متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
أولا - من معالم الحكومة الدينية
الكتاب : معالم الفتن ج1    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

أولا - من معالم الحكومة الدينية

بعد ربع قرن من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ظهر النفاق. ويشهد بذلك حديث حذيفة " إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون " (1)، بل إن النفاق ركب مرحلة أخرى يقول فيها حذيفة: " إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان " (2)، ويشهد بظهور النفاق استعمال عمر بن الخطاب للمنافقين وإلغائه لسهم المؤلفة قلوبهم. وبعد وفاة الرسول بربع قرن قامت السياسة على أعمدة منها عمود عدم الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهديد من يروي بالضرب أو النفي وهذا أيضا ثابت في أحاديث صحيحة رويت عن عمر بن الخطاب وبينت سيرته بشأن الرواية. وترتب على ذلك ظهور القص والشعر بإذن من عمر وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بربع قرن رتع بنو أمية في أموال المسلمين وذلك عندما تربعوا على الخراج الذي أنشأه عمر بن الخطاب. حتى أن مروان بن طريد رسول الله وضع يده على فدك بأمر من عثمان وفدك هذه لم تأخذها ريحانة رسول الله يوم أن نازعت فيها أبا بكر.

فالذي لم تأخذه ريحانة الرسول أخذه في نهاية الطريق ريحانة طريد رسول الله.

ولم يقف الأمر عند مروان بل التهم ابن أبي السرح الذي أهدر النبي

____________

(1) البخاري (الصحيح 230 / 4).

(2) البخاري (الصحيح 230 / 4).

الصفحة 450
دمه النصيب الأكبر من غنائم إفريقيا بأمر من عثمان الذي كان يستفتي كعب الأحبار فيما يجوز للخليفة أن يأخذه من بيت المال. وروي أن كعبا عندما أفتاه قال أبو ذر لكعب: يا بن اليهوديين أتعلمنا ديننا. وعندئذ قال له عثمان: يا أبا ذر قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي (1).

ومن نتائج هذا كله بهتت مناقب أهل البيت، وإذا كانت المناقب تشع في أذهان البعض. فإنها أخذت عند البعض الآخر تأويلا آخر فوضعوهم في دائرة (البركة والمشايخ) أي الدائرة التي لا علاقة لها بالقيادة. وحتى هذه الدائرة لم تدم لأهل البيت فيوم الشورى الذي جعل عمر الخلافة فيه في ستة نفر، كانت دائرة الشيوخ لا يوجد فيها بني هاشم وحدهم فلقد دخلها أبناء عبد شمس وغيرهم. ومن المعروف أن أبناء عبد شمس - وبنو أمية هم أشهر فروعهم - لم يكن لهم نصيب في أشرف خصال قريش في الجاهلية وهي: اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة. وبعد الشورى استحوذ بنو أمية على كل مال على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر منهم إذا ركبوا الأمة.

ولكن هذا التخدير لم يكن له وجود واسع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وركب بنو أمية رقبة الأمة يوم الشورى وعملوا من أجل أن يكون الملك فيهم تعويضا لإبعادهم في الجاهلية والإسلام. وعلى امتداد حكم عثمان كانت هناك ثقافات أموية يشرف عليها أمراء عثمان ومنهم معاوية الذي قال في الشام وهو يخاطب الذين سيرهم عثمان " قد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها... وأن أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلا حازما ".

يستفاد من هذا كله أن هناك فتنة في المقدمة، وهذه الفتنة حذر القرآن منها والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفارق الدنيا إلا وبين كل شئ. وهذه الفتنة يشهد كل قارئ للتاريخ أن نتائجها كانت بجميع المقاييس كارثة فالأمة الواحدة اختلفت وافترقت وذهب ريحها. والجميع في كل دروب الاختلاف والافتراق يقرأون كتاب الله وكل منهم يدعي أن الحق معه وغيره الباطل. ومرجع ذلك في

____________

(1) ابن أبي الحديد 240 / 1.

الصفحة 451
رأينا أن كل فريق انتقى من على أرضية الصحابة وأبناء الصحابة قدوة له فأخذ منهم دون تمحيص وانطلق في أثره. وقد تكون القاطرة تسير على قضبان الفتنة فيركب فيها الراكبون وهم لا يعلمون أنهم بركوبهم هذا يكونون قد شاركوا في الفتنة التي لم يشهدوها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها " (1)، فهو مشارك في الإثم وإن بعدت المسافة بينهما (2). ودواء هذا الداء لا يكون بتلجيم العقل والسير على طريق الاحتناك الذي ترفرف عليه أعلام الزينة والزخرف والإغواء. وإنما يكمن العلاج في العلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الفتنة تجيئ فتنسف العبادة نسفا وينجو العالم منها بعلمه " (3).

فالفتنة إذا كانت في المقدمة يقع فيها الذين شاركوا فيها والذين جاءوا من بعدهم. بمعنى أن الفتنة لا تصيب الذين ظلموا خاصة وإنما تصيب الذين ركبوا القاطرة التي تسير على قضبان هذه الفتنة، أما العالم فإنها لا تصيبه عند المقدمة لأن عند المقدمة شهود. فشاهد عليه علامة تقول: " تقتله الفئة الباغية " وشاهد عليه علامة " تنبحها كلاب الحوأب " وشاهد عليه علامة " بأنه أصدق لهجة "، وآخر عليه علامة زيد وما زيد... وكثير كثير. والعالم لا تصيبه الفتنة عند النتيجة لأنه ينجو منها بعلمه بأحداثها وموطن الحق فيها.

وفتنة المقدمة ما وقعت إلا بعد أن اختار الناس لأنفسهم في جو من الأحداث لا نعلم عنه إلا القليل. فهناك من أبى أن تكون الخلافة والنبوة في بيت واحد. لأن هذا يعني أن بني عبد شمس من دون خلق الله جميعا لن يكون لهم ركوبة في جاهلية أو إسلام. لقد كانت الأبواب مغلقة بمفاتيح الدعوة ولكنها فتحت بمفاتيح الفتنة. ومن عدل الله تعالى أنه أقام الحجة على الجيل الأول في

____________

(1) رواه أبو داود حديث رقم 4323.

(2) عون المعبود 501 / 11.

(3) رواه أبو داوود وأبو نعيم والرافعي (كنز العمال 150، 178 / 10).

الصفحة 452
كل حركاته بعد وفاة الرسول، وها نحن قد رأينا أحداث أبي ذر وغيره من الذين وضع عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هالات من التبشير والتحذير. لقد حاصرت حجج الله جيل الصحابة لأنهم مقدمة على أرضية دين الله. والشيطان إذا دق وتدا له في هذا الجيل ضمن ثغرة له في الجدار يدخل منها بالزينة والإغواء فيضل بذلك كثيرا من الناس. وإذا كانت الحجة قد قامت يوم غدير خم. وأن التحذير قد تم على لسان بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله من بعد وفاته. فإن إقامة الحجة بعد النبي بلغت الذروة في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهذه الحجة لا تنفصل عن حجة غدير خم بأي حال من الأحوال. ولكنها جاءت لتخاطب زماما قد تغير ومكانا أوشك على أن يتبعثر. وعندما جاء علي بن أبي طالب لم يأت ليخاطب المتقين بل جاء ليفتح أبواب التوبة أمام المنافقين الذين كثروا في الساحة كما شهد حديث حذيفة وغيره. جاء ليوقف تدفق الفتنة وليفتح صفحات التاريخ لتدون الأحداث التي يقف عندها أصحاب العقول والأفهام لينجو العالم بعلمه.

ولقد علمنا أن التعامل مع النفاق يخضع لفقه خاص لا يلم به كثير من الناس. والفقيه في هذا المجال لا يقوم بتعيينه سلطان أو أمير لأن هؤلاء لا يعلمون خفايا الأمور وإنما الفقيه هنا لا بد أن يحدده نص. وليس معنى هذا أن الفقيه بهذا التحديد يكون قد علم ما تخفيه الصدور، فالقول بهذا قول سقيم لتفكير غير مستقيم. وإنما الفقيه هنا هو الذي يضع سياسته على قوائم الإسلام.

أي يقيم سياسته على القرآن ونصوص الدين بشكل شامل ويتعامل مع المستجدات بالبحث عن الجوهر فيها ثم يطابقه على الجوهر الأزلي في الإسلام.

ولا يقوم بذلك إلا فقيه راسخ في العلم. ولما كان المنافق في الأساس كارها للإسلام ونظامه. فإنه يشع بعمله تحت عين الفقيه الراسخ في العلم والذي عليه نص بأن لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. لهذا كان التعامل مع النفاق يحتاج إلى فقه خاص. وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي يتعامل مع المنافقين وفقا لحركة الدعوة وكان يجاهدهم وفقا لمطالبها. وكان يفتح لهم أبواب التوبة وفقا لشروط خاصة. وبعد وفاته صلى الله عليه وآله

الصفحة 453
وسلم. كانت حجة الله على المنافقين يرفعها علي بن أبي طالب الذي رفضوه في أول الأمر. ولنتدبر هذه الآيات الكريمة التي أمرت وحذرت وفتحت الأبواب أمام النفاق في عهد الرسول ومن بعده في أيام علي بن أبي طالب لأنه عليه نص بأنه يقاتل على التأويل وأن على صفحته يكشف النفاق. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا * إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا * إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما) (1).

قال ابن كثير: ينهى الله تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين. يعني: مصاحبتهم ومصادقتهم ومناصحتهم وإسرار المودة إليهم وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة إليهم قال تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه) (2)، أي يحذركم عقوبته في ارتكابكم نهيه ولهذا قال ههنا (أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا) أي حجة عليكم في عقوبته إياكم (3)، وبعد هذه المقدمة أخبر تعالى عن المنافقين فقال سبحانه: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) أي يسكنهم في أسفل درك من النار ويقطع بينهم وبين كل نصير ينصرهم وشفيع يشفع لهم. وهذا يتفق مع حديث الورود على الحوض. الذي يقال فيه لبعض الصحابة: سحقا سحقا أي مكانا بعيدا ليس فيه ناصر ولا شفيع. ولقد بينا في هذا البحث أن علي بن أبي طالب سيكون مع النبي عند الحوض وهو الذي سيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. وبعد أن أخبرت الآيات عن مكان المنافقين يوم القيامة استثنت الذين تابوا منهم وبينت أن طريق التوبة الخاص بهم له علامات وهو قوله تعالى:

____________

(1) سورة النساء: الآية 144 - 146.

(2) سورة آل عمران: الآية 28.

(3) تفسير ابن كثير 570 / 1.

الصفحة 454
(إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم فأولئك مع المؤمنين) فالطريق يبدأ من الخروج من جماعة المنافقين واللحوق بصف المؤمنين. وهذا الخروج لا يتم إلا بالتوبة وهي الرجوع إلى الله. ولا ينفع الرجوع والتوبة حتى يصلحوا كل ما فسد منهم من نفس وعمل. ولا ينفع الاصلاح إلا أن يعتصموا بالله أي يتبعوا كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ولا ينفع الاعتصام إلا إذا أخلصوا دينهم لله وطهروا أنفسهم من بصمات الشرك والظلم قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) (1).

فإذا سلكوا هذا الطريق حتى نهايته كانوا مع المؤمنين قال تعالى: (فأولئك مع المؤمنين) ولم يقل: فأولئك من المؤمنين. لأنهم يلحقون بالمؤمنين ما داموا على طريق التوبة ولن يكونوا منهم حتى تستمر فيهم الأوصاف على استقرارها.

وطريق التوبة في الجيل الأول لا بد له من سياسة تظهر الاصلاح وعلى هذا يظهر المؤيد والمعارض لسياسة الاصلاح. وتنادي بالاعتصام بالله وعلى هذا يظهر دعاة القبائلية والحزبية وتعمل من أجل إخلاص الدين وعلى هذا يظهر النبلاء الذين كان الدين مصدرا لثروتهم. وبالجملة: لا بد من سياسة تظهر عورات التأويل الذي وضع في غير موضعه. ولما كان هذا التأويل يستند إلى كتاب الله ويقوم به جيل الصحابة فإن هذا يعني أن هذا التأويل سيكون له امتداد نظرا لأن الذين قالوا به من الذين سمعوا وشاهدوا النبي وهنا يكمن الخطر على المستقبل. وينتهي الأمر بالاختلاف والافتراق إلى أكثر من سبعين شعبة وإلى التسكع في طرقات أصحاب أعلام الأديان السابقة واتباعهم شبرا بشير وذراعا بذراع. وقبل أن يحدث هذا كانت حجة الله على جيل الصحابة في بدايته وفي نهايته ليدون التاريخ ويعلم اللاحق أين موضع السابق. وشاء الله أن يكون الفصل بين الحق والباطل في هذه الأحداث على صهيل الخيول وضربات السيوف كي تنطبع الأحداث في ذاكرة كل منتسب إلى الأمة وتشده شدا إلى البحث عن الحقيقة. ومعارك التأويل

____________

(1) سورة الأنعام: الآية 82.

الصفحة 455
خاضها الإمام علي بن أبي طالب الذي شاء الله أن يجعله في المقدمة بعد وفاة الرسول الأعظم ليرى الله كيف يعملون وفقا لدائرة اختيارهم. ولعلمه سبحانه بأن الاختلاف واقع لا محالة أحاط سبحانه النبي بالعلم وبين له مواطن الاختلاف والفتن من بعده. وكان فوق كل موطن من المواطن حجة كأبي ذر والمقداد وسلمان وعمار وأويس وجندب وزيد وغيرهم. وآخر هؤلاء جاء الفقيه الزاهد العالم إمام المتقين علي بن أبي طالب ليواجه دائرة النبلاء التي أخذت شرعيتها من تأويل وضع في غير موضعه. وكان هذا لطفا من الله كي يشع الماضي أمام الحاضر لينتقل إلى المستقبل.

لقد جاء علي في خاتمة عصر الصحابة القادة. ليفتح أبواب التوبة كي يتنفس المستقبل الأمان ولا يحدث الاختلاف ولا تخرج الفرق التي تستمد وقودها من عهود قبل معارك التأويل أو من عهود ما بعد معارك التأويل. جاء علي ليدخلهم تحت راية واحدة لتشق الدعوة طريقها وتسوق الناس إلى صراط العزيز الحميد. وليجد المستقبل أن ماضيه لا خلاف فيه. جاء ليفتح أبواب الشكر والإيمان في عالم اكتناز الذهب والفضة وكأنه يتلوا قوله تعالى: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما) (1). ولكننا سنرى ماذا ترتب على فتح هذه الأبواب. وهل المعارك التي دارت كانت من أجل قميص عثمان. أم أن هذا القميص كان كقميص يوسف الذي حمله أبناء يعقوب إلى أبيهم ليخفوا به مقاصدهم التي بدأوها بالحسد وانتهوا بجريمة تغيب يوسف في أعماق الجب ليخلو لهم مركز الصدارة عند أبيهم؟ أم أن هذه المعارك خاضها طرف من أجل الدفاع عن تأويل حق بينما خاضها أطراف أخرى لوقف التأويل الحق نظرا لأن وجوده سيكشف ما ضاع من رواية وسيطيح بنبالة قريش؟ وعلى أي حال فإن ما بين أيدينا من حديث يثبت أن المعارك التي دارت كانت من أجل التأويل وهذا يعري حملة القمصان ويثبت أن القميص ما كان إلا شعارا أجوفا حملته الوصول إلى أهداف أخرى، روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه

____________

(1) سورة النساء: الآية 147.

الصفحة 456
وسلم أنه قال: فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله " (1)، قالوا: من؟ قال: خاصف النعل وكان أعطى عليا نعا يخصفها (2)، وعن علي قال: " عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين " (3)، قال في لسان العرب: ومنه حديث علي: " أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين " الناكثون أهل الجمل والنكث نقض العهد. وأهل الجمل كانوا قد بايعوه ثم نقضوا بيعته وقاتلوه. والقاسطون أهل صفين لأنهم جاروا في الحكم وبغوا عليه. والمارقون الخوارج لأنهم مرقوا من الدين لغلوهم فيه (4)، والآن هل رأيت للقميص مكانا في نصوص رسول الله؟ أم أنك رأيت نقضا للعهد وجورا في الحكم وبغيا على الحجة ومروقا من الدين؟ وجميع ذلك مرجعه إلى تأويل وضع في غير موضعه وأهواء وآراء تصب في وعاء المطامع ومن أجل هذا كان ظهور الحجة في نهاية عصر الصحابة القادة له حكمة ومن وراء الحكمة هدف.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net