متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الإمام الجواد والمعتصم ، من مرويات الإمام الجواد ، من أقوال الإمام محمد الجواد
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج3    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

4 - الإمام الجواد والمعتصم

مات الخليفة المأمون (198 - 218 هـ / 813 - 833 م)، وبويع بالخلافة لأخيه " المعتصم " (218 - 227 هـ / 833 - 842 م) فطلب الإمام الجواد، وأحضره إلى بغداد، وقيل: إنه أخذ يعمل الحيلة في قتله، حتى دس له السم، فانتقل إلى جوار ربه، ودفن بالكاظمية مع جده الإمام الكاظم (1).

 

5 - من مرويات الإمام الجواد

روى الإمام محمد الجواد الحديث عن أبيه وغيره، وروى عنه جماعة، منهم المأمون وأبو السلط الهروي، وأبو عثمان المازني النحوي (2).

وفي وفيات الأعيان: وكان يروي مسندا عن آبائه إلى علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه قال: " بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن، فقال لي - وهو يوصيني، يا علي، ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، يا علي: عليك بالدلجة، فإن الأرض تطوي بالليل، ما لا تطوي بالنهار، يا علي: أغد باسم الله، فإن الله بارك لأمتي في بكورها ".

وقال جعفر بن محمد بن مزيد: كنت ببغداد، فقال محمد بن منده بن مهر يزد: هل لك أن أدخلك على محمد بن علي الرضا؟ فقلت: نعم، قال:

فأدخلي عليه، فسلمنا وجلسنا، فقلت له: حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن فاطمة رضي الله عنها، أحصنت فرجها، فحرم الله ذريتها على النار، قال: ذلك خاص بالحسن والحسين، رضي الله عنهما (3).

____________

(1) الشيعة في الميزان ص 245.

(2) ابن كثير: البداية والنهاية 10 / 250.

(3) ابن خلكان: وفيات الأعيان 4 / 175.

الصفحة 179

6 - من أقوال الإمام محمد الجواد

قال الإمام: من استفاد أخا في الله، فقد استفاد بيتا في الجنة (1).

وقال: أوحى الله، إلى بعض أنبيائه: أما زهدك في الدنيا، فيجعل لك الراحة، وأما انقطاعك إلي فيعززك بي، ولكن: هل عاديت لي عدوا، أو واليت لي واليا.

وقال: من انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة، فقد عرض نفسه للهلكة.

وقال: كفى بالمرء خيانة، أن يكون أمينا للخونة.

وقال: نعمة لا تشكر، كسيئة لا تغفر.

وقال: لا يضرك سخط، من رضاه الجور.

وقال: من عمل على غير علم، كان ما يفسد أكثر مما يصلح.

وقال: القصد إلى الله بالقلوب، أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال.

وقال: من أطاع هواه، أعطى عدوه مناه.

وقال: من لم يعرف الموارد، أعيته المصادر (2).

وقال: إن لله عبادا يخصهم بدوام النعم، فلا تزال فيهم ما بذلوها، فإن منعوها، نزعها الله منهم، وحولها إلى غيرهم.

وقال: ما عظمت نعمة الله على أحد، إلا عظمت عليه حوائج الناس، فمن لم يتحمل تلك المؤنة عرض تلك النعم للزوال.

وقال: أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج، من أهل الحاجة إليه، لأن لهم أجره وفخره وذكره، فمهما اصطنع الرجل من معروف، فإنما يبتدئ فيه بنفسه.

وقال: من أجل شيئا هابه، ومن جهل شيئا عابه، والفرصة خلسة، ومن كثر همه سقم جسمه، وعنوان صحيفة المسلم حسن خلقه.

____________

(1) وفيات الأعيان 4 / 175.

(2) فضائل الإمام علي ص 237 - 238.

الصفحة 180
وقال: عنوان صحيفة المسلم السعيد، حسن الثناء عليه.

وقال: من استغنى بالله، افتقر الناس إليه، ومن اتقى الله أحبه الناس.

وقال: الجمال في اللسان، والكمال في العقل.

وقال: العفاف زينة الفقر، والشكر زينة البلاء، والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والحفظ زينة الرواية، وخفض الجناح زينة العلم، وحسن الأدب زينة الورع، وبسط الوجه زينة القناعة، وترك ما لا يعني زينة الورع.

وقال: حسب المرء من كمال المروءة أن لا يلقى أحدا بما يكره، ومن حسن خلق الرجل كفه أذاه، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه، ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن إنصافه قبوله الحق، إذا بان، ومن نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه، ومن حفظه لجوارحك تركه توبيخك عند ذنب أصابك، مع علمه بعيوبك، ومن رفقه تركه عذلك بحضرة من تركه.

ومن حسن صحبته لك إسقاطه عنك مؤنة التحفظ ومن علامة صداقته كثرة موافقته، وقلة مخالفته، ومن شكره معرفة من أحسن إليه، ومن تواضعه معرفته بقدره، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب غيره، وغنائه بصلاح عيوبه.

وقال العالم بالظلم، والمعين عليه، والراضي به، شركاء.

وقال: من أخطأ وجوه المطالب، خذلته الحيل، ومن طلب البقاء، فليعد للمصائب قلبا صبورا.

وقال: العلماء غرباء، لكثرة الجهال بينهم.

وقال: الصبر على المصيبة، مصيبة على الشامت.

وقال: ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله: كثرة الاستغفار، ولين الجانب، وكثرة الصدقة. وثلاث من كن فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكل على الله عند العزم.


الصفحة 181
وقال: مقتل الرجل بين فكيه، وبئس الظهير الرأي الفطير.

وقال: ثلاث خصال تجتلب بهن المودة: الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة، والانطواء على قلب سليم.

وقال: الناس أشكال، وكل يعمل على شاكلته، والناس إخوان، فمن كانت أخوته في غير ذات الله، فإنها تعود عداوة، قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو، إلا المتقين).

وقال: من استحسن قبيحا، كان شريكا فيه.

وقال: كفر النعمة داعية المقت، ومن جازاك بالشكر، فقد أعطاك أكثر مما أخذ منك.

وقال: لا تفسد الظن على صديق، قد أصلحك اليقين له، ومن وعظ أخاه سرا، فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شأنه.

وقال: لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل، إلى أن يبلغ ثماني عشرة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه، وما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة، فعلم أنها من الله، إلا كتب على اسمه شكرها له، قبل أن يحمده عليها، ولا أذنب عبد ذنبا، فعلم أن الله مطلع عليه، وأنه إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، إلا غفر له قبل أن يستغفره.

وقال: الشريف كل الشريف، من شرفه علمه، والسؤدد كل السؤدد، لمن اتقى الله ربه.

وقال: لا تعاجلوا الأمر قبل وقوعه فتندموا، ولا يطولن عليكم الأمل، فتقسوا قلوبكم...

وقال: من أمل فاجرا، كان أدنى عقوبته الحرمان.

وقال: موت الإنسان بالذنوب، أكبر من موته بالأجل، وحياته بالبركة أكبر من حياته بالعمر.


الصفحة 182

وقال: لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد، ثم اتقى الله لجعل الله له منها مخرجا.

وقال: من وثق بالله، وتوكل على الله، نجاه الله من كل سوء، وحرز من كل عدو، والدين عز، والعلم كنز، والصمت نور، وغاية الزهد الورع، ولا هدم للدين مثل البدع، ولا أفسد للرجال من الطمع، وبالراعي تصلح الرعية، وبالدعاء تصرف البلية ومن ركب مركب الصبر، اهتدى إلى مضمار المصر، ومن غرس أشجار التقى، اجتنى ثمار المنى (1).

 

>>>>>>


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net