متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل الأول: في فضل الدعاء وكيفيته
الكتاب : مكارم الأخلاق    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
الباب العاشر
( في الادعية وما يتعلق بها وهو خمسة فصول )

    إن لمولاي وولي نعمي أبي ـ طول الله عمره ومتع المسلمين بطول بقائه ـ مجموعات جامعة في الدعوات فأردت أن أنتزع منها بابا مختصرا لائقا بهذا الكتاب ، مستجمع لنفائس هذا الفن ، فاستخرت الله في جميع ذلك ، فخرج بعون الله بابا جامعا ، نسأل الله توفيق العمل بما فيه بفضله إنه سميع مجيب.

الفصل الاول
( في فضل الدعاء وكيفيته )

( فيما جاء في فضل الدعاء )

    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء.
    عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قلت للباقر ( عليه السلام ) أي العبادة أفضل ؟ فقال ما من شيء أحب إلى الله عزوجل من أن يسأل ويطلب مما عنده. وما أحد أبغض إلى الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل مما عنده.
    عن الصادق عليه السلام : من لم يسأل الله من فضله افتقر.
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يرد القضاء إلا الدعاء.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والارض.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم ؟ قالوا بلى : يا رسول الله ، قال : تدعون ربكم بالليل والنهار ، فإن سلاح المؤمن الدعاء.
    عن الحسين بن علي عليهما السلام قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يرفع يديه إذا ابتهل ودعاء كما يستطعم المسكين.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أعجز الناس من عجز عن الدعاء. وأبخل الناس من بخل بالسلام


(269)

    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطعية رحم ولا استجلاب إثم إلا أعطاه الله تعالى بها إحدى خصال ثلاث : إما أن يعجل له الدعوة ، وإما أن يدخرها له في الاخرة ، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء.
    وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا تستحقروا دعوة أحد ، فإنه قد يستجاب اليهودي فيكم ولا يستجاب له في نفسه.
    وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أحب الاعمال إلى الله عزوجل في الارض الدعاء.
    وأفضل العبادة العفاف.
    عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراما ، فأكثروا من الدعاء ، فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ، ولا ينال ما عندالله إلا بالدعاء ، وليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه.
    عبد الله بن ميمون القداح ، عنه عليه عليه السلام قال : الدعاء كهف الاجابة كما أن السحاب كهف المطر.
    وعنه عليه السلام قال : ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار عزوجل إلا استحيا الله عز إسمه أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على رأسه ووجهه.
    عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : هل تعرفون طول البلاء من قصره ؟ قيل : لا ، قال : إذا ألهم أحدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصير.
    وقال ( عليه السلام ) : إن الدعاء في الرخاء لينجز الحوائج في البلاء.
    وقال ( عليه السلام ) : أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود ( عليه السلام ) : اذكرني في سرائك أستجب لك في ضرائك.
    وقال ( عليه السلام ) : من تخوف بلاء يصيبه فتقدم فيه بالدعاء لم يره الله عزوجل ذلك البلاء أبدا.
    عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام قالا : والله ما يلح عبد على الله إلا استجاب له.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما ثم سلم وأثنى على الله عزوجل وعلى رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم سأل حاجته


(270)

فقد طلب الخير في مظانه ، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب.
    من الفردوس ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : البلاء يتعلق بين السماء والارض مثل القنديل ، فإذا سأل العبد ربه العافية صرف الله عنه البلاء. وقال : سلوا لله عزوجل ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل ، فإنه إن لم ييسره لم يتيسر. وقال : ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع.
    قال الصادق ( عليه السلام ) : إن الله عزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا ، وذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من سره أن يستجاب له في الشدة فليكثر الدعاء في الرخاء.
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعا ولكن يحب أن يبث إليه الحوائج.
    عنه ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل لا يستجب دعاءا يظهر من قلب ساه (1) ، فإذا دعوت فاقبل بقلبك ثم استيقن بالاجابة.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة وأحب ذلك لنفسه ، إن الله عزوجل يحب أن يسأل ويطلب ما عنده.
    وعن الرضا ( عليه السلام ) أنه كان يقول لاصحابه : عليكم بسلاح الانبياء ، فقيل : وما سلاح الانبياء ؟ قال ( عليه السلام ) : الدعاء.
    وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : الدعاء أنفذ من السنان.
    وعن حماد بن عثمان قال : سمعته يقول ( عليه السلام ) : الدعاء يرد القضاء وينقضه كما ينقض السلك وقد أبرم إبراما (2).
    عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : عليكم بالدعاء ، فإن الدعاء والطلب إلى الله عزوجل يرد البلاء وقد قدر وقضى فلم يبق إلا إمضاؤه ، فإنه إذا دعا الله وسأله صرف البلاء صرفا.


1 ـ ساه : أي غافل ، اسم فاعل من سها يسهو.
2 ـ السلك ـ بالكسر ـ : الخيط المفتل والذي ينظم فيه الخرز ونحوه.


(271)

    قال الصادق ( عليه السلام ) : عليك بالدعاء ، فإن فيه شفاء من كل داء.
    وقال ( عليه السلام ) : من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء ، وقيل : صوت معروف ولم يحجب عن السماء ، ومن لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء ، وقالت الملائكة : إن ذا الصوت لا نعرفه.
    عن زين العابدين ( عليه السلام ) قال : الدعاء بعد ما ينزل البلاء لا ينفع.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا دعوت فاقبل بقلبك وظن أن حاجتك بالباب.
    وقال ( عليه السلام ) : لا يلح عد مؤمن على الله تعالى في حاجة إلا قضاها له.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : رحم الله عبدا طلب من الله عزوجل حاجته وألح في الدعاء استجيب له أم لم يستجب وتلا هذه الاية ( وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا ) (1).
    وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما من أحد ابتلى وإن عظمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافي الذي يأمن البلاء.

( في الاوقات المرجوة لاجابة الدعاء )

    زيد الشحام قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : اطلبوا الدعاء في أربع ساعات : عند هبوب الرياح ، وزوال الافياء ، ونزول القطر ، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن [ الشهيد ] ، فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الاشياء.
    عنه ( عليه السلام ) قال : يستجاب الدعاء في أربع : في الوتر ، وبعد الفجر ، وبعد الظهر ، وبعد المغرب.
    وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : اغتنموا الدعاء عند أربع : عند قراءة القرآن ، وعند الاذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة.
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان أبي إذا كانت له إلى الله عزوجل حاجة طلبها هذه الساعة يعني زوال الشمس.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا رق أحدكم فليدع ، فإن القلب لا يرق حتى يخلص.
    عن معاوية بن عمار ، عنه ( عليه السلام ) قال : كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند


1 ـ سورة مريم : آية 49.


(272)

زوال الشمس ، فإذا أراد ذلك قدم شيئا فتصدق به وشم شيئا من الطيب وراح إلى المسجد فدعا في حاجته بما شاء الله عزوجل.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا إقشعر جلدك ودمعت عيناك فدونك دونك فقد نجح قصدك (1).
    أبوالصباح (2) ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل يحب من عباده المؤمنين كل عبد دعاء ، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس ، فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وتقسم فيها الارزاق وتقضى فيها الحوائج العظام.
    عن عمر بن أذينة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي ويدعو الله عزوجل فيها إلا استجاب الله تعالى له في كل ليلة ، قلت : أصلحك الله وأي ساعة هي من الليل ؟ قال : إذا مضى نصف الليل وهي السدس الاول من أول النصف.
    عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء ، والرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء. وقال في قوله عزوجل ( وتبتل إليه تبتيلا ) (3) : الدعاء بأصبع واحدة تشير بها ، والتضرع أن تشير بإصبعك وتحركها ، والابتهال رفع اليدين ومدهما ، وذلك عند الدمعة ثم ادع.
    وعنه ( عليه السلام ) أنه ذكر الرغبة ، وأبرز بطن راحتيه إلى السماء (4) وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه إلى السماء ، وهكذا التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا ، وهكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة ، وهكذا الابتهال ومد يده بإزاء وجه إلى القبلة ، وقال : لا تبتهل حتى تجري الدمعة.
    عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام قال : سألته عن الدعاء ورفع


1 ـ دونك : اسم فعل بمعنى خذ أي راقب نفسك في هذه الساعة ولا تغفل منها ونوى قصدك فقد فاز به.
2 ـ هو إبراهيم بن نعيم العبدي أبوالصباح الكناني من عبد القيس ، كان من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام وكان أبو عبد الله ( عليه السلام ) يسميه الميزان لثقته ، وله كتاب.
3 ـ سورة المزمل : آية 8.
4 ـ الراحة الكف وباطن اليد.


(273)

اليدين ؟ فقال ( عليه السلام ) : على أربعة أوجه : أما التعوذ فتستقبل السماء بظهر كفيك ، وأما الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتقبل ببطنهما إلى السماء ، وأما التبتل فإيماؤك بإصبعك السبابة ، وأما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك في دعائك مع التضرع.

( في مقدمات الدعاء )

    عن ابن المغيرة (1) قال سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إياكم وأن يسأل أحدكم من ربه عزوجل شيئا من حوائج الدنيا والاخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عزوجل والمدحة له والصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم يسأل الله حوائجه.
    محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : أن في كتاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن المدحة قبل المسألة ، فإذا دعوت الله عزوجل فمجده ، قال : قلت : كيف أمجده ؟ قال : تقول : يا من هو أقرب إلى من حبل الوريد ، يا فعالا لما يريد ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الاعلى ، يا من ليس كمثله شيء.
    الحرث بن المغيرة (2) ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أن تدعو فمجد الله عزوجل وأحمده وسبحه وهلله وأثن عليه وصل على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثم سل تعط.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذ طلب أحدكم الحاجة فليثن على الله سبحانه وليمدحه فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه ، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه ، تقول : يا أجود من أعطى ، يا خير من سئل ، يا أرحم من استرحم ، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الاعلى ، يا من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وأكثر من أسماء الله عزوجل


1 ـ لعل هو الحرث بن المغيرة الاتي ذكره. ويمكن أن يكون هو أبومحمد عبد الله بن المغيرة البجلي الكوفي ، ثقة لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه ، كان من أصحاب الاجماع وصنف كتبا كثيرة. وقيل : إنه كان واقفيا ثم رجع.
2 ـ كان من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ثقة وله كتاب يرويه عدة من أصحابنا. ( مكارم الاخلاق ـ 18 )


(274)

فإن اسماء الله كثيرة ، وصل على محمد وآل محمد وقل : اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي وأؤدي به عن أمانتي وأصل به رحمي ويكون عونا لي على الحج والعمرة. وقال : إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عزوجل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أعجل العبد ربه. وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عزوجل وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سل تعط.
    درست بن أبي منصور (1) عن أبي خالد قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما من رهط أربعين رجلا اجتمعوا فدعوا الله عزوجل في إمر إلا استجاب الله لهم ، فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عشر مرات إلا استجاب الله سبحانه لهم ، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة فيستجب الله العزيز الجبار له.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : كان أبي إذا أحزنه أمر أجمع النساء والصبيان ثم دعا وأمنوا.
    وعنه ( عليه السلام ) : الداعي والمؤمن في الاجر شريكان.
    هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من دعا ولم يذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رفرف الدعاء (2) على رأسه ، فإذا ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رفع الدعاء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إن رجلا أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي لك ، لا بل أجعل نصف صلاتي لك ، لا بل أجعلها كلها لك ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا تكفي مؤونة الدنيا والاخرة.
    عن أبي بصير وابن الحكم قالا : سألنا أبا عبد الله ( عليه السلام ) ما معنى أجعل صلاتي كلها لك ؟ قال : يقدمه بين يدي كل حاجة ، فلا يسأل الله عزوجل شيئا حتى يبدأ بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملا قدحه فيشربه إذا شاء ، اجعلوني في أول الدعاء وآخره ووسطه.


1 ـ هو بضم الاول والثاني ابن أبي منصور أو ابن منصور الواسطي ، كان من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام وقد عده بعضهم من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) أيضا ، وله كتاب.
2 ـ رفرف الطائر : بسط جناحيه وحركهما حول الشيء يريد أن يقع عليه.


(275)

    وعنه ( عليه السلام ) قال : من كانت له حاجة إلى الله عزوجل فليبدأ بالصلاة على محمد وآل محمد ثم يسأل الله حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآله ، فإن الله عزوجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط ، إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه.
    وعن أبي عبد الله عليه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عزوجل ولم يصلوا على نبيهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم.

( فيمن يستجاب دعاؤه )

    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج فانظروا بما تخلفونه ، والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه ، والمريض فلا تعرضوه ولا تضجروه.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : كان أبي يقول : خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى : دعوة الامام المقسط ، ودعوة المظلوم ، يقول الله عزوجل : وعزتي وجلالي لانتصفن لك ولو بعد حين (1) ، ودعوة الولد الصالح لوالديه ، ودعوة الوالد الصالح لولده ، ودعوة المؤمن لاخيه بظهر الغيب فيقول : ولك مثله.
    من الفردوس قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة الوالد ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أطيب كسبك تستجب دعوتك ، فإن الرجل يرفع اللقمة إلى فيه فما تستجاب له دعوة أربعين يوما.
    عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : أوشك دعوة وأسرع إجابة دعوة المؤمن لاخيه المؤمن بظهر الغيب.
    عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : دعاء الرجل لاخيه بظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه.


1 ـ انصف من فلان : استوفى حقه منه كاملا.


(276)

    عن يحيى بن معاذ ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال لرجل : ادع بهذا الدعاء وأنا ضامن لك حاجتك على الله ، اللهم أنت ولي نعمتي وأنت القادر على طلبتي وتعلم حاجتي فأسألك بحق محمد وآل محمد لما قضيتها لي.
    عن الصادق ( عليه السلام ) : الدعاء لاخيك بظهر الغيب يسوق للداعي الرزق ويصرف عنه البلاء ، ويقول الملك لك مثل ذلك.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : اتقوا دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله عزوجل به ملكا يقول : ولك مثله.
    وقال رجل من أصحاب أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إني لاجد في كتاب الله آيتين أطلبهما فلا أجدهما ، فقال ( عليه السلام ) : وما هما ؟ قلت : ( ادعوني أستجب لكم ) (1) فندعوه فما نرى إجابة ، قال : أفترى الله أخلف وعده ؟
    قلت : لا. قال : فمم ؟ قلت : لا أدري ، قال : لكني أخبرك [ عن ذلك ] : من أطاع الله فيما أمر به ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه ، قلت : وما جهة الدعاء ؟ قال : تبدأ فتحمد الله وتمجده بذكر نعمه عليك فتشكره ثم تصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستغفر منها فهذه جهة الدعاء. ثم قال ( عليه السلام ) : وما الاية الاخرى قلت : قوله تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) فأراني أنفق وما أرى خلفا قال : أفترى الله أخلف وعده ، قلت : لا ، قال فمم ؟ قلت : لا أدري ، قال : لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حقه لم ينفق درهما إلا أخلف الله عليه.
    عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إن الله ليستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين.


1 ـ سورة المؤمن : آية 62.


(277)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net