متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
32 - رد الشمس للإمام علي
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

32 - رد الشمس للإمام علي:

يقول الإمام الرازي في التفسير الكبير (تفسير سورة الكوثر): وأما سليمان عليه السلام، فإن الله تعالى رد له الشمس مرة، وفعل ذلك لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين نام، ورأسه في حجر علي، فانتبه وقد غربت الشمس، فردها سبحانه وتعالى حتى صلى.

وقال: وردها مرة أخرى لعلي عليه السلام، فصلى العصر لوقته (1).

وفي كنز العمال عن علي قال: لما كنا بخيبر، سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال المشركين، فلما كان من الغد، وكان مع صلاة العصر، فوضع رأسه في حجري، فنام فاستثقل فلم يستيقظ مع غروب الشمس، قلت: يا رسول الله، ما صليت صلاة العصر، كراهية أن أوقظك من نومك، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده، وقال: اللهم إن عبدك تصدق بنفسه على نبيك، فاردد عليه شروقها، فرأيتها في الحال في وقت العصر بيضاء نقية، حتى قمت، ثم توضأت، ثم صليت ثم غابت.

____________

(1) فضائل الخمسة 2 / 119.

الصفحة 330
قال: أخرجه أبو الحسن سادان الفضلي العراقي في كتاب رد الشمس (1).

وفي الرياض النضرة عن الإمام الحسن بن علي قال: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي، وهو يوحى إليه، فلما أسري عنه قال: يا علي صليت العصر؟ قال: لا، قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك، وحاجة نبيك، فرد عليه الشمس، فردها عليه، فصلى وغابت الشمس - أخرجه الدولابي (2).

وعن أسماء بنت عميس قالت: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي، فكره أن يتحرك حتى غابت الشمس، فلم يصل العصر، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر له علي أنه لم يصل العصر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الله عز وجل، أن يرد الشمس عليه، فأقبلت الشمس لها خوار، حتى ارتفعت قدر ما كانت في وقت العصر، قال: فصلى ثم رجعت (3).

وروى الثعلبي في قصص الأنبياء قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن حامد الأصفهاني، بإسناده عن عروة بن عبد الله، قال: دخلت على فاطمة بنت علي، فرأيت في عنقها خرزا، ورأيت في يدها مسكتين غليظتين، وهي عجوز كبيرة، فقلت لها: ما هذا، فقالت: إنه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجل.

ثم حدثتني: أن أسماء بنت عميس الخثعمية حدثتها: أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان مع نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقد أوحى الله إليه، فجلله بثوبه، ولم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس، تقول غابت أو أرادت أن تغيب، ثم إن نبي الله صلى الله عليه وسلم، سري عنه، فقال: صليت يا علي؟ قال: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

اللهم اردد عليه الشمس، فرجعت حتى بلغت نصف المسجد (4).

____________

(1) كنز العمال 2 / 236.

(2) الرياض النضرة 2 / 236.

(3) الرياض النضرة 2 / 236 - 237.

(4) قصص الأنبياء ص 340.


الصفحة 331
وفي مجمع الزوائد (1) بسنده عن أسماء بنت عميس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى الظهر بالصهباء، ثم أرسل عليا عليه السلام، في حاجة، فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر علي، فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال: اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه، فرد عليه الشمس، قالت أسماء: فطلت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، وقام علي فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت بعد ذلك بالصهباء.

ورواه الطحاوي في مشكل الآثار بسنده عن أسماء بنت عميس (2).

وروى الهيثمي أيضا عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه يوما - وهو في حجر علي - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت العصر؟ قال: لا يا رسول الله، فدعا الله، فرد عليه الشمس حتى صلى العصر، قالت: فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت، حين ردت، حتى صلى العصر.

قال رواه الطبراني (3).

وفي الصواعق المحرقة (4): ومن كراماته الباهرة (أي كرامات الإمام علي): أن الشمس ردت عليه، لما كان رأس النبي صلى الله عليه وسلم، في حجره، والوحي ينزل عليه، وعلي لم يصل العصر، فما سرى عنه صلى الله عليه وسلم، إلا وقد غربت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فأردد عليه الشمس، فطلعت بعدما غابت.

ويقول المحدث الفقيه ابن حجر الهيثمي: وحديث رد الشمس صححه

____________

(1) مجمع الزوائد 8 / 297.

(2) مشكل الآثار 2 / 8.

(3) مجمع الزوائد 8 / 297.

(4) الصواعق المحرقة ص 197 - 198.

الصفحة 332
الطحاوي والقاضي عياض في الشفاء، وحسنه شيخ الإسلام أبو زرعة، وتبعه غيره، وردوا على جميع من قال أنه موضوع.

وللإمام السيوطي جزء في تتبع طرق هذا الحديث، سماه (كشف اللبس في حديث رد الشمس)، وختمه بقوله: ومما يشهد لصحة ذلك قول الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وغيره، ما أوتي نبي معجزة، إلا أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم، نظيرها، أو أبلغ منها، وقد صح أن الشمس حبست ليوشع ليالي قاتل الجبارين، فلا بد أن يكون لنبينا نظير ذلك، والقول مبسوط في ابن كثير وتنزيه الشريعة.

ويقول ابن حجر: ورغم فوات الوقت بغروب الشمس، فلا فائدة لردها في محل المنع، بل نقول: كما أن ردها خصوصية، كذلك إدراك العصر الآن أداء خصوصية وكرامة، على أن في ذلك، أعني أن الشمس إذا غربت ثم عادت، هل يعود الوقت بعودها، ترددا حكيته، مع بيان المتجه منه في شرح العباب في أوائل كتاب الصلاة.

وقال سبط بن الجوزي: وفي الباب حكاية عجيبة، حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق: أنهم شاهدوا (أبا منصور المظفر بن أزدشير القباوي الواعظ)، ذكر بعد العصر هذا الحديث، ونمقه بألفاظه، وذكر فضائل أهل البيت، فغطت سحابة الشمس، حتى ظن الناس أنها قد غابت، فقام على المنبر، وأومأ إلى الشمس وأنشدها:

لا تغربي يا شمس حتى ينتهي * مدحي لآل المصطفى ولنجله
وأثني عنانك إن أردت ثناءهم * أنسيت إذا كان الوقوف لأجله
إن كان لمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله

قالوا: فانجاب السحاب عن الشمس وطلعت.

وفي الخصائص الكبرى: أخرج ابن مندة وابن شاهين والطبراني - بأسانيد بعضهما على شرط الصحيح - عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،

الصفحة 333
يوحى إليه، ورأسه في حجر علي، فلم يصل العصر، حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.

وفي لفظ للطبراني: فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، وقام علي فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت، وذلك بالصهباء.

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأسه في حجر علي، ولم يكن صلى العصر حتى غربت الشمس، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم، دعا له فردت عليه الشمس حتى صلى، ثم غابت ثانية.

وأخرج الطبراني بسند حسن عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار (1).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net