متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
18- ابن سعد الجزائري 19- الحر العاملي 20- العلامة المجلسي 21- أبو الحسن الفتوي 22- الخواجوئي المازندراني
الكتاب : مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود ج2    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

 18 - ابن سعد الجزائري ( ت 1021 ه‍ ) .

وقال المحقق الجليل الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري رحمه الله وهو من أجلاء علماء عصره . " ومنها : أنه بعث إلى بيت أمير المؤمنين عليه السلام لما امتنع من البيعة ، وأمر أن تضرم فيه النار ، وكشفوه . وفيه فاطمة ، وجماعة من بني هاشم ، وأخرجوا عليا . وضربوا فاطمة ( عليها السلام ) ، فألقت جنينا " ( 1 ) .
إلى أن قال : " كيف وإنما خرج كرها ، بعد طول المجادلة ، وكثرة الاحتجاج ، والمناشدة ، وصعوبة التهديد والمجالدة . وإضرام النار في الدار ، وضرب المعصومة بنت المختار ، وإزعاج السادة الأطهار " ( 2 ) .

 19 - الحر العاملي ( ت 1104 ه‍ ) .

وقال المحدث الجليل ، والفقيه المتكلم ، صاحب الموسوعة الحديثية الرائدة ، " وسائل الشيعة " ، وهو يتحدث عن أبي بكر ، وعما ينفي أهليته للخلافة : "
ومنها : أنه طلب هو وعمر إحراق بيت أمير المؤمنين لما امتنع هو وجماعة عن البيعة .

 

( 1 ) الإمامة : ص 81 . ( مخطوط ) توجد نسخة مصورة عنه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات .
( 2 ) المصدر السابق . ( * )

 
 

- ج2 ص 99 -

ذكره الواقدي في روايته ، والطبري في تاريخه ، ونحوه ذكر ابن عبد ربه . وهو من أعيانهم وكذا مصنف كتاب أنفاس الجواهر الخ . . " ( 1 ) . وله كلمات متنوعة ومتفرقة عديدة في مقام الاحتجاج والاستدلال لا نجد ضرورة لنقلها فمن أرادها فليراجعها ( 2 ) .

 20 - العلامة المجلسي ( ت 1110 ه‍ ) .

وقال العلامة المتبحر شيخ الإسلام المولى الشيخ محمد باقر ( المجلسي الثاني ) في مقام الإيراد على خلافة عمر بن الخطاب : " . . الطعن السابع عشر : إنه هم بإحراق بيت فاطمة ( عليها السلام ) وكان فيه أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسنان . وهددهم ، وآذاهم " ( 3 ) .

وقال المجلسي أيضا : " . . إذ تبين بالمتفق عليه من أخبارهم وأخبارنا : أن عمر هم بإحراق بيت فاطمة ( ع ) بأمر أبي بكر ، أو برضاه ، وقد كان فيه أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسنان صلوات الله عليهم وهددهم وآذاهم . مع أن رفعة شأنهم عند الله ، وعند رسول الله مما لا ينكره إلا من خرج عن الإسلام " ( 4 ) .

 

( 1 ) إثبات الهداة : ج 2 ص 368 .
( 2 ) راجع : إثبات الهداة : ص 334 و 361 و 376 و 377 .

( 3 ) البحار : ج 31 ص 59 .
( 4 ) البحار : ج 28 ص 408 و 409 . ( * )
 
 

- ج2 ص 95 -

 21 - أبو الحسن الفتوني ( ت 1138 ه‍ ) .

قال الشريف أبو الحسن الفتوني ، وهو من أعاظم علماء عصره ( 1 ) : " فالآن نشرع في بيان نبذ مما جرى عليها بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، من التعدي والتفريط ، بحيث أجهرت بالشكوى ، وأظهرت الوجد والغضب على المعتدين عليها ، حتى أنها أوصت بمنعهم عن حضور جنازتها ، إذ لا يخفى حينئذ على كل منصف ، متذكر لما ذكرناه في شأنها : أن صدور مثل هذا عنهم قدح صريح فيهم ، حيث لم يبالوا - أولا - بما ورد في حقها ، ولم يخافوا - ثانيا - من غضب الله ورسوله " .

ثم يستمر في الاستدلال . . ثم يذكر رواية عن بكاء النبي ( ص ) حين حضرته الوفاة ، فسئل عن ذلك ، فقال : أبكي لذريتي ، وما يصنع بهم شرار أمتي من بعدي ، وكأني بفاطمة وقد ظلمت من بعدي ، وهي تنادي : يا أبتاه ، يا أبتاه ، فلا يعينها أحد من أمتي .

ثم يقول : " هذا الكلام من النبي ( ص ) إشارة إلى ما سيأتي في المقالة الرابعة ، من المقصد الثاني ، مفصلا صريحا ، من بيان هجوم عمر وجماعة معه ، بأمر أبي بكر على بيت فاطمة ، لإخراج علي والزبير منه للبيعة . وكذا إلى منعها عن فدك ، والخمس ، وبقية إرثها من

 

( 1 ) مرآة الأنوار ( المطبوع كمقدمة لتفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ) ، ولؤلؤة البحرين : ص 107 . ( * )

 
 

- ج2 ص 96 -

أبيها ( ص ) .
ولا بأس إن ذكرنا مجملا من ذلك ها هنا : نقل جماعة سيأتي في الموضع المذكور ذكر أساميهم ، والكتب التي نقلوا فيها ، منهم الطبري ، والجوهري ، والقتيبي ، والسيوطي ، وابن عبد ربه ، والواقدي ، وغيرهم خلق كثير : أن عمر بن الخطاب وجماعة معه ، منهم خالد بن الوليد ، أتوا بأمر أبي بكر إلى بيت فاطمة ، وفيه علي والزبير ، وغيرهما ، فدقوا الباب ، وناداهم عمر ، فأبوا أن يخرجوا . فلما سمعت فاطمة أصواتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا أبتاه ، يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن أبي قحافة .

وفي رواية القتيبي ، وجمع غيره : أنهم لما أبوا أن يخرجوا دعا عمر بالحطب ، وقال : والذي نفس عمر بيده ، لتخرجن ، أو لأحرقنها عليكم على ما فيها . فقيل له : إن فيها فاطمة ؟ ! فقال : وإن . .

وفي رواية ابن عبد ربه : أن فاطمة قالت له : يا ابن الخطاب ، أجئتنا لتحرق دارنا ؟ قال : نعم .

وفي رواية زيد بن أسلم : أنها قالت : تحرق علي ، وعلى ولدي ؟ قال : إي والله ، أو ليخرجن ، وليبايعن . ثم إن القوم الذين كانوا مع عمر لما سمعوا صوتها وبكاءها

- ج2 ص 97 -

انصرف أكثرهم باكين ، وبقي عمر وقوم معه ، فأخرجوا عليا .

حتى في رواية أكثرهم : أن عمر دخل البيت ، وأخرج الزبير ، ثم عليا . واجتمع الناس ينظرون ، وصرخت فاطمة وولولت ، حتى خرجت إلى باب حجرتها ، وقالت : ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت نبيكم . وقد ذكر الشهرستاني في كتاب الملل والنحل : أن النظام نقل : أن عمر ضرب بطن فاطمة ذلك اليوم ، حتى ألقت المحسن من بطنها ، وكان يصيح : أحرقوها بمن فيها .

وفي روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) : أن عمر دفع باب البيت ليدخل ، وكانت فاطمة وراء الباب ، فأصابت بطنها ، فأسقطت من ذلك جنينها المسمى بالمحسن . وماتت بذلك الوجع .

وفي بعض رواياته : أنه ضربها بالسوط على ظهرها . وفي رواية : أن قنفذ ضربها بأمره " .

ثم يذكر رحمه الله خلاصة عما جاء في كتاب سليم بن قيس ، ويذكر أيضا قول الإمام الحسن للمغيرة بن شعبة .
ثم يقول : " وكفى ما ذكروه في ثبوت دخول بيتها ، الذي هو من بيوت النبي ( ص ) بغير إذنها ، وفي تحقق الأذى ، لا سيما مع التهديد بالإحراق ، حتى أن في الإستيعاب ، وكتاب الغرر وغيرهما ، عن زيد

- ج2 ص 98 -

بن أسلم ، أنه قال : كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى دار فاطمة . وسيأتي بعض الأخبار في المقالة الرابعة من المقصد الثاني ( 1 ) .

وقال رحمه الله أيضا : " ثبوت أذية الرجلين لفاطمة غاية الأذى يوم مطالبة علي بالبيعة ، حتى الهجوم على بيتها ، ودخوله بغير إذن ، بل ضربها ، وجمع الحطب لإحراقه ، وكذا أذيتها في أخذ فدك منها ، ومنع إرثها ، وقطع الخمس ، ونحو ذلك ، ووقوع المنازعة بينها وبين من آذاها ، وتحقق غضبها ، وسخطها على من عاندها ، إلى أن ماتت على ذلك ، فمما لا شك فيه عندنا معشر الإمامية ، بحسب ما ثبت وتواتر من أخبار ذريتها الأئمة الأطهار ، والصحابة الأخيار كما هو مسطور في كتبهم ، بل باعتراف جماعة من غيرهم أيضا كما سيأتي بعض ذلك ، سوى ما مر من أخبار مخالفيهم .

وأما المخالفون ، فأمرهم عجيب غريب في هذا الباب ، لأن عامة قدماء محدثيهم سطروا في كتبهم جميع ما نقلناه عنهم ، وأكثروا طرحها ؟ ( كذا ) . بل أكثرها موجودة في كتبهم المعتبرة ، بل صحاحهم المعتمدة عندهم ، لا سيما الصحيحين ، اللذين هما عندهم تاليا كتاب الله في الاعتماد ، كما صرحوا به . وقد عرفت ، ما فيها من الدلالة صريحا ، حتى على صريح طردها ، ومنعها عن ميراثها ، وفدكها ، وخمسها ، ودوام سخطها لذلك إلى موتها . مع موافقة مضمونها لما هو معلوم بين من دفنها سرا ، وإخفاء

 

( 1 ) ضياء العالمين ( مخطوط ) : ج 2 ق 3 ص 60 - 64 . ( * )

 
 

- ج2 ص 99 -

قبرها ، بحيث أنهم إلى الآن مختلفون في موضعه . . " .
إلى أن قال رحمه الله وهو يتحدث عن بعضهم الذي لم يمكنه إنكار أصل القضية : " أسقط من بعض ما نقله ما كان صريحا في دوام غضبها . بل موه في النقل بذكر ما يشعر بعدم الغضب ، غفلة منه عن أن مثل هذا لا ينفع في مقابل تلك المعارضات القوية كثرة ، وسندا ، ودلالة . . الخ "
( 1 ) .

وقال رحمه الله : " . . إن الذي يظهر من روايات القوم ، التي نقلناها من كتبهم ، موافقة لما روي عن ذريتها الأئمة وغيرهم هو أن أسباب الأذية لم تكن شيئا واحدا . بل كانت متعددة ، تواترت منهم عليها من حين وفاة أبيها ( صلى الله عليه وآله ) إلى أن توفيت هي : من الهجوم على بابها ، بل على داخل بيتها بغير إذنها ، وسائر ما ذكرناه ، حتى لو فرضنا أنه لم يصدر منهم غير محض إظهار الاهانة يوم مطالبة علي للبيعة الخ . . " ( 2 ) .

 22 - الخواجوئي المازندراني ( ت 1173 ه‍ ) .

وقال الفاضل المحقق الخواجوئي المازندراني في رسالته " طريق الإرشاد " ، وهو من أكابر علماء الإمامية في عصره : " وأما إيذاؤهم فاطمة ( عليها السلام ) ، فمشهور ، وفي كتب

 

( 1 ) ضياء العالمين ( مخطوط ) : ج 2 ق 3 ص 96 و 97 .
( 2 ) ضياء العالمين ( مخطوط ) : ج 2 ق 3 ص 107 و 108 . ( * )

 
 

- ج2 ص 100 -

الجمهور مسطور . بعث أبو بكر إلى بيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، لما امتنع عن البيعة ، فأضرم فيه النار ، وفيه فاطمة ( ع ) ، وجماعة من بني هاشم ، وأخرجوا عليا ( ع ) ، وضربوا فاطمة ( ع ) فألقت فيه جنينها .
وأما جواب القوشجي عن هذا بأن تأخر علي عن بيعة أبي بكر لم يكن عن شقاق ومخالفة ، وإنما كان لعذر ، وطرو أمر . ففيه : أن لو كان الأمر كذلك ، فأي وجه لإضرام النار في بيته ، وإخراجه منه عنفا .
إلى أن قال : هذا التأخر إن كان لعذر يسوغ معه التأخر عن البيعة فالأمر على ما عرفته من وجوب الإهمال والاعتذار ، وحينئذ فلا وجه لإخراجه عنفا ، وإحراق بيته بالنار . وإن لم يكن كذلك فكيف يسوغ لمثل علي ( ع ) أن يتخلف بلا عذر عن بيعة إمام يعتقد صلاحيته للإمامة ؟ ومن مات وليس في عنقه بيعة إمام مات ميتة جاهلية . كما رواه ميمون بن مهران ، الخ . . . "
( 1 ) .

ويقول أيضا وهو يتابع مناقشة ما قاله القوشجي : " . . ثم أي تقصير في ذلك لفاطمة ( ع ) الطاهرة ؟ أو بم استحقت الضرب إلى حد ألقت جنينها ؟ ! وبعد اللتيا والتي ، ففيه تصريح في المطلوب لأنه لما سلم صحة الرواية ، ولم يقدح فيها ( 2 ) .

 

( 1 ) الرسائل الاعتقادية : ص 444 .                ( 2 ) المقصود هو القوشجي . ( * )

 
 

- ج2 ص 101 -

وفيها دلالة صريحة على ضربهم فاطمة ضربا شديدا . وقد سبق أن إيذاءها إيذاء رسول الله الخ . . . " ( 1 ) .

وقال أيضا بعد أن ذكر طائفة مما رواه الجمهور في حق أهل البيت ( ع ) وفي حق السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها : " كيف يروي الجمهور هذه الروايات ، ثم يظلمونها ، ويؤذونها ، ويأخذون حقها ، وينسبونها إلى الكذب ودعوى الباطل ، ويكسرون ضلعها ، ويجهضون ولدها من بطنها " ( 2 ) .

وقال أيضا : " . . فانظر أيها العاقل الرشيد ، وصاحب الرأي السديد ، كيف يروي الجمهور هذه الروايات . ثم يظلمونها ، ويأخذون حقها ، ويكسرون ضلعها ، ويجهضون ولدها من بطنها ، فليحذر المقلد . . إلى أن قال رحمه الله : هذا ، وورد في طريقنا : أنها ( ع ) كانت معصومة صديقة شهيدة رضية الخ . . . " ( 3 )

 

( 1 ) الرسائل الاعتقادية : ص 446 .
( 2 ) ( رسالة : طريق الإرشاد ) للخواجوئي المازندراني ( ضمن الرسائل الاعتقادية ) : ص 465 .
( 3 ) الرسائل الاعتقادية : ص 301 . ( * )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net