متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
12 - قوله (ص): لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

12 - قوله صلى الله عليه وسلم في علي يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار:

روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي حازم قال: أخبرني سهيل بن سعد رضي لله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدركون أيهم يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب، فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتى فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ كأن لم يكن له وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال:

أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم (2).

وفي رواية عن سلمة رضي الله عنه قال: كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم، في خيبر، وكان رمدا، فقال: أنا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلحق، فلما بتنا الليلة التي فتحت، قال: لأعطين الراية غدا - أو ليأخذ الراية غدا - رجل يحبه الله ورسوله، يفتح عليه، فنحن نرجوها، فقيل: هذا علي، فأعطاه ففتح عليه (3).

____________

(1) عبد الكريم الخطيب: علي بن أبي طالب - بقية النبوة وخاتم الخلافة - بيروت 1975، محمد بيومي مهران: الإمام علي بن أبي طالب 1 / 76 - 79 (بيروت 1990).

(2) صحيح البخاري 6 / 171.

(3) صحيح البخاري 6 / 171، صحيح مسلم 15 / 177 - 178.

الصفحة 163
وروى مسلم في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب (لقب للإمام علي) فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ولما نزلت هذه الآية:

(فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (1).

وفي رواية عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها، رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال:

إمش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، قال: فسار علي شيئا، ثم وقف ولم يلتفت فصرخ: يا رسول الله: على ماذا أقاتل الناس، قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله (2).

وروى النسائي في الخصائص بسنده عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه: أن سعدا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله،

____________

(1) صحيح مسلم 15 / 175 - 176.

(2) صحيح مسلم 15 / 176 - 177، وانظر روايات أخرى 15 / 77 - 179.

الصفحة 164
ويحبه الله ورسوله، ويفتح الله بيده، فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي (1).

وفي رواية عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال لعلي - وكان يسير معه - إن الناس قد أنكروا منك شيئا، تخرج في البرد في الملاءتين، وتخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ، فقال لم تكن معنا في خيبر، قال: بلى، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا بكر، وعقد له لواء، فرجع، وبعث عمر، وعقد له لواء فرجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، فأرسل إلي، وأنا أرمد، فتفل في عيني، فقال:

اللهم أكفه أذى الحر والبرد، قال: ما وجدت حرا بعد ذلك، ولا بردا (2).

وفي رواية عن عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ الراية أبو بكر، ولم يفتح له، فأخذها من الغد عمر، فانصرف ولم يفتح له، وأصاب الناس شدة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني دافع لوائي غدا إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى الغداة، ثم جاء قائما، ورمى اللواء، والناس على أقصافهم، فما منا إنسان له منزلة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء، فدعا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وهو أرمد، فتفل ومسح في عينيه، فدفع إليه اللواء وفتح الله عليه (3).

وفي رواية عن بريدة الأسلمي قال: لما كان يوم خيبر، نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحصن أهل خيبر، أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر، فنهض فيه

____________

(1) النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه - تهذيب وترتيب كمال يوسف الحوت ص 20 - 21 (بيروت 1983).

(2) تهذيب الخصائص ص 21، (3) تهذيب الخصائص ص 21 - 22.

الصفحة 165
من نهض من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما كان من الغد تصادر أبو بكر وعمر، فدعا عليا، وهو أرمد، فتفل في عينيه ونهض معه من الناس من نهض، فلقي أهل خيبر، فإذا مرحب يرتجز:

قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب

فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه علي على هامته حتى مضى السيف منها، منتهى رأسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، فما تنام آخر الناس مع علي، حتى فتح لأولهم (1).

وفي رواية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاول القوم، فقال: أين علي بن أبي طالب، فقالوا: يشكي عينيه، قال فبصق نبي الله في كفيه، ومسح بهما عيني علي، ودفع إليه الراية، ففتح الله على يديه (2).

وفي رواية عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لأعطين الراية غدا، رجلا يحب الله ورسوله، يفتح عليه، قال عمر: فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ، قال: فاستشرف لها، فدعا عليا فبعثه ثم قال: اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك، ولا تلتفت، فمشى ما شاء الله ثم وقف ولم يلتفت، فقال: علام نقاتل الناس، قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله (3).

____________

(1) تهذيب الخصائص ص 22 - 23.

(2) تهذيب الخصائص ص 24.

(3) تهذيب الخصائص ص 24 - 25.

الصفحة 166
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن الزهري عن سعيد بن المسيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله، أو يحب الله ورسوله، فدعا عليا، وإنه لأرمد، ما يبصر موضع قدمه، فتفل في عينه، ثم دفعها إليه، ففتح الله عليه (1).

وفي رواية عن الحسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر، فخرج فرجع ولم يفتح له، فأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله، أو يحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، وبتنا طيبة أنفسنا، أن الفتح غدا، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى الغداة ثم قام قائما، فدعا باللواء، والناس على مصافهم، فدعا عليا، وهو أرمد فتفل في عينيه، ودفع إليه اللواء قال بريدة:

وأنا فيمن تطاول لها (2).

وفي رواية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه، قال: فقال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي، فلما كان الغد، دعا عليا فدفعها إليه، فقال: قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك فسار قريبا ثم نادى: يا رسول الله علام أقاتل؟ قال: حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا، فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله (3).

____________

(1) الإمام أحمد بن حنبل: كتاب فضائل الصحابة - حققه وخرج أحاديثه وصي الله بن محمد عباس - الجزء الثاني ص 584 (بيروت 1983)، وهو في مصنف عبد الرازق 11 / 228.

(2) فضائل الصحابة 2 / 953 - 594، وانظر المسند 5 / 353 (وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن عوف، كما في المطالب العالية 4 / 57) والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 134.

(3) فضائل الصحابة 2 / 602 - 603، وفي المسند 3 / 384، وانظر فضائل الصحابة 2 / 637 - 638، 659.

الصفحة 167
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فجبن، فجاء محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، لم أر كاليوم قط، قتل محمود بن مسلمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنوا لقاء العدو، وسلموا الله العافية، فإنكم لا تدرون ما تبتلون معهم، وإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تقتلهم أنت، ثم الأرض جلوسا، فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه، لا يولي الدبر، يفتح الله على يديه، فتشرف لها الناس، وعلي يومئذ أرمد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، سر، فقال: يا رسول الله، على ما أقاتلهم؟ فقال: على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل، قال: فلقيهم ففتح الله عليه (1).

ورواه الهيثمي في مجمعه، وقال: رواه الطبراني في الصغير (2).

وروى الإمام أحمد في مسنده عن بريدة قال: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع، ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا، فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى الغداة، ثم قام قائما، فدعا باللواء، والناس على مصافهم، فدعا عليا، وهو أرمد، فتفل في عينيه، ودفع إليه اللواء، وفتح له، قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها (3).

____________

(1) المستدرك للحاكم 3 / 38.

(2) مجمع الزوائد 6 / 151.

(3) مسند الإمام أحمد 5 / 353.

الصفحة 168
وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة، وعلي بن سلطان في مرقاته، والهيثمي في مجمعه، والمتقي في كنز العمال (1).

وروى الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده عن سلمة بن الأكوع قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبا بكر الصديق برايته إلى حصون خيبر يقاتل، فرجع ولم يكن فتح، وقد جهد، ثم بعث عمر الغد فقاتل، فرجع ولم يكن فتح، وقد جهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار، قال سلمة: فدعا بعلي عليه السلام، وهو أرمد، فتفل في عينيه فقال: هذه الراية، إمض بها حتى يفتح الله على يديك، قال سلمة: فخرج بها والله يهرول هرولة، وإنا خلفه نتبع أثره، حتى ركز رايته في رضم من الحجارة تحت الحصن: فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟

فقال: علي بن أبي طالب، قال يقول اليهودي: غلبتم، ولما نزل على موسى - أو كما قال - فما رجع حتى فتح الله على يديه (2).

وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن اليهود قتلوا أخي، قال: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فيمكنك من قاتل أخيك، فاستشرف لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى علي، فعقد له اللواء، فقال: يا رسول الله إني أرمد، كما ترى، وهو يومئذ رمد، فتفل في عينيه، فما رمدت بعد حتى موته، فمضى - قال رواه الطبراني (3).

وفي رواية عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى خيبر - أحسبه

____________

(1) الرياض النضرة 2 / 187، مرقاة علي بن سلطان 5 / 566، مجمع الزوائد 6 / 150، كنز العمال 5 / 283.

(2) حلية الأولياء 1 / 62 - 63، وانظر ابن هشام 3 / 250.

(3) مجمع الزوائد 9 / 123.

الصفحة 169
قال أبا بكر - فرجع منهمزما ومن معه، فلما كان من الغد بعث عمر، فرجع منهزما، يجبن أصحابه، ويجبنه أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله عليه، فثار الناس، فقال: أين علي؟ فإذا هو يشتكي عينيه، فتفل في عينيه، ثم دفع إليه الراية، فهزها ففتح الله عليه - قال رواه الطبراني (1).

وروى ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب فقال: وروى سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وسهل بن سعد وبريدة وأبو سعيد وابن عمر وعمران بن حصين وسلمة بن الأكوع - والمعنى واحد - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فأعطاها عليا (2).

وقال: وأما حديث الراية يوم خيبر، فروي عن علي والحسن عليهما السلام، والزبير بن العوام، وأبي ليلى الأنصاري، وعبد الله بن عمرو بن العاص وجابر وغيرهم (3).

وفي كنز العمال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: أما أني سأبعث إليهم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه، فقال: ادعوا لي عليا، فجئ به يقاد أرمد، لا يبصر شيئا، فتفل في عينيه، ودعا له بالشفاء، وأعطاه الراية وقال: إمض باسم الله، فما لحق به آخر أصحابه حتى فتح لأولهم - قال أخرجه أبو نعيم في المعرفة (4).

وفي رواية عن علي عليه السلام قال: سار رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى خيبر، فلما أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث عمر، ومعه الناس، إلى مدينتهم وإلى قصرهم،

____________

(1) مجمع الزوائد 9 / 124.

(2) ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب 7 / 337.

(3) تهذيب التهذيب 7 / 339.

(4) كنز العمال 5 / 285.


الصفحة 170
فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه، فجاء يجبنهم ويجبنونه فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لأبعثن عليهم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يقاتلهم حتى يفتح الله له، ليس بفرار، فتطاول الناس لها، ومدوا أعناقهم، يرونه أنفسهم زحاما، قال: فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ساعة فقال: أين علي؟ فقالوا: هو أرمد، قال: ادعوه لي، فلما أتيته فتح عيني، ثم تفل فيهما، ثم أعطاني اللواء، فانطلقت به سعيا، خشية أن يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم حدثا أوفي، حتى أتيتها، فقاتلتهم، فبرز مرحب يرتجز، وبرزت له أرتجز، كما يرتجز، حتى التقينا، فقتله الله بيدي، وانهزم أصحابه، فتحصنوا وأغلقوا الباب، فلم أزل أعالجه، حتى فتحه الله (1).

قال: أخرجه ابن أبي شيبة والبزار، وسنده حسن، وذكره الهيثمي في مجمعه، وقال: رواه البزار (2).

وروى ابن حجر في الإصابة بسنده عن الضحاك الأنصاري قال: لما سار النبي صلى الله عليه وسلم، إلى خيبر، جعل عليا على مقدمته، قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل يحبك، قال: وبلغت أن جبريل يحبني، قال: نعم ومن هو خير من جبريل (3).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة عن إبراهيم بن بشير الأنصاري، أن الضحاك الأنصاري قال: لما سار النبي صلى الله عليه وسلم، إلى خيبر، جعل عليا على مقدمته، فقال: من دخل النخل فهو آمن، فلما تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم، نادى بها علي، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جبريل فضحك، فقال: ما يضحكك؟ قال: إني أحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، لعلي: إن جبريل يقول: أنه يحبك، قال: وبلغت أن

____________

(1) كنز العمال 5 / 283.

(2) مجمع الزوائد 6 / 151.

(3) ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة 2 / 208.

الصفحة 171
يحبني جبريل؟ قال: نعم، ومن هو خير من جبريل، الله عز وجل (1).

وروى السيوطي في تاريخ الخلفاء: قال جابر بن عبد الله: حمل علي الباب على ظهره يوم خيبر، حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، وإنهم جروه بعد ذلك، فلم يحمله إلا أربعون رجلا - أخرجه ابن عساكر (2).

وأخرج ابن إسحاق في المغازي، وابن عساكر، عن أبي رافع: أن عليا تناول بابا عن الحصن - حصن خيبر - فتترس به عن نفسه، فم يزل في يده وهو يقاتل، حتى فتح الله علينا، ثم ألقاه، فلقد رأيتنا ثمانية نفر نجهد أن نقلب ذلك الباب، فما استطعنا أن نقلبه (3).

هذا وقد تحدث الناس عن اقتلاع الإمام علي بن أبي طالب لباب حصن خيبر، بما يشبه الأسطورة والخيال، فقال بعضهم إنه اقتلعه بكفه اليمنى، وجعله جسرا تعبر الجيوش عليه، وكان اليهود قد خصصوا اثنين وعشرين رجلا لإغلاقه وفتحه، لثقله وضخامته، وقال بعضهم: إن الإمام رمى به في الهواء فارتفع عشرات الأمتار، وقال بعضهم: إنه اتخذه ترسا يقي به نفسه الضربات، إلى غير ذلك من الروايات التي تدل على شجاعة الإمام، وقوته الخارقة في بدنه.

هذا ويروي أبو رافع، مولى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: خرجنا مع علي، حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه، فتناول الإمام علي بابا عند الحصن، فترس به نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل، حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر، مع سبعة أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.

____________

(1) أسد الغابة 3 / 45، وانظر: كنز العمال 6 / 158، مجمع الزوائد 9 / 126.

(2) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 167.

(3) تاريخ الخلفاء ص 167، سيرة ابن هشام 3 / 251.

الصفحة 172
وقال ابن هشام في السيرة: وألقى علي الباب وراء ظهره ثمانين شبرا، وفي رواية أن عليا لما انتهى إلى الحصن، اجتذب باب الحصن فألقاه بالأرض، فاجتمع عليه بعده سبعون رجلا، حتى أعادوه إلى مكانه.

على أن العجيب في الأمر، أن يزعم البعض - دونما تحقيق أو روية - أن حمل الإمام علي باب خيبر، لا أصل له، وإنما يروي عن رعاع الناس (سبحان الله - أهكذا بكل بساطة تناقش أحداث التاريخ).

ويقول المقريزي في الإمتاع: أن الأمر ليس كذلك، فلقد أخرجه ابن إسحاق في سيرته، وابن عساكر في تاريخه، عن أبي رافع مولى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن سبعة لم يقلبوه، وأخرجه الحاكم في المستدرك من طرق، منها ما روي عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن عليا حمل الباب يوم خيبر، وأنه جرب بعد ذلك، فلم يحمله أربعون رجلا.

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الإمام علي نفسه، إنما يقول عن هذا الحادث: (والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدية، ولكن بقوة ربانية) (1).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net