متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
4 - الإحتجاج السلمي
الكتاب : معالم الفتن ج1    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

4 - الإحتجاج السلمي:

بدأ عثمان خطاه فقال: " لا يحل لأحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا عهد عمر " (3) وكانت بداية حكمه لا تختلف عمن سبقه، ولكن ما لبث بعد أن قام بنو أمية بترتيب أوراقهم أن تحول الحكم لصالح بني أمية، وصالح الارستقراطية القرشية. وكما ذكرنا من قبل أن السياسة التي اتبعها عمر بن الخطاب كانت عدم توزيعه الأرض على المسلمين المقاتلين، وحولها إلى أرض خراج تملك الدولة رقبتها، وصار بيت المال يدفع للمقاتلة أعطيات من الثابت أن عمر بن الخطاب فضل بعض الناس على بعض. ففضل السابقين على غيرهم وفضل المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين، وفضل المهاجرين كافة على الأنصار كافة، وفضل العرب على العجم (4). وكان من نتيجة ذلك ظهور طبقة من الارستقراطية القرشية، ولكن بحجم محدود ما لبث أن اتسع بعد ذلك.

وفي عهد عمر روى الإمام أحمد أن أبا عبيدة بن الجراح بكى وعندما قيل له ما يبكيك قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا عبيدة يكفيك من الخدم ثلاث، خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك. وحسبك من الدواب ثلاث، دابة لرحلك، ودابة لثقلك، ودابة لغلامك. ثم ها أنذا أنظر

____________

(1) رواه الحاكم (كنز العمال 127 / 11) ورواه الطبراني والبيهقي بلفظ مشابه (كنز 128 / 11).

(2) رواه الإمام أحمد (الفتح الرباني 232 / 19).

(3) الطبقات الكبرى 336 / 2، وابن عساكر (كنز العمال 295 / 10).

(4) ابن أبي الحديد 4 / 3.

الصفحة 409
إلى بيتي قد امتلأ رقيقا، وانظر إلى مرابطي قد امتلأت دوابا، فكيف ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها (1). وبعد ذلك اتسعت الطبقة في عهد عثمان بعد أن بسط نبلاء بني أمية وغيرهم أيديهم على كثير من الضياع. وبعد أن توسع الناس في أمور الدنيا واستعملوا النفيس من الملبس والمسكن والمطعم واقتنوا الأثاث الفاخر. وبنظرة سريعة على ثروة بعض الأفراد خلال هذه المدة نجد أنه كان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم، وخمسون ومائة ألف دينار، وترك ألف بعير (2). وكانت قيمة ما ترك عبد الرحمن بن عوف ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس، كما ترك ذهبا قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه (3).

وكان لطلحة بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف، وكان يرسل إلى عائشة إذا جاءته غلته كل سنة بعشرة آلاف. وروي أنه ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم، ومائتي ألف دينار، وإن قيمة ما ترك من العقار ثلاثين ألف ألف، وترك مائة بهار، في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب والبهار جلد ثور (4)، وكانت قيمة ما ترك الزبير إحدى وخمسين ألف ألف، وكان له بمصر خطط، وبالإسكندرية، وبالكوفة خطط، وبالبصرة دور، وكان له أربع نسوة أصابت كل امرأة ألف ألف ومائة ألف (5). وفي تاريخ ابن عساكر أن عمرو بن العاص كان يلقح كروم بستان له بالطائف بألف ألف خشبة كل خشبة بدرهم، وكانت له دور كثيرة بمصر ودمشق وحرون والجابية. وكان لسعد بن أبي وقاص دارا بناها بالعقيق ورفع سمكها وأوسع فضائها وجعل على أعلاها شرفات.

____________

(1) الإمام أحمد (الفتح الرباني 107 / 19).

(2) الطبقات الكبرى 76 / 3.

(3) الطبقات الكبرى 136 / 3.

(4) الطبقات الكبرى 222 / 3.

(5) الطبقات الكبرى 110 / 3.

الصفحة 410
فالبذرة التي وضعها عمر تحت عنوان الخراج، جعلت العيون تتطلع إلى أموال الدولة حيث كانت وكل فرد يأخذ منها حجم الخدمة التي يؤديها للنظام.

فمنهم من يأخذ دراهم، ومنهم من يأخذ دارا أو خادما، ومنهم من يأخذ أرضا أو ضياعا. ووفقا لثروة الدولة نتيجة للفتوحات، كان الفاروق يختار الأمراء وقادة الجند من قبائل مختلفة، فإذا وجد المال والأمير المخلص ضمنت الدولة عدم حدوث أي تمرد من أي قبيلة، لهذا لا نستغرب تعيين المنافقين في الدولة العمرية، ولا نستغرب تعيين أبي زبيد النصراني لأنه مدخل إلى بني تغلب، ولا إياس بن صبيح الذي كان من أصحاب مسيلمة لأنه مدخل إلى بني حنيفة رافعة لواء التمرد، ولا طلحة بن خويلد الذي ادعى النبوة لأنه مدخل إلى قبيلته حتى لا تثور، إلى غير ذلك من قبائل العرب، فبيت المال هو في حقيقة الأمر الحافظ للنظام، ولكنه في عهد عثمان كان في حقيقة الأمر المدمر للنظام. وذلك لأن الأغلبية العظمى من الأمراء الذين اختارهم عمر لم يكونوا من الطامعين في الخلافة، أما الأغلبية العظمى التي استعملها عثمان كانت تطمع في الخلافة، والغالبية العظمى في قريش كانت قد ملت عمر لأنه لم يسمح لهم بالخروج.

وفي عهد عثمان انطلقوا فخالطوا الناس وجرى في أيديهم الذهب، وحببوا للناس الإمارة كما أحبوا الملك والرئاسة. واتسعت الطبقة الارستقراطية القرشية وازدادت قائمة النبلاء، وأمام هذا الاتساع ظهرت الحركات المضادة التي تئن تحت العمامة الأموية. وعندئذ يقف عثمان ويقول: يا أيها الناس إن أبا بكر وعمر كانا يتأولان في هذا المال ظلف أنفسهما وذوي أرحامهما، وإني تأولت فيه صلة رحمي " (1). ولكي يضع عثمان على قراره عباءة القداسة نراه يقول لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " نشدتك الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش.

فسكت القوم. فقال: لو أن يبدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى

____________

(1) الطبقات الكبرى 64 / 3، كنز العمال 627 / 5.

الصفحة 411
يدخلوا " (1). ولا ندري لماذا لم يسلك عثمان مسلك رسول الله الذي فضل بني هاشم على سائر قريش، ورضي أن يفضل بني أمية في الدنيا بل وطمع أيضا في الآخرة.

لقد كان لتدفق المال قصص وحكايات، وكان على هذا المال تحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التحذير حمله أبو ذر الغفاري، وشاء الله أن يحمله أبو ذر دون خلق الله حتى لا يتهم بأنه من بني هاشم فلا يسمع له.

لقد خرج أبو ذر على طائفة النبلاء في أول طريقهم، حتى لا تحدث كارثة في نهاية الطريق تتعداهم إلى غيرهم حتى قيام الساعة. وكان أبو ذر يحمل منقبة الصدق التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم على لسانه لتكون المنقبة حجة بذاتها على الصحابة في هذا الوقت. فعن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قلت الغبراء ولا أظلت الخضراء عن رجل أصدق من أبي ذر (2). وفي رواية: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم. فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله أنعرف ذلك له؟ قال: نعم فاعرفوه (3).

قال أبو جعفر في مشكل الأثر: والمراد بالحديث التأكيد والمبالغة في صدقه، وتأملنا هذا الحديث لنقف على المعنى الذي أريد به، ما هو؟ فكان ذلك عندنا والله أعلم على أنه كان رضي الله عنه في أعلى مراتب الصدق (4)، ونحن نقول: إن لكل شئ توقيتا، فأبو ذر كان في أعلى مراتب الصدق من يوم أن

____________

(1) رواه أحمد وقال الهيثمي رواته ثقات (الفتح 332 / 22).

(2) رواه أحمد بسند جيد (الفتح الرباني 370 / 22) وابن ماجة والطبراني بسند جيد (كشف الخفاء 231 / 2) والترمذي وحسنه (الجامع 679 / 5) وابن سعد (كنز العمال 228 / 4) وابن عساكر (كنز العمال 667 / 11).

(3) رواه الترمذي وحسنه (الجامع 670 / 5).

(4) مشكل الأثر 224 / 1.

الصفحة 412
قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. ولكن هذا الصدق لا بد وأن يشع عند هدفه ليكون على الناس حجة، لأن ما من شئ إلا من أجل هدف ومن وراء هذا الهدف حكمة. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر أبا ذر فقال له:

" ويحك بعدي إذا رأيت البناء قد علا سلعا، فالحق بالمغرب أرض قضاعة، فإنه سيأتي عليكم يوم قاب قوسين، أو رمح أو رمحين من كذا وكذا (1). وذكر لأبي ذر أحداث وأحداث وقال له: " يا أبا ذر كيف أنت عند ولاه - وفي رواية: كيف أنت وأئمة من بعدي!! - يستأثرون عليك بهذا الفئ؟ قال أبو ذر: والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي فأضرب به حتى ألحقك: قال: أفلا أدلك على خير لك من ذلك تصبر حتى تلقاني (2).

وأمر النبي صلى الله عليه وآله بالصبر هو من نسيج أمره لأمير المؤمنين علي بأن لا ينازع، لأن المقام مقام إقامة الحجة. وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل يقرأ هذه الآية: * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا...) * حتى فرغ من الآية ثم قال: يا أبا ذر كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ قال قلت:

إلى السعة والدعة أنطلق حتى أكون من حمام مكة. قال: كيف تصنع إن أخرجت من مكة؟ قال قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة. فقال:

وكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟ قال قلت: إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي. قال: أو خير من ذلك قال قلت: أو خير من ذلك. قال:

تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا (3) - وفي رواية - ألا أدلك على خير من ذلك تنقاد لهم حيث قادوك وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني وأنت على ذلك (4). وليس معنى أن يسمع ويطيع أن يجاريهم في سياستهم، لأن خروجه لن يكون عندئذ له معنى وستكون علامة الصدق معطلة في حالة سمعه وطاعته

____________

(1) ابن عساكر (كنز العمال 188 / 11) والطبري في التاريخ (تاريخ الأمم 66 / 5).

(2) رواه الإمام أحمد (الفتح الرباني 37 / 23)، وابن سعد ولكن بلفظ كيف أنت إذا كان عليك أمراء الطبقات 226 / 4).

(3) رواه أحمد وإسناده جيد (الفتح الرباني 36 / 23).

(4) رواه أحمد (الفتح الرباني 108 / 23).

الصفحة 413
لنبلاء قريش. وإنما المعنى أن يسمع ويطيع لهم عند قرارهم بنفيه وتسييره كي تنتقل الحجة من مكان إلى مكان دون عوائق يضعها أمام نفسه.

وعندما بلغ سلعا، وهي العلامة التي سينطلق عندها أبو ذر بدأت المحن.

فلقد قام أبو ذر بإنذار الذين يكنزون الذهب والفضة. وبدأت القيادة في المدينة المنورة تضيق على عثمان. فعن الأحنف بن قيس قال: كنت بالمدينة فإذا برجل يفر الناس منه حين يرونه. قلت: من أنت؟ قال: أنا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: ما يفر الناس؟ قال: إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

أبو ذر لمن حضر: أحدثكم إني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تتهمونني. ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (2). وعندما وجدت الدولة أن أبا ذر بدأ يضرب في الاتجاه الآخر، وأنه سيبعث رواية الأحاديث من جديد وستظهر الحقائق، زادت من أعطية الناس حتى تغطي هذه الزيادة على عنوان " مال الله دولا " الذي ورد في الحديث. ولكن أبا ذر مضى في طريقه يحذر من نبلاء قريش، فقال له رجل:

إن أعطياتنا قد ارتفعت اليوم وبلغت، هل تخاف علينا شيئا؟ قال: أما اليوم فلا.

ولكنها توشك أن تكون أثمان دينكم فدعوها وإياكم (3).

وانتهى الأمر بإخراج أبي ذر إلى الربذة واستقبل أبو ذر هذا القرار بالرضا التام، لأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين " (4). وبينما أبو ذر يستعد للخروج قال له رجل: أنت أبو ذر؟ قال: نعم، قال: لولا أنك رجل سوء ما أخرجت من

____________

(1) رواه الإمام أحمد (الفتح الرباني 371 / 22).

(2) مروج الذهب 276 / 2، ابن أبي الحديد 541 / 5.

(3) الحاكم (المستدرك 522 / 4).

(4) رواه ابن حبان في صحيحه والضياء وأحمد وابن سعد (كنز العمال 668 / 11).

الصفحة 414
المدينة، فقال: بين يدي عقبة كؤود إن نجوت منها لا يضرني ما قلت، وأن أقع فيها فأنا شر مما تقول (1). وعند خروج أبي ذر ودعه الإمام علي بن أبي طالب وقال له: يا أبا ذر إنك غضبت لله فأرج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب منهم بما خفتهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم وما أغناك عما منعوك وستعلم من الرابح غدا والأكثر حسدا، ولو أن السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجا، ولا يؤنسك إلا الحق ولا يوحشك إلا الباطل، فلو قبلت دنياهم لأحبوك ولو قرضت منها لأمنوك (2) وتوفي أبو ذر بالربذة، وروى البلاذري أنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر قال: رحمه الله، فقال عمار: نعم فرحمه الله من كل أنفسنا، فقال عثمان: يا عاص أبر أبيه أتراني ندمت على تسييره، وأمر فدفع قفاه وعندما تدخل المهاجرون تركه (3). وهكذا أقيمت الحجة على أصحاب الخواتم الذهبية والضياع الفاخرة والأراضي الواسعة لعلهم أن يرتبوا أوراقهم من جديد على طريق الدعوة. وإذا كان أبو ذر قد لفت الأنظار إلى أمراء بني أمية الذين يسلكون طريقا يتخذون فيه دين الله دخلا، فإن عبادة بن الصامت أعلن احتجاجه هو أيضا على أصحاب هذه الدائرة ويعلن لا طاعة لمن عصى الله. وكان عبادة يومئذ بالشام، وروي أن معاوية كتب إلى عثمان أن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله فإما أم تكفف عني عبادة، وإما أن أخلي بينه وبين الشام، فكتب إليه عثمان: أن رحل عبادة حتى ترجعه إلى داره بالمدينة، فبعث بعبادة حتى قدم إلى المدينة، فدخل على عثمان في الدار فالتفت إليه فقال: يا عبادة بن الصامت ما لنا وما لك، فقام عبادة بين ظهراني الناس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون،

____________

(1) الإمتاع والمؤانسة 128 / 2.

(2) ابن أبي الحديد 90 / 3، مروج الذهب 377 / 2.

(3) البلاذري 5 / 54، اليعقوبي 2 / 150.

الصفحة 415
وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله (1). وعلى عثمان كان أيضا اعتراض المقداد بن الأسود، روى مسلم أن رجلا جعل يمدح عثمان، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما يحثوا في وجهه الحصباء فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب (2).

وهناك اعتراض آخر لجمع من الصحابة قالوا لأسامة بن زيد: ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟. فقال: أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه (3). قال النووي: والمعنى أتظنون أني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون.. وفي الحديث وعظ الأمراء سرا وتبليغهم ما يقول الناس فيهم ليكفوا عنه. وهذا كله إذا أمكن ذلك فإن لم يمكن الوعظ سرا والإنكار فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق (4). ولقد قام زيد بن صوحان بوعظ عثمان أبلغ موعظة قبل الطوفان فقال له: يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك اعتدل تعتدل أمتك - ثلاث مرات (5).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net