متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل الاول: في التنظيف والتطيب
الكتاب : مكارم الأخلاق    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
الباب الثاني
في آداب التنظيف والتطييب والتكحل والتدهن والسواك
ثلاثة فصول
الفصل الاول
في التنظيف والتطييب وما يجري مجراه

في التنظيف

    روي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أميرالمؤمين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : تنظفوا بالماء من الرائحة المنتنة فإن الله تعالى يبغض من عباده القاذورة. وعنه ( عليه السلام ) قال : غسل الثياب يذهب الهم وهو طهور للصلاة. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لانس : يا أنس أكثر من الطهور يزد الله في عمرك ، فإن استطعت أن تكون بالليل والنهار على طهارة فافعل ، فإنك تكون إذا مت على طهارة مت شهيدا.
    من كتاب روضة الواعظين قال الصادق ( عليه السلام ) : من توضأ وتمندل كتب له حسنة ومن توضأ ولم يتمندل حتى يجف وضوئه كتب له ثلاثون حسنة.
    عن علي بن أسباط قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : أربع من أخلاق الانبياء : التطيب والتنظف وحلق الجسد بالنورة وكثرة الطروقة (1).


1 ـ الطروقة : فعولة من طرق النحل الناقة أي ضربها ، وكل امرأة طروقة بعلها ويمكن أن يراد بها الملاعبة.


(41)
 
في التطيب

    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : الرائحة الطيبة تشد القلب.
    من أمالي الشيخ أبي جعفر الطوسي (1) قال الصادق ( عليه السلام ) : إن الله تعالى يحب الجمال والتجمل ويكره البؤس والتبأس وإن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها ، قيل : وكيف ذلك ؟ قال : ينظف ثوبه ويطيب ريحه ويجصص داره ويكنس أفنيته (2) ، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أربع من سنن المرسلين : السواك والحناء والطيب والنساء.
    عنه ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتطيب في كل جمعة ، فإذا لم يجد أخذ بعض خمر (3) نسائه فرشه بالماء ويمسح به.
    عنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما نلت من دنياكم هذه إلا النساء والطيب.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : ما أنفقت في الطيب فليس بسرف.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا أتى أحدكم بريحان فليشمه وليضعه على عينيه فإنه من الجنة.
    من الروضة قال مالك الجهني : ناولت أبا عبد الله شيئا من الرياحين فأخذه


1 ـ هو أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي المتوفى سنة 460 ه. كان من أجل علماء الشيعة في القرن الخامس ، الملقب بشيخ الطائفة ، صاحب التهذيب والاستبصار من الكتب الاربعة وكان من تلامذة المفيد ( ره ) والسيد المرتضى ( ره ) قدم العراق في سنة 408 ه. وأقام ببغداد واشتغل بها ، ثم انتقل إلى النجف الاشرف واستوطن بها إلى أن توفي ودفن في داره ، وقبره مزار معروف في المسجد الموسوم بالمسجد الطوسي.
2 الافنية جمع فناء : فضاء البيت وأمامه ومنه الخبر إكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود.
3 ـ الخمر جمع خمار مثل كتب وكتاب : وهو ثوب تغطي به المرأة رأسها.


(42)

فشمه ووضعه على عينيه ثم قال : من تناول ريحانة فشمها ووضعها على عينيه ثم قال : اللهم صل على محمد وآل محمد ، لم تقع على الارض حتى يغفر له.
    وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إذا ناول أحدكم أخاه ريحانا فلا يرده ، فإنه خرج من الجنة.
    من صحيفة الرضا ( عليه السلام ) عنه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : التطيب نشرة والغسل نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة والركوب نشرة (1).
    عن الرضا ( عليه السلام ) : كان يعرف موضع جعفر ( عليه السلام ) في المسجد بطيب ريحه وموضع سجوده.
    وقال الرضا ( عليه السلام ) : من أخلاق الانبياء عليهم السلام التطيب.
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : ركعتان يصليهما متعطرا أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متعطر.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : ثلاثة من النبوة : طم الشعر (2) وطيب الريح وكثرة الطروقة.
    عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام إنهما سئلا عن الرجل يرد الطيب ؟
    فقالا : لا ترد الكرامة.
    وعنه ( عليه السلام ) لا يأبى الكرامة إلا الحمار ، يعني الذي عقله مثل عقل الحمار.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : الطيب في الشارب من أخلاق الانبياة وكرامة الكاتبين.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : كانت للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مسكة إذا هو يتوضأ أخذها بيده وهي رطبة فكان إذا خرج عرفوا أنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : كان لعلي بن الحسين ( عليه السلام ) مشكدانة (3) من رصاص معلقة فيها مسك ، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه تناولها وأخرج منها فمسح به.
    ومن كتاب عيون الاخبار روى الصولي عن جدته وكانت تسأل عن أمر الرضا


1 ـ النشرة بالضم : رقية يعالج بها المجنون والمريض. أو من النشر بمعنى الحياة.
2 ـ طم الشعر : جزه أو عقصه. وفي بعض النسخ ضم الشعر.
3 ـ مشكدانة فارسي. وفي بعض النسخ وشاندانة.


(43)

( عليه السلام ) كثيرا فتقول : ما أذكر منه شيئا إلا أني كنت أراه يتبخر بالعود الهندي النئ ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا تمام الخبر.
    من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية وأطيب الطيب المسك.
    قال الصادق ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ينفق على الطيب أكثر ما ينفق على الطعام.
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي : يا علي عليك بالطيب في كل جمعة ، فإنه من سنتي وتكتب لك حسناته مادام يوجد منك رائحته.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : ينبغي للرجل أن لا يدع أن يمس شيئا من طيب في كل يوم فإن لم يقدر فيوم ويوم لا فإن لم يقدر ففي كل جمعة لا يدع ذلك.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : أيما إمرأة تطيبت ، ثم خرجت من بيتها فهي تلعن حتى ترجع إلى بيتها متى ما رجعت.

في التجمير

    عن مرازم قال : دخلت أبي الحسن ( عليه السلام ) الحمام ، فلما خرج إلى المسلخ دعا بمجمر فتجمر (1) ، ثم قال : جمروا مرازما قال : قلت من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ ؟
    قال : نعم.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ينبغي للرجل أن يدخن ثيابه إذا كان يقدر.
    عن عمير بن مأمون ـ وكانت ابنته عمير تحت الحسن ( عليه السلام ) ـ قال : قالت : دعا ابن الزبير الحسن إلى وليمة فنهض الحسن ( عليه السلام ) وكان صائما فقال له ابن الزبير : كما أنت حتى نتحفك بتحفة الصائم : ، فدهن لحيته وجمر ثيابه. وقال الحسن ( عليه السلام ) : وكذلك تحفة المرأة تمشط وتجمر ثوبها.


1 ـ المسلخ : موضع نزع اللباس للدخول إلى الحمام. والمجمرة والمجمر : ما يوضع فيه الجمر يعني النار. وأجمر الثوب : نجره بالطيب.

(44)

    عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه وطيب الرجال ما خفي لونه وظهر ريحه.
    إلى هنا من هذا الباب مختارة من كتاب اللباس المنسوب إلى العياشي رحمة الله عليه (1).

في الورد وماء الورد

    من كتاب طب الائمة (2) عن الحسن بن منذر يرفعه قال : لما أسرى بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى السماء حزنت الارض لفقده وأنبتت الكبر (3) فلما رجع إلى الارض فرحت فأنبتت الورد ، فمن أراد أن يشم رائحة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فليشم الورد.
    وفي حديث آخر لما عرج بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عرق فتقطر عرقه إلى الارض فأنبتت من العرق الورد الاحمر ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الاحمر.
    عن الفردوس عن أنس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الورد الابيض خلق من عرقي ليلة المعراج والورد الاحمر خلق من عرق جبريل والورد الاصفر خلق من البراق.
    وروي عنه ( عليه السلام ) قال : إن ماء الورد يزيد في ماء الوجه وينفي الفقر.
    وروى الثمالي عنه ( عليه السلام ) أنه قال : من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في ذلك


1 ـ هو أبونضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السمرقندي المعروف بالعياشي صاحب التفسير المشهور بالتفسير العياشي ، كان رحمه الله من الفقهاء الشيعة وعلمائهم في القرن الرابع ، المعاصر للشيخ الكليني ( ره ) وقيل في حقه : إنه أوحد دهره وأكبر أهل المشرق علما وفضلا وأدبا وفهما ونبلا في زمانه. وأنفق جميع تركة أبيه ـ وكانت ثلاثمائة ألف دينار ـ على العلم والحديث ، كانت داره مملوة من الناس كالمسجد بين ناسخ أو قار أو مقابل أو معلق وكان له مجلس للخاص ومجلس للعام وكان في أول عمره عامي على مذهب أهل السنة ثم تبصر وعاد إلى مذهب الشيعة الامامية وصنف كتبا كثيرة.
2 ـ من مؤلفات حسين بن بسطام بن سابور الزيات كان من أكابر علماء الامامية ومحدثيهم وأجلاء رواة أخبارهم.
3 ـ الكبر بفتحتين : شجر الاصف.


(45)

اليوم بؤس ولا فقر. ومن أراد التمسح بماء الورد فليمسح به وجهه ويديه وليحمد ربه وليصل على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
    عن الحسن بن علي ( عليه السلام ) أنه قال : حباني النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكلتا يديه بالورد وقال : هذا سيد ريحان أهل الدنيا والاخرة.

في النرجس

    روى الحسن بن المنذر رفعه قال : للنرجس فضائل كثيرة في شمه ودهنه. ولما أضرمت النار لابراهيم ( عليه السلام ) فجعلها الله عزوجل عليه بردا وسلاما ، أنبت الله تبارك وتعالى في تلك النار النرجس فأصل النرجس مما أنبته الله عزوجل في ذلك الزمان.

في المرز نجوش

    عن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالمرز نجوش فشموه ، فإنه جيد للخشام (1). وعنه قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان إذا رفع إليه الريحان شمه ورده إلا المرز نجوش ، فإنه كان لا يرده.
    عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نعم الريحان المرز نجوش ، نبت تحت ساق العرش وماؤه شفاء العين.


1 ـ الخشام : الانف.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net