متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
3 - آية المجادلة 12
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

3 - آية المجادلة 12:

قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة * ذلك خير لكم وأطهر * فإن لم تجدوا * فإن الله غفور رحيم).

وفي تفسير ابن كثير: قال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تصدقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، قدم دينار صدقة تصدق به، ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن عشر خصال، ثم أنزلت الرخصة.

وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد، قال علي رضي الله عنه: آية في كتاب الله عز وجل، لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار، فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت صلى الله عليه وسلم، تصدقت بدرهم، فنسخت، ولم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، ثم تلا هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) - الآية.

وروى ابن جرير بسنده عن علي بن علقمة الأنصاري عن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى، دينار؟ قال: لا يطيقون، قال: نصف دينار؟

قال: لا يطيقون، قال: ما ترى؟ قال: شعيرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لزهيد، قال: فنزلت: (أأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله

____________

(1) أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري: أسباب النزول ص 58 (ط الحلبي - القاهرة 1388 هـ / 1968 م).

الصفحة 386
عليكم) - الآية، قال علي: (فبي خفف الله عن هذه الأمة).

وروى الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) - إلى آخرها، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى، دينار، قال: لا يطيقونه، وذكره بتمامه مثله - ثم قال هذا حديث حسن غريب، ثم قال: ومعنى قوله شعيرة:

يعني وزن شعيرة من ذهب (1).

ورواه الفخر الرازي في التفسير الكبير، ورواه الطبري في تفسيره، والمتقي الهندي في كنز العمال، وقال: أخرجه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، والدورقي، وابن حبان، وابن مردويه وسعيد بن منصور.

وذكره السيوطي في تفسيره، والمحب الطبري في ذخائره، وقال: أخرجه أبو حاتم (2).

وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى دينار؟ قلت: لا يطيقونه، قال:

فنصف دينار، قلت: لا يطيقونه، قال: فكم، قلت: شعيرة، قال: إنك لزهيد، قال: فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات) - الآية، قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة - قال الترمذي: ومعنى قوله: شعيرة، يعني وزن شعيرة من ذهب (3).

وروى النسائي في الخصائص بسنده عن علي بن علقمة عن علي رضي الله

____________

(1) تفسير ابن كثير 4 / 509 - 510، تحفة الأحوذي 9 / 192.

(2) تفسير الطبري 28 / 15، كنز العمال 1 / 268، ذخائر العقبى ص 109.

(3) صحيح الترمذي 2 / 227.

الصفحة 387
عنه قال: لما نزلت: (يا أيها الذين آمنوا إذ ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي رضي الله عنه: مرهم أن يتصدقوا، قال: بكم يا رسول الله؟ قال: بدينار، قال: لا يطيقون، قال: فبنصف دينار، قال: لا يطيقون، قال: فبكم، قال: بشعيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لزهيد، فأنزل الله (أأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات) - الآية، وكان علي رضي الله عنه يقول: خفف بي عن هذه الأمة (1).

وروى الإمام الطبري في تفسيره (2) بسنده عن ليث عن مجاهد قال قال علي عليه السلام: (إن في كتاب الله عز وجل الآية، ما عمل أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي) (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)، قال: فرضت، ثم نسخت.

وذكره الفخر الرازي في تفسيره، وقال في آخره: وروى ابن جريج والكلبي وعطاء عن ابن عباس: أنهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا، فلم يناجه أحد، إلا علي، تصدق بدينار، ثم نزلت الرخصة، وقال القاضي:

والأكثر في الروايات على أن علي بن أبي طالب تفرد بالتصدق قبل المناجاة، ثم ورد النسخ، وإن كان قد روي أيضا أن أفاضل الصحابة وجدوا الوقت، وما فعلوا ذلك.

وروى الواحدي في أسباب النزول: وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن في كتاب الله الآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) - الآية، كان لي دينار فبعته، وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد، فنسخت بالآية الأخرى، (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) (3).

____________

(1) تهذيب الخصائص ص 85 - 86.

(2) تفسير الطبري 28 / 14.

(3) الواحدي: أسباب النزول ص 276.

الصفحة 388
وروى الزمخشري في تفسيره عن علي رضي الله عنه: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان لي دينار فصرفته، وكنت إذا ناجيته صلى الله عليه وسلم، تصدقت بدرهم، قال الكلبي: تصدق به في عشر كلمات سألهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن ابن عمر: لعلي ثلاث، ولو كانت لي واحدة منهن، أحب إلي من حمر النعم، تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى (1).

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن علي عليه السلام أنه قال:

آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى، كان لي دينار، فبعته بعشرة دراهم، فلما أردت أن أناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدمت درهما، فنسختها الآية الأخرى (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات).

قال أخرجه ابن الجوزي في أسباب النزول.

وروى النسفي (2) في تفسيره (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) قال علي رضي الله عنه: هذه آية من كتاب الله ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان لي دينار فصرفته، فكنت إذا ناجيته صلى الله عليه وسلم، تصدقت بدرهم، وسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشر مسائل، فأجابني عنها، قلت: يا رسول الله، ما الوفاء، قال: التوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، قلت: وما الفساد؟ قال: الكفر والشرك بالله، قلت: وما الحق؟ قال: الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك، قلت: وما الحيلة؟ قال: ترك الحيلة، قلت: وما علي؟ قال: طاعة الله وطاعة رسوله، قلت: وكيف أدعو الله تعالى؟ قال: بالصدق واليقين، قلت: وماذا أسأل الله؟ قال: العافية، قلت: وما أصنع لنجاة نفسي؟ قال: كل حلالا، وقل

____________

(1) تفسير الزمخشري 2 / 443.

(2) تفسير النسفي 4 / 235.

الصفحة 389
صدقا، قلت: وما السرور؟ قال: الجنة، قلت: وما الراحة؟ قال: لقاء الله، فلما فرغت منها، نزل نسخها.

وفي تفسير الظلال: وقد عمل بهذه الآية الإمام علي - كرم الله وجهه - فكان معه - كما روي عنه - دينار، فصرفه دراهم، وكان كلما أراد خلوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، لأمر، تصدق بدرهم، ولكن الأمر شق على المسلمين، وعلم الله ذلك عنهم، وكان الأمر قد أدى غايته، وأشعرهم بقيمة الخلوة التي يطلبونها، فخفف الله عنهم، ونزلت الآية التالية (أأشفقتم......) برفع التكليف، وتوجيههم إلى العبادات والطاعات المصلحة للقلوب (1).

وفي تفسير القرطبي: روى الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى، دينارا؟ قلت: لا يطيقونه، قال: فنصف دينار؟ قلت: لا يطيقونه، قال: فكم؟ قلت: شعيرة، قال: إنك لزهيد، قال: فنزلت: (أأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات) - الآية، قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة.

وروي عن مجاهد: أن أول من تصدق في ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وناجى النبي صلى الله عليه وسلم، وروي أنه تصدق بخاتم.

وذكر القشيري وغيره عن علي بن أبي طالب أنه قال: في كتاب الله عز وجل آية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)، كان لي دينار فبعته، فكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد، فنسخت بالآية الأخرى (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) - الآية. وكذلك قال ابن عباس: نسخها الله بالآية التي بعدها. وقال ابن عمر: لقد كانت لعلي

____________

(1) في ظلال القرآن 6 / 3512.

الصفحة 390
رضي الله عنه ثلاث، لو كانت لي واحدة منهن، كانت أحب إلي من حمر النعم، تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى (1).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net