متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
نسب الإمام الباقر ومولده
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج3    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

1 - نسب الإمام الباقر ومولده

هو الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء، بنت سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

هذا وقد ولد الإمام الباقر في مدينة المنورة - في أحد بيوت النبوة - في الثالث من صفر عام 57 هـ (676 م) وتوفي في عام 114 هـ (732 م)، وقيل في 117 هـ (735 م)، وفي عمدة الطالب: ولد سنة تسع وخمسين بالمدينة في حياة جده الإمام الحسين، عليه السلام، وتوفي في ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك (105 - 124 هـ / 724 - 743 م) - الخليفة الأموي - وهو ابن خمسين وخمس سنوات ودفن بالبقيع (1)، وفي " سر السلسلة العلوية " ولد سنة 58 هـ، وتوفي - كما في " حصن السلام " - عام 113 هـ، في عهد هشام بن عبد الملك، وكان عمر أبيه يوم ولد 17 سنة، وبذا تكون حياته 58 سنة (2).

وروي عن الإمام الباقر أنه قال: قتل جدي الحسين، ولي أربع سنين، وإني لأذكر مقتله، وما نالنا في ذلك الوقت (3)، وفي تاريخ ابن الأثير: وفيها (أي سنة 114 هـ) توفي محمد بن علي بن الحسين الباقر، وقيل سنة خمس

____________

(1) ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 225 (مكتبة الحياة - بيروت).

(2) الشريف عبد الرحمن بن محمد بن حسين المشهور: شمس الظهيرة في نسب أهل بيت من بني علوي - فرع فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب - الجزء الأول ص 37 (جدة 1984).

وانظر ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 225 (بيروت - دار مكتبة الحياة).

(3) طبقات ابن سعد 5 / 237 - 238.

الصفحة 18
عشرة ومائة، وكان عمره ثلاثا وسبعين سنة، وقيل ثمانيا وخمسين سنة (1)، وفي رواية أبي الفداء أنه مات عام 115 هـ، وفي طبقات ابن سعد بسنده عن جعفر بن محمد الصادق قال: سمعت محمد بن علي يذاكر فاطمة بنت حسين شيئا من صدقة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: هذا توفي إلى ثماني وخمسين، ومات لها، قال محمد بن عمر: وأما في روايتنا، فإنه مات سنة سبع عشرة ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وقال غيره: توفي سنة ثماني عشرة ومائة، وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: توفي بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة (2).

وفي وفيات الأعيان: توفي الإمام الباقر في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائة، وقيل في الثالث والعشرين من صفر سنة أربع عشرة، وقيل سبع عشرة، وقيل ثمان عشرة بالحميمة، ونقل إلى المدينة، ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه أبوه، وعم أبيه الحسن بن علي، رضي الله عنهم، في القبة التي فيها قبر العباس، رضي الله عنه (3).

وفي " إسعاف الراغبين ": مات مسموما - رضي الله عنه، سنة سبع عشرة ومائة، عن نحو ثلاث وسبعين سنة، وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه (4).

وفي طبقات ابن سعد عن سعيد بن مسلم بن بانك أبو مصعب، أنه رأى على " محمد بن علي بن حسين " بردا قال: وزعم لي سالم مولى عبد الله بن حسين: أن محمدا أوصى أن يكفن فيه، وعن جابر عن محمد بن علي: أنه أوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه، وعن عروة بن عبد الله بن قشير قال: سألت جعفرا في أي شئ كفنت أباك؟ قال: أوصاني في قميصه، وأن

____________

(1) ابن الأثير: الكامل في التاريخ 5 / 180 (بيروت 1965).

(2) طبقات ابن سعد 5 / 238.

(3) وفيات الأعيان 4 / 174.

(4) محمد الصبان: إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين ص 229.

الصفحة 19
أقطع أزراره في ردائه الذي كان يلبس، وأن أشتري بردا يمانيا، فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) كفن في ثلاثة أثواب، أحدها برد يماني (1).

وفي تاريخ المسعودي: وفي أيام الوليد بن يزيد (125 هـ / 743 م) كانت وفاة أبي جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وقد تنوزع في ذلك، فمن الناس من رأى أن وفاته كانت على أيام هشام بن عبد الملك، وذلك سنة 117 هـ، ومن الناس من رأى أنه مات في أيام يزيد بن عبد الملك وهو ابن سبع وخمسين بالمدينة، ودفن مع أبيه علي بن الحسين، وغيره من سلفه، عليهم السلام (3).

وأما أم الإمام الباقر، فهي السيدة " أم عبد الله بنت الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، فهو هاشمي من هاشميين، علوي من علويين (4).

وكان الإمام الباقر يكنى " أبو جعفر " وأما ألقابه فهي: الباقر والشاكر والهادي، وأشهرها الباقر، وهو لقب أطلقه عليه جده المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، قال جابر بن عبد الله الأنصاري: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إنك تستبقى حتى ترى رجلا من ولدي، أشبه الناس بي، اسمه على اسمي، إذا رأيته لم يخل عليك، فأقرئه مني السلام، فلما كبرت سن جابر، وخاف الموت، جعل يقول: يا باقر، يا باقر، أين أنت؟ حتى رآه فوقع عليه يقبل يديه ورجليه، ويقول: " بأبي وأمي شبيه أبيه رسول الله، إن أباك يقرئك السلام " (5). وفي نور الأبصار عن الزبير بن محمد مسلم المكي قال: كنا عند جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، فأتاه علي بن الحسين، ومعه ابنه محمد، وهو صبي، فقال علي لابنه محمد، وهو

____________

(1) ابن سعد: الطبقات الكبرى 5 / 238 (دار التحرير 1968).

(2) طبقات ابن سعد 5 / 237 - 238.

(3) مروج الذهب للمسعودي 2 / 203.

(4) نور الأبصار ص 143، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 224.

(5) تاريخ اليعقوبي 2 / 320.

الصفحة 20
صبي قبل رأس عمك، فدنا محمد من جابر فقبل رأسه، فقال جابر: من هذا - وكان قد كف بصره - فقال علي بن الحسين: هذا ابني محمد، فضمه جابر إليه، وقال: يا محمد، محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يقرئك السلام، فقالوا: كيف ذلك يا أبا عبد الله، قال: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، والحسين في حجره يلاعبه، فقال: يا جابر، يولد لابني الحسين ابن يقال له علي، فإذا كان يوم القيامة ينادي مناد، ليقم سيد العابدين، فيقوم علي بن الحسين، ويولد لعلي ابن يقال له محمد، يا جابر إن أدركته، فأقرئه مني السلام، وإن لاقيته فاعلم أن بقاءك بعده قليل، فلم يعش جابر، رضي الله عنه بعد ذلك، غير ثلاثة أيام (1).

وفي عمدة الطالب: وكان أبو جعفر يلقب بالباقر، لما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أنه قال له: يا جابر، إنك ستعيش حتى تدرك رجلا من أولادي، اسمه اسمي، يبقر العلم بقرا، فإذا رأيته فأقرئه مني السلام، فلما دخل محمد الباقر عليه، وسأله عن نسبه فأخبره، فقام إليه واعتنقه وقال: " جدك رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يقرئك السلام " (2).

ومن عجب أن يسمي " هشام بن عبد الملك الأموي " الإمام الباقر بالبقرة، حدث ذلك عندما كان الإمام زيد بن علي عنده في دمشق، فسأله ساخرا: ما فعل أخوك البقرة؟ فغضب الإمام زيد، حتى كاد يخرج من إهابه، ثم قال: لشد ما خالفت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، سماه الباقر، وسميته أنت البقرة، لتخالفنه يوم القيامة، يدخل هو الجنة، وتدخل أنت النار (3).

____________

(1) الشبلنجي: نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ص 143 - 144، ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 224 البغدادي: الفرق بين الفرق ص 29 - 30.

(2) عمدة الطالب ص 224.

(3) ابن عنبة: المرجع السابق ص 224، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 3 / 286.

الصفحة 21


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net