، فوضعوا أحاديث تهز مكانة أهل بيت النبوة ، وتبرر الإجراءات التي اتخذها بعض الخلفاء بحقهم جورا وظلما ، وتصور أهل بيت النبوة بصورة الطامعين بملك قريش ، ومن ينازعون الأمر أهله ، وتعطيهم ومن والاهم درجة المواطنة من الدرجة الثانية ، وتهبط بمستواهم إلى مستوى الأشخاص العاديين ، وتجردهم من امتيازاتهم ، فتظهرهم بمظهر أفراد من قبيلة قريش ، ولا صلة خاصة لهم برسول الله ، وتظهرهم بمظهر الصحابة العاديين ، وتأخذ منهم أدوار البطولة التي مارسوها بالفعل ، وتعطى هذه الأدوار لأشخاص مغمورين ، بينهم وبين البطولة دنيا وفي أحسن الظروف والأحوال تساوي بينهم وبين أعداء الله السابقين ، أصحاب التاريخ الأسود ، فعلي بن أبي طالب ، وجعفر وعقيل هم في أحسن الأحوال صحابة كأبي سفيان ويزيد ومعاوية وابن أبي سرح ، وهند صحابية تماما كفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ! !

والأنكى من ذلك أنهم قد جعلوا أبا طالب عم النبي ، ومربيه صغيرا ، وحاميه وحامي دعوته ، وقاهر أعدائه في النار ، وجعلوا إمام الكفر ، وألد أعداء الله ورسوله ، وقائد جبهة الشرك أبا سفيان في الجنة ! ! إن هذا لهو البلاء المبين ! ! فأبو طالب في النار بالإجماع ، وأبو سفيان في الجنة بالإجماع ، ووضعت آلاف الأحاديث لتمرير ذلك ، وعندما أخذ العلماء يكتبون ويدونون سنة الرسول

- ص 378 -

كانت تلك الأحاديث محفوظة وغضة في الذاكرة ، ومسندة ، لأن دولة بني أمية قد سقطت للتو ، فكتبها العلماء بحذافيرها . القلة الصادقة المؤمنة من المؤكد أن قلة مؤمنة صادقة كانت تعيش في المجتمع ، ومن المؤكد أنها قد توارثت الكثير من سنة الرسول الصحيحة ، ومن المؤكد أنها قد ساهمت بحركة التدوين ، ودونت ، ما توارثته من سنة الرسول ، وأن الكثير مما لدى هذه القلة ، قد تسرب للعلماء ، وأن العلماء قد دونوه ، ولكن إسهام هذه القلة كان بحجم وجودها في المجتمع محدود التأثير ، ومع هذا فإن أهل بيت النبوة والقلة المؤمنة ، كانوا عمليا هم المصدر الوحيد لكل الأحاديث الصحيحة .


أهل بيت النبوة ومن والاهم

أهل بيت النبوة ومن والاهم لم يتوقفوا عن كتابة وتدوين السنة حال حياة النبي وبعد وفاته ، وفي كل الظروف التي مرت بهم ، كانوا يتوارثون كتبهم وعلومهم كما يتوارث الناس ذهبهم وفضتهم ، ويحافظون عليها كما يحافظون على حياتهم ، وكانوا يحثون الناس على كتابة السنة والاحتفاظ بها ، وروايتها ، ويوم ناشد الخليفة الثاني المسلمين أن يأتوه بكتب السنة المكتوبة لديهم لأنه يريد أن يجمعها وأن يأتوه بالكتب المحفوظة لديهم لأنه يريد أن يقومها ، عرفوا مقاصد الخليفة فلم يسلموه شيئا مما عندهم ، كان أهل بيت النبوة يمارسون الكتابة والتدوين والرواية سرا ، وعندما فتح باب الكتابة والرواية والتدوين أمام الجميع ، استفاد أهل بيت النبوة من هذا التطور ، فأفاضوا على الناس من العلوم ، ما يحتملون فأخذ منهم بعض العلماء ما راق لهم ، وكتبوه في ما كتبوا

- ص 379 -

الكذابون " الصالحون " ! ! يكذبون من أجل الرسول لا عليه ! !

لقد مارس الكثير من المسلمين الكذب والوضع على رسول الله ولكن بشكل مستتر ودون أن يعلنوا عن ذلك ، إنما أوهموا العلماء بأنهم قد رووا ما سمعوا تماما وانطلى ادعاؤهم على العلماء بالفعل ، فكتبوا كل ما رواه الرواة الكاذبون ، واحتلت هذه المكذوبات مواقعها في كتب الحديث المدونة . وكان قصد هذا الطراز من الناس الدفاع عن توجه معين يعتقدون أنه التوجه الأصح ، لذلك مارسوا الكذب لإثبات صحة التوجه الذي يرونه ، ومن المؤكد أنه قد كانت لهذه الطوائف من الناس أسبابها الخاصة لتستحل حتى الكذب على رسول الله ! ! ! وباستثناء أهل بيت النبوة لم يخل فئة من الفئات التي ذكرناها ، من كذابين هان عليهم الكذب على رسول الله لإثبات وجاهة هذا الشئ أو ذاك ! ! وهذا الطراز من الكذابين لم يحاول تبرير كذبه علنا ، أو ممارسة هذا الكذب بصورة علنية إنما كان يظهر الكذب بصورة الصدق ، ويمثل دور الصادق في ما يقول ، مع أنه في قرارة نفسه يعلم بأنه كاذب .

في ما بعد ظهرت فئة من الناس ، لم تر بأسا ولا حرجا من ممارسة الكذب على رسول الله علنا ولكن لغايات " نبيلة " وحاولت هذه الفئة أن تبرر كذبها هذا ، وأن تحصل على رخصة من رسول الله بإباحة كذبها ! !

فقد روي عن أبي هريرة مرفوعا بأن الرسول قد قال : " إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به ، " قلته أم لم أقله " فإني أقول ما يعرف ولا ينكر ، وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه ولا تعرفونه ، فكذبوا به ، فإني لا أقول ما ينكر ولا يعرف ! ! " ( 1 ) .

 

( 1 ) مشكل الآثار للطحاوي ، أضواء على السنة المحمدية ص 137  . ( * )

 
 

- ص 380 -

وروى أحمد أن الرسول قال : " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم ، وتلين له أبشاركم ، وترون أنه منكم قريب ، فأنا أولاكم به . . . قال السيد رشيد إن إسناده جيد " ( 1 ) .

وانطلاقا من هذين الأساسين ، ظهرت طائفة " الكذابون الصالحون " أو الذين يكذبون من أجل البني لا عليه ! ! !

قال خالد بن يزيد سمعت محمد بن سعيد الدمشقي يقول : " إذا كان كلام حسن لم أر بأسا من أن أجعل له إسنادا " ( 2 ) .

وأخرج في الحلية عن ابن مهدي عن أبي لهيعة أنه قال : " سمعت شيخا من الخوارج يقول : " . . . فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرنا له حديثا " .

وإذا سألهم سائل كيف تكذبون على رسول الله ؟ : قالوا : نحن نكذب له لا عليه ، إن الكذب على من تعمده ! ! قال مسلم يجري على لسانهم ولا يتعمدون الكذب .

قال ابن حجر : وقد اغتر قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث الترغيب والترهيب وقالوا نحن لم نكذب عليه ، بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته ! !

قال عبد الله النهاوندي : قلت لغلام أحمد : من أين لك هذه الأحاديث التي تحدث بها في الرقائق ؟ فقال وضعناه لنرقق بها قلوب العامة ! !

قال ابن الجوزي عن غلام أحمد أنه كان يتزهد ويهجر الشهوات ، وغلقت أسواق بغداد يوم موته وأخرج البخاري في التاريخ الأوسط عن عمر بن صبيح بن عمران التميمي أنه قال : أنا وضعت خطبة النبي ، وأخرج الحاكم بسنده إلى أبي عمار أنه قيل لأبي عصمة : من أين لك عن عكرمة بن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق ، فوضعت هذا الحديث حسبه ! !

 

( 1 ) تفسير المنار ص 228 ج 9 ، وأضواء على السنة المحمدية ص 137 .
( 2 ) شرح صحيح مسلم للنووي ج 1 ص 32
 . ( * )

 
 

- ص 381 -

روي عن سيف بن عمر التميمي أنه قال : كنت عند سعد بن طريف فجاء ابنه من الكتاب يبكي فقال له ما لك ؟ قال ضربني المعلم ! قال لأخزينهم اليوم : حدثنا عكرمة عن ابن عباس مرفوعا قال : " مصلحو صبيانكم شراركم ، أقلهم رحمة لليتيم وأغلظهم على المساكين " ( 1 ) .

وقد يكون الوضع بالإدراج ، أي إضافة زيادة للحديث ليست منه وعندما فتح باب التدوين والكتابة دون العلماء ذلك كله في ما دونوا من سنة رسول الله ، حيث وجدوا هذه المكذوبات مسندة ! !

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net