متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
نسب الإمام الكاظم ومولده ، الإمام الكاظم والشيعة ، الإمام الكاظم عند أهل السنة
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج3    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

1 - نسب الإمام الكاظم ومولده

هو الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي بن زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء، بنت سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأما أم الإمام الكاظم فهي السيدة " حميدة " البربرية (1).

وهناك في " الأبواء " - على مبعدة 50 كيلا من المدينة في الطريق إلى مكة - حيث توفيت السيدة آمنة، أم سيدنا ومولانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ودفنت هناك، هناك، في الأبواء، ولد الإمام الكاظم في شهر صفر عام 128 هـ (745 م)، وتوفي ببغداد في عام 183 هـ (799 م) (2).

وقال الخطيب: وكانت ولادته يوم الثلاثاء، قبل الفجر عام 128 هـ (وقيل 129 هـ)، وتوفي لخمس بقين من رجب سنة 183 هـ، وقيل 186 هـ ببغداد،

____________

(1) أنظر عن أهم مصادر ترجمة الإمام الكاظم (تاريخ بغداد 13 / 27 - 32، شذرات الذهب 304 - 305 وفيات الأعيان 5 / 308 - 310، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 225 - 228، ميزان الاعتدال للذهبي 3 / 209، مقاتل الطالبيين ص 499 - 505، تاريخ التراث العربي 3 / 279 - 280، أعيان الشيعة 4 / 80 - 101، الإعلام 8 / 270) وأما آثاره (دعاء الجوش الصغير - أدعية الأيام السبعة، مسند بتهذيب أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي - وصيته إلى هشام - إجابات على أسئلة أخيه علي - وصية النبي (صلى الله عليه وسلم) لعلي).

(2) فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي - المجلد الأول - الجزء الثالث - الفقه - الرياض 1983 ص 279 - 280.

الصفحة 73
وقيل إنه توفي مسموما، وتوفي في الحبس، ودفن في مقابر " الشونيزيين " خارج القبة، وقبره هناك مشهور يزار، ويعرف عند الشيعة باسم " باب الحوائج "، وعليه مشهد عظيم، فيه قناديل الذهب والفضة وأنواع الآلات والفرش ما لا يحد، وهو في الجانب الغربي (1). من بغداد، وتعرف المدينة التي فيها قبره الشريف باسم " الكاظمية " نسبة إليه وهي متصلة ببغداد.

وكان الإمام الكاظم يكنى بأبي الحسن، وأما ألقابه فكثيرة، أشهرها الكاظم، ثم الصابر والصالح والأمين (2)، وكان - رضوان الله عليه - ربعة، أسمر، شديد السمرة، كث اللحية.

هذا وقد عاصر من خلفاء بني العباس: المهدي (158 - 169 هـ / 775 - 785 م) وموسى الهادي (169 - 170 هـ / 785 - 786 م) وهارون الرشيد (170 - 193 هـ / 786 - 809 م).

 

2 - الإمام الكاظم والشيعة

لقد حدث خلاف على خلافة الإمام جعفر الصادق بعد موته، بل يبدو أن الانقسام إنما قد بدأ على أيام الإمام الصادق نفسه، إذ أن نفرا من أتباع الصادق قد توقفوا في موت ولده إسماعيل - وهم الذين سيطلق عليهم الإسماعيلية فيما بعد - وتوقف فريق في موت الإمام الصادق نفسه، وهم أتباع " عجلان بن ناووس " وأعلنوا أن الصادق حي لم يمت، ولن يموت حتى يظهر، فيظهر أمره، وهو القائم المهدي، ورووا عنه أنه قال: " لو رأيتم رأسي يدهده عليكم من الجبل فلا تصدقوا، فإن صاحبكم صاحب السيف " وقد عرف هؤلاء باسم " الناووسية " (3).

____________

(1) وفيات الأعيان 5 / 310.

(2) نور الأبصار ص 148.

(3) الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 166 - 167، أبو خلف القمي: كتاب المقالات ص 80، النوبختي: فرق الشيعة ص 67.

الصفحة 74
على أن هناك فريقا آخر عرفوا باسم " الأفطحية " وهم الذين نادوا بإمامة " عبد الله الأفطح "، أسن أولاد الإمام الصادق، ونقلوا عن الصادق " الإمامة في أكبر أولاد الإمام " غير أن أهم الفرق تلك التي جعلت الإمامة في الإمام موسى الكاظم، لأنه أعلم أبناء الإمام الصادق، ومن ثم فقد اجتمع عليه وجوه الشيعة ومتكلميهم - وخاصة هشام بن سالم وهشام بن الحكم ومؤمن الطاق وغيرهم -.

وكانت إمامة الإمام كاظم طوال ربع قرن (148 - 183 هـ)، وقد دخلت فيها الإمامة دورها السري، ودورها العبادي، وانتهى دور الفقه إلى حد ما، فلا نسمع فقها خاصا للإمام الكاظم، فضلا عن الدور الكلامي في عقائد الإمامية، فقد قضى الإمام الكاظم معظم حياته يتنقل من سجن إلى سجن، حيث صب عليه المهدي والرشيد صنوفا كثيرة من العذاب، احتملها الإمام بصبر عجيب، حتى لقب " بالكاظم ".

وكان الإمام الكاظم أقرب إلى جده الأكبر الإمام علي زين العابدين، نقلت عنه أوراد الليل، ودعاؤه المشهور في جوف الليل، ما زال يردده أهل مصر من السنة " عظم الذنب من عندي، فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى، يا أهل المغفرة " (1).

 

3 - الإمام الكاظم عند أهل السنة

يقول الشعراني (1491 - 1565 م) في وصف الإمام موسى الكاظم: الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما، المسمى لفرط صبره على الحبس والأذى كاظما (2).

ويقول الخطيب البغدادي في تاريخه: كان موسى يدعى العبد الصالح،

____________

(1) النشار: المرجع السابق ص 279 - 281.

(2) طبقات الشعراني ص 33.

الصفحة 75
من عباداته واجتهاده، روي أنه دخل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فسجد سجدة في أول الليل، وسمع وهو يقول في سجوده: " عظم الذنب عندي، فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى، ويا أهل المغفرة "، فجعل يرددها حتى أصبح، وكان سخيا كريما، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار، وأربعمائة دينار، ومائتي دينار، ثم يقسمها بالمدينة (1).

ويقول الشبلنجي: قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد الحجة، الحبر الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظما، وهو المعروف عند أهل العراق " بباب الحوائج إلى الله "، وذلك لنجح حوائج المتوسلين به (3).

ويقول الصبان: وكان موسى الكاظم معروفا عند أهل العراق " بباب قضاء الحوائج عند الله "، وكان من أعبد زمانه، ومن أكابر العلماء الأسخياء (3).

ويقول الحافظ ابن كثير: هو أبو الحسن الهاشمي، ويقال له الكاظم، ولد سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائة، وكان كثير العبادة والمروءة، إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه أرسل إليه بالذهب والتحف (4).

ويقول أبو الفداء - عن ورع الإمام وزهده - وتولى خدمته في الحبس أخت السندي، وحكت عنه أنه كان إذا صلى العتمة، حمد الله ومجده، ودعا إلى أن يزول الليل، ثم يقوم يصلي حتى يطلع الصبح، فيصلي الصبح، ثم يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي العصر، ثم يذكر الله تعالى حتى يصلي المغرب، ثم

____________

(1) تاريخ بغداد 13 / 27، وفيات الأعيان 5 / 308.

(2) نور الأبصار ص 148.

(3) إسعاف الراغبين ص 226.

(4) البداية والنهاية 10 / 183.

الصفحة 76
يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه إلى أن مات رحمه الله تعالى، وكان يلقب " الكاظم " لأنه كان يحسن إلى من يسئ إليه (1).

ويقول صاحب الفصول المهمة: كان موسى الكاظم، رضي الله عنه، أعبد أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم كفا، وأكرمهم نفسا، وكان يتفقد فقراء المدينة، فيحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم ليلا وكذلك النفقات، ولا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك، ولم يعلموا بذلك إلا بعد موته، وكان كثيرا ما يدعو " اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب " (2).

ويقول المحدث الفقيه المحب الطبري في صواعقه: موسى الكاظم:

وارث أبيه الصادق علما ومعرفة، وكمالا وفضلا، سمي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفا عند أهل العراق " بباب قضاء الحوائج عند الله "، وكان أعبد أهل زمانه، وأسخاهم (3).

ويقول " ابن عنبة ": " وكان أسود اللون، عظيم الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء، لقب ب‍ " الكاظم " لكظمه الغيظ وحلمه، وكان يخرج في الليل، وفي كمه صرر من الدراهم، فيعطي من لقيه، ومن أراد بره، وكان يضرب المثل بصرة موسى، وكان أهله يقولون: عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة " (4).

وأهدى إليه مرة عبد عصيدة، فاشتراه واشترى المزرعة التي هو فيها بألف دينار، وأعتقه ووهب له المزرعة (5).

____________

(1) أبو الفداء المختصر في أخبار البشر 2 / 15 - 16، حسن إبراهيم: تاريخ الإسلام السياسي 2 / 155.

(2) نور الأبصار ص 151.

(3) المحب الطبري: الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ص 307 (بيروت 1983).

(4) ابن عنبة: المرجع السابق ص 226.

(5) ابن كثير: المرجع السابق ص 183.

الصفحة 77


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net