متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
17 - الإمام علي أحد الخمسة الذين باهل بهم النبي (ص) وفد نجران
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

17 - الإمام علي أحد الخمسة الذين باهل بهم النبي صلى الله عليه وسلم وفد نجران:

روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب، فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول له، خلفه في بعض مغازيه، وقال له علي: خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (2).

وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:

____________

(1) السيرة الحلبية 1 / 435.

(2) صحيح مسلم 15 / 175 - 176 (بيروت 1981).

الصفحة 210
لما أنزل الله هذه الآية: (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (1).

ورواه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في سننه (2).

وروى الزمخشري في الكشاف، والفخر الرازي في التفسير الكبير (في تفسير آية آل عمران: 61)، والشبلنجي في نور الأبصار (واللفظ له) قال المفسرون: لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الآية على وفد نجران، ودعاهم إلى المباهلة قالوا: حتى نرجع وننظر في أمرنا، ثم نأتيك غدا فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب - وكان كبيرهم وصاحب رأيهم - ما ترى يا عبد المسيح؟

قال: لقد عرفتم يا معشر النصارى، أن محمدا نبي مرسل، ولئن فعلتم ذلك لنهلكن.

وفي رواية قال لهم: والله ما لاعن قوم قط نبيا، إلا هلكوا عن آخرهم، فإن أبيتم إلا الإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فودعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد احتضن الحسين عليه السلام، وأخذ بيد الحسن عليه السلام، وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه، وعلي عليه السلام يمشي خلفهما، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: إذا دعوت فآمنوا، فلما رآهم أسقف نجران قال: يا معشر النصارى، إني لأرى وجوها، لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا، فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم قد رأينا أن لا نباهلك، وأن نتركك على دينك، وتتركنا على ديننا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن أبيتم المباهلة فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين، وعليكم ما عليهم، فأبوا ذلك، فقال: إني أنابذكم فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكنا نصالحك على أن

____________

(1) صحيح الترمذي 2 / 166.

(2) المستدرك للحاكم 3 / 150، سنن البيهقي 7 / 63.

الصفحة 211
لا تغزونا، ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا، وأن نؤدي لك في كل سنة، ألفي حلة، ألف في صفر، وألف في رجب.

قال: وزاد في رواية: وثلاثا وثلاثين درعا عادية، وثلاثا وثلاثين بعيرا، وأربعا وثلاثين فرسا غازية، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ذلك، وقال: والذي نفسي بيده، إن العذاب تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولاستأصل الله نجران وأهله، حتى الطير على الشجر، وما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا - قال أخرجه الخازني (1).

ويقول صاحب الكشاف: لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء، وهم علي وفاطمة والحسنان. لأنهما لما نزلت دعاهم صلى الله عليه وسلم، فأحتضن الحسين، وأخذ بيد الحسن، ومشت فاطمة خلفه، وعلي خلفهما، فعلم أنهم المراد من الآية، وأن أولاد فاطمة وذريتهم يسمون أبناءه، وينسبون إليه نسبة صحيحه نافعة في الدنيا والآخرة (2).

وأخرج الدارقطني: أن عليا يوم الشورى، احتج على أهلها، فقال لهم:

أنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الرحم مني، ومن جعله صلى الله عليه وسلم، نفسه، وأبناءه أبناءه، ونساءه نساءه، غيري، قالوا: اللهم لا (3).

وفي السيرة الحلبية: فلما أصبح صلى الله عليه وسلم، أقبل ومعه حسن وحسين وفاطمة وعلي، رضي الله عنهم، وقال: اللهم هؤلاء أهلي.

____________

(1) نور الأبصار ص 110 - 111، وانظر: تفسير الطبري 6 / 473 - 482، تفسير ابن كثير 1 / 555، تفسير النسفي 1 / 161، تفسير القرطبي ص 1345 - 1347، أسباب النزول للواحدي:

ص 67 - 68، فضائل الخمسة 1 / 245 - 246، الصواعق المحرقة ص 238، صفوة التفاسير 1 / 206.

(2) تفسير الكشاف 1 / 147 - 148.

(3) الصواعق المحرقة ص 239.


الصفحة 212
وعند ذلك قال الأسقف لقومه: إني لأرى وجوها، لو سألوا الله أن يزيل لهم جبلا لأزاله، فلا تباهلوا فتهلكوا، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني - فقالوا: لا نباهلك (1).

وروى السيوطي في تفسير آية المباهلة (آل عمران: 61) قال: وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام فقالا: أسلمنا يا محمد، قال:

كذبتما، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام، قالا: فهات، قال: حب الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه إلى الغد، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، عليهم السلام، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه، وأقرا له، فقال:

والذي بعثني بالحق، لو فعلا، لأمطر عليهم الوادي نارا، قال جابر: فيهم نزلت (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) الآية، قال جابر:

أنفسنا وأنفسكم، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي عليه السلام، وأبناءنا الحسن والحسين عليهما السلام، ونساءنا فاطمة عليها السلام (2).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net