متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ثانيا - آراء وشهود
الكتاب : معالم الفتن ج2    |    القسم : مكتبة المُستبصرين

ثانيا - آراء وشهود

على امتداد هذا الكتاب علمنا أن تاريخ الإسلام هو تاريخ الدفاع عن الفطرة. ولم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلا وقد بين لهم حركة الأمم الماضية ليتدبروا فيها وليعلموا أن الإسلام منصور منصور منصور، فإذا أرادوا أن يقفوا تحت رايات هذا النصر فما عليهم إلا أن يتحركوا الحركة التي تستقيم معه، أما إذا أرادوا غير ذلك فما قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة منهم ببعيد، والدجال على الطريق، وعلمنا أيضا أن تاريخ المسلمين كان كغيره من تاريخ بني الإنسان فيه ضعف الإنسان وخوفه وفيه أيضا أصحاب النفس اللوامة الذين يتذكرون حركتهم فيلومون أنفسهم ويودون أنهم تحركوا الحركة التي يحبون أن ينظر الله إليهم وهم على طريقها.

ويخطئ من يظن أن حركة المسلمين على صفحة التاريخ لم تقدم جديدا للبشرية، فلقد رأينا حركة الذين دافعوا عن الفطرة وهذا في حد ذاته دفاع عن البشرية، وعلمنا حركة الذين نشروا الإسلام في ربوع العالم بوسائلهم البسيطة، فبعملهم هذا أقاموا ينابيع الماء الطاهر الذي يوفر الارتواء ويدعو إلى البحث، وعالم البحث لا يكون في دائرة مغلقة على الإيجابيات والمناقب، وإنما وجد البحث ليفتش بين الإيجابيات وبين السلبيات، وهذا في حد ذاته حركة بين الماضي والحاضر والمستقبل حركة تقرأ في أصول الإسلام وتنظر في حركة المسلمين، وليس هذا من أجل محاكمة التاريخ وإنما من أجل ضرب الباطل.


الصفحة 440
حتى يخرج الحق من جنبه، لأن الإسلام لا يجامل أحدا وطريقه إما إلى جنة وإما إلى نار.

وهناك فرق بين حركة المسلمين عبر تاريخهم وبين حركة أهل الكتاب على امتداد تاريخهم. روي أن بعض اليهود قال للإمام علي بن أبي طالب: ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه. فقال له الإمام: إنما اختلفنا عنه لا فيه، ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. قال:

إنكم قوم تجهلون " (1)، إن الفرق يكمن في دائرة (عنه) وليس في دائرة (فيه) وهذا فرق جوهري عند المقارنة بين تاريخ المسلمين وبين تاريخ اليهود والنصارى. ونحن في هذا الباب سنقدم بعض آراء علماء المسلمين حول الأحداث التي ذكرناها على امتداد هذا الكتاب. ومنها نعلم كيف كانوا ينظرون إلى التاريخ. هل كانوا ينظرون إليه بعيون السلطان وفقهائه؟ أم كانوا ينظرون إليه من ثقوب الخوف أم نظروا إليه من خلال تاريخ الإسلام وخفقات الفطرة؟ ثم نقدم بعد ذلك أقوال الشهود الذين عاصروا هذه الأحداث.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net