باب الكعبة :
ولا ريب في أنه قد كان للكعبة أعزها الله باب يفتح ويغلق ، ويدل على ذلك :
1 - ما ذكر عن ولادة علي ( ع ) في الكعبة ، إذ بعد أن دخلت أمه إليها من شق الحائط الذي ظهر لها ، قالوا : " فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا ، فلم ينفتح الباب الخ " ( 2 ) .
2 - وفي فتح مكة أرسل إلى عثمان بن طلحة ، فجاء بالمفتاح ، ففتح الباب . قال : ثم دخل النبي ( ص ) ، وبلال ( وأسامة بن زيد ، وعثمان بن طلحة ، وأمر بالباب فأغلق ، فلبثوا فيه مليا ، ثم فتح الباب ) ( 3 ) .
وفي نص آخر يذكر دخول النبي ( ص ) وجماعة إلى الكعبة ،
|
( 2 ) البحار : ج 35 ص 36 ، والأمالي للشيخ الطوسي : ج 2 ص 318 . ( 3 ) صحيح مسلم ( ط دار إحياء التراث العربي سنة 1414 ه ) ، ج 2 ص 966 و 997 ، وصحيح البخاري : ( ط دار إحياء التراث العربي ) ج 1 ص 126 ، ومسند أحمد : ج 2 ص 33 . ( * ) |
| |
ثم يقول : " فأغلقوا عليهم ، فلما فتحها " ( 1 ) .
3 - ويفصل نص آخر ذلك فيقول : " لما دخل النبي ( ص ) مكة يوم الفتح غلق عثمان بن أبي طلحة باب البيت ، وصعد إلى السطح ، فطلب النبي ( ص ) المفتاح منه فقال : لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه " . فصعد علي بن أبي طالب السطح ، ولوى يده ، وأخذ المفتاح منه ، وفتح الباب ، فدخل النبي ( ص ) البيت ، فصلى فيه ركعتين ، فلما خرج طلب العباس أن يعطيه المفتاح فنزل : * ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) * ( 2 ) . فأمر النبي ( ص ) أن يرد المفتاح إلى عثمان ( 3 ) .
وفي حديث آخر : أنه ( ص ) قال : " عند من المفتاح ؟ قالوا عند أم شيبة ، فقال اذهب إلى أمك فقل لها : ترسل بالمفتاح . . . إلى أن قال : فوضعته في يد الغلام ، فأخذه ودعا عمر ، فقال : هذا تأويل رؤياي ، ثم قال : ففتحه وستره ، فمن يومئذ يستر . ثم دعا الغلام فبسط رداءه ، وجعل فيه المفتاح ، وقال : رده إلى
|
( 1 ) سنن النسائي : ج 2 ص 33 و 34 ، ومسند أحمد : ج 6 ص 15 و ج 2 ص 33 و 120 ، وصحيح مسلم : ج 2 ص 967 ( ط دار إحياء التراث العربي سنة 1412 ه ) . ( 2 ) البحار : ج 21 ص 116 و 117 ، ومناقب آل أبي طالب : ج 2 ص 143 . ( 3 ) أسباب النزول : ص 130 ( ط دار الكتاب العربي سنة 1410 ه ) ، والبحار : ج 21 ص 116 و 117 ، عنه وعن المناقب : تفسير الثعلبي ، والقشيري ، والقزويني ، ومعاني الزجاج ، ومسند الموصلي . ( * ) |
| |
أمك الخ . . ( 1 ) .
4 - وقد كان لباب الكعبة حلقة أيضا ، فروي أن النبي ( ص ) لما خرج من الكعبة أخذ بحلقة الباب ، ثم قال الخ ( 2 ) .
5 - وعن أسامة بن زيد أنه دخل هو ورسول الله ( ص ) بالبيت ، فأمر بلالا فأجاف الباب ، والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة الخ ( 3 ) .
خلاصات مما تقدم :
إذن ، فقد نهى النبي ( ص ) أهل مكة عن اتخاذ الأبواب لبيوتهم ، وعلم الناس بما طلبه منهم النبي ، حتى جاء زمن معاوية ، فكان أول من خالف النهي . والظاهر : أنه ( ص ) قد نهى عن ذلك بعد فتح مكة ، في أواخر حياته أما قبل ذلك ، فقد كان لبيوت مكة أبواب .
ويدل على ذلك تعبيراتهم التالية : - فأدخلتهما بيتا ، وأغلقت عليهما بابا . - استوثقوا مني ومن الباب بقفل . - فإذا الباب قد تساقط ما عليه ( أي سقط القفل ) .
|
( 1 ) مناقب آل أبي طالب : ج 1 ص 209 . ( 2 ) البحار : ج 67 ، ص 287 ومشكاة الأنوار : ص 59 . ( 3 ) كنز العمال : ج 5 ص 299 ، عن أحمد ، والنسائي والروياني . ( * ) |
| |
- وفتح . - فأغلق عليه الباب . - وفتح رسول الله الباب وخرج . - ثم ضربت الباب . - افتحي الباب ففتحت . - قرع الباب . - استفتح عليه ، فإن فتح لك فادخل . - إذا لم يفتح فتحامل على الباب فاكسره وادخل . - وجد الباب مغلقا فاستفتح فلم يفتح له ، فتحامل على الباب فكسره . - أجيفي الباب . - من أغلق عليه بابه فهو آمن . - وغلقت بابي . - قرع الباب . - يقرع حلقة لا يقرعها إلا محمد . - افتحي يا خديجة . - فتحت الباب .
هذا وقد كان للكعبة باب له مفتاح ، ويدل على ذلك التعابير
التالية : - فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا ، فلم ينفتح الباب . - فأغلقوا عليهم ، فلما فتحها . - فجاء بالمفتاح ففتح الباب . - وأمر بالباب ، فأغلق . - ثم فتح الباب . - غلق عثمان بن أبي طلحة باب البيت . - فطلب النبي ( ص ) المفتاح منه ، وفتح الباب . - لوى يده وأخذ المفتاح منه وفتح الباب . - طلب العباس أن يعطيه المفتاح . - أمر النبي ( ص ) أن يرد المفتاح إلى عثمان . - فأخذ بحلقة الباب .
|