متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
مسائل ابن السكيت
الكتاب : حياة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ج1    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

 

    مسائل ابن السكيت : ووفد أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدورقي المعروف ب‍ ( ابن السكيت ) ، وهو من أجلاء علماء عصره على الإمام الرضا ( عليه السلام ).
    وقدم له السؤال التالي : لماذا بعث الله موسى بن عمران باليد البيضاء ، وبعث عيسى بآية الطب ، وبعث محمدا بالكلام والخطب ؟.
    فأجابه الامام بحكمة ذلك قائلا : ان الله لما بعث موسى كان الغالب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسع القوم مثله ، وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم. وان الله بعث عيسى في وقت قد ظهرت فيه الزمانات ، واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله.
    وبما أحيا لهم الموتى ، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، وأثبت به الحجة عليهم. وان الله بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام (2).
    فأتاهم من عند الله من مواعظه واحكامه ما أبطل به قولهم ، وأثبت به الحجة عليهم.
    وبهر ابن السكيت بعلم الامام وراح يقول : والله ما رأيت مثلك قط ، فما الحجة على الخلق اليوم ؟
    فأجابه الامام : العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه.
    وطفق ابن السكيت قائلا :



1 ـ عيون أخبار الرضا / 195 ـ 204.
2 ـ قال الراوي لهذا الحديث : وأظنه كان الشعر.


(165)

هذا هو والله الجواب (1).
    لقد خلق الله العقل فجعله الحجة على الانسان فإذا ما اطاعه جلب الرحمة له ، وإذا عصاه جلب الشقاء له ، وبه يعرف الصادق من الكاذب ، والمحق من المبطل ، فهو الحجة من الله على عباده.


1 ـ الاحتجاج 2 / 224 ـ 225.



 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net