متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
10 - آية التوبة 19
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

10 - آية التوبة 19:

قال الله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام * كمن آمن بالله واليوم الآخر * وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله * والله لا يهدي القوم الظالمين).

روى السيوطي في الدر المنثور: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال:

(أجعلتم سقاية الحاج) - الآية، نزلت في علي والعباس.

وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال: قعد العباس وشيبة يفتخران، العباس يقول: أنا أشرف منك، أنا عم النبي صلى الله عليه وسلم،

____________

(1) أسباب النزول ص 229.

(2) تفسير ابن كثير 3 / 632 چ (3) تفسير القرطبي ص 5019.

الصفحة 411
وصنو أبيه، وساقي الحجيج، ويقول شيبة: أنا أشرف، أنا أمين الله على بيته وخازنه، فهلا ائتمنك كما ائتمنني، فاطلع عليهما علي رضي الله عنه، فأخبراه بما قالا، فقال علي رضي الله عنه: أنا أشرف منكما، أنا أول من آمن وهاجر، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه، فما أجابهم بشئ، فنزل عليه الوحي بعد أيام، فأرسل إليهم، فقرأ عليهم (أجعلتم سقاية الحاج) - الآية (1).

وفي تفسير ابن كثير عن أبي صخرة قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار، وعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، معي مفتاحه، ولو أشاء بت فيه، وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، لو أشاء بت في المسجد، فقال علي، رضي الله عنه: ما أدري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر، قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله عز وجل (أجعلتم سقاية الحاج) - الآية كلها.

وقال عبد الرازق: أخبرنا معمر عن عمرو عن الحسن قال: نزلت في علي وعباس وعثمان وشيبة، تكلموا في ذلك، فقال العباس: ما أراني إلا أني تارك سقايتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقيموا على سقايتكم، فإن لكم فيها خيرا) (2).

وفي تفسير القرطبي: قال افتخر عباس بالسقاية، وشيبة بالعمارة، وعلي بالإسلام والجهاد، فصدق الله عليا، وكذبهما، وأخبر أن العمارة لا تكون بالكفر، وإنما تكون بالإيمان والعبادة وأداء الطاعة، وهذا بين لا غبار عليه (3).

وفي تفسير الطبري بسنده عن الحسن قال: نزلت في علي وعباس وعثمان وشيبة، تكلموا في ذلك (أي في سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، والإيمان

____________

(1) محمد بيومي مهران: الإمام علي بن أبي طالب 2 / 263.

(2) تفسير ابن كثير 2 / 535.

(3) تفسير القرطبي 2930 - 2931.

الصفحة 412
بالله والجهاد في سبيله)، فقال العباس: ما أراني إلا تارك سقايتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقيموا على سقايتكم، فإن لكم فيها خيرا).

وعن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: افتخر طلحة بن شيبة من عبد الدار، وعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، معي مفتاحه، لو أشاء بت فيه، وقال عباس أنا صاحب السقاية والقائم عليها، ولو أشاء بت في المسجد، وقال علي: ما أدري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر، قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام * كمن آمن بالله * وجاهد في سبيل الله * لا يستوون عند الله * والله يهدي القوم الظالمين) (1).

وعن السدي: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام * كمن آمن بالله * وجاهد في سبيل الله * لا يستوون عند الله) (2) قال: افتخر علي وعباس وشيبة: أنا أعمر مسجد الله، وقال عباس أنا القائم على السقاية، وقال علي: أنا هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجاهد معه في سبيل الله (3)، فأنزل الله: (الذين آمنوا وهاجروا في سبيل الله) - إلى (نعيم مقيم) (4).

وفي تفسير المنار: عن كعب القرظي قال: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار، وعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، معي مفتاحه، ولو أشاء بت فيه، وقال العباس: أنا صاحب السقاية، والقائم عليها، ولو أشاء بت في المسجد، فقال علي رضي الله عنه: ما أدري ما يقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر، قبل الناس، وأنا صاحب

____________

(1) تفسير الطبري 14 / 171 (دار المعارف - القاهرة 1958).

(2) سورة التوبة: آية 19.

(3) تفسير الطبري 14 / 172.

(4) سورة التوبة: آية 20 - 21 - 121.

الصفحة 413
الجهاد، فأنزل الله (أجعلتم سقاية الحاج) الآية كلها (1).

وعن ابن سيرين قال: قدم علي بن أبي طالب مكة، فقال للعباس: أي عم، ألا تهاجر؟ ألا تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعمر المسجد، وأحجب البيت، وأنزل الله (أجعلتم سقاية الحاج) - الآية (2).

وفي تفسير النسفي (3): نزلت جوابا لقول العباس، حين أسر، فطفق علي، رضي الله عنه، يوبخه بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقطيعة الرحم، فقال العباس:

تذكر مساوينا، وتدع محاسننا، فقيل: أولكم محاسن؟ فقال: نعمر المسجد، ونسقي الحاج، ونفك العاني.

وقيل: افتخر العباس بالسقاية، وشيبة بالعمارة، وعلي، رضي الله عنه، بالإسلام والجهاد، فصدق الله تعالى عليا (الذين آمنوا وهاجروا * وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم) أولئك (أعظم درجة عند الله) من أهل السقاية والعمارة (وأولئك هم الفائزون)، لا أنتم المختصون بالفوز دونهم.

وروى الواحدي في أسباب النزول: لما أسر العباس يوم بدر، أقبل عليه المسلمون، فعيروه بكفره بالله وقطيعة الرحم، وأغلظ علي، رضي الله عنه، له القول، فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوينا، ولا تذكرون محاسننا، فقال له علي رضي الله عنه: ألكم محاسن؟ قال: نعم، إنا لنعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحاج، ونفك العاني، فأنزل الله (ما كان للمشركين أن يعمروا) - الآية.

وقال ابن عباس - في رواية الوالبي - قال العباس بن عبد المطلب - حين أسر يوم بدر - لئن كنتم سبقتمونا إلى الإسلام، والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر

____________

(1) تفسير المنار 10 / 195.

(2) تفسير المنار 10 / 194 - 195.

(3) تفسير النسفي 2 / 120 - 121.

الصفحة 414
المسجد، ونسقي الحاج، ونفك العاني، فأنزل الله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) - الآية.

وقال الحسن البصري والشعبي والقرظي: نزلت الآية في علي والعباس وطلحة بن شيبة، وذلك أنهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، بيدي مفتاحه، وإلي ثياب بيته، وقال العباس: أنا صاحب السقاية، والقائم عليها، وقال علي: ما أدري ما تقولان، لقد صليت ستة أشهر، قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وقال ابن سيرين، ومرة الهمداني: قال علي للعباس: ألا تهاجر، ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ألست في أفضل من الهجرة؟ ألست أسقي حاج بيت الله، وأعمر المسجد الحرام؟ فنزلت الآية (1).

وفي تفسير الفخر الرازي: قال ابن عباس - في بعض الروايات - إن عليا عليه السلام، لما أغلظ الكلام للعباس، قال العباس: إن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد، فلقد كنا نعمر المسجد الحرام، ونسقي الحاج، فنزلت الآية (2).

وفي تفسير الدر المنثور للسيوطي قال: أخرج أبو نعيم، في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال: قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران، فقال له العباس: أنا أشرف منك، أنا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصنو أبيه، وساقي الحجيج، فقال شيبة: أن أشرف منك، أنا أمين الله على بيته وخازنه، أفلا ائتمنك، كما ائتمنني؟ فاطلع عليهما علي عليه السلام، فأخبراه بما قالا، فقال علي: أنا أشرف منكما، أنا أول من آمن وهاجر، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه، فما أحاجبهم بشئ، فانصرفوا، فنزل عليه الوحي بعد

____________

(1) تفسير الطبري 17 / 5.

(2) أسباب النزول للواحدي ص 163 - 164، وانظر: نور الأبصار ص 77.

الصفحة 415
أيام، فأرسل إليهم، فقرأ (أجعلتم سقاية الحاج) - الآية.

وأخرج عبد الرازق، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن الشعبي قال: نزلت هذه الآية: أجعلتم سقاية الحاج، في العباس وعلي تكلما في ذلك.

وأخرج ابن مردويه عن الشعبي قال: كان بين علي والعباس منازعة، فقال العباس لعلي: أنا عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأنت ابن عمه، وإلي سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فأنزل الله (أجعلتم سقاية الحاج) - الآية.

وأخرج عبد الرازق عن الحسن قال: نزلت في علي وعباس وعثمان وشيبة، تكلموا في ذلك (1).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net