متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الباب الرابع: في فضل أهل البيت، القسم الأول: في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الكتاب : حياة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ج1    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)
الباب الرابع
في فضل أهل البيت

    وهو على ثلاثة أقسام :

القسم الأول
في فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام )

    31 ـ وباسناده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أنا سيد المرسلين ، وأنت يعسوب المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ...
    أما الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فهو رائد الفكر والحكمة في الاسلام ،


(241)

وهو نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) وباب مدينة علمه ، ووصيه من بعده ، وقد أشاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وباب مدينة علمه ، ووصيه من بعده ، وقد أشاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بسمو منزلته ، وعظيم مكانته ، ولم يؤثر عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنه أشاد بأحد من أصحابه كما أشاد بالامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والغرض من ذلك هو التدليل على خلافته من بعده.

    32 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لما أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي ، وأقعدني على درنوك (1) من درانيك الجنة ، ثم ناولني سفر جلة منها ، وهي معدة بما فيها للإمام علي ( عليه السلام ).
    ان الله تعالى أعد لعلي ( عليه السلام ) في الدار الآخرة جميع ما فيها من نعم ، وبوأه الفردوس الاعلى يتبوأ منه حيثما يشاء.

    33 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
    يا علي أني سألت ربي فيك خمس خصال فأعطاني.
    أما أولهن فسألت ربي أن تنشق عني الأرض ، وانفض التراب عن رأسي وأنت معي ، فأعطاني.
    وأما الثانية فسألت ربي أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني.
    وأما الثالثة فسألت ربي أن يجعلك حامل اللواء وهو لواء الله الأكبر تحته المفلحون الفائزون في الجنة فأعطاني.
    وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني.
    وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني ، ربي ، والحمد لله الذي من علي بذلك ....
    لقد خص الله الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بكل مكرمة وحباه بكل فضيلة ، وقد استجاب دعاء نبيه فيه أن يمنحه هذه الخصال الكريمة.

    34 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة اخذت بحجزة الله ، وأخذت أنت بحجزتي ، وأخذ ولدك بحجزتك ، وأخذت شيعة ولدك بحجزتهم (2) فترى أين يؤم بنا ....
    إن للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) منزلة كريمة عند الله تعالى يسمو بها على


1 ـ الدرنوك : بساط من بسط الجنة.
2 ـ قال أبو القاسم الطائي : سألت أبا العباس بن ثعلب عن الحجزة ؟ قال : هي السبب ، وسألت ابن نفطويه النحوي فقال هي السبب.


(242)

جميع الصالحين والمتقين ، ويتميز بها هو وأبناؤه وشيعته يوم حشر الناس وبعثهم.

    35 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي إنك قسيم الجنة والنار ، وانك تقرع باب الجنة فتدخلها بلا حساب .....
    وهذا الحديث رواه جمهور العلماء من الشيعة والسنة ، وهو يحكي فضل الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعظيم شأنه عند الله ، وانه بلغ منزلة من الله لم يبلغها أي أحد من الناس سوى النبي ( صلى الله عليه وآله ).

    36 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك على خيل بلق متوجون بالدر والياقوت فيأمر الله بكم إلى الجنة ، والناس ينظرون ....
    ما أعظم منزلة الامام وأبنائه الطيبين عند الله ، فقد خصهم بكل مكرمة ، وميزهم على جميع خلقه.

    37 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب ...
    وخص الله نبيه العظيم ( صلى الله عليه وآله ) بجميع ألوان الفضل التي منه أنه من ذرية إبراهيم خليل الله ، وان أخاه الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المنافح عن كلمة التوحيد ، والذاب عن قيم الاسلام ومبادئه.

    38 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله أمرني بحب أربعة : علي ، وسلمان ، وأبي ذر ، والمقداد بن الأسود ....
    إن هؤلاء الأربعة قد ساهموا في بناء الاسلام ، ورفعوا مشعل التوحيد ، وقد أمر الله تعالى نبيه بحبهم لأنهم من عناصر التقوى والصلاح.

    39 ـ قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ان الله قد غفر لك ، ولذريتك ، ولشيعتك ، ولمحبي شيعتك ، ولمحبي محبي شيعتك ، فابشر فإنك الأنزع البطين منزوع من الشرك ، مبطون من العلم .....
    ولعظيم اتصال الإمام ( عليه السلام ) بالله تعالى ، فقد منحه هذه الفضيلة الكبرى بان غفر له ولأبنائه وشيعته ومن يتعلق بهم.


(243)

    40 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولا ه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ....
    أعلن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هذه الكلمات المشرقة التي هي من أغلى الأوسمة التي منحها للامام يوم غدير خم ، وهو من أهم أعياد المسلمين ، فقد نصب الإمام خليفة من بعده ، وأمر المسلمين بمبايعته ، وقد بايعته حتى نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبذلك اليوم الخالد تمت النعمة الكبرى على المسلمين ، ونزلت فيه الآية الكريمة : ( اليوم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ).

    41 ـ وباسناده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي لولاك ما عرف المؤمنون بعدي ....
    إن الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو المحك الذي يعرف به المؤمن من الفاسق فمن أحبه كان مؤمنا ، ومن عاداه فهو فاسق ، تقول عائشة :

إذا ما التبر حك على محك وفينا الغش والذهب المصفى تبين غشه من غير شك علي بيننا شبه المحك (1)

    42 ـ وباسناده قال : حدثني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : ورثت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كتابين : كتاب الله تعالى ، وكتابا في قراب سيفي ، قيل يا أمير المؤمنين : وما الكتاب في قراب سيفك ؟ قال : من قتل غير قاتله ، أو ضرب غير ضاربه فعليه لعنة الله ....
    لقد ورث الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جميع صفات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ومقوماته ، والتي منها ما ذكره ( عليه السلام ) :

    43 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
    يا علي انك أعطيت ثلاثا ما أعطيت أنا مثلهن.
    قلت : فداك أبي وأمي ما أعطيت ؟
    قال ( صلى الله عليه وآله ) : أعطيت صهرا مثلي ،  وأعطيت مثل زوجتك فاطمة سلام الله عليها ، وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين.
    لقد خص الله تعالى الامام أمير المؤمنين بهذه الخصال الثلاث التي ما حبي أحد بمثلهن.


1 ـ نور الابصار للشبلنجي.


(244)

    44 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ليس في القيامة راكب غيرنا ، ونحن أربعة.
    فقام إليه رجل من الأنصار ، فقال له : يا رسول الله من هم ؟
    فقال : أنا على دابة البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد ، ينادي لا إله إلا الله ، محمد رسول الله (ص) فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش ، يا معشر الآدميين ، ليس ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ، ولا حامل عرش هذا علي بن أبي طالب ....
    إن الله تعالى ليظهر يوم القيامة مكانة وليه الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وسمو منزلته عنده ، حتى لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ، ولا ولي ولا خلق غير ذلك إلا عرفهم مدى أهمية الإمام ( عليه السلام ) عنده.

    45 ـ وباسناده قال : قال علي ( عليه السلام ) : من أحبني وجدني عند مماته بحيث ما يحب ، ومن أبغضني وجدني عند مماته بحيث يكره ....
    وقد تضافرت الاخبار بأن الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليحضر عند ممات كل أحد مؤمنا كان أو كافرا ، فان كان مؤمنا أوصى ملك الموت بالرفق به ، وإن كان كافرا أوصى بالشدة به.

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net