متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
فصل: ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبط
الكتاب : مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
فصل
( ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبط )

    وعنه عليه السلام : « الضرب على الفخذ عند المصيبة يحبط الأجر (1) ، والصبر عند الصدمة الأولى أعظم ، وعظم الأجر على قدر المصيبة ، ومن استرجع بعد المصيبة جدد الله له أجرها كيوم أُصيب بها ».
    وسأل رجل النبي صلى الله عليه وآله : ما يحبط الأجر في المصيبة ؟ فقال : « تصفيق الرجل بيمينه على شماله ، والصبر عند الصدمة الأولى ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فعليه السخط ».
    وعن اُم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : « ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ، إلا آجره الله تعالى في مصيبته ، واخلف له خيراً منها ».
    قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخلف لي خيراً منه : رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
    وفي لفظ آخر : أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : « ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله عزّوجلّ : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، اللهّم آجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منه » قالت : فلمّا مات أبو سلمة رضي الله عنه ، قلت : أيّ رجل خير من أبي سلمة ! أول بيت هاجر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ثم إنّي قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلّى الله عليه وآله.
    [ قالت : أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله ] (3) بحاطب ابن أبي بلتعة يخطبني ، فقلت له : إن لي بنتاً وأنا غيور ، فقال : « أما بنتها فادعوالله أن يغنيها عنها ، وأدعو الله أن يذهب بالغيره » (4).
    وفي حديث آخر : قالت : أتاني أبو سلمة يوماً من عند رسول الله صلى الله عليه


1 ـ روى الصدوق في الفقيه 4 : 298 / 900 نحوه.
2 ـ صحيح مسلم 2 : 632 / 4 ، الترغيب والترهيب 4 : 336 / 2 باختلاف يسير.
3 ـ أثبتناه من البحار.
4 ـ الترغيب والترهيب 4 : 336 / 2.


(54)

وآله فقال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله قولاً سررت به ، قال : « لا يصيب أحداً من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول : اللهم آجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ، إلا فعل ذلك به ». قالت اُم سلمة : فحفظت ذلك منه ، فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت : اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منه ، ثم رجعت إلى نفسي فقلت : من أين لي خير من أبي سلمة : فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا ادبغ إهاباً (1) ، فغسلت يدي من القرظ (2) وأذنت له ، فوضعت له وسادة أدم (3) حشوها ليف فقعد عليها ، فخطبني إلى نفسي صلى الله عليه وآله.
    فلما فرغ من مقالته قلت : يا رسول الله ، ما بي أن لا يكون لك الرغبة ، ولكني امرأة في غيرة شديدة ، فأخاف أن ترى مني شيئاً يعذبني الله به ، وأنا امرأة قد دخلت في السن ، وأنا ذات عيال.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : « أما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك ، وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي » قالت : فقد سلمت نفسي لرسول الله ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت أم سلمة : فقد أبدلني الله عزوجل بأبي سلمة خيراً منه : النبي صلى الله عليه وآله (4).
    وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إن للموت فزعاً ، فإذا أتى أحدكم وفاةُ أخيه فليقل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم اكتبه عندك من المحسنين ، واجعل كتابه في عليين ، واخلف على عنقه في الآخرين ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده » (5).
    وعن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام : « إن النبي صلى الله عليه وآله قال : من اصابته مصيبة فقال إذا ذكرها : إنا لله وإنا إليه راجعون ، جدد الله


1 ـ الإرهاب : الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ « لسان العرب 1 : 217 ».
2 ـ القرظ : شجر يدبغ به ، وقيل : هو ورق السلم يدبغ به الادم. ومنه اديم مقروظ. « لسان العرب 7 : 454 ».
3 ـ الأديم : الجلد ما كان ، وقيل الأحمر ، وقيل : هو المدبوغ « لسان العرب 12 : 9 ».
4 ـ مسند أحمد 4 : 27 ، والبحار 82 : 139.
5 ـ الجامع الكبير 1 : 265 ، الفتوحات الربانية 4 : 124 ، والبحار 82 : 141.


(55)

ـ عز وجل ـ له أجرها ، مثل ما كان له يوم أصابته » (1).


1 ـ الجامع الكبير 1 : 747 ، والبحار 82 : 141.


(56)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net