متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في زيارة السيدة الزهراء ومعنى الممتحنة وعن روح فاطمة الجهادية ودفاعها عن رسول الله (ص)
الكتاب : روحي فاطمة    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

الباب الثالث
{ في زيارة السيدة الزهراء ومعنى الممتحنة وعن روح فاطمة الجهادية ودفاعها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله }

الأم: لقد ذكر الشيخ في خطبته اسم من أسمائها عليها السلام وهو"الممتحنة" فما قصة هذا الإسم ؟
نبراس: سأقرأ لك ماكتب هنا....كتب هنا عنوان ....لااعرف مايعني....يقول"زيارة سيدة النساء فاطمة الزهراء"...المهم سأقرا لك ....
الأم: اقرأي.... 
نبراس: يقول الكاتب...." يا ممتحنة امتحنكِ اللهُ الذي خلقكِ قبل أن يخلقكِ فوجدكِ لما امتحنكِ صابرة وزعمنا أنّا لكِ أولياء ومصدّقون وصابرون لكلّ ما أتانا به أبوكِ صلّى اللهُ عليه وآله وأتانا به وصيّه عليه السلام فإنّا نسألكِ إن كنّا صدّقناكِ إلا الحقتنا بتصديقنا لهما بالبشرى، لنبشّر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك"...اماه ...لربما هنالك عالم قبل هذا العالم وقد خلق الله السيدة الجليلة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وآلها ...لأن الكاتب يقول امتحنك ...اي انها قد اجتازت امتحان قبل هذا الإمتحان الدنيوي....
الأم: ولم لا نفترض ان الإمتحان هنا في هذه الدنيا؟او ربما في عالم آخر...عالم الذر على سبيل المثال؟
نبراس: لا ادري ياامي...سأبحث وأرى...لربما كنت قد ادركت هذا المعنى...همممم....الممتحنة...الممتحنة... هاهي....انظري ماذا وجدت..."وشاء الله سبحانه أن تشهد فاطمة فترة صراع الدعوة في مكة، وتشهد محنة أبيها (صلّى الله عليه وآله)، فترى الأذى والاضطهاد يقع عليه، وتشهد جو مكة المعادي لبيت النبوة، بيت الهدى والإيمان والفضيلة، وتشاهد أباها والصفوة المؤمنة من دعاة الإسلام، والسابقين بالإيمان، يخوضون ملحمة البطولة والجهاد، فيؤثر هذا الجو الجهادي في نفسها، ويساهم في تكوين شخصيتها، وإعدادها لحياة التحمل والمعاناة..لقد عاشت فاطمة كل ذلك وهي بعد لمّا تزل صبية صغيرة، وعاشت المحنة الأشد مع أبيها، بعد فقد أمها، المواسي والأنيس والحبيب، الذي كان يخفف عنها متاعب الحياة، وآلام الاضطهاد.. وبعد فقده عمه أبي طالب، حامي الدعوة والمدافع عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). أبو طالب الذي ما تجرأت قريش في حياته أن تؤذى محمداً (صلّى الله عليه وآله)، أو تنال منه شيئاً، إلا وكان لها بالمرصاد.. هذه الحماية التي عبر عنها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد فقده أبي طالب بقوله: (ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب)"....يا الهي...
الأم: لاتتوقفي أكملي...اود ان اسمع عن هذا الموضوع...
نبراس: حسنا ً...." لقد صبت قريش حقدها وأذاها على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في تلك الفترة العصيبة من عمر الدعوة، وبكل ما تملك من وسائل الأذى، والاستهزاء والسخرية، ومحاولات الانتقاص من مكانة محمد (صلّى الله عليه وآله) وشخصيته... لقد تحمل محمد (صلّى الله عليه وآله) من أجل دعوته، وفي سبيل مبادئه ورسالته، ما لم يتحمله أحد من الأنبياء، فقد بلغ الأمر بأحد سفهاء قريش، أن يغترف غرفة من تراب الأرض ويقذفها بوجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلى رأسه، فيتحمل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) هذا الأذى، ويعود إلى بيته صابراً محتسباً وقد لطخ التراب وجهه ورأسه!! يعود إلى بيته وتنظر فاطمة إليه فترى ما لحق به من أذى قريش وتماديها في الصلف والغرور، فيحز الألم في نفسها، ويعظم عليها تجرؤ السفهاء والمغرورين من طغاة الجاهلية ومتكبريها على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ثم تقوم لأبيها، وتنفض التراب عن رأسه ووجهه، وتأتي بالماء، وتغسل رأسه، ووجه الكريم"....لعنهم الله....لم يتجرأوا عليها فقط...بل حتى على الرسول الأكرم....لاعجب انهم يمنعون الكتب التي تتحدث عن مظلمتها وال البيت سلام الله عليهم....
الأم: يا الهي....كم هم ظلمة....اكملي...
نبراس: سأكمل..."ولم يمر هذا المشهد المؤلم دون أن يؤثر في نفسها، فيستبد بها الحزن والألم على القائد رسول الله أبيها (صلّى الله عليه وآله)، فتبكي وتتألم، لجرأة هؤلاء الجاهلين الطغاة على رجل يريد أن يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم سبيل الهدى والرشاد.. ويؤثر موقف فاطمة في نفس أبيها، ويشعر بحرارة الألم تمس قلبها، فيحاول (صلّى الله عليه وآله) أن يخفف عنها، ويحثها على التجلد والتحمل، فيمد يديه الكريمتين، ويضعهما على رأسها، فيمسه برقة وحنان، وهو يقول لها: (لا تبكي يا بني (بنية), فإن الله مانع أباك، وناصره على أعداء دينه ورسالته)....يالها من رحيمة!!! وياله من رحيم صلـّى الله عليه وآله!!!...اماه...وجدت اسم الكاتب والكتاب ايضا ً...مكتوب هنا...(هاشم معروف الحسيني، سيرة المصطفى، ص205، ط1)...هلاّ دوَّنت ِ لي اسم الكتاب والكاتب في الدفتر رجاءا ً؟
الأم: حسنا ً...لربما نجده كاملا عند ابو آيه..
نبراس: لاادري ...لكن سأعطية اسم الكتاب لأشترية...
الأم: مااسم الكتاب ثانية ً؟ 
نبراس: سيرة المصطفى....
الأم: دونته....هاه...اكملي...
نبراس:يقول الكاتب ايضا ً..." بهذه الكلمات الجهادية المربية يحاول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يزرع في نفس فاطمة (عليها السلام) روحاً جهادية عالية، ويملأ نفسها وقلبها بالصبر والثقة بالنصر..ولم تنته هذه المشاهد المثيرة المؤلمة، ولم يقف أذى قريش، واستخفافها برسول الحق، ودعوة الهدى والتحرير إلى هذا الحد، بل راحت تتمادى في غيها، وتصر على عنتها وكبريائها.
وهكذا يفعل الطغاة والمغرورون بالقوة والسلطة، في كل عصر وجيل، ويصر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على دعوته أيضاً، ويستهين ومعه صحبه الأبرار، بكل وسائل الأذى والاضطهاد والاستهزاء، وتلك سمة بارزة في حياة الرسل (عليهم السلام)، ودعاة الإيمان على امتداد خط الصراع والجهاد من أجل الحق، فيصر على موقفه، ويمضي في سبيل دعوته، ويتابع بعزيمة لا تلين نشر رسالته الغراء..، ويمزق هذا الإصرار صبر قريش، ويثير سفهاءها فتكرر حماقتها، وتقف موقفاً ساخراً آخر من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؛ للاستخفاف به، وإيقاع الأذى على نفسه، علها تنال من عزيمته، أو تصده عن دعوته، فقد سجل لنا التاريخ حادثة أخرى تكشف تفاهة الوسائل، وقذارة الأساليب التي يلجأ إليها أعداء الإيمان، وتتوسل بها أحزاب الجاهلية والضلال في صراعها مع أنبياء الله (عليهم السلام) ودعاة الحق والإيمان"..فعلا عبدة هبل....لن ينثنوا....لكن يمثلون دور الإيمان بالله ورسوله...اماه ...اليسوا هم من ذكروا في القرآن بوصف المنافقين والأعراب؟
الأم: اكيد...لعنهم الله جميعا ً
نبراس:لعنهم الله ومن تبعهم اجمعين...سأكمل...
الأم: تابعي...
نبراس: يقول..."فقد روي عن عبد الله بن مسعود، قال: ما رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دعا على قريش غير يوم واحد، فإنه كان يصلي، ورهط من قريش جلوس، وسلى جزور (الجلد الرقيق الذي يخرج فيه ولد الماشية من بطن أمه ملفوفاً فيه) قريب منه فقالوا: من يأخذ هذا السلى فيلقيه على ظهره، فقام رجل وألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً حتى جاءت فاطمة (عليها السلام)، فأخذته عن ظهره، فقال (صلّى الله عليه وآله): (اللّهم عليك بالملأ من قريش، اللّهم عليك بعقبة بن أبي معيط، اللّهم عليك بأُبي بن خلف، وأمية بن خلف). قال عبد الله بن مسعود، فقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعاً، ثم سحبوا إلى القليب (البئر) غير أُبي، أو أمية، فإنه كان رجلاً ضخماً فتقطع"...وذكر اسم الكتاب ايضا...دوني يا اماه...اكتبي (الطبري، المصدر السابق، ص47)
الأم:دونته....تابعي...
نبراس: يقول..."وهكذا عاشت وشهدت فاطمة وهي لما تزل صبية محنة أبيها، وأذى قريش واستهزائهم به، فساهمت هذه المواقف الصعبة في صنع شخصيتها، وعلمتها كيف تواجه الحياة وتنتصر على المحنة.. بل المحن التي كانت بانتظارها..
فلقد كانت هذه الشدائد تمرُّ على الزهراء فاطمة بمثابة تأهيل نفسي وعقلي لتستقبل فيما بعد ما ينتظرها من عزائم الأمور بصبر وجلد عزّ مثيله"...ساعد الله قلبك يا سيدتي يا زهراء...مااكتفوا بأذاها بل مجدوا ظالميها ايضا!!!...
الأم: يال حقدهم عليها وعلى آلها...
نبراس: ماهؤلاء من بشر..بل وحوش متغيرة اللون والجلد...
الأم: صدقت با بنية....
نبراس: هنالك موضوع آخر يختص بمعنى الممتحنة لكنه يصب في تفصيل علمها وعصمتها عليعا افضل الصلاة والسلام سأقرأه لاحقا ً يا امي...
الأم: لا مانع من ذلك....

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net