متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
لا بد من الإشارة إليه - تقديم
الكتاب : مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود ج2    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

الباب الثالث : أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول ( ص ) نصوص وآثار

------------------------------- ج2 ص 224 -------------------------------

لا بد الإشارة إليه : بسمه تعالى ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . هذا الباب كتب في الأساس لينشر مستقلا جوابا على شبهة طرحت ، فيما يرتبط بقضية السيدة الزهراء عليها السلام . ثم لما كتبنا عن الزهراء ما نجيب به على شكوك أخرى أثيرت - لسبب أو لآخر ، ولاحظنا مدى الترابط بين هذا وذاك ، رأينا أن نلحقه به - كما هو - تيسيرا على القاري الكريم ، الذي لو أردنا أن نحيله عليه - فيما إذا طبع مستقلا - فقد لا يتمكن من الاستفادة منه بسبب عدم توفره له . .

- ج2 ص 225 -

تقديم :

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد المصطفى ، وعلى آله الطيبين الطاهرين . وبعد . فإنني قبل كل شئ أحب أن يكون القارئ الكريم على بينة من الأمر بالنسبة للنقاط التالية :

 1 - إن ما سوف يطلع عليه القارئ الكريم فيما يلي من صفحات ليس بحثا علميا وتحليليا لقضية حياتية وحساسة . وإنما هو مجرد عرض لطائفة من النصوص يهدف إلى إقناع بعض الناس بأن عليهم أن لا يتسرعوا في أحكامهم ، وأن لا يطلقوا لتصوراتهم العنان إلى درجة الإيحاء بأنهم يسخرون من عقول الناس ، ويحتقرون وعيهم ، ويهزأون بالمستوى الثقافي والعلمي لهم .

 2 - إني لآسف كل الأسف على هذه الأيام من العمر التي صرفت في جمع هذه النصوص ، وكم كنت أتمنى لو إنني عوضا عن ذلك عالجت بعض الأمور الحياتية التي تفيد الناس . ولكن عزائي الوحيد هو أنني قد أكون بعملي هذا قد أسهمت بتحصين أولئك

- ج2 ص 226 -

الطيبين ، الذين هم في أعلى درجات الطهر والصفاء ، حتى لا تبهرهم العناوين الكبيرة الخادعة ، ولا الأسماء اللامعة ، فلا تؤثر عليهم الدعاوى العريضة التي يطلقها مثقف هنا ، أو صاحب مقام هناك .

 3 - إن سبب المبادرة إلى جمع هذه النصوص ، والتأليف بينها ، هو أن البعض ينسب إلى أستاذ جامعي لمادة التاريخ الإسلامي في جامعة دمشق ( 1 ) أنه يقول : إنه لم يكن في عهد النبي لمداخل البيوت مصاريع خشبية تفتح وتغلق ، أو تقرع وتطرق ، بل كانوا يسترون مداخل بيوتهم بالمسوح والستائر .

ولا ندري مدى صحة نسبة ذلك إلى ذلك الرجل ، ولا نعلم أيضا حدود وقيود هذه الدعوى ، لو صحت النسبة إليه . . واستدل ذلك البعض على صحة كلام ذلك الأستاذ الجامعي بما يذكرونه من أن النبي ( ص ) قدم من سفر ووجد على باب بيت الزهراء ( 2 ) ستارا فيه تصاوير ، فأزعجه ذلك ، وكذلك قصة اكتشاف زنا المغيرة بن شعبة من رفع الريح لستار الباب ، فرآه الشهود على تلك الحال المريبة . . والهدف من ذلك كله هو التأكيد على عدم صحة ما ورد في النصوص الصحيحة في الحديث والتاريخ . من محاولة إحراق باب

 

( 1 ) المقصود هو الدكتور سهيل زكار .
( 2 ) ويلاحظ : أن عامة الروايات ، وجل إن لم يكن كل النصوص التاريخية ، والكلمات التي وردت على لسان الصحابة وغيرهم ، قد عبرت ببيت الزهراء : أو باب بيت الزهراء ( ع ) ، وشذ وندر أن تجد تعبيرا ببيت علي ( ع ) . وهذا أمر يلفت النظر حقا ولا بد من دراسة أسبابه ودوافعه لدى المحبين والمبغضين على حد سواء . ( * )

 
 

- ج2 ص 227 -

بيت فاطمة ، وكسر ذلك الباب ، أو ضغطها ( عليها السلام ) بين الباب والحائط ، وغير ذلك من أحداث مؤلمة ومسيئة للمبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية . .

 4 - لقد ذكرت في هذا العرض الذي سوف يسرح القارئ طائفة من النصوص التي تدل على وجود أبواب ذات مصاريع في المدينة المنورة ، وفي مكة ، والكعبة في عهد الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالإضافة إلى باقة صغيرة جدا مما يدل على وجود الأبواب للبيوت في عهد الخلفاء الأوائل . ولم ننس كذلك أن نورد بعض ما يدل على محاولتهم إحراق باب بيت الزهراء عليها السلام . أو التهديد بذلك حسبما سنرى .

 5 - إنني لم أقصد فيما عرضته هنا إلى الاستيعاب ، والاستقصاء التام ، لأنني أعلم : أن ذلك سينتج كتابا ضخما ، يتألف من عدة مئات من الصفحات المشحونة بالنصوص ، ولم أجد مبررا لصرف العمر في أمر كهذا ، ليس هو في عداد المسلمات والبديهيات وحسب ، بل كاد أن يكون الحديث فيه فظا وممجوجا أيضا .

فكان أن اقتصرت في الأكثر على مصادر محدودة ، كالصحاح الستة ، ومسند أحمد ، وكنز العمال ، من مصادر أهل السنة ، وعلى البحار وبعض مصادره من مصادر شيعة أهل البيت ، بالإضافة إلى بعض ما يعرض إمام الناظر في المصادر الأخرى ، ولم يكن ثمة عمد في تقصي ما ورد في هذا وذاك على حد سواء .

وكأنني أشعر : أنني قد استدرجت إلى صرف العمر في أمر كنت أحسبه قليل الجدوى أو عديمها ، لولا أنني أردت كما قلت تحصين أولئك الذي قد تخدعهم الألقاب والأسماء .

- ج2 ص 228 -

وفقنا الله لصواب القول ، وسداد الرأي ، وحسن وجدوى الفعل ، ولكل ما فيه هدى وصلاح ورشاد .

والحمد لله ، وصلاته وسلامه على محمد وآله الطاهرين .

 1 / ربيع الثاني / 1417 ه‍ . ق جعفر مرتضى العاملي


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net