متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
* 1 - استهداف النبي صلى الله عليه وآله
الكتاب : معالم الفتن ج1    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

* 1 - استهداف النبي صلى الله عليه وآله:

محاولات أصحاب برنامج الشيطان، استهدفوا النبي صلى الله عليه وسلم منذ بداية الدعوة. لقد شككوا فيه واتهموه اتهامات شتى وتصدى لهم القرآن ورد كيدهم إلى نحورهم. ثم حاولوا استعمال سياسة القبضة الغليظة، فاستهدفوا الرسول بإلقاء حجارتهم عليه، ثم محاولة قتله أكثر من مرة في مكة. وبعد هجرته صلى الله عليه وسلم تكررت محاولات قتله بواسطة اليهود ثم بالتركيز عليه أثناء المعارك الحربية كي ينالوا منه صلى الله عليه وسلم ولكن رد الله كيدهم في كل مرة. وبلغت الذروة عندما همت مجموعة تخريبية من المنافقين بمحاولة اغتياله في أيامه الأخيرة. وهذه المحاولة لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، مدونة في كتب التاريخ والتفسير والصحاح والمسانيد (2). وطابور النفاق والذين في قلوبهم مرض، هم الذين قاموا بهذه المحاولة، وكانوا اثنى عشر رجلا (3). وكانت خطتهم أن يقطعوا أتساع راحلته،

____________

(1) سورة العنكبوت: الآية 2 - 3 - 4.

(2) الميزان: 278 \ 9.

(3) وفي رواية كانوا خمسة عشر. منهم ثلاثة لم يعرفوا بالخطة.

الصفحة 67
ثم يلقوا تحت أرجلها بالحجارة كي تقفز به، ثم ينخسوها لتندفع إلى الأمام نحو المنزلق فتلقى رسول صلى الله عليه وسلم من المرتفع إلى المنخفض. فيجهزوا عليه، واختاروا لجريمتهم وقتا قصيرا قبل الظلام. فإذا تمت الجريمة طواهم الليل ولا يراهم أحد. ثم يعودون ليتوضئوا وليصلوا صلاة المغرب ويصلون فيها على محمد وآل محمد، وروي أن عمار بن ياسر وحذيفة رضي الله عنهما كانا مع النبي أحدهما يقود الناقة والآخر يسوقها. وبينما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في اتجاه العقبة، وهو المكان المخطط له أن تقع الجريمة فيه، أخبر جبرائيل عليه السلام النبي بما يدبر له. وفي المكان المحدد، ثم الهجوم وألقيت الحجارة تحت أرجل الناقة، ولكن الناقة لم تتحرك وثبتت على الأرض ثبوت الجبال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة: اضرب وجوه رواحلهم، فضربها حتى نحاهم. فلما نزل النبي من المرتفع، قال لحذيفة: من عرفت من القوم؟ قال: لم أعرف منهم أحدا، إن ظلمة الليل غشيتهم وهم متلثمون. فقال النبي: هل عرفت ما شأنهم وما يريدون؟ قال حذيفة: لا يا رسول الله. قال النبي: فإنهم فكروا أن يسيروا معي حتى إذا صرت في العقبة طرحوني فيها. فقال حذيفة: ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟ فقال النبي: أكره أن يتحدث الناس ويقولون: إن محمدا يقتل أصحابه، وسماهم واحدا واحدا (1) وهذه المجموعة التخريبية التي أقدمت على تنفيذ برنامجها الذي يستمد قوته من برنامج الشيطان أشار إليها الإمام مسلم في صحيحه. فعن حذيفة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في أصحابي اثنى عشر منافقا، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " (2) وروي أن حذيفة قال: أشهد أن الاثنى عشر حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " (3) وروي عن عمار بن ياسر قال: أشهد أن الاثنى عشر حربا لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم

____________

(1) قصة تبوك في صحيح مسلم كتاب المنافقين: 8 / 123، وسند أحمد 5 / 390.

(2) رواه الإمام أحمد والإمام مسلم (كنز العمال: 169 / 1).

(3) رواه الإمام مسلم في صفات المنافقين (صحيح مسلم: 125 / 17).

الصفحة 68
الأشهاد " (1). إنها شهادة واحدة، لصحابي قاد الناقة وآخر ساقها. شهادة مسطورة في الصحاح والمسانيد. تقول إن من الصحابة من لا يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. وإذا أردنا أن نعرف دوافع الجريمة عند المجموعة التخريبية، فلنقف عند العقوبة ونسلط عليها الضوء القرآني. قال تعالى: * (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين) * (2).

إن المجموعة التخريبية كذبت بآيات الله، واستكبروا عنها، فضربتهم العقوبة التي شهد بها عمار وحذيفة رضي الله عنهما، في كتب الصحاح. وهذه العقوبة ستصيب كل من كذب بآيات الله واستكبر عنها حتى يرث الله تعالى الأرض لقوله جل وعلا: * (وكذلك نجزي المجرمين) * إن التكذيب بآيات الله جريمة تخترق المستقبل من الماضي. * (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون) * (3)، والاستكبار جريمة ترى آثارها على امتداد الليل. والاستكبار والتكبر من الإنسان، أن يعد نفسه كبيرا ويضع نفسه موضع الكبر وليس به ولذلك يعد في الرذائل. وفي لسان العرب: الاستكبار، الامتناع عن قبول الحق معاندة وتكبرا (4).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net