متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
نبراس تكشف حقائق زواج رسول الله (ص) من السيدة خديجة (ع) وولادة السيدة فاطمة
الكتاب : روحي فاطمة    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

الباب الثاني
{ نبراس تكشف حقائق زواج رسول الله صلّى الله عليه وآله من السيدة خديجة عليها السلام وولادة السيدة فاطمة سيدة النساء }

واقترب موعد البحث....فجلست نبراس بهدوء ورويـَّة وكأنها قد استعدَّت لشيء يحتاج دقة في البحث كما دقة اجراء العملية الجراحية....تأملت قليلا ً امام تلك الشاشة والقت نظرة على الكتيب الصغير ....اخذت تحرك اناملها في الهواء وكأنها تعزف على جهاز البيانو الموسيقي...ثم بدأت بكتابة جملة مكتوبة على ظهر الكتيب الصغير" فاطمة الزهراء"...ثم ضغطت على كلمة... إبحث...
وانهالت العناوين التي تحمل اسم السيدة الجليلة ....فدمعت عيناها شوقا ً للقراءة والمعرفة....وكأنها سافرت في عالم مجهول تبحث فيه عن انوار لتنير ظلمة المكان الذي هي فيه....فبدأت بالقراءة وإذا بعينيها تقع على موضوع ....
نبراس: همممم ...زواج رسول الله صلّى الله عليه وآله...
ثم اخذت تنادي امها .... 
نبراس: امي...امي.....الا تريدين ان تقرأي عن قصة زواج رسول الله صلّى الله عليه وآله؟
الأم: اجل يا بنية ....لكن من اين لك الكتاب؟
نبراس: كلا ...انه من الإنترنت....
الأم: انتظريني لحظات...فأنا لدي ما يشغلني ...
وأخذت نبراس تبحث عن دفتر وقلم لتكتب به أسماء المصادر التي تود البحث عنها....بعد دقائق....حضرت الأم...
الأم: هيا إقرأي لي مامكتوب عن سيدي رسول الله وعن زوجته السيدة خديجة عليهما افضل الصلاة والسلام...
نبراس: هنا ...وفي هذا الموقع المسمى"موقع المعصومين الأربعة عشر" يوجد ما يقال عن هذا الزواج المبارك يا امي...حيث يصف الكثير الكثير عن حياته وزواجه عليه السلام وحتى انه ذكر ولادة السيدة فاطمة عليها السلام...
الأم: هلا بدأت القراءة؟
نبراس: ساقرأ ...لكن ارجوا منك تدوين اسم الصفحة او الموقع او الكتاب والكاتب ان ذكر...هلا فعلت لي ذلك يا امي؟
الأم: سأفعل بالتأكيد يا بنية...انني في شوق لأعرف كل شيء عن هذه العائلة الطاهرة ...ما إسم الموقع ؟
نبراس: موقع المعصومين الأربعة عشر...سأبدأ الآن فإستمعي جيدا ً...يقول الكاتب..." ولد محمّد (صلى الله عليه وآله) في بيت من أرفع بيوت العرب شأناً وأعلاها مجداً وأكثرها عزّةً ومنعةً، فنمى وترعرع وشبّ، وشبّت معه آمال الحياة كلّها، وقد شاء الله أن يربّي محمّداً (صلى الله عليه وآله) ويعدّه ويؤهّله لحمل الرسالة والاضطلاع بتبليغ الأمانة، فأحاطه برعاية خاصّة رسمت حياته وفق قدر ربّاني متناسب مع ما ينتظره من عظم المسؤولية في حمل آخر رسالة عالمية إلهية.
وحين بلغ محمّد (صلى الله عليه وآله) سن الخامسة والعشرين من عمره الشريف كان لا بدّ له من الاقتران بامرأة تناسب إنسانيته وتتجاوب مع عظيم أهدافه وترتفع إلى مستوى حياته بما ينتظرها من جهاد وبذل وصبر، لقد كان بإمكان محمد (صلى الله عليه وآله) وهو بهذه المؤهّلات الراقية أن يتزوج من أية فتاة أرادها من بني هاشم، ولكن مشيئة الله شاءت أن يتّجه قلب خديجة نحوه صلوات الله عليه، ويتعلّق قلبها بشخصه الكريم فيقبل (صلى الله عليه وآله) ذلك الطلب ويقترن بخديجة.
لقد أعطت خديجة زوجها حبّاً وهي لا تشعر بأنّها تعطي، بل تأخذ منه حبّاً فيه كلّ السعادة، وأعطته ثروة وهي لا تشعر بأنّها تعطي، بل تأخذ منه هداية تفوق كنوز الأرض، وهو بدوره أعطاها حبّاً وتقديراً رفعاها إلى أعلى مرتبة وهو لا يشعر بأنّه قد أعطاها، بل قال:" ما قام الإسلام إلاّ بسيف عليّ ومال خديجة"، ولم يتزوّج بغيرها حتى توفّيت وهو لا يشعر بأنّه أعطاها.
وقصة زواج خديجة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدّ منعطفاً مهماً ومن النقاط اللامعة في حياتها، فقد كانت لها روح الاستقلال والاعتماد على النفس والحرية بشكل واضح، وكانت تمارس التجارة كأفضل الرجال عقلاً ورشداً، ورفضت الزواج من الأشراف والأثرياء الذين تقدّموا إليها، ورضيت باندفاع للزواج من محمد (صلى الله عليه وآله) الفقير اليتيم، بل تقدّمت بشوق لتقترح على محمد (صلى الله عليه وآله) الزواج منها، وأن يكون المهر من أموالها، فلمّا أراد الرسول (صلى الله عليه وآله) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على عمّ خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام قائلاً:
« الحمد لربّ هذا البيت الذي جعلنا زرع إبراهيم وذرّية إسماعيل، وأنزلنا حرماً أمناً وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثمّ إنّ ابن أخي ـ يعني محمداً (صلى الله عليه وآله) ـ ممن لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجح به، ولا يقاس به رجل إلاّ عظم عنه، ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلاً في المال فإنّ المال رفد جار وظل زائل، وله في خديجة رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله وربّ هذا البيت حظّ عظيم ودين شائع ورأي كامل ».
ثم سكت أبو طالب، فتكلّم عمّها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر وكان رجلاً عالماً، فتداركت خديجة الموقف وزوّجت نفسها من محمّد (صلى الله عليه وآله)(1).
ويروى أنّ خديجة وكّلت ابن عمّها ورقة في أمرها، فلمّا عاد ورقة إلى منزل خديجة بالبشرى وهو فرح مسرور نظرت إليه فقالت: مرحباً وأهلاً بك يا ابن عمّ، لعلك قضيت الحاجة، قال: نعم يا خديجة يهنئك، وقد رجعت أحكامك إليّ وأنا وكيلك، وفي غداة غد أُزوجك إن شاء الله تعالى بمحمّد (صلى الله عليه وآله)(2).
ولمّا خطب أبو طالب (عليه السلام) الخطبة المعروفة وعقد النكاح قام محمّد (صلى الله عليه وآله) ليذهب مع أبي طالب، فقالت خديجة: إلى بيتك، فبيتي بيتك وأنا جاريتك(3).
وبعد أن تمّ الزواج المبارك انتقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى دار خديجة، تلك الدار التي ظلّت معلماً شاخصاً ولساناً ناطقاً يحكي أحداث الدعوة والجهاد وصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعاناته.
اجتمع شمل محمّد (صلى الله عليه وآله) وخديجة وتأسست الأُسرة وبُني البيت الذي يغمره الحبّ والسعادة والحنان والدفء العائلي والانسجام، فقد كانت أول من آمن بدعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) من النساء، وبذلت كلّ ما بوسعها من أجل أهدافه المقدسة، وجعلت ثروتها بين يدي الرسول (صلى الله عليه وآله) وقالت: جميع ما أملك بين يديك وفي حكمك، اصرفه كيف تشاء في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر دينه.
وتحمّلت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عذاب قريش ومقاطعتها وحصارها، وكان هذا الإخلاص الفريد والإيمان الصادق والحبّ المخلص من خديجة حريّاً أن يقابله رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما يستحقّ من الحبّ والإخلاص والتكريم، وبلغ من حبّه لها وعظيم مكانتها في نفسه الطاهرة أنّ هذا الحب والوفاء لم يفارق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى بعد موتها، ولم تستطع أيّ من زوجاته أن تحتل مكانها في نفسه، حتى قال الرسول (صلى الله عليه وآله): وخير نساء أُمتي خديجة بنت خويلد...(4).
وعن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا ذكر خديجة لم يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت: وهل كانت إلاّ عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها ؟ قالت: فغضب حتى اهتز مقدّم شعره وقال: « والله ما أخلف لي خيراً منها، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس وأنفقتني مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها إذ حرمني أولاد النساء ». قالت: فقلت في نفسي: والله لا أذكرها بسوء أبداً(5).
وفي رواية: أنّ جبرائيل (عليه السلام) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: « يا محمد! هذه خديجة قد أتتك فاقرأها السلام من ربّها، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب، لاصخب فيه ولا نصب »(6).
وكان (صلى الله عليه وآله) يحترم صديقاتها إكراماً وتقديراً لها، كما جاء عن أنس أنّ النبّي (صلى الله عليه وآله) كان إذا أُتي بهدية قال: « اذهبوا إلى بيت فلانة فإنّها كانت صديقة لخديجة، إنّها كانت تحّبها»(7).
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه كان إذا ذبح الشاة يقول: «أرسلوا إلى أصدقاء خديجة»، فتسأله عائشة في ذلك فيقول: «إنّي لأُحب حبيبها».
وروي أنّ امرأة جاءته (صلى الله عليه وآله) وهو في حجرة عائشة فاستقبلها واحتفى بها، وأسرع في قضاء حاجتها، فتعجّبت عائشة من ذلك، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنّها كانت تأتينا في حياة خديجة».
إنّ خديجة لَتستحق كلّ هذا التقدير والاحترام من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن بلغت المقام السامي والدرجة العالية عند الله حتى حباها ربّ العالمين بالدرجة الرفيعة في الجنة، وقد أوضح رسول الله مكانتها في الجنة بقوله (صلى الله عليه وآله): «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون»(8).
وكانت خديجة تؤازره على أمره في تبليغ الدعوة، فخفّف الله عن رسوله (صلى الله عليه وآله) بمؤازرتها، فكانت تسرّه وتروّح عنه عندما كان يجد قسوة وغلظة أو ما يكره من ردّ وتكذيب من قريش فيحزن فإذا رجع إلى داره هوّنت عليه معاناته (صلى الله عليه وآله) وبثّت فيه النشاط كي لا يشعر بالتعب، وكان الرسول (صلى الله عليه وآله) يسكن إليها ويشاورها في المهم من أُموره(9)." الآن سيتحدث عن السيدة الطاهرة البتول...يقول في نفس الموضوع.."لقد هيّأ الله سبحانه وتعالى البيئة الصالحة لتكوين شخصية الصّديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام)، فالأب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأُم السيدة خديجة (عليها السلام).والروايات تحدثنا عن مزيد من الاهتمام الربّاني والعناية الإلهية في مسألة خلق الزهراء ووجودها، وأشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى هذه المسألة في مواطن عديدة.فقد روي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بينما كان جالساً بالأبطح إذ هبط عليه جبرائيل (عليه السلام) فناداه: « يا محمد! العليّ الأعلى يقرئك السلام، وهو يأمرك أن تعتزل خديجة أربعين صباحاً » فبعث إلى خديجة بعمار بن ياسر وأخبرها بالأمر الإلهي، وأقام النبي (صلى الله عليه وآله) أربعين يوماً يصوم نهاراً ويقوم ليلاً، فلمّا كان تمام الأربعين هبط جبرائيل (عليه السلام) فقال: « يا محمّد! العليّ الأعلى يقرئك السلام، وهو يأمرك أن تتأهّب لتحيته وتحفته ». فبينما النبي (صلى الله عليه وآله) كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل سندس، فوضعه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) وأقبل جبرائيل (عليه السلام) وقال: « يا محمّد! يأمرك ربّك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام ». فأكل النبي (صلى الله عليه وآله) شبعاً وشرب من الماء ريّاً، ثم قام ليصلي فأقبل عليه جبرائيل وقال: « الصلاة محرمة(10) عليك في وقتك حتى تأتي منزل خديجة، فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة ». فوثب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى منزل خديجة رضي الله عنها.قالت خديجة رضي الله عنها: وكنت قد ألفت الوحدة، فكان إذا جنّني الليل غطيت رأسي، وأسجفت ستري وغلقت بابي، وصلّيت وردي، وأطفأت مصباحي، وآويت إلى فراشي، فلمّا كان تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة، إذ جاء النبيّ فقرع الباب فناديت: « من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلاّ محمّد (صلى الله عليه وآله) ؟.. قالت خديجة: فنادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه: « افتحي يا خديجة، فإنّي محمّد » وفتحت الباب ودخل النبيّ المنزل، فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء ما تباعد عنّي النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتى أحسست بثقل فاطمة في بطني(11).
لمّا تزوّجت خديجة بنت خويلد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هجرها نُسوة مكة وكنّ لا يكلّمنها ولا يدخلن عليها، فلمّا حملت بالزهراء فاطمة (عليها السلام) كانت إذا خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من منزلها تكلّمها فاطمة الزهراء في بطنها من ظلمة الأحشاء، وتحدّثها وتؤانسها، فدخل يوماً رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمع خديجة تحدّث فاطمة فقال لها: «يا خديجة! من تكلّمين ؟ قالت: يا رسول الله إنّ الجنين الذي أنا حامل به إذا أنا خلوت به في منزلي كلّمني وحدّثني من ظلمة الأحشاء، فتبسّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: «يا خديجة! هذا أخي جبرائيل (عليه السلام) يخبرني أنّها ابنتي، وأنّها النسمة الطاهرة المطهّرة، وأنّ الله تعالى أمرني أن اُسمّيها « فاطمة» وسيجعل الله تعالى من ذرّيتها أئمة يهتدي بهم المؤمنون»(12).
وروي أنّه لمّا سأل الكفار رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه يريهم انشقاق القمر ـ وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر ـ قالت خديجة: واخيبة من كذَّب محمّداً وهو خير رسول ونبيّ فنادت فاطمة من بطنها: يا اُمّاه! لا تحزني ولا ترهبي فإنّ الله مع أبي(13).
إنّ خديجة التي وقفت مع رسول الله في أيام محنته الأُولى وتعرّضت لهجران النساء عوّضها الله على صبرها وبذلها الغالي والنفيس من أجل نشر الدعوة الإسلامية عوّضها بالبشرى بحملها بهذه البنت التي سيكون لها ولذريتها شأن عظيم.
انقضت أيام الحمل واقترب موعد الولادة ولم تزل خديجة تأنس بجنينها وتعيش الأمل على الفرحة بالولادة، فلمّا حضرتها الولادة أرسلت إلى نساء قريش ونساء بني هاشم أن يجئن ويلين منها ما تلي النساء من النساء في مثل هذا الظرف، فأرسلن إليها: عصيتنا ولم تقبلي قولنا، وتزوّجت محمّداً يتيم أبي طالب ، فقيراً لا مال له، فلسنا نجيء ولا نلي من أمركِ شيئاً، فاغتمت خديجة لذلك، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة طوال كأنّهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ، فقالت إحداهن: لا تحزني يا خديجة، فإنّا رسل ربّكِ إليكِ، ونحن أخواتك، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم اُخت موسى بن عمران، بعثنا الله تعالى إليكِ لنلي من أمركِ ما تلي النساء من النساء فجلست واحدة عن يمينها والأخرى عن يسارها والثالثة من بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهرة، فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها نور حتى دخل بيوتات مكة، فتناولتها المرأة التي بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين فلفّتها بواحدة وقنعتها بالثانية، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (عليها السلام) بالشهادتين ثم سلّمت عليهنّ وسمّت كلّ واحدة منهن باسمها، وأقبلن يضحكن إليها، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهّرة زكية ميمونة، بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة، وألقمتها ثديها فدرّ عليها(14).
وكانت خديجة إذا ولدت ولداً دفعته لمن يرضعه، فلمّا ولدت فاطمة (عليها السلام) لم يرضعها أحدٌ غير خديجة(15).
واختلف المؤرّخون في تأريخ ولادتها (عليها السلام) إلاّ أنّ المشهور بين مؤرّخي الإمامية أنّه في يوم الجمعة في العشرين من شهر جمادي الآخرة في السنة الخامسة من البعثة، بينما قال غيرهم: إنّها ولدت قبل البعثة بخمس سنين(16).
روى أبو بصير عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: « ولدت فاطمة في جمادي الآخرة يوم العشرين سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً، وقُبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة»(17).

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net