متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية
الكتاب : معالم الفتن ج2    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية:

لقد سيطرت السياسة على جميع الشؤون حتى الدينية منها، وذلك لأن للسياسة طابعها الديني. ومن أجل ذلك كان الحكام يشعرون بالحاجة الماسة إلى الدعم الديني لإغراء الجماهير بشرعية حكمهم، ومن غير الممكن أن يجدوا هم وأعوانهم بين النصوص الدينية من كتاب أو سنة. ما يشعر ولو من بعيد بشرعية حكم يقوم على الظلم والجور واغتصاب الحقوق والاستهتار بالمقدسات وحرية الفرد والجماعة، وليس أدل على ذلك من تحوير مفهوم الخلافة عمليا ونظريا إلى حكم فردي يستمد قوته وبقاءه من الاسراف في بذل الأموال. وإراقة الدماء لا من النصوص الإسلامية ولا من رغبة الشعب وإرادة الجماهير. وقد ظهرت بوادر هذا النظام في مطلع العهد الأموي.

فهذا النظام بدأ في استمال أعوانه لتحوير الحقائق وخلق المبررات لتصرفاته وإعطائها صفة الشرعية، وكانت الدولة الأموية في أمس الحاجة لشراء الضمائر وتسخير المرتزقة والحاقدين لينسجوا لهم ثوبا من الفضائل والمكرمات ليستروا به ماضيهم الأسود وحاضرهم الملوث عن أعين الناس، الذين لا يملكون من الوعي والتفكير ما يفرقون بين الناقة والجمل. ومع وجود دائرة الحاقدين الذي عملوا من أجل تثبيت الحزب الأموي برزت دوائر أخرى، باشرت وضع الحديث لأهداف أخرى لا تختلف كثيرا عن أهداف بني أمية. وقد أوجز القاضي عياض الحالة التي وصل إليها الحديث في العصر الأموي والدوافع على

____________

(1) تاريخ المذاهب الإسلامية 205 / 1.

الصفحة 417
الكذب فيه بما حاصله: أن الوضاعين على حد تعبيره، كانوا أقساما. فمنهم من كان يضع على النبي ترفعا واستخفافا كالزنادقة وأشباههم. ومنهم من كان يضع خشية وتدينا كجهلة المتعبدين الذين وضعوا الأحاديث في الرغائب. ومنهم من كان يضع الحديث إغرابا وسمعة وتعصبا كفسقة المحدثين ومتعصبي المذاهب.

ومنهم من كان يضع الحديث تنفيذا لرغبة الحكام وطلب العذر لهم فيما ارتكبوه من الجرائم والمنكرات. ومنهم من كان يأخذ كلام العرب والصحابة وينسبه إلى الرسول لهوى في نفسه (1). ولا يمكن إغفال دور القص الذي وضعه كعب الأحبار، فالقصاصون كانت لهم مقدرة وبراعة في العرض، وخيالا واسعا في التصوير والإغراء. قل أن تجد أسطورة من أساطيرهم بدون سند يربطها بصحابي يسندها إلى النبي. وحتى لا يتسرب الشك إلى هذه الموضوعات، وتبقى عنصرا مؤثرا على العامة. ساعدت الدولة هذا الصنف وفتحت له المساجد والنوادي ووفرت لهم الهبات والعطاء.

وبعد أن دق الوضاعون أوتاد الأحاديث الموضوعة. وظهرت الأحزاب السياسية والعقائدية، لتدلي بالدلو وتحرج ما يؤيد اتجاهها الذي يتفق بصورة أو بأخرى مع اتجاه الحزب الحاكم الذي يعارض الحاكم الشرعي علي بن أبي طالب، بعد كل هذا جاء الفقهاء ووضعوا خيمة على على هذا كله، تحت عنوان " تقديس الصحابة " ومنهم من تطرف في عنوانه فقال: " تقديس أصحاب القرون الثلاثة الأولى ". وعلى فكرة تقديس الصحابة درس العلماء الحديث ووضعوا أصوله وقواعده. وهذا الاسراف بالغلو في تنزيه جميع الصحابة عن الكذب ووضعهم في مستوى القديسين والملائكة الأبرار جاء بنتائج شوهت معالم السنة، وقامت بتحصين البغاة والقتلة والمجرمين في حصن منيع لا يجوز الاقتراب منه، لأن البغاة في خيمة القديسين والملائكة الأبرار. وأصحاب اللافتة المرفوعة.

يعلمون جيدا، أن المعاصرين للنبي من الصحابة لم يكونوا في مستوى واحد، وكانوا كغيرهم من سائر الناس في مختلف العصور. فمنهم الصديقون الأبرار

____________

(1) الموضوعات في الآثار والأخبار / هاشم معروف 147.

الصفحة 418
الذين طهرت نفوسهم الصحبة من الفجور والآثام. ومنهم المسلم الذي لم يبلغ مرتبة هؤلاء، ومنهم المتستر بالإسلام الذي يستبيح كل شئ في سبيل تحقيق أهدافه ورغباته. وأصحاب اللافتة يعلمون أحاديث الارتداد التي اتفق عليها الشيخان البخاري ومسلم. والتي تنص على أن هناك من ارتد عن الدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينج منهم إلا مثل همل النعم كما جاء في بعض مرويات الشيخين الجليلين. ويعلم أصحاب اللافتة أيضا أن بعض الصحابة أمثال معاوية، ومروان، والمغيرة، وابن العاص، وولده عبد الله، وطلحة، والزبير، اللذين تزعما حركة المعارضة لخلافة علي بن أبي طالب. بقيادة السيدة عائشة، وكان من نتائجها أن استشهد ما يقرب من خمسين ألفا أكثرهم من المسلمين الأبرياء الذي غررتهم السيدة عائشة بوقوفها هذا الموقف الذي حذرها منه الرسول في أكثر من مناسبة، يعلم أصحاب اللافتة أن الكثير من الصحابة كانوا مدخلا لتحريف السنة وتجاهل أحكام الدين، ونحن نسأل: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم جعل أصحابه دون استثناء فوق البشر من حيث العدالة والصدق والإخلاص إلى غير ذلك. وإذا افترضنا أن الساحة لم يكن بها منافقون.

وأن الجميع أطهار. فبأي من هؤلاء نقتدي. بالذين بايعوا أبو بكر أم بالذين تخلفوا عنه؟ بمن يمكن الاقتداء بالذين كانوا مع عثمان أم الذين أنكروا عليه أعماله؟ ومن المسؤول عن سفك الدماء يوم الجمل وبأي الفريقين نقتدي؟ وابن آكلة الأكباد وقرينة ابن العاص الذين نسبوا أنفسهم إلى الصحبة فخاضوا في دماء المسلمين، فبمن نقتدي؟ نقتدي بأمير المؤمنين أم بالقاسطين وكلهم صحابة؟

بمن نقتدي بالحكم بن العاص وكعب الأحبار وأمثالهم من الذين بشروا بملك بني أمية، أم بأبي ذر وحذيفة وغيرهم من الذين حذروا من ملك بني أمية؟ بمن نقتدي بالمقتول حجر بن عدي، أم بالقاتل معاوية بن أبي سفيان؟ والخلاصة: لو صح حديث أصحابي كالنجوم. فلا شك أنه لم يرد به العموم. وإنما يرد به الذين كالنجوم في ظلمة الليل يحذرون ويبشرون، لكي يعيد الناس ترتيب أوراقهم وتنظيم حركتهم، لأن الله ينظر إليهم كيف يعملون.

إن لافتة القداسة جعلت للقرآن ثقلا آخر هو الصحابة. كيف؟ وفي حبل

الصفحة 419
هذا الثقل الذين أذلوا الأمة ودفعوها إلى دائرة المقهور. وفيه الذين كذبوا على الرسول ووضعوا مئات الأحاديث ليدعموا بها فريقا أو رأيا أو ليشوشوا على الإسلام ومبادئه والقرآن الكريم شن عليهم حملات عنيفة، ووصفهم بالنفاق والفسق. وفضح مؤامرتهم ودسائسهم التي كانوا يحيكونها في الظلام للقضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته. فضلا إلى عشرات الأحاديث التي وصفتهم بالارتداد عن الدين والتمرد على أصوله ومبادئه.

لقد وضع الحزب الأموي الصحابة داخل هالة من القداسة. ومنحهم صفة العداة. وأشاع ذلك بين الناس على اختلاف فئاتهم وطبقاتهم. وجدوا في تثبتها وتركيزها في النفوس بالمال والسلاح وكل المغريات. وظلت هذه الفكرية تسير مع الأجيال جيلا بعد جيل. إلى أن جاء دور المؤلفين من الرجال وأحوال الرواة في عصر يختلف عن أي عصر مضى. من حيث الصراع الفكري والعقائدي الذي شاع وانتشر بين أوساط المسلمين خلال القرن الثاني من الهجرة، فوجد هؤلاء أن محاكمة الصحابة وتجريحهم كغيرهم يؤدي إلى الإطاحة بأكثر المرويات عن الرسول. لأن أكثرها مروي بواسطتهم، وفي ذلك انتصارا للعناصر الأخرى التي لم ترض للعقل بأن يبقى بعيدا عن المسرح. وأعطوا للعقل الحق في أن يتدخل في كل شئ، ما لم يكن من الضرورات التي لا تقبل الشك والمراجعة، هذا بالإضافة إلى أن السياسيين وغيرهم يعلمون أن انتقاد الصحابة ومحاكمتهم كغيرهم، يؤدي بالنتيجة إلى انتقاد الخلافة الإسلامية بالنحو الذي سارت عليه، لأن عدالة الصحابة وعدم اجتماعهم على ضلال كما يزعمون. من أوفر الأدلة حظا على شرعيتها، فإذا التزموا بأنهم كغيرهم من سائر الناس وضعوهم في قفص الاتهام، كان ذلك انتصارا للحزب المعارض لخلافة الثلاثة، وبالتالي تبطل خلافة الأمويين من أساسها حتى على منطقهم الذي ضللوا به الجماهير المغلوبة على أمرها.

فبعد أن وضعت الأحاديث ونصبت خيمة القداسة وظهرت الفرق وجاء عصر التدوين، اهتم القائمين على هذا الأمر بأحاديث الأحكام. وتجاهلوا التيارات المتضاربة والآراء الغربية عن تعاليم الإسلام، والافتراضات التي أيدتها

الصفحة 420
وروجتها بعض الفرق والأحزاب التي لبست المسوح ومضت تفلسف المعتقدات والمبادئ الإسلامية. إلى غير ذلك من الاتجاهات التي كان لها أكبر الأثر في تحوير الحقائق والتلاعب في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بالإضافة إلى دور القصاصين والمرتزقة الذين اتخذوا القصص مهنة. فأخذ القائمين على هذا الأمر هذه المرويات ودونوها من غير تعديل أو تمحيص، ولهذا كثيرا ما نجد بين الرواة الكثير من الذين ينتسبون إلى هذه التيارات من جبرية وقدرية ومرجئة وغيرهم، وعلى سبيل المثال فرغم الهالة التي للبخاري وجامعه في نفوس آلاف العلماء والمحدثين، فقد تعرض للنقد وأبى الباحثون المنصفون إلا أن ينظروا إلى البخاري كمحدث اجتهد في جمع الحديث وتدوينه يخطئ ويصيب، وإلى كتابه كغيره من مجاميع الحديث التي جمعت الغث والسمين والصحيح والفاسد. والبخاري روى عن مروان بن الحكم، وأبا سفيان، ومعاوية وعمر بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن عمرو، والنعمان بن بشير. الذي لازم معاوية وولده يزيدا إلى اللحظة الأخيرة من حياته. واشترك معهما في جميع الجرائم والفتن. ولم يذكر البخاري الحسن والحسين في جملة من روى من الصحابة، مع العلم بأنهما يخضعان لقاعدة تعريف الصحابي. وأكثر ما روى عنه البخاري أبو هريرة، وعائشة، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمر.

وقد روي عن أبي هريرة أربعمائة وستة وأربعين حديثا، وعن عبد الله بن عمر مائتين وسبعين حديثا، وعن عائشة مائتين واثنين وأربعين حديثا. ولم يرو عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا حديثا واحدا. وروي عن علي بن أبي طالب تسعة وعشرين حديثا. وروي عن أبي موسى الأشعري سبعة وخمسين حديثا، وروي عن معاوية ثمانية أحاديث. وعن المغيرة بن شعبة أحد عشر حديثا، وعن النعمان بن بشير ستة أحاديث. ولم يرو عن المقداد بن الأسود إلا حديثا واحدا. ولا عن عمار بن ياسر إلا أربعة أحاديث ولا عن سليمان الفارسي إلا أربعة. وروي عن عبد الله بن عباس نحو من مائتين

الصفحة 421
وسبعة عشر حديثا (1). وقد صحت عنده أحاديث عبد الله لأن أكثرها جاء عن طريق عكرمة.. المتهم باعتناق فكرة الخوارج (2).

وذكر في مقدمة فتح الباري أن أكثر من أربعمائة من رواة الصحيح تضاربت فيهم آراء المحدثين، من حيث وثاقتهم وجواز الاعتماد على مروياتهم، ونحن هنا سنلقي الضوء على البعض منهم من الذين لهم علاقة بالإفرازات الفكرية التي طفحت على الساحة.

منهم: (حصن بن نمير أبو محصن الواسطي)، قال ابن معين ليس بشئ (3)، وقال فيه جماعة: أنه كان ناصبيا يشتم عليا (4): (ومحمد بن زياد الالهاني الحمصي) قال الحاكم: وهو ممن اشتهر عنهم النصب (5) (وعبد الله بن سالم الأشعري) قال أبو داود: كان يذم علي. يعني أنه ناصبي (6).

ومنهم: (ثور بن زيد)، اتهمه محمد بن البرقي بالقدر (7)، (وثور بن يزيد الكلاعي) قال ابن معين: ما رأيت أحد يشك أنه قدري. وقال أحمد بن حنبل:

كان ثور يرى القدر (8). وقد نهى ابن المبارك والأوزاعي عن كتابة حديثه والاعتماد عليه (9). (ووهب بن منبه) صاحب القصص قال الذهبي: من أحبار علماء التابعين... كثير النقل من كتب الإسرائيليات. قال الجوزجاني:

كتب كتابا في القدر. وقال أحمد بن حنبل: كان يتهم بشئ من القدر.

____________

(1) ضحى الإسلام 111، 112 / 2، الباعث الحثيث ص 25، مقدمة فتح الباري 248، 249 / 3.

(2) أنظر المعارف لابن قتيبة ص 201.

(3) ميزان الاعتدال / الذهبي ص 554 / 1.

(4) دراسات في الحديث والمحدثون / هاشم معروف ص 178.

(5) ميزان الاعتدال 551 / 3، دراسات في الحديث 184.

(6) ميزان الاعتدال 426 / 2، دراسات في الحديث 186.

(7) ميزان الاعتدال 373 / 1.

(8) ميزان الاعتدال 374 / 1.

(9) ميزان الاعتدال 274 / 1.

الصفحة 422
ثم رجع (1).

ومنهم: (سالم بن عجلان الأفطس) قال أبو حاتم: صدوق مرجئ. وقال الفسوي: مرجئ معاند، وقال ابن حبان: تغرر بالمعضلات عن الثقات. ويقلب الأخبار (2) (وعبد الحميد بن عبد الرحمن أبو يحيى)، قال النسائي: ليس بالقوي. وضعفه أحمد وقال أبو داود: كان داعيا في الأرجاء (3).

ومنهم: (داود بن الحصين أبو سليمان) قال ابن حبان كان يذهب مذهب الشراة - يعني الخوارج كعكرمة.. تجب مجانبة حديثهم (4)، (والوليد بن كثير) قال أبو داود: كان أباضي (5). وقيل: كان خارجيا (6) (وعمران بن حطان السدوسي البصري الخارجي) قال العقيلي: كان خارجيا (7). وعمران هذا هو الذي قال شعرا يشيد فيه بابن ملجم قاتل علي بن أبي طالب.

فهؤلاء رواة اعتمد عليهم البخاري في صحيحه. وغير هؤلاء كثير. وقد ذكر ابن حجر في مقدمة البخاري أكثر من أربعمائة من رواة الصحيح تضاربت فيهم آراء المحدثين. وهذا أمام الباحث المنصف ليس فيه ذم للبخاري. ولا لغيره من الذين جمعوا الحديث ودونوه. فهؤلاء قاموا بعمل لم يقم به الصحابة بعد وفاة الرسول. ولم يقل البخاري أو غيره عليكم بكتابي وقدسوه. ولم يفرضه على الذين جاؤوا من بعده. وهؤلاء المؤلفون كانوا يعتمدون على اجتهادهم حينا. وعلى غيرهم ممن يحسنون به الظن حينا آخر. فيخطئون ويصيبون ككل إنسان لم يعصمه الله من الخطأ والزلل. وعلى الرغم من أن مجاميع الحديث جمعت الغث والسمين والصحيح والفاسد. فإننا نعترف لأصحابها بالفضل

____________

(1) ميزان الاعتدال 353 / 4.

(2) ميزان الاعتدال 112 / 2.

(3) ميزان الاعتدال 542 / 2.

(4) ميزان الاعتدال 6 / 2.

(5) ميزان الاعتدال 345 / 4.

(6) دراسات في الحديث 190.

(7) ميزان الاعتدال 235 / 3.

الصفحة 423
والعمل الطيب والجهد المثمر. لأنهم وضعوا أمام الباحثين عن الحقيقة مادة غنية يستطيعون بها أن يميزوا بين الغث والسمين وأن يحددوا الطريق إلى الصراط المستقيم. رحم الله البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وأبا داوود والحاكم وابن ماجة وابن عساكر وأبا نعيم والديلمي والبغوي ونعيم بن حماد والبيهقي وابن حبان وابن خزيمة والضياء والسيوطي وغيرهم من الذين جمعوا لنا الأحاديث كي ننظر فيها نظرة الدراية التي تقود إلى الحقيقة.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net