متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل السادس : كنت ضحية لأحاديث اخترعها السياسة الأموية
الكتاب : ومن الحوار اكتشفت الحقيقة    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

الفصل السادس
كنت ضحية لأحاديث اخترعتها السياسة الأموية

 

 ص 233

كنت ضحية لأحاديث اخترعتها السياسة الأموية
 

بعد اللقاء التوفيقي مع العلماء ومع السيد البدري على وجه الخصوص وقراءة ظاهرة العلماء السنة الذي تشيعوا بالإضافة إلى المثقفين منهم وما قدمه لي السيد البدري من مجموعة الكتب الكبيرة الذي قرأتها والحوار التي تم بيني وبينه وقراءة حوار

يوحنا مع علماء المذاهب الأربعة . . الذي ترك أثرا كبيرا في نفسي وكشف لي التناقضات الحادة بين المذاهب الأربعة ، التي على أثرها وأثر حواري مع الداعية البدري .


أعلنت عن اختياري المنهج الإسلامي الصحيح الذي يعتمد على المناقشة العقلية والدليل والبرهان ومن السنة والقرآن فمن هنا كانت بداية البحث والتمحيص والقراءة والوصول في النهاية إلى إعلاني الولاء لأهل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم.

والسير على خطهم خط ذات الشوكة ، لكشف وتعرية من حاربهم وقاتلهم وناصبهم العداء بالخلافة واغتصابها منهم بدليل تصريحات الإمام علي عليه السلام . لقد تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير . . . ) فقام معاوية بدوره
 

 ص 234

المشؤوم باستقطاب أكبر عدد ممكن من رواة الأحاديث ( بالدرهم والدينار ليقلب الموازين والأحاديث التي نزلت في علي عليه السلام ليضع مقابلها في الخلفاء ( أبي بكر وعمر وعثمان ) ليحصل على أوراق ثبوتية ومبررات واهية يبرزها للدفاع عن وجوده بالخلافة الطارئة .


فأقدم لك عزيزي القارئ نماذج من الأحاديث التي أمر معاوية بتحويلها من علي عليه السلام إلى أبي بكر وبقية الخلفاء فهاك الأدلة والأمثلة : نماذج من الأدلة والأمثلة

 أولا : قلبت السياسة الأموية بقيادة معاوية حديث ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) فوضعت مقابله في الخلفاء ( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ) والكل يعلم من المسلمين أن الجنة لا يوجد فيها كهول وأذكر لك هذه النكتة : جاءت امرأة

عجوز إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت يا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا حججت وأصوم وأصلي وأدفع الزكاة . . أدخل الجنة وأنا امرأة عجوز ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله الجنة لا تدخلها عجوز ؟ فولت العجوز تبكي وتلطم إلى أن مرت بالإمام علي عليه السلام وسألته . . فقال لها نعم لا تدخلين الجنة وأنت عجوز بل تدخليها وأنت شابة . . .


 ثانيا : ( إن عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) فوضعوا مقابل الحديث المشهور الذي يرويه البخاري حديثا في أبي بكر وهو : ( لو كنت متخذا خليلا من أهل الأرض غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، هذا الشطر الأول من الحديث وضع مقابل حديث المنزلة في علي عليه السلام ) .
 

 ص 235

والشطر الثاني من حديث الخلة ( ولا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر ) . فكلمة خوخة تعني الباب الصغير أو الطاقة في الجدار . فوضعوا هذا الحديث مقابل حديث مشهور ومتواتر وهو : ( سدوا كل الأبواب إلا باب علي ).


 ثالثا : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) حديث مشهور ومتواتر فوضعوا في الخليفة عمر مقابله : ( أنا مدينة العدل وعمر بابها ) . وفي الخليفة عثمان : ( أنا مدينة الحياء وعثمان بابها ) .


 رابعا : وألقاب أخرى سرقت من الإمام علي عليه السلام ووضعوها للخلفاء مثل ( الصديق ) لأبي بكر ( والفاروق ) لعمر بالعلم أن عليا عليه السلام قال : أنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتري . ومن أراد التأكد من ذلك فليراجع كتابنا ( الرد على البوطي في كتابه عائشة ) ( 1 ) المصادر من كتب السنة .


 خامسا : وجاءت السياسة الأموية الخبيثة بتدبير أعظم لتضييع الأمة الإسلامية وطمس معالم الفكر الإسلامي الصحيح بحيث تعيش الأمة إلى الآن في ضياع لا تميز الغث من السمين فحاولوا طمس حديث مشهور ومتواتر وتنقله كل
 

  * هامش *  
 

( 1 ) راجع عزيزي القارئ كتابنا ( حوار ومناقشة حول كتاب السيدة عائشة ) في الرد على البوطي . ( * )

 

 

 ص 236

الصحاح وهو حديث الثقلين ( التمسك بالقرآن والعترة أي عترة النبي ) صلى الله عليه وآله وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .


وحديث الثقلين هذا نصه : عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( يوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) . حديث مشهور ومتواتر ينقله مسلم والترمذي . . .


فماذا وضعوا مقابله عزيزي القارئ ؟ ( حديث ينقله الإمام مالك في موطئه الجزء الثاني ص 899 تحقيق الدكتور محمد فؤاد عبد الباقي وصيغته على الشكل التالي ( حدثنا مالك أنه بلغه ما إن تمسكم بأمرين كتاب الله وسنة نبيه ) .

 أولا : حديث الإمام مالك مرسل باعتراف الحفاظ وعلماء الجرح والتعديل عند أهل السنة والجماعة .

 ثانيا : هذا الحديث عبارة عن تركيبة إعلامية لتضييع الحقائق وتحريفها وبالخصوص تضييع حديث الثقلين الذي يركز على التمسك باثنين القرآن والعترة ( أي علي ، الحسن ، الحسين ، فاطمة ) .

 ثالثا : ما هو الهدف ؟ وما هي الغاية ؟ من هذا التحريف . الجواب : لطمس ذكر أهل البيت عليهم السلام وتوجيه العوام من البشر في تلك الحقبة باتباع الخلفاء .

 رابعا : سؤال مهم يطرح نفسه هنا :

 ص 237

من أين نأخذ السنة النبوية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ من الخلفاء أم من أهل البيت عليهم السلام ؟ لا شك عندما طمست معالم حديث الثقلين ستعيش الأمة في تخبط ولا زالت الأمة فعلا تقع في حيرة وتيه وضلال لأنه في هذا الحديث

الموضوع ستضطر بأن ترجع الأمة إلى الخلفاء ورب سائل يسأل أين نذهب بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ) فأقول له الخلفاء الراشدون هم أهل البيت عليهم

السلام وهم عترة النبي ، وليس الخلفاء الثلاث . ولو كان المراد الخلفاء الثلاث لتعارض هذا الحديث مع حديث الثقلين المشهور والمتواتر الواجب شرعا اتباعه .


والنتيجة : إن حديث كتاب الله وسنة نبيه موضوع مقابل حديث ( الثقلين ) والسنة النبوية محصور أخذها من أهل البيت عليهم السلام لأن أهل البيت أدرى بالذي فيه .


وأمثلة أخرى منها : مناقشة حديث ( أصحابي كالنجوم ) ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم ) هذا الحديث وضع مقابل من ؟

 أولا : باعتراف الحفاظ وعلماء الجرح والتعديل عند أهل السنة بأن هذا الحديث موضوع لا أصل له .

 ثانيا : هذا الحديث وضع مقابل حديث مشهور ومتواتر وهو : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي ) ( 1 ) وفي حديث آخر

  * هامش *  
 

( 1 ) مستدرك الحاكم : ج 3 - ص 149 . ( * )

 

 

 ص 238

للنبي صلى الله عليه وآله قال : ( أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) .

وقال آخر : ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ) ( 1 ) . فحديث : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) .

فنقول فيه بعد الاستقصاء والبحث :

 أولا : إن في طريقة حمزة النصيبي ، والحارث بن غصين : فالأول منهم متهم بالكذب ، وحديثه لا يساوي فلسا ، وكافة رواياته موضوعة ونكر الحديث عند شيخ الحديث البخاري .

 والثاني مجهول لا يعرف من هو على ما صرح به إمام الجرح والتعديل عند أهل السنة الذهبي في كتابه ( 2 ) فإنه قال : ( قال ابن معين : حمزة النصيبي لا يساوي فلسا وقال - في - ( يعني البخاري ) فكر الحديث . وقال الدارقطني : متروك .

وقال ابن عدي : عامة مروياته موضوعة انتهى . وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه ( 3 ) . ( الحارث بن غصين قال : ابن عبد البر في كتاب العلم مجهول ) . انتهى .
 

فكيف ترون أن مثل هذا الخبر الموضوع عند هذين الإمامين يصادم الإجماع القطعي وخاصة يتصادم مع الحديث .
 

  * هامش *  
 

( 1 ) مستدرك الحاكم : ج 3 - ص 149 .
( 2 ) ميزان الاعتدال : للذهبي : ج 1 - ص 284 .
( 3 ) لسان الميزان : لابن حجر العسقلاني : ج 2 - ص 156 . ( * )

 

 

 ص 239

( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ) المجمع على صحة ثبوته بين الفريقين السني والشيعي والذي جاء في البخاري وهذا يكفي استدلالا في إبطال وإسقاط ( حديث أصحابي كالنجوم ) فهذا كله من حيث السند .

وأما من حيث الدلالة :

 أولا : إن المخاطبين بلفظ اقتديتم ، إن كانوا أصحابه مع غيرهم ، فباطل ، لأنه لا يصح لعربي فصيح أن يقول لأصحابه ومع غيرهم ، أصحابي لأن غيرهم ليسوا من أصحابه فكيف يصح لمسلم أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله ما لا تسوغه

الفصاحة ، وهو أفصح العرب وأبلغهم على الاطلاق ؟ ! ولما بطل هذا بطل ذاك ، وإن كان المخاطبون بلفظ اقتديتم غير أصحابه ، فباطل أيضا لأن المشافهين يومئذ بهذا الخطاب لم يكونوا غير أصحابه .


 ثانيا : إن الجمع المنكر المضاف يفيد العموم عند علماء أصول الفقه من الفريقين ، وكلمة ( أصحاب ) : جمع منكر مضاف إلى ياء المتكلم ) . ويعني ذلك أن جميع أصحابه كالنجوم يقتدى بهم ، فالمقتدي بقول بعض الجاهلين منهم ، والتارك للعمل

بقول بعض العلماء منهم ، يكون في الحالتين مهتديا ، ويكون في هذه الحالة المقتدي بقتلة الخليفة عثمان بن عفان والمتقاعد عن نصرته مهتديا ، وتابعا للحق في الصورتين ، وكذلك المقتدي بقتلة عمار بن ياسر ( رض ) وكان مع معاوية مشارعا بالقتل

يكون أيضا مهتديا ؟ ! وعلى هذا الأساس يلزمكم أن تقولوا بجواز العمل بالضدين وبجواز اجتماع الهدى والضلال في شئ واحد ، وعلى صعيد واحد وبطلانه واضح لقوله تعالى في سورة يونس عليه السلام ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) ( 1 ) .
 

  * هامش *  
 

( 1 ) سورة يونس الآية 132 . ( * )

 

 

 ص 240

 ثالثا : لو رجعنا إلى ميزان الحديث وهو كلام الله تعالى : ( القرآن ) ( أعرضوا حديثنا على القرآن ، فإن وافق القرآن فخذوا به وإن خالف القرآن ، فاضربوا به عرض الحائط ) .

لنعرض حديث ( أصحابي كالنجوم ) على القرآن ما نصه : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ) ( آية الانقلاب ) .

وقوله تعالى مرة أخرى ( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ) الصريح في وجود الكاذبين في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وكل حديث خالف قوله تعالى فهو زخرف يضرب به عرض الجدار .


 رابعا : وعليه يلزمكم أن تقولوا لو أن شخصا قاتل عليا عليه السلام مع معاوية بن أبي سفيان يوم صفين ، من الصبح إلى الظهر ، ثم عدل وقاتل معاوية مع علي عليه السلام إلى الليل كان في الحالتين تابعا للحق والهدى ، وإذا قتل وهو في إحدى

الحالتين فهو في الجنة ، وكذا الحال لو كان في قصة الخليفة عثمان بن عفان الأموي وهذا ما لا يذهب إليه من له دين أو شئ من العقل لقوله تعالى : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ) . الأمر الذين لا يمكن لكم تقييده بشئ مطلقا ، لأنه مخالف لعموم إطلاق الآية .

فيجب طرحه لأنه كذب وزيف وانتحال لا أصل له . الأدلة القرآنية تسقط حديث ( أصحابي كالنجوم ) لو نظر القارئ نظرة الفاحص المتأمل إلى صحيح الأخبار لرأى بأم عينه ما كان يرتكبه الكثير منهم ، مما كان يوجب نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله في
 

 ص 241

توبيخهم وتوعيدهم بالعذاب ، وما كان ذلك ليخرجوهم عن مثل ما ارتكبوه من الخطأ واقترفوه من خلاف الصحيح والصواب . ومن ذلك : لما تأخرت أم المؤمنين عائشة ، وصفوان بن العطاء في غزوة بني المصطلق ، فأسرعوا إلى رميها بصفوان

وارتكبوا في ذلك الإفك المبين ، كما نطق به القرآن في سورة النور بقوله تعالى : ( إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم ، لا تحسبوه شرا لكم ، بل هو خير لكم ، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) ( 1 )

ومن ذلك : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يخطب على المنبر يوم الجامعة إذ جاءت عير لقريش قد أقبلت من الشام ، ومعها من يضرب الدف ويستعمل ما حرمه الإسلام فتركوا رسول الله صلى الله عليه وآله قائما على المنبر وانفضوا عنه إلى

اللهو واللعب ، رغبة فيهما ، وزهدا في استماع مواعظه ، وما يتلوه عليهم من آيات الذكر الحكيم حتى أنزل الله تعالى فيهم في سورة الجمعة : ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ، قل : ما عند الله خير من اللهو ، ومن التجارة ، والله خير الرازقين ) ( 2 ) .
 

  * هامش *  
 

( 1 ) سورة النور الآية : 11 .
( 2 ) سورة الجمعة الآية : 11 وهذا ما أخرجه السيوطي في الدر المنثور ص 220 - 221 في تفسير الآية من جزئه السادس ،
والخازن في تفسيره ص 79 من جزئه السابع ، والبغوي في تفسير ، ص 79 من تفسيره بهامش الجزء السابع من تفسير الخازن .

والبيضاوي في تفسيره ص 122 من جزئه الخامس ، وغيرهم من مفسري أهل السنة ، وأخرجه البخاري مختصر الحادثة في صحيح من الجزء الثالث باب إذا رأوا تجارة في تفسير سورة الجمعة في كتاب التفسير عن جابر بن عبد الله أنه قال : ( أقبلت عير يوم الجمعة ، ونحن مع النبي صلى الله عليه وآله فثار الناس إلا اثنا عشر رجلا فأنزل الله هذه الآية ) . ( * )

 

 

 ص 242

ومنها : إنهم اجتمعوا وطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وآله شجرة يعبدونها من دون الله تعالى ، فقال لهم : الله أكبر ! قلتم مثل ما قال قوم موسى عليه السلام ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) ! على ما أخرجه السيوطي في تفسيره الدر المنثور ( 1 ) في تفسير هذه الآية وغيره من علماء التفسير عند أهل السنة .


ومنها : لما آثر النبي صلى الله عليه وآله أناسا في القسمة في ( حنين ) تأليفا لقلوبهم قالوا ( إن هذه القسمة ما أراد بها وجه الله تعالى ) على ما أخرجه البخاري في صحيحه ( 2 ) في باب غزوة الطائف وغيره من أهل الصحاح والمسانيد ، عند أهل

السنة . مع أن الكثير منهم كان يظهر لرسول الله صلى الله عليه وآله الإيمان ويبطن له خلافة ، ممن كان يتظاهر بإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والإنفاق في سبيل الله ، ويحضر الجهاد على ما جاء به كتاب الله تعالى ونطق بذكر من ظهر من

النفاق ، فقال تعالى في سورة النساء : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ، يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) ( 3 ) .

وقال تعالى فيهم في سورة التوبة : ( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ، ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ، ولا ينفقون إلا وهم
 

 

* هامش *

 
 

 ( 1 ) الدر المنثور - للسيوطي : ج 3 - ص 114 .
( 2 ) صحيح البخاري ، باب غزوة الطائف - الجزء الثالث ص 48 .
( 3 ) سورة النساء : الآية 142 . ( * )

 

 

 ص 243

كارهون ) ( 1 ) .

وقال تعالى فيهم في سورة التوبة : ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ، ومن أهل المدينة ، مردوا على النفاق ، لا تعلمهم نحن نعلمهم ، سنعذبهم مرتين ) ( 2 ) .
 

وقال تعالى فيهم في سورة المعارج : ( فمال الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ) ( 3 ) .
 

وقد أحاطوا برسول الله صلى الله عليه وآله عن يمينه ، وعن شماله ، ليؤلبوا الأمر بذلك على المؤمنين ولم يذكر الله تعالى له أسماءهم فراجع إن شئت ما أخرجه السيوطي ( 4 ) .
 

وقال تعالى فيهم في سورة محمد ( ولو نشاء لأريناكهم ، فلعرفتهم بسيماهم ، ولتعرفنهم في لحن القول ) ( 5 ) .
 

وقال تعالى فيهم في سورة المنافقين : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم ، كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هو العدو ، فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) ( 6 ) .
 

  * هامش *  
  ( 1 ) سورة التوبة : الآية 54 .
( 2 ) سورة التوبة : الآية : 101 .
( 3 ) سورة المعارج : الآية 36 .
( 4 ) الدر المنثور : للسيوطي في تفسيره في أواخر ص 266 وما بعدها من جزئه السادس .
( 5 ) سورة محمد : الآية 30 .
( 6 ) سورة المنافقين : الآية 4 . ( * )
 

 

 ص 244

وقال تعالى فيهم في سورة الأنفال : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ، تريدون عرض الدنيا ، والله يريد الآخرة ، والله عزيز حكيم ، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) ( 1 ) .


وقال تعالى فيهم في سورة التوبة : ( يحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ) ( 2 ) . وفي هذه الآية يخاطب الله رسوله مدلا له على جماعة منهم أمرا له صلى الله عليه وآله بالإعراض عن ظاهر نفاقهم . انتهى .


بعد عرض الأدلة القرآنية في كشف زيف حديث ( أصحابي كالنجوم ) . أقول : أيها المسلمون فهؤلاء الذين تلونا عليكم فيهم هذه الآيات ، وأوردنا لكم في حالهم الأحاديث الصحاح ، كلهم كانوا من الصحابة ، ومن يشملهم اسم الصحبة ، وتحقيق نسبة

صحبتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله على طبقاتهم في الخطأ والعمد والضلال والنفاق لأن جميعهم رأوا النبي صلى الله عليه وآله وجالسوه وكانوا بحضرته صلى الله عليه وآله ، ولا يستطيع من له عقل أن يدفع ذلك عنهم ، أو يخصصه بغيرهم ،

كما لا يستطيع أن يتمسك بالصحبة ومشاهدة النبي صلى الله عليه وآله والجلوس معه صلى الله عليه وآله ويجعل ذلك دليلا علميا وبرهانا منطقيا ، على الصواب وأنه يوجب لهم العصمة من الخطأ أو الضلال وهو يرى بأم عينه تلك الآيات وهاتيك الروايات الصحاح .


وبعد كل ذلك إنا نطالب الأخوة المسلمين أن يخبرونا من هم أولئك

  * هامش *  
 

( 1 ) سورة الأنفال : الآية 67 . ( 2 ) سورة التوبة : الآية : 95 . ( * )

 

 

 ص 245

المخاطبون في تلك الآيات والروايات إن لم يكونوا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فكيف يمكنه حرف الآيات والروايات عنهم ؟ فالمشافهون في الخطاب فيها هم أصحابه صلى الله عليه وآله وكيف يمكن حمل الروايات على غيرهم وفي بعضها

صراحة بأن من خاطبهم النبي صلى الله عليه وآله كانوا أصحابه صلى الله عليه وآله لا أصحاب غيره كحديث الحوض وحديث : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ) فماذا يا ترى يمكن أن يقوله القائل فيها ؟ ! !


صحيح البخاري يسقط نظرية الصحابة كلهم عدول إن السياسة الإعلامية في الدولة الأموية كانت قوية ولكن بفضل الله ونور أهل البيت عليهم السلام بدأنا نكتشف خيوط المؤامرة التضليلية على أهل بيت النبوة ( صلوات الله عليهم ) فجاءت السياسة

الرعناء بحديث . ( أصحابي كالنجوم ) واخترعوا من وراء هذا الحديث نظرية تسمى نظرية عدالة الصحابة لكن فاتهم ما صرح به الإمام البخاري بنقض هذه النظرية وهدمها من أساسها وهو قول النبي صلى الله عليه وآله . ( ليذادن رجال من

أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرائب الإبل عن الماء ، فأقول : يا ربي إنهم أصحابي أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : بعدا لهم وسحقا لهم ) ( 1 ) .


وأخيرا وليس من الاعتدال أن يحكم إنسان على كل صحابي بالاعتدال وقد علم بوجود المقهورين فيهم على الإسلام ، كأبي سفيان وولديه معاوية

  * هامش *  
 

( 1 ) صحيح البخاري ج 8 - ص 87 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج 1 - ص 122 . ( * )

 

 

 ص 246

ويزيد ، وعلم بوجود الداخلين فيه على غير بصيرة منهم ، وعلم بوجود شاربي الخمور ، ومرتكبي الفجور ، وقاتلي النفوس المحترمة كقتلهم لعمار بن ياسر ، وحجر بن عدي ، وسم الإمام الحسن ، وفتنة الجمل ، ومحاربتهم لعلي عليه السلام

ومقاتلتهم لبعضهم البعض ، ونفيهم لأبي ذر الغفاري إلى صحراء الربذة إلى أن مات وعلم بوجود المنافقين فيهم كما نطق فيهم القرآن . كما يأبى كل مسلم غيور على الدين وعلى قداسة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله أن يصغي لقائل يقول بتقديس مثل

هذا النوع من أصحابه صلى الله عليه وآله فمن شاء فليحمر ومن شاء فليصفر ، فإنا لا نعدو ولا نتجاوز كتاب الله وسنة نبيه المودعة في عترته كما صرح حديث الثقلين . المشهور .


مناقشة حديث العشرة المبشرة بالجنة أقول : إن هذا الحديث يتعارض مع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام الذي رواه النسائي بالإسناد الصحيح في الخصائص عن علي رضي الله عنه أنه قال : ( أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ) . فالناكثون : هم طلحة والزبير وعائشة فإذا علي مأمور بقتالهم وهو على حق وهم على باطل . هذا أولا .

ثانيا : حديث الرسول صلى الله عليه وآله للزبير : ( إنك لتقاتله وأنت ظالم له ) فهذا ما يخرج الزبير عن حديث العشرة المبشرة .

ثالثا : ما نقله لنا الإمام عبد القاهر التميمي فيما يخص البحث :

 ص 247

إجماع علماء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين أن عليا كرم الله وجهه مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له لكن لا يكفرون ببغيهم .


 رابعا : معارضة حديث العشرة لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يرويه زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي : ( أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ) فالذين حاربوا عليا في يوم الجمل هم طلحة والزبير وغيرهم من العشرة فكيف يمكن ذلك ؟ ! !


 خامسا : معارضته لحديث الرسول صلى الله عليه وآله الذي يرويه البخاري في صحيحه ( 1 ) . ( يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) . ( من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ) . وماتت فاطمة كما يصرح البخاري وهي غاضبة عليهم أي على الخليفتين أبي بكر وعمر فكيف نقطع بالجنة ونبشر لهم بها والأساس هو حسن الخاتمة .


 سادسا : إن الذي روى حديث العشرة هو سعيد بن زيد بن نفيل وهو أحد العشرة المدلول عليهم في الحديث ، وأنتم تعلمون أن من زكى غيره بتزكية نفسه ، لم تثبت تزكيته لمن زكى في الشرع الإسلامي ، كما أن من شهد بشهادة له كفل فيها
 

  * هامش *  
 

( 1 ) صحيح البخاري ، حديث رقم 3092 ماتت وهي غاضبة عليهم وفي رواية أخرى فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت . ( * )

 

 

 ص 248

لن تقبل شهادته فيه ، وفي القرآن يقول الله تعالى : ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) ( 1 ) .

 سابعا : إنه من آحاد الخبر ورواية الواحد ، وهو سعيد غير مقبولة ومردودة عليه ، ولا يحصل بها القطع بالحق عند الله تعالى .

 ثامنا : إن العقل بطبيعته يحكم حكما قطعيا بإقناع القطع بالجنة والأمان من النار ، لمن يجوز عليه ارتكاب المعاصي ، واقتران الآثام ولمن ليس معصوما من الأخطاء ، ولا يمتنع عليه فعل السيئات لأنه مع القطع له بالجنة ، مع عدم عصمته ،

يكون نشطا في ارتكاب ما تدعو إليه الطبائع من الشهوات ، والميول ، والاتجاهات اللاشرعية ، لأنه حينئذ يكون له أحسن من العذاب ، ومطمئنا إلى ما أخبر به من حسن عاقبته وأنه مقطوع له بالثواب على كل حال .


 تاسعا : إن من المحال العقلي أن يصدر عن النبي صلى الله عليه وآله مثل هذا الحكم القطعي لأناس مجهولي الخاتمة ، ولم تثبت لهم العصمة سوى علي بن أبي طالب عليه السلام لثبوت عصمته .


 عاشرا : لو كان هذا الحديث صحيحا فكيف يا ترى أهمل الخليفة عثمان الاحتجاج به على من حاصره يوم الدار ، وما الذي منعه من الاحتجاج به عليهم ، عندما استحلوا قتله . وقد ثبت بالضرورة من دين الإسلام حرمة دماء أهل الجنان ؟

فحتى أثبت لك عزيزي القارئ بأن الحديث موضوع .

  * هامش *  
 

( 1 ) سورة النجم : الآية 32 . ( * )

 

 

 ص 249

ووضع مقابل حديث بشارة شيعة علي بالجنة . العشرة المبشرة عند أهل السنة هم : أبو بكر ، عمر ، وعثمان ، وعلي وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو عبيدة بن الجراح .


وحديث بشارة العشرة بالجنة أنه قد جاء في ( الرياض النضرة في المناقب العشرة ) عن أبي ذر ( رضي الله عنه ) قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزل عائشة ( رضي الله عنها ) فقال : يا عائشة ألا أبشرك ؟ ! فقالت : بلى يا رسول

الله . . قال : أبوك في الجنة ورفيقه إبراهيم ، وعمر في الجنة ورفيقه نوح ، وعثمان في الجنة ورفيقه أنا ، وعلي في الجنة ورفيقه يحيى بن زكريا ، وطلحة في الجنة ورفيقه داوود ، والزبير في الجنة ورفيقه إسماعيل ، وسعد بن أبي وقاص في

الجنة ورفيقه سليمان ، وسعيد بن زيد في الجنة ورفيقه موسى بن عمران ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ورفيقه عيسى بن مريم ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ورفيقه إدريس عليهم السلام ( 1 ) .


ونقلنا الحديث المذكور عن كتاب ( العشرة المبشرة بالجنة ) . ومن المعلوم أن هذا الكتاب من أهل السنة إنما هو في مقابل كتاب ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ) فحديث بشارة العشرة بالجنة من الأحاديث الموضوعة في مقابل أحاديث بشارة شيعة علي بالجنة فإن الأحاديث النبوية عند الفريقين صريحة في بشارة شيعة علي بالجنة .
 

  * هامش *  
  ( 1 ) ( العشرة المبشرون إلى الجنة ) تأليف عبد اللطيف عاشور : ص 5 . ( * )  

 

 ص 250

منها : ما ذكره ابن حجر في ( الصواعق المحرقة ) من أن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( يا علي إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ، ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين ) ( 1 ) .
 

ومنها : ما في ( تاريخ دمشق ) لابن عساكر الشافعي في ترجمة علي بن أبي طالب عليه السلام من أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي : ( أنت وشيعتك في الجنة ) ( 2 )


وأيضا إن النبي صلى الله عليه وآله نظر إلى علي فقال : ( هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ) ( 3 ) .

وزبدة المخض : إن حديث العشرة وضع مقابل حديث الاثني عشرة الذين هم بعدد ( نقباء بني إسرائيل ، وهم آل بيت النبوة والأئمة الأبرار ، فالإثني عشر المبشرون إلى الجنة هم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، كما قال تعالى :

( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 4 ) . وهم الذين أوجب الله مودتهم وجعلها أمرا لتبليغ الرسالة حيث قال تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ( 5 ) .
 

  * هامش *  
 

( 1 ) الصواعق المحرقة : ص 182 الطبعة الجديدة .
( 2 ) تاريخ دمشق : ج 2 - ص 345 .
( 3 ) تاريخ دمشق : ج 2 - ص 348 .
( 4 ) سورة الأحزاب : الآية 33 .
( 5 ) سورة الشورى : الآية 23 .

 

 

 ص 251

أي قل يا محمد : لا أسألكم على تبليغ الرسالة ( أجرا إلا المودة في القربى ) وهم الأئمة الذين يبشرون بالجنة بأقوالهم وأعمالهم ، وأتحدى كتب الصحاح والتاريخ من يستطع أن يلتقط ولو عثرة واحدة على أئمة أهل البيت عليهم السلام فليناقشني بها .

ولو الناس اجتمعوا على حب علي وأهل بيته لما خلق الله النار وهو الذي ولد في جوف الكعبة ولم يولد بها أحد قبله ولا بعده وهو الذي قال ابن عباس فيه : لو أن الشجر أقلام والبحر مداد ، والإنس والجن كتاب وحساب ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام روحي له الفداء .


مصادر للاستفادة بخصوص البحث من أراد الوقوف على معرفة الأحاديث الموضوعة عند أهل السنة والجماعة فليراجع الكتب التالية :

 1 . ( تذكرة الموضوعات ) ، للعالم الجليل المقدسي .

 2 . ( ميزان الاعتدال ) للذهبي .

 3 . ( سفر السعادة ) لصاحب القاموس . الفيروز آبادي الشافعي .

 4 . ( تاريخ بغداد ) للخطيب البغدادي .

 5 . ( الموضوعات ) أبي الفرج ابن الجوزي .

 6 . اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) للشيخ جلال الدين السيوطي .

 7 . ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) للشوكاني .

 8 . وهناك كتاب في هذا الخصوص ( للحوت البيروتي ) أحد العلماء الكبار .

 ص 252

ولماذا صرح هؤلاء الأعلام إن هذه الأحاديث والأخبار المروية ضعيفة لسببين :

 1 - أسانيدها ضعيفة لأن في طريقها رجال متهمون بالكذب ووضع الأحاديث .

 2 - عدم موافقتها للقواعد العقلية والآيات القرآنية . ولقول الرسول صلى الله عليه وآله ستكثر من بعدي الكذابة : فأعرضوا كلامنا على القرآن ، فإن وافق القرآن فخذوا به وإن خالف القرآن فإنه زخرف واضربوا به عرض الحائط .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net