متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
نسب الإمام علي
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

نسب الإمام علي

لا ريب في أن نسب الإمام علي إنما هو أشرف نسب عرفته الدنيا، فهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، القرشي الهاشمي، وأمه السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم، القرشية الهاشمية، أول هاشمية ولدت لهاشمي، وأول هاشمية ولدت خليفة، ومن ثم فقد كان الإمام علي أول هاشمي يولد لهاشميين، ذلك لأن بني هاشم إنما كانوا قد اعتادوا أن يصهروا إلى أسر أخرى من قريش، قبل أن يتزوج أبو طالب من ابنة عمه فاطمة بنت أسد.

وهكذا نستطيع أن نقول: إنه ليس هناك - غير رسول الله صلى الله عليه وسلم - من شرف بنسب أشرف من هذا النسب، بل ليس هناك أحد من الصحابة - من غير بني هاشم - من يشرف بنسب، كنسب الإمام علي، وبكلمة واحدة إنه أشرف الصحابة - من غير بني هاشم - نسبا وحسبا.

وروى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي عمار شداد، أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) (2).

____________

(1) تاريخ بغداد 5 / 15.

(2) صحيح مسلم 15 / 36.

الصفحة 440
ورواه الترمذي (1) والقسطلاني (2) وابن كثير (3).

وروى المحب الطبري في ذخائر العقبى عن واثلة ين الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم، واتخذه خليلا، واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، ثم اصطفى من ولد إسماعيل نزارا، ثم اصطفى من ولد نزار مضرا، ثم اصطفى من مضر كنانة، ثم اصطفى من كنانة قريشا، ثم اصطفى من قريش بني هاشم، ثم اصطفى من بني هاشم عبد المطلب، ثم اصطفاني من عبد المطلب) (4).

قال: أخرجه بهذا السياق أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وأخرجه مسلم وأبو حاتم مختصرا (5).

وروى البيهقي في دلائل النبوة عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: - إن الله تعالى، اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) (6).

ورواه الإمام أحمد في المسند (7)، والترمذي في أول أبواب المناقب (8)، والسيوطي في الخصائص (9)، وابن كثير في البداية والنهاية (10)، وفي التفسير (11).

____________

(1) صحيح الترمذي 4 / 292.

(2) القسطلاني: المواهب اللندية 1 / 13.

(3) ابن كثير: السيرة النبوية 1 / 191.

(4) ذخائر العقبى ص 10.

(5) أنظر: فضائل الخمسة 1 / 7.

(6) البيهقي: دلائل النبوة 1 / 108 - 109.

(7) مسند الإمام أحمد 4 / 107.

(8) صحيح الترمذي 2 / 281.

(9) السيوطي: الخصائص الكبرى 1 / 38.

(10) ابن كثير: البداية والنهاية 2 / 256.

(11) تفسير ابن كثير 3 / 293.

الصفحة 441
ورواه البيهقي في دلائل النبوة بسنده عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله، عز وجل، اختار، فاختار العرب، ثم اختار منهم كنانة - أو النضر بن كنانة - ثم اختار منهم قريشا، ثم اختار منهم بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم) (1) وأخرجه السيوطي في الخصائص (2).

وروى البيهقي في دلائل بسنده عن ابن عمر قال: إنا لقعود بفناء النبي صلى الله عليه وسلم، إذ مرت به امرأة، فقال بعض القوم: هذه ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو سفيان: مثل محمد في بني هاشم، مثل الريحانة في وسط النتن، فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: ما بال أقوال تبلغني عن أقوام؟ إن الله عز وجل، خلق السماوات سبعا، فاختار العليا منها، فأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق، فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب، فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب، فبغضي أبغضهم) (3).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (4)، وأبو نعيم في الدلائل (5)، وابن كثير في البداية والنهاية (6) وابن أبي حاتم في العلل (7).

وروى البيهقي في دلائل النبوة بسنده عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن

____________

(1) أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة - بتحقيق السيد أحمد صقر - الجزء الأول ص 109 - القاهرة 1389 هـ / 1970 م.

(2) السيوطي: الخصائص الكبرى 1 / 38 (دار الكتب العلمية - بيروت).

(3) دلائل البيهقي 1 / 115.

(4) المستدرك للحاكم 4 / 73 - 74.

(5) دلائل النبوة لأبي نعيم ص 25 - 26.

(6) ابن كثير: البداية والنهاية 2 / 257.

(7) العلل المتناهية 2 / 367 - 368.

الصفحة 442
العباس قال: قلت: يا رسول الله، إن قريشا، إذا التقوا، لقي بعضهم بعضا بالبشاشة، وإذا لقونا، لقونا بوجوه لا نعرفها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند ذلك غضبا شديدا، ثم قال: (والذي نفس محمد بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله، فقلت: يا رسول الله، إن قريشا جلوسا تذكروا أحسابهم، فجعلوا مثلك، مثل نخلة في كبوة (الكناسة) من الأرض، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل، يوم خلق الخلق جعلني من خيرهم، ثم حين فرقهم، جعلني في خير الفريقين، ثم حين جعل القبائل جعلني في خير قبيلة، ثم حين جعل البيوت جعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيرهم نسبا، وخيرهم بيتا) (1).

ورواه الترمذي (2) وابن كثير في البداية والنهاية (3)، وأبو نعيم في الدلائل مقتصرا على شقه الأخير (4)، ورواه الحاكم في المستدرك (5) والإمام أحمد في المسند (6).

وروى الإمام أحمد في الفضائل والبيهقي في الدلائل والقاضي عياض في الشفاء بسنده عن الزهري عن أبي أسامة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال لي جبريل عليه السلام: قلبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد رجلا أفضل من محمد، وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها، فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم (7).

____________

(1) البيهقي: دلائل النبوة 1 / 110.

(2) صحيح الترمذي 2 / 281.

(3) البداية والنهاية 2 / 257.

(4) دلائل النبوة لأبي نعيم ص 25.

(5) المستدرك للحاكم 3 / 333.

(6) مسند الإمام أحمد 3 / 206.

(7) دلائل النبوة للبيهقي 1 / 120 - 121، الشفاء 1 / 166، فضائل الصحابة 2 / 628 - 6129.

الصفحة 443
ورواه ابن كثير في التفسير (1)، والهيثمي في مجمع الزوائد (2) عن الطبراني في الأوسط.

وروى البيهقي بسنده عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبلغه بعض ما يقول الناس، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه - وقال: من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله، قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خير فرقة، وجعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، وجعلهم بيوتا، فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا) (3).

ورواه الترمذي (4)، وابن كثير في البداية والنهاية (5) وفي التفسير (6).

وروى البيهقي في دلائل النبوة بسنده عن الأعمش عن كتابة بن ربعي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل، قسم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله تعالى: (وأصحاب اليمين) (7) و (أصحاب الشمال) (8)، فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرها ثلثا، فذلك قوله تعالى: (فأصحاب الميمنة) (9) (والسابقون السابقون) (10)، فأنا من السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قول الله تعالى: (وجعلناكم شعوبا

____________

(1) تفسير ابن كثير 3 / 293.

(2) مجمع الزوائد 8 / 217.

(3) البيهقي: دلائل النبوة 1 / 112.

(4) صحيح الترمذي 2 / 282.

(5) ابن كثير: البداية والنهاية 2 / 256.

(6) تفسير ابن كثير 3 / 8393.

(7) سورة الواقعة: آية 37.

(8) سورة الواقعة: آية 41.

(9) سورة الواقعة: آية 8.

(10) سورة الواقعة: آية 10.

الصفحة 444
وقبائل لتعارفوا * إن أكرمكم عند الله أتقاكم * إن الله عليم خبير) (1)، وأنا أتقى ولد آدم، وأكرمهم على الله ولا فخر، ثم القبائل بيوتا، فجعلني بيتا، وذلك قوله عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل الرجس البيت ويطهركم تطهيرا) (2)، فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب) (3).

ورواه السيوطي في الخصائص (4)، ونسبه إلى الطبراني وأبي نعيم، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (5).

وهكذا يبدو واضحا أن خير بيوت الناس، إنما هو بيت هاشم، والذي خيره بيت عبد المطلب، جد النبي صلى الله عليه وسلم، وجد الإمام علي بن أبي طالب، ومن ثم فليس هناك من يعادل الإمام عليا في نسبه، سوى أهله من بني عبد المطلب، وليس هناك من يتفوق عليه حسبا ونسبا، سوى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين



____________

(1) سورة الحجرات: آية 13.

(2) سورة الأحزاب: آية 33.

(3) البيهقي: دلائل النبوة 1 / 113 - 114.

(4) السيوطي: الخصائص الكبرى 1 / 38.

(5) ابن كثير: البداية والنهاية 2 / 257.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net