متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
1 - من الذي يدعو ويختار ؟
الكتاب : معالم الفتن ج1    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

1 - من الذي يدعو ويختار؟:

لا جدال في أن الشيطان ما زال يعمل منذ طرده الله من الجنة وأن مجال عمله هم ذرية آدم وإن عمله مستمر بعد الرسالة الخاتمة وحتى يوم الوقت المعلوم. ولا جدال في أنه استهدف في برنامجه رسل الله عليهم السلام ودعوتهم قال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن) (1). ولا جدال في أن حزب الشيطان من المنافقين قد تدثروا في رداء الإسلام وحاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم. وحاولوا بث ثقافة العدوان من تحت مئذنة مسجدهم الضرار. وساروا بين المؤمنين يبثون الفتن في الوقت المناسب. ولا جدال في أن الكتاب الذي يقرأه كل من يقف تحت سقف الدعوة الإسلامية هو القرآن الكريم. ولا جدال في هذا وغيره.

فإذا كان الأمر على هذه الصورة. فكيف حصنت برسالة خط القيادة فيها؟

بمعنى أنها لو تركت الأمر لاختيار الأمة فإن بين صفوف الأمة من يقول فيهم الله جل شأنه: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون) (2) بالله عليك إذا قام واحد من هؤلاء لترشيح نفسه للرئاسة في أي مكان. ألا تراه

____________

(1) سورة الأنعام: الآية 112.

(2) سورة المنافقون: الآية 4.

الصفحة 86
يستحوذ على أغلب أصوات الناخبين. فهو في صباحة من المنظر. وتناسب في الأعضاء. وإذا سمعه السامع مال إلى الاصغاء إلى قوله: فماذا فعلت الدعوة الخاتمة لسد الطريق أمام أعداء الفطرة الذين يأكلون بأجسامهم وألسنتهم؟ وأيضا يعين صفوف الأمة أولئك الذين غمسوا في الترف بما لديهم من أموال وأولاد.

يقول تعالى: (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) (1). فماذا فعلت الرسالة الخاتمة لسد الطريق أمام التجار الكبار الذين احترفوا التجارة في كل شئ. وأمام أبنائهم الذين ورثوا منهم الشذوذ والدنس والعار، أقول والله أعلم. إن القول بأن الدعوة لم تقم بتحصين هذا الجانب، هو قول فيه تساهل غير لائق بكلام الله وسنة نبيه وحركة التاريخ. ولو قلت أن الأمة تختار قيادتها وفقا لشروط دقيقة. فإن قولي هذا يصطدم بحقيقة لا تقبل الجدل تقول: إن سر المنافق في قلبه. ومعنى هذا إن أي شروط في حقيقة أمرها لله تتعدى الأمور الظاهرة، ولأن جسم هذا الأمر لا يبدأ إلا من القلب. فإن الاختيار لا يكون للأمة. وإنما يكون للذي يعلم ما تخفيه الصدور. إلى الله.

إن المسيرة لم تأت لتأكل. إنها لم تأت لتحقق أهواء فرد ما أو قبيلة ما أو حزب ما. (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين...) (2)، إن المسيرة جاءت لهدف ومن ورائه حكمة (إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء) (3).

إنه صراع دائم بين الحق وبين الباطل. بين برنامج الشيطان وبين برنامج الفطرة، بين برنامج يقوض الصراط المستقيم وبين برنامج يحدد الصراط المستقيم. ويسوق الناس إلى ربهم. فإذا قرأنا قوله تعالى: (إهدنا الصراط المستقيم) (4) فهذا إقرار منا بأن هداية الطريق له وحده. وإذا قرأنا قوله تعالى

____________

(1) سورة التوبة: الآية 85.

(2) سورة النساء: الآية 133.

(3) سورة الأنعام: الآية 133.

(4) سورة الفاتحة: الآية 6.

الصفحة 87
لرسوله: (إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم) (1) علمنا أن الدعوة طريقها واضح مستقيم والطريق هو الذي يوصل عابريه إلى الله تعالى. أي إلى السعادة الإنسانية التي فيها كمال العبودية لله والقرب. وإذا قرأنا قوله تعالى لرسوله:

(وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (2) علمنا أن الذي يهدي إليه النبي صلى الله عليه وسلم صراط مستقيم، وإن الذي يهديه النبي من الناس. هو هداية من الله سبحانه وتعالى. فهداية النبي هداية الله. وإذا قرأنا قوله تعالى لرسوله:

(وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم) (3) علمنا أن النبي الذي يهدي بهداية الله، هو الذي يدعوا إلى هداية الله. إلى الطريق الواضح الذي لا يختلف ولا يتخلف في حكمة. ويصل بسالكيه إلى الغاية المقصودة. وصفة الطريق هي نفسها صفة الحق. فإن الحق واحد لا يختلف أجزاؤه بالتناقض والتدافع. ولا يتخلف في مطلوبه الذي يهدي إليه. فالحق صراط مستقيم، فبعد هذا كله، أقول والله أعلم:

إن الاختيار القيادة وسط هذا الطريق الذي احتوى على جميع الأنماط البشرية.

لا يكون إلا لله ورسوله. لأن الاختيار إذا ترك للأمة فسيترتب عليه ما لم تحمد عقباه. ونحن بين أيدينا نصوصا عديدة تحذر من الأخذ بالصورة، وتبين نهاية الطريق إذا ضرب بالتحذير عرض الحائط ومنها حديث: " إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " (4) ولا يخفي على أحد أن طريق الشكل والصورة انتهى إلى كارثة. كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بها بعد أن حذر منها، فعن حذيفة قال. قلت يا رسول الله: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها. قلت:

يا رسول الله صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا... " (5).

إن الأمة تدعوا إلى عبادة الله. نعم. ولكن داخل سور الأمة من لا يريد

____________

(1) سورة يس: الآية 3 - 4.

(2) سورة الشورى: الآية 52.

(3) سورة المؤمنون: الآية 73.

(4) رواه مسلم وابن ماجة (كشف الخفاء 282 \ 1).

(5) البخاري (الصحيح 280 \ 2) ك بدء الخلق ب علامات النبوة.

الصفحة 88
ذلك. فإذا اختارت الأمة فلا يستبعد أن يقع اختيارها على إمام ضلالة من الأئمة الذين خاف النبي على أمته منهم. فقد قال صلى الله عليه وسلم: " إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين " (1)، إن لفظ " إمام " في الحديث يدل أن شروطا عدة قد انطبقت عليه في قبيلة أو حزب أو غير ذلك... أو يقع اختيارها على منافق عليم خاف النبي على أمته منه، قال صلى الله عليه وسلم: " أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان " (2). وتحذيرات النبي هذه جاءت بعد أن بين صلى الله عليه وسلم جانب الصواب أولا. ولعلمه بأن الاختلاف واقع كما أخبره ربه. حذر من هذه الجوانب وكأنه يدعو إلى الالتزام بما بين - كما سيأتي.

إن الأمة تدعوا إلى صراط الله المستقيم. نعم. ولكن والله أعلم أن أقرب الطرق إلى غايات الصراط المستقيم. لا يكون فيمن تزكيه الأمة. بل فيمن يزكيه الله. قال تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) (3)، فهو سبحانه أعلم بعباده وهم أجنة في بطون أمهاتهم، ويعلم ما هي حقيقة عباده وما هم عليه وما في سرهم وإلى ماذا ينتهي أمرهم. فإذا كان الله أعلم من أول أمر. فلا يحق أن يزكى أحد نفسه فينسبها إلى الطهارة. فالله وحده أعلم بمن اتقى. ولا يخفى أن تجارة التزكية وجمع المناقب. في كثير منها مدخل للشيطان، فعلى بعض التزكيات والمناقب زين الشيطان لكثير من الناس حركة أصحاب هذه المناقب فعبدوهم، والدليل على ذلك ما قاله اليهود في عزير وما قاله النصارى في عيسى ابن مريم عليه السلام وغير ذلك من الأمثلة لأجل ذلك سدت الرسالة الخاتمة هذا الباب. فلا تزكية إلا لمن زكاه الله ورسوله.

إن الأمة مدعوة من الله ورسوله إلى الصراط المستقيم، فإذا دعت نفسها

____________

(1) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حسن صحيح (الفتح الرباني 23 \ 21).

(2) رواه ابن عدي (كشف الخفاء 16 \ 1).

(3) سورة النجم: الآية 32.

الصفحة 89
فيجب أن يكون في الحسبان، إن طاعة النبي وتقديمه على الأنفس هو العمل الذي لا يبور. وغيره يجعله الله هباءا منثورا. والذي يدعو نفسه ويعين قافلته التي تقوده. ربما يتعثر في فهم العمود الفقري الذي تقوم عليه الدعوة. إلا وهو القرآن الكريم. والقرآن الكريم به آية ربما تكون والله تعالى أعلم. آية التعجيز لمن رأى أن يختار الطريق لنفسه. قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) (1).

فهذه دائرة أخرى [ الذين في قلوبهم زيغ ] والزيغ. الميل عن الاستقامة.

والآية تكشف حال الناس بالنسبة إلى تلقي القرآن بمحكمه ومتشابهه. وإن منهم من هو زائغ القلب يتبع المتشابه لهدف هو ابتغاء الفتنة والتأويل. ومنهم من هو راسخ العلم مستقر القلب. يأخذ المحكم ويؤمن بالمتشابه. واشتمال القرآن الكريم على المتشابه هو تمحيص القلوب في التصديق به. والكتاب كما يشتمل على المتشابهات. كذلك يشتمل على المحكمات التي تبين المتشابهات بالرجوع إليها. وقال ابن كثير في معنى الآية: فأما الذين في قلوبهم زيغ أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل إنما يأخذون منه المتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة. ابتغاء الفتنة أي الاضلال وابتغاء تأويله أي تحريفه على ما يريدونه (2) وقال صاحب الميزان: ومعنى الآية. يريدون باتباع المتشابه إضلال الناس في آيات الله. وهو الحصول والوقوف على تأويل القرآن. ومآخذ أحكام الحلال والحرام. حتى يستغنوا عن اتباع محكمات الدين. فينتسخ بذلك دين الله من أصله (3).

وكما ذكرنا أن هذه الآية عمودا فقريا يتحطم عليه كل رأي اختار طريقه

____________

(1) سورة آل عمران: الآية 7.

(2) تفسير ابن كثير 345 \ 1.

(3) الميزان 23 \ 3.

الصفحة 90
بنفسه. فكتاب الدعوة لا يمسه أي عقل. فبما أنه كتاب الله. فلا بد أن يختار الله العقل الذي يمسه لينال منه العلم النافع. فالقرآن الكريم حجة الله على خلقه.

وهو يحتوي على برنامج الفطرة والثواب والعقاب في الدنيا والآخرة. فيه بيان لكل شئ. وجميع الحقائق الموجودة فيه تستند إلى التوحيد. وبما أنه لا يأتيه الباطل ولا يجد إليه طريقا. وبما أنه لا بد أن ينتهي إليه كل رأي ديني. فلا بد أن يكون له عالما يسوق الناس به إلى ربهم. فهو سبحانه مصدر جميع السلطان.

وإليه تنتهي جميع القرارات. وهو مصدر الخلق والتكوين وواهب الحياة ومقوماتها. فكما أن له سبحانه الخلق ولا بداع. كذلك له الأمر والنهي.

وعالم الزيغ هو نفسه عالم الرأي. أو ابنا شرعيا للذين اختاروا أن يكون الكشاف الذي يكشفون به الطريق من صنعهم وبأيديهم. وأنت إذا تتبعت البدع والأهواء والمذاهب الفاسدة. التي انحرف فيها الفرق الإسلامية، عن الحق القويم بعد زمن النبي صلى الله عليه وآله. سواء كان في المعارف أو في الأحكام. وجدت أكثر مواردها من اتباع المتشابه والتأويل في الآيات. بما لا يرتضيه الله سبحانه. ففرقة تتمسك من القرآن بآيات التجسيم. وأخرى للجبر.

وأخرى للتفويض. وأخرى لعترة الأنبياء. وأخرى للتنزيه المحصن بنفي الصفات، وأخرى للتشبيه الخالص وزيادة الصفات، إلى غير ذلك، كل ذلك للأخذ بالمتشابه من غير إرجاعه إلى المحكم الحاكم فيه.

وعلى فروع المتشابه أيضا تسلق المتصوفة وعلماء الكلام. فطائفة ذكرت أن الأحكام الدينية إنما شرعت لتكون طريقا إلى الوصول. فلو كان هناك طريق أقرب منها. كان سلوكه متعينا لمن ركبه. لأن المطلوب هو الوصول بأي طريقة تيسرت. وأخرى قالت: إن التكاليف إنما هي لبلوغ الكمال. ولا معنى لبقائها بعد الكمال بتحقق الوصول. فلا تكليف لكامل (1) وهكذا وغير ذلك كثير. إن الله تعالى الذي أنزل الكتاب هو وحده الذي يحدد من الذي يتعامل مع هذا الكتاب.

____________

(1) الميزان 41 \ 3.

الصفحة 91
ولقد كانت الأحكام والفرائض والحدود والسياسات الإسلامية قائمة ومقامة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يشذ منها شاذ. ثم لم تزل بعد ارتحاله صلى الله عليه وسلم تنقص وتسقط حكما حكما - كما سنبين - يوما فيوم بيد الحكومات الإسلامية. ولم يبطل حكم واحد. إلا واعتذروا قائلين: إن الدين إنما شرع لصلاح الدنيا وإصلاح الناس، وما أحدثوه أصلح لحال الناس اليوم، حتى آل الأمر إلى أن يقال: إن الغرض الوحيد من شرائع الدين. إصلاح الدنيا.

والدنيا اليوم لا تقبل السياسة الدينية ولا تهضمها. بل تستدعي وضع قوانين ترتضيها مدنية اليوم. وإذا تأملت في هذه وأمثالها. وهي لا تحصى كثرة.

وتدبرت في قوله تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) لم تشك في صحة ما ذكرنا. وقضية بأن هذه الفتن والمحن التي سقطت على المسلمين لم يستقر قرارها إلا من طريق اتباع المتشابه وابتغاء تأويل القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي رجل يتأول القرآن يضعه على غير مواضعه. ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره " (1).

إن الذي تخوف منه الرسول ما جاء إلا على أكتاف الذين ساروا في موضع غير الموضع. ورأوا أنهم أحق بتحديد العلامات على طريق طويل. ومن العجيب أن الذي يقف في أول الطريق لا يرى ما هي نتيجة مقدمته في نهاية الطريق. أما الذي يقف في نهاية الطريق. عند النتيجة. فإنه يرى المقدمة بمنتهى الوضوح.

إن الأمة إذا كانت هي الأولى بتحديد قافلتها التي تقودها إلى الصراط المستقيم، لا بد أولا أن تكون على علم بمن يقفون تحت سقفها. ولا بد ثانيا أن تعلم كتابها بالعلم الذي يستقيم معه. ومن آيات الله وأحاديث رسول الله الصحيحة تبين أن داخل الأمة دوائر متعددة لمؤسسات الصد عن سبيل الله.

____________

(1) رواه الطبراني في الأوسط (كنزل العمال 200 \ 10).

الصفحة 92
وداخل هذه المؤسسات اثني عشر رجلا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. وشهد حذيفة وعمار رضي الله عنهما... أنهم حزب الله ورسوله في الحياة الدنيا. ومعنى في الحياة الدنيا يفيد أن لكل منهم ثقافة لا تصيب الذين ظلموا خاصة. بل تتعداهم إلى غيرهم إذا تعاموا عن فحص المقدمات. فإذا كانت الأمة أولى بالاختيار فما هي الضمانات التي لا تجعل واحد من هؤلاء أو من غيرهم من أي دائرة كان أن ينفذ لإحداث الفتنة والتأويل. ثم ما هي الضمانات التي تضمن عدم بغي الأمة واختلافها وافتراقها عن كتاب الله - إن دائرة الرجس لا بد أن يقابلها دائرة طهر. بهذا تقضي الفطرة ويقضي العقل. لقد حاصر كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وآله برنامج الشيطان وبرامج المشركين والمنحرفين من أهل الكتاب. وكما حاصر هؤلاء حاصر دائرة الرجس.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net