متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
معرض الآراء عن شخصية الإمام عليه السلام
الكتاب : حياة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ج1    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

معرض الآراء عن شخصية الإمام عليه السلام

أما شخصية الامام أبي محمد الرضا ( عليه السلام ) فهي ملء فم الدنيا في فضائلها ، ومواهبها ، وقد احتلت عواطف العلماء والمؤلفين في كل جيل وعصر ، فأدلوا بجمل من الثناء والتعظيم على شخصيته ، ومن بينهم ما يلي :

    1 ـ الإمام الكاظم :
    وأشاد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بولده الإمام الرضا ، وقدمه على السادة الاجلاء من أبنائه ، وأوصاهم بخدمته ، والرجوع إليه في أمور دينهم.
    فقال لهم : هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، سلوه عن أديانكم ، واحفظوا ما يقول لكم ، فاني سمعت أبي جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول لي : إن عالم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) لفي صلبك ، وليتني أدركته فإنه سمي أمير المؤمنين .. (1).
    لقد أعلن الإمام الكاظم ان نجله المعظم عالم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) وهو أعظم وسام قد منحه له فآل محمد هم معدن العلم والحكمة في الاسلام ، والامام سيدهم في هذه الظاهرة الكريمة ... وسنعرض لكلمات أخرى أثرت عنه في شأن ولده.

    2 ـ المأمون :
    وأعلن المأمون الملك العباسي فضل الإمام الرضا وسمو مكانته ومنزلته في كثير من المناسبات.
    وهذه بعضها :
    أ ـ قال المأمون للفضل بن سهل وأخيه : ما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل



1 ـ كشف الغمة 3 / 107 ، أعيان الشيعة 4 / ق 2 / 100 البحار


(56)

ـ يعني الإمام علي بن موسى ـ على وجه الأرض فالامام حسب قول المأمون أعلم علماء الدنيا ، وأفضلهم في جميع أنحاء المعارف والعلوم.
    ب ـ أشاد المأمون بالامام الرضا ( عليه السلام ) في رسالته التي بعثها للعباسيين الذين نقموا عليه تقليده للامام بولاية العهد قال :
    ما بايع له المأمون ـ أي للإمام الرضا ـ الا مستبصرا في أمره عالما بأنه لم يبق أحد على ظهرها ـ أي على ظهر الأرض ـ أبين فضلا ، ولا أظهر عفة ، ولا أورع ورعا ، ولا أزهد زهدا في الدنيا ، ولا أطلق نفسا ، ولا أرضى في الخاصة والعامة ، ولا أشد في ذات الله منه ، وان البيعة له لموافقة لرضى الرب (2).
    وحددت هذه الكلمات بعض الصفات الرفيعة الماثلة في الإمام ( عليه السلام ) ، والتي تميز بها على غيره ، وهي :
    أ ـ إن الامام أبين الناس فضلا وعلما.
    ب ـ انه أعف انسان على وجه الأرض.
    ج ـ إنه أزهد الناس في مباهج الحياة وزينتها.
    ه‍ ـ انه أندى الناس كفا وأوفرهم جودا وعطاء للمحرومين.
    و ـ ان الخاصة والعامة قد أجمعت على الاقرار له بالفضل ولم يظفر بذلك أحد غيره.
    ز ـ انه من أشد الناس في ذات الله ، فإنه لا يخشى في جنب الله لومة لائم.
    ح ـ ان بيعة المأمون للامام بولاية العهد كانت موافقة لرضى الله تبارك وتعالى.
    ج ـ جاء في الوثيقة التي عهد بها بولاية العهد للإمام ( عليه السلام ) ما نصه :
    فكانت خيرته بعد استخارته لله ، واجهاد نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده في البيتين ـ أي البيت العباسي والأسرة العلوية زادها الله شرفا ـ جميعا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، لما رأى من فضله البارع ، وعلمه الناصع ، وورعه الظاهر ، وزهده الخالص ، وتخليه من الدنيا ، وتسلمه من الناس ، وقد استبان له ما لم تزل الاخبار عليه متواطية ، والألسن عليه متفقة ، والكلمة فيه جامعة ، ولما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا وناشئا وحدثا



1 ـ أعيان الشيعة 4 / ق 2 / 133.
2 ـ البحار 12 / 63.


(57)

ومكتملا فعقد له بالعهد والخلافة من بعده (1).
    وأشادت هذه الكلمات بالصفات الكريمة التي تميز بها الإمام الرضا ( عليه السلام ) على الأسرة العلوية والأسرة العباسية وهي :
    1 ـ الفضل البارع ، والعلم الناصع.
    2 ـ الورع عن محارم الله تعالى.
    3 ـ عدم إساءته إلى أي انسان ، فقد كان مصد ر خير ورحمة للناس.
    4 ـ الزهد في الدنيا.
    5 ـ اجتماع كلمة المسلمين عليه. وقد عرف المأمون هذه الصفات الرفيعة الماثلة في الامام ، وهي التي حفزته لترشيح الامام لولاية العهد حسبما يقول.

    3 ـ إبراهيم بن العباس :
    الصولي ، الكاتب المبدع والشاعر المشهور ، قال :
    ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا .. ومن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقه ... (2).
    ان الامام نسخة من الفضائل والمواهب لا ثاني لها في عصره ، فهو من دعائم الفكر والفضل في دنيا الاسلام.

    4 ـ أبو الصلت الهروي :
    قال أبو الصلت عبد السلام الهروي ، وهو من أعلام عصره قال :
    ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا ، ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي ، ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان ، وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم ، حتى ما بقي منهم أحد إلا أمر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور .. (3).
    وحكت هذه الكلمات الطاقات العلمية الهائلة التي يملكها الإمام ( عليه السلام ) ، فهو أعلم أهل زمانه ، وأفضلهم ، ويدلل على ذلك المناظرات التي



1 ـ كشف الغمة 3 / 125 البحار 12 / 44.
2 ـ كشف الغمة.
3 ـ أعيان الشيعة 4 / ق 2 / 99 ـ 100.


(58)

عقدها المأمون في بلاطه لامتحان الامام ، وقد جمع جميع علماء الأقطار والأمصار فامتحنوا الامام بأعقد المسائل ، فأجاب عنها جواب العالم المتخصص ، فبهر العلماء واعترفوا بعجزهم ، وأقروا بالفضل له.
    5 ـ الرجاء بن أبي الضحاك :
    أما الرجاء بن أبي الضحاك فهو من القادة العسكريين ، وقد أعجب بالامام يقول :
    والله ما رأيت رجلا كان أتقى لله منه ، ولا أكثر ذكرا له منه في جميع أوقاته ، ولا أشد خوفا لله عزوجل منه ... (1).
    وتناولت هذه الكلمات الجانب الروحي من شخصية الامام فقد كان من اتقى الناس ، وأكثرهم ذكرا لله وأشدهم خوفا منه.

    6 ـ الشيخ المفيد :
    قال زعيم الشيعة محمد بن محمد النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد :
    كان الإمام القائم بعد أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ابنه أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) لفضله على جماعة اخوته ، وأهل بيته ، وظهور علمه وحلمه وورعه ، واجتماع الخاصة والعامة على ذلك فيه ، ومعرفتهم به منه (2).
    وألمح الشيخ المفيد إلى بعض خصال الإمام الرضا ( عليه السلام ) التي امتاز بها على بقية أخوانه وأهل بيته ، وهي :
    1 ـ العلم.
    2 ـ الحلم.
    3 ـ الورع.
    وهذه الصفات الكريمة بعض خصائصه ، ومكوناته.

    7 ـ الواقدي :
    قال الواقدي : سمع علي الحديث من أبيه وعمومته ، وغيرهم وكان ثقة يفتي



1 ـ بحار الأنوار.
2 ـ الارشاد ( ص 341 ).


(59)

بمسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو ابن نيف وعشرين سنة وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل البيت (1).
    وعرض الواقدي إلى صفتين من صفات الإمام ( عليه السلام ) وهما.
    1 ـ الوثاقة.
    2 ـ فتواه بالجامع النبوي وهو ابن نيف وعشرين سنة.

    8 ـ جمال الدين :
    قال جمال الدين أحمد بن علي النسابة ، المعروف بابن عنبة ، الإمام الرضا يكنى أبا الحسن ولم يكن في الطالبيين في عصره مثله بايع له المأمون بولاية العهد ، وضرب اسمه على الدراهم والدنانير ، وخطب له على المنابر (2).
    وعرض السيد جمال الدين إلى أنه مثل الامام في عصره وذلك لما يتمتع به من المواهب والعبقريات التي جعلته نادرة زمانه.

    9 ـ يوسف بن تغري بردي :
    قال جمال الدين ، أبو المحاسن يوسف بن تغري :
    الإمام أبو الحسن الهاشمي العلوي ، الحسيني ، كان إماما عالما .. وكان سيد بني هاشم في زمانه ، وأجلهم ، وكان المأمون يعظمه ويبجله ويخضع له ، ويتغالى فيه ، حتى جعله ولي عهده .. (3).
    وألقت هذه الكلمات الأضواء على بعض معالم شخصية الإمام ( عليه السلام ) ، وهي : انه كان عالما ، وانه سيد بني هاشم وأجلهم ، ونظرا لعظم شخصيته فقد جعله المأمون ولي عهده.

    10 ـ ابن ماجة :
    قال ابن ماجة : كان ـ أي الإمام الرضا ـ سيد بني هاشم ، وكان المأمون يعظمه ، ويبجله ، وعهد له بالخلافة ، واخذ له العهد ... (4).
    ونظر ابن ماجة إلى شأن من شؤون الإمام ( عليه السلام ) وهو أنه سيد بني



1 ـ تذكرة الخواص ( ص 361 ).
2 ـ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ( ص 198 ).
3 ـ النجوم الزاهرة 2 / 74.
4 ـ أعيان الشيعة 4 / ق 2 / 85 خلاصة تهذيب الكمال ( ص 278 ).


(60)

هاشم ، ومن الطبيعي انه بذلك سيد البشر في عصره لان بني هاشم سادة الناس في آدابهم وسمو أخلاقهم ، وحسن تربيتهم.

    11 ـ ابن حجر :
    قال ابن حجر : كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب ... (1).
    12 ـ اليافعي :
    قال اليافعي : الامام الجليل المعظم ، سلالة السادة الأكارم : علي بن موسى الكاظم ، أحد الأئمة الاثني عشر ، أولي المناقب الذين انتسبت الامامية إليهم ، وقصروا بناء مذهبهم عليهم .... (2).
    ان الإمام الرضا ( عليه السلام ) أحد الكواكب المشرقة في دنيا الاسلام فهو من أئمة أهل البيت ( عليه السلام ) الذين أضاؤوا الحياة الفكرية ووطدوا دعائم الحق والعدل في الأرض ، وإليهم ـ بشرف واعتزاز ـ تنسب الشيعة كما دانت بولائهم والاخذ بما أثر عنهم في الأحكام الشرعية ، وانما دانت الشيعة بذلك لا عن تعصب أو تقليد أعمى.
    وأنما فرضت عليهم ذلك الحجج القاطعة والأدلة الحاسمة التي يجب على المسلم الاخذ بها ، فقد فرض القرآن الكريم مودتهم ، وطهرهم من الرجس والزيغ كما جعلهم النبي سفن النجاة وأمن العباد ، وقرنهم بمحكم التنزيل ولو ساعدت الأدلة الشرعية على الاخذ بغير مذهبهم لاخذت بذلك الشيعة ودانت به.

    13 ـ عامر الطائي :
    وعلق عامر الطائي على كتاب : صحيفة أهل البيت ( عليهم السلام ) الذي من مؤلفات الإمام الرضا ( عليه السلام ) بقوله :
    حدثنا علي بن موسى الرضا امام المتقين ، وقدوة أسباط سيد المرسلين ... (3).
    لقد كان الإمام الرضا ( عليه السلام ) سيد المتقين وامام العابدين ، وقد ذكرنا في البحوث السابقة أنماطا من عبادته وتقواه تدلل على ما ذكره الطائي.



1 ـ تهذيب التهذيب 7 / 389.
2 ـ مرآة الجنان 2 / 11.
3 ـ أعيان الشيعة 4 / ق 2 / 188.


(61)

    14 ـ بعض الأئمة :
    وأدلى بعض الأئمة بحديث عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) جاء فيه :
    مناقب علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) من أجل المناقب ، وامداد فضائله ، وفواضله متوالية كتوالي الكتائب ، وموالاته محمودة البوادر والعواقب ، وعجائب أوصافه من غرايب العجائب وسؤدده ونبله قد حلا من الشرف في الذروة والمغارب.
    اما شرف آبائه فأشهر من المصباح المنير ، وأضوأ من عارض الشمس المستدير وأما أخلاقه وسماته وصفاته ، ودلائله وعلاماته فناهيك من فخار وحسبك من علو مقدار ، جاز على طريقة ورثها عن الآباء ، وورثها عنه البنون فهم جميعا في كرم الأرومة.
    وطيب الجرثومة ، كأسنان المشط متعادلون ، فشرفا لهذا البيت ، العالي الرتبة ، السامي المحلة ، لقد طال السماء علي نبلا ، وسما على الفراقد منزلة ومحلا ، واستوفى صفات الكمال فما يستثنى في شئ منه .. (1).
    وهذا الكلام مرتب ، قد غلب فيه السجع ، وهو يدل على ولاء قائله لائمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، منحه الله شفاعتهم.

    15 ـ هاشم معروف :
    قال العلامة المغفور له السيد هاشم معروف الحسني :
    وامتاز الإمام الرضا ( عليه السلام ) بخلق رائع ساعده على أن يجتذب بحبه العامة والخاصة ، واستمده من روح الرسالة التي كان من حفظتها ، والامناء عليها ، والوارثين لها ... (2).
    وحكى هذا الكلام ظاهرة من ظواهر الإمام ( عليه السلام ) وهي سمو الأخلاق فقد كانت أخلاقه الرفيعة امتداد ذاتيا لأخلاق جده الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) الذي ساد على جميع النبيين.

    16 ـ الذهبي :
    قال الذهبي : هو الإمام أبو الحسن بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي



1 ـ الفصول المهمة ( ص 245 ).
2 ـ سيرة الأئمة الاثني عشر 2 / 359.


(62)

العلوي ... وكان سيد بني هاشم في زمانه ، وأحلمهم ، وأنبلهم ، وكان المأمون يعظمه ، ويخضع له ويتغالى فيه ، حتى أنه جعله ولي عهده ... (1).
    والذهبي الذي عرف بالبغض والعداء لأهل البيت ( عليهم السلام ) لم يسعه إلا الاعتراف بالواقع والاقرار بفضل الإمام الرضا ( عليه السلام ).

    17 ـ محمود بن وهيب :
    قال محمود بن وهيب البغدادي : وكراماته ـ أي الرضا ـ كثيرة رضي الله عنه ، إذ هو فريد زمانه ... (2).
    لقد كان الإمام الرضا فريد زمانه في علمه وتقواه وورعه وحلمه ، وسخائه ، ولا يشبهه أحد في فضائله ومواهبه.

    18 ـ عارف تأمر :
    قال عارف تأمر : يعتبر ـ أي الإمام الرضا ـ من الأئمة الذين لعبوا دورا كبيرا على مسرح الاحداث الاسلامية في عصره .. (3).
    لقد استطاع الامام في الفترة القصيرة التي تقلد فيها ولاية العهد أن يبرز القيم الأصيلة في السياسة الاسلامية ، فقد أمر المأمون ، بإقامة العدل وتحقيق المساواة بين المسلمين ، ونهاه عن التبذير بأموال الدولة إلى غير ذلك من الأمور التي سنذكرها في بحوث هذا الكتاب التي تدعم ما ذكره السيد عارف تأمر من أن الامام شأنه شأن آبائه الذين لعبوا دورا كبيرا على مسرح الاحداث الاسلامية.

    19 ـ محمد بن شاكر الكتبي :
    قال محمد بن شاكر الكتبي : وهو ـ أي الإمام الرضا ( عليه السلام ) ـ أحد الأئمة الاثني عشر ، كان سيد بني هاشم في زمانه ...

    20 ـ عبد المتعال :
    قال عبد المتعال الصعيدي : كان ـ أي الإمام الرضا ـ على جانب عظيم من العلم والورع.
    وقد قيل لأبي نواس :
    علام تركت مدح علي بن موسى والخصال التي تجمعن فيه ؟
    فقال : لا أستطيع مدح امام كان جبريل خادما لأبيه.
    والله ما تركت ذلك



1 ـ تاريخ الاسلام 8 / ورقة 34 ، وصور في مكتبة الإمام الحكيم تسلسل 323.
2 ـ جواهر الكلام ( ص 143 ).
3 ـ عيون التواريخ 3 / ورقة 226 مصور في مكتبة السيد الحكيم.


(63)

ـ اي المدح ـ إلا اعظاما له ، وليس يقدر مثلي أن يقول في مثله (1).
    لقد كان الامام مجموعة من الفضائل التي لا تحد ، فالعلم والورع من بعض صفاته التي تميز بها على غيره.

    21 ـ يوسف النبهاني :
    قال يوسف النبهاني : علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ( عليهم السلام ) أحد أكابر الأئمة ، ومصابيح الأمة من أهل بيت النبوة ، ومعادن العلم والعرفان والكرم والفتوة كان عظيم القدر ، مشهور الذكر ، وله كرامات كثيرة ، منها أنه أخبر أنه يأكل عنبا ورمانا فيموت فكان كذلك ... (2).
    ان الإمام ( عليه السلام ) فرع زاك من الأسرة النبوية التي أعز الله بها العرب والمسلمين وبالإضافة لنسبه الوضاح فقد كان من دعائم الفضل ، ومن أعمدة الشرف ، وله الكرمات المشهورة كما يقول النبهاني.

    22 ـ عبد القادر أحمد :
    قال عبد القادر أحمد اليوسف : تأريخ الامام حافل بجلائل الأعمال ، فمن علم لا يدرك مداه ، وعصمة متوارثة ، وقدسية لا تضارعها قدسية في عصره ومن بعده ، إلا من انحدر من صلبه من الأئمة المعصومين ، فهو علم هدى زمانه ، ومثل أعلى في التقوى ، والورع والحلم ، والأخلاق ، وما عساني أن أذكر في حياة وصي من أوصياء الله ، وما عسى قلمي أن يكتب في تعريفه ، أو لم يكن ذكر اسمه هو التعريف الكامل ، فذكره قبس من نور الله يهدي المستجير به نحو السبيل الأقوم المؤدي للصالح العام.
    ان حياة الامام مكرسة لاعلاء شأن المسلمين ، فما من عمل صدر منه إلا كان منطلقا من عقيدة الايمان ، مستهدفا صلاح الناس ، ومنتهيا لما فيه رضى رب العالمين (3).
    لقد حفل تاريخ الامام بجميع الفضائل التي يعتز بها الانسان ، والتي كان من



1 ـ المجددون في الاسلام ( ص 87 ).
2 ـ جامع كرامات الأولياء 2 / 156.
3 ـ الإمام علي الرضا ولي عهد المأمون ( ص 1 ).


(64)


أبرزها العلم ، والتقوى ، والورع والحلم وسمو الأخلاق والآداب كما يقول عبد القادر فالامام هو المثل الاعلى لجميع القيم الانسانية ، ولا يضارعه في صفاته وخصائصه إلا السادة من آبائه وأبنائه.

    23 ـ يوسف بن اوغلى :
    قال يوسف بن اوغلى سبط ابن الجوزي : كان علي بن موسى ـ كما سمي ـ رضا جوادا عدلا ، عابدا ، معرضا عن الدنيا ، ولولا خوفه من المأمون لما أجاب إلى ولاية العهد (1).
    وتوفرت في شخصية الامام أبي محمد الرضا ( عليه السلام ) جميع الصفات الكريمة من الجود والعدالة ، والعبادة والاعراض عن الدنيا مما جعلته في قمة الشرف والمجد في دنيا الاسلام.

    24 ـ الزركلي :
    قال خير الدين الزركلي : علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق أبو الحسن ، الملقب بالرضي ، ثامن الأئمة الاثني عشر عند الإمامية ومن أجلاء السادة عند أهل البيت وفضلائهم .. (2).

    25 ـ محمد جواد فضل الله :
    قال العلامة محمد جواد فضل الله : الإمام الرضا قاعدة من قواعد الفكر الاسلامي ، وأحد منطلقاتها الغنية بالمعرفة ، انتهت إليه بعد أبيه الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) أسرار الرسالة ، ومفاتيح ؟ كنوزها فكان منهله منها ، وعطاؤه من فيضها.
    وهو أحد الأئمة الاثني عشر من أهل البيت الذين أغنوا الفكر الاسلامي بشتى صنوف المعرفة مما أملوه على تلامذتهم أو أجابوا به من سألهم ، أو ما نقله لنا التاريخ من محاوراتهم العلمية والعقائدية مع أصحاب المذاهب الأخرى .. (3).
    الإمام الرضا كنز من كنوز الاسلام ، وثمرة مشرقة من ثمرات الرسول الأعظم



1 ـ مرآة الزمان 6 / ورقة 41 من مصورات مكتبة الامام أمير المؤمنين تسلسل 2864.
2 ـ الاعلام 5 / 178.
3 ـ حياة الإمام الرضا.


(65)

( صلى الله عليه وآله ) ، وفيض من فيوضاته التي استوعبت جميع لغات الأرض ، قد اغنى الله به الفكر وأوضح به القصد ، وجعله علما في بلاده يهدي الحائر ، ويسترد به الضال.

    26 ـ أحمد الخزرجي :
    قال أحمد الخزرجي : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، الهاشمي ، أبو الحسن الرضا ، روى عن أبيه وعنه عبد السلام بن صالح وجماعة عدة نسخ ، وكان سيد بني هاشم ، وكان المأمون يعظمه ، ويبجله ، وعهد له بالخلافة وأخذ له العهد ، مات مسموما بطوس (1) ..
    وحكى الخزرجي في هذا الكلام أن جماعة من تلاميذ الإمام ( عليه السلام ) رووا عنه عدة نسخ ، ومن المؤكد أنها تتعلق بأحكام الشريعة وآداب الاسلام ، وسننه ، كما حكى أنه مات مسموما ، وهو ما نذهب إليه أن المأمون سقاه السم ليتخلص منه ، بعدما رأى اجماع المسلمين على تعظيمه وتبجيله وسوف نعرض لهذا في البحوث الآتية :

    27 ـ بعض أحبته :
    قال بعض أحبته والمعجبين به : علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ( عليهم السلام ) فاق أهل البيت شأنه ، وارتفع فيهم مكانه ، وظهر برهانه حتى أحله الخليفة المأمون محل مهجته ، وأشركه في خلافته ، وفوض إليه امر مملكته ، وعقد على رؤوس الاشهاد عقد نكاح ابنته ، فكانت مناقبه عليه ، وصفاته سنية ، ونفسه الشريفة هاشمية ، وأرومته الكريمة نبوية ، كراماته أكثر من أن تحصر ، وأشهر من أن تذكر .. (2).
    28 ـ الشبراوي :
    قال الشبراوي : كان رضي الله عنه كريما جليلا ، مهابا موقرا وكان أبوه موسى الكاظم ( عليه السلام ) يحبه حبا شديدا ، ووهب له ضيعة البسرية التي اشتراها بثلاثين ؟  ألف دينار (3).



1 ـ خلاصة تهذيب الكمال ( ص 678 ).
2 ـ الاتحاف بحب الاشراف ( ص 88 ).
3 ـ الاتحاف بحب الاشراف ( ص 88 ).


(66)

    كان الإمام موسى ( عليه السلام ) يخلص لولده الامام كأعظم ما يكون الاخلاص ، فقدمه على بقية أبنائه ، وجعله القائم من بعده ، وأوصى له بهذه القطعة من الأرض ـ كما يقول الشبراوي ـ ولم يكن الامام مدفوعا بدافع الحب المنبعث عن العواطف والأهواء وانما كان من أجل أن ولده قاعدة من قواعد الاسلام ، وانه أحد أوصياء الرسول الأعظم الذين نص عليهم حسبما تواترت الاخبار بذلك.

    29 ـ أبو النواس :
    وكان ممن مدح الإمام ( عليه السلام ) أبو نواس الشاعر المشهور وقد قال الشعر فيه مرتين وأجاد فيهما ، وهما :

    1 ـ إن الشعراء المعاصرين للامام قالوا فيه الشعر ومدحوه سوى أبي نواس فعوتب على ذلك (1) فقال هذه الأبيات الرائعة : 

قيل لي أنت أوحد الناس طرا لك من جوهر الكلام نظام فلماذا تركت مدح ابن موسى قلت : لا اهتدي لمدح إمام في فنون من المقال النبيه يثمر الدر في يدي مجتنيه والخصال التي تجمعن فيه كان جبريل خادما لأبيه

    وهذه الأبيات الشائعة الذكر قد حفظها الناس جيلا بعد جيل واعتبروها من روائع الشعر العربي ، لأنها عبرت عن أحاسيسهم تجاه أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وما يحملون لهم من اكبار وتعظيم ، ومن الطريف أن الذهبي الذي عرف بالحقد على أهل البيت قد علق على البيت الأخير من هذه الأبيات بقوله :
    قلت : هذا لا يجوز اطلاقه من أن جبريل خادم لأبيه والنص معدوم فيه ... وقد كذبت الرافضة على علي الرضا .. (2).
    ان لأهل البيت ( عليهم السلام ) منزلة كريمة عند الله تعالى فقد ناهضوا الضالين من حكام أمية وبني العباس ، وجاهدوا في الله كأعظم ما يكون الجهاد حتى



1 ـ ذكر ابن طولون في كتابه ( الأئمة الاثني عشر ) ص 98 ـ 99 ان أبا نواس عوتب على ترك مدح الامام ، فقال له بعض أصحابه : ما رأيت أوقح منك ، ما تركت خمرا ولا طودا ولا مغني إلا قلت : فيه شيئا ، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا ، فقال : والله ما تركت ذلك إلا اعظاما له ، وليس يقدر مثلي أن يقول في مثله ، ثم أنشد بعد ساعة هذه الأبيات.
2 ـ تأريخ الاسلام 8 / ورقة 35.


(67)

تقطعت أوصالهم وسبيت نساؤهم ، وعانوا من الاضطهاد والتنكيل ما لا يوصف ، لمرارته وقسوته كل ذلك في سبيل اعلاء كلمة دين الله ونشر العدل بين الناس ، ولكن الذهبي وأمثاله من المنحرفين عن الحق لا يعقلون ذلك.

    2 ـ خرج الإمام الرضا ( عليه السلام ) يوما على بغلة فارهة ، فدنا منه أبو نواس ، وسلم عليه وقال له : يا بن رسول الله قلت : فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني ؟. وبادر الامام قائلا :
    قل : 
    

مطهرون نقيات ثيابهم من لم يكن علويا حين ننسبه أولئك القوم أهل البيت عندهم تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا فما له في قديم الدهر مفتخر علم الكتاب وما جاءت به السور (1)

     وهذه الأبيات من أصدق الشعر وأروعها قد اقتبس الشطر الأول من القرآن الكريم ، قال تعالى :
    ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ).
    لقد طهرهم الله من الزيغ ، وأذهب عنهم الرجس ، وجعلهم قدوة لعباده يهتدي بهم الحائر.
    وأعجب الامام بهذه الأبيات فقال لأبي نواس : قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ..
    ثم التفت إلى غلامه فقال له : ما معك من فاضل نفقتنا ؟
    فقال : ثلاث مائة دينار.
    قال : ارفعها له ثم لما ذهب إلى بيته ، قال لغلامه : لعله استقلها ، سق إليه البغلة (2) (3).

    30 ـ دعبل الخزاعي :
    وأكثر دعبل في مدح الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وفي رثائه ، ومما قاله فيه :



1 ـ خلاصة الذهب المسبوك ( ص 200 ).
2 ـ الاتحاف بحب الاشراف ( ص 60 ) نزهة المجلس 2 / 105.
3 ـ كشف الغمة 3 / 107.


(68)

لقد رحل ابن موسى بالمعالي وتابعه الهدى والدين طرا وسار بيسره العلم الشريف كما يتتبع الألف الأليف (1)
  
    ومعنى هذا الشعر ان الإمام الرضا ( عليه السلام ) قد حوى جميع صنوف الشرف والمعالي ، كما تابعه العلم والهدى والدين ، وقد تميز بهذه الصفات الكريمة التي كانت من ذاتياته.

    31 ـ الصاحب بن عباد :
    أما الصاحب بن عباد الوزير ، فقد هام بحب الإمام الرضا ( عليه السلام ) وقد اهدى تحياته العطرة إلى الامام بهذه الأبيات:

يا سايرا زائرا إلى طوس أبلغ سلامي الرضا وحط على والله والله حلفة صدرت اني لو كنت مالكا اربي لمشهد بالزكاء ملتحف مشهد طهر وارض تقديس أكرم رمس لخير مرموس من مخلص في الولاء مغموس كان بطوس الغناء تعريسي وبالسني والثناء مأنوس

    إلى أن يقول :

يا بن النبي الذي به قمع الله وابن الوصي الذي تقدم في وحائز الفخر غير منتقص ظهور الجبابر الشوس (2) الفضل على البزل القناعيس (3) ولابس المجد غير تلبيس (4)

 ويقول في مقطوعة أخرى :

يا زائرا قد نهضا ومن قد مضى كأنه أبلغ سلامي زاكيا سبط النبي المصطفى مبتدرا قد ركضا البرق إذا ما أومضا بطوس مولاي الرضا وابن الوصي المرتضى



1 ـ ديوان دعبل ( ص 108 ).
2 ـ الشوس : جمع أشوس ، وهو الرافع رأسه تكبرا.
3 ـ البزل جمع بازل وهو البعير الذي انشق وهو في التاسعة ، والقناعيس جمع قنعاس وهو الإبل العظيم ويوصف به الرجل الشديد.
4 ـ عيون أخبار الرضا 1 / 4.


(69)

من حاز عزا أقعسا (1) وقل له : من مخلص وشاد مجدا ابيضا يرى الولا مفترضا (2)

    32 ـ ابن الحجاج :
    وأثر ابن الحجاج الشعر الكثير في مدح الإمام الرضا ( عليه السلام ) كان منه هذان البيتان :

يا ابن من تؤثر المكارم عنه من سمى الرضا علي بن موسى ومعالي الآداب تمتار منه رضي الله عن أبيه وعنه (3)

    33 ـ عبد الله بن المبارك :
    قال عبد الله بن المبارك في مدح الامام هذا البيت :

هذا علي والهدى يقوده من خير فتيان قريش عوده (4)

    34 ـ الصولي :
    قال الصولي في مدح الامام :

إلا إن خير الناس نفسا ووالدا أتتنا به للحلم والعلم ثامنا ورهطا وأجدادا علي المعظم إماما يؤدي حجة الله تكتم (5)

    35 ـ ابن حماد :
    قال الشاعر ابن حماد في مدح الإمام الرضا ( عليه السلام ) :

ساقها شوقي إلى طوس مشهد فيه الرضا ذاك بحر العلم ذاك نور الله لا يطفى ومن تحويه طوس العالم والحبر النفيس والحكمة ان قاس مقيس له قط طميس (6)

  
    36 ـ الأربلي :
    قال علي بن عيسى الأربلي في قصيدة يمدح بها الامام ويتشوق لزيارة مرقده :



1 ـ الأقعس : الشئ الثابت.
2 ـ عيون أخبار الرضا 1 / 6.
3 ـ المناقب 4 / 343.
4 ـ المناقب 4 / 362.
5 ـ عيون أخبار الرضا 1 / 15.
6 ـ المناقب 4 / 350.


(70)

أيها الراكب المجد قف العيس لا تخف من كلالها ودع التأديب وألثم الأرض ان رأيت ثرى وأبلغنه تحية وسلاما قل سلام الاله في كل وقت منزل لم يزل به ذاكر لله دار عز ما انفك قاصدها بيت مجد ما زال وقفا عليه ما عسى أن يقال في مدح قوم ما عسى أن أقول في مدح قوم هم هداة الورى وهم أكرم ان عرت أزمة تندوا غيوثا شرفوا الخيل والمنابر لما معشر حبهم يجلي هموما كرموا مولدا وطابوا أصولا ليس يشقى بهم جليس ومن كان قمت في نصرهم بمدحي لما ملأوا بالولاء قلبي رجاء فتراني لهم مطيعا حنينا يا علي الرضا أبثك ودا مذهبي فيك مذهبي وبقلبي لا أرى داءه بغيرك يشفى أتمنى لو زرت مشهدك وإذا عز أن أزورك يقظان إذا ما حللت في أرض طوسا دون الوقوف والتعريسا مشهد خير الورى علي بن موسى كشذى المسك من علي بن عيسى يتلقى ذاك المحل النفيسا يتلوا التسبيح والتقديسا يزجى إليها آماله والعيسا الحمد والمدح والثناء حبيسا أسس الله مجدهم تأسيسا قدس الله ذكرهم تقديسا الناس أصولا شريفة ونفوسا أو دجت شبهة تبدوا شموسا افترعوها والناقة العنتريسا (1) ومزاياهم تجلي طروسا وزكوا محتدا وطالوا غروسا ابن شوري إذا أرادوا جليسا فاتني أن أجر فيه خميسا وبمدحي لهم ملأت الطروسا وعلى غيرهم أبيا شموسا غادر القلب بالغرام وطيسا لك حب أبقى جوى ورسيسا لا ولا جرحه بغيرك يوسى العالي وقبلت ربعك المأنوسا فزرني في النوم وأشف السيسا



1 ـ العنتريس : الناقة الغليظة الوثيقة.


(71)

    في ظلال أبيه عاش الإمام الرضا ( عليه السلام ) تسعا وعشرين سنة وأشهرا في كنف أبيه الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد شاهد ضروبا قاسية من المحن والخطوب التي حلت بأبيه الذي كان مثار قلق وخوف للحكم العباسي لأنه كان محط أنظار المسلمين ، وموضع آمالهم في إنقاذهم من الطغمة العباسية الحاكمة التي تمادت في ظلم الناس وارغامهم على ما يكرهون.
    وبالإضافة إلى ذلك فقد دان شطر كبير من المسلمين بامامة الإمام الكاظم ، وانه الخليفة الشرعي للرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأحق بمركزه ومقامه من هارون وغيره من ملوك بني العباس الذين عاصرهم الإمام ( عليه السلام ) ، وقد اقض ذلك مضاجع العباسيين وورمت أنوفهم ، فاتخذوا جميع الوسائل لاضطهاد الامام والتنكيل به.
    وعلى أي حال فانا نعرض ـ بصورة مجملة ـ إلى شخصية الإمام ( عليه السلام ) ، وما يتصل بذلك من بعض الشؤون التي ترتبط بحياة الإمام الرضا ( عليه السلام ).

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net