متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في ذكائها وعصمتها وعلمها ومكانتها وزوجها عند رسول الله (ص)
الكتاب : روحي فاطمة    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

الباب الخامس
{ في ذكائها وعصمتها وعلمها ومكانتها وزوجها عند رسول الله صلـّى الله عليه وآله }

الأم: على قدر محبة الرسول الأعظم صلـّى الله عليه وآله لها لابد من وجود مواضيع بهذا الخصوص ...اليس كذلك؟
نبراس: لابد من ذلك وهاقد وجدت احدها...يقول السيد الأستاذ العلامة السيد محمد كاظم القزويني في كتابه (فاطمة من المهد الى اللحد) ..." في ذكاء فاطمة وخُلقها قولُ أُم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها): كانت فاطمة تُحدِّث في بطن أُمِّها، ولما وُلدت وقعت حين وقعت على الأرض ساجدة، رافعة إصبعها ؟!
أو يلائمها قول عائشة: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاًّ وهدياً وحديثاً برسول الله في قيامه وقعوده من فاطمة الزهراء كانت إذا دخلت على رسول الله قام إليها فقبَّلها ورحّب بها، وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه ؟!
وفي لفظ البيهقي في (السنن: ج7 ص101): ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله (صلى الله عليه وآله)....انظري ماوجدت ايضا ً من أحاديث قيلت بلسان رسول الله صلّى الله عليه وآله بحقها:"قال صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بيدها:" من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها، فهي بضعة مني، هي قلبي وروحي التي بين جنبيَّ، فمن آذاها فقد آذاني ."...وقال:" وقوله (صلى الله عليه وآله): فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها . وقوله (صلى الله عليه وآله): فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني"...وقوله (صلى الله عليه وآله): فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها ويبسطني مايبسطها ... ." وقيل بحق فاطمة ع وعلي ع " أو قول بريدة وأُبي: أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من النساء فاطمة، ومن الرجال علي .." أو حديث جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمتي على عائشة فسألت: أي الناس أحب إلى رسول الله؟! قالت: فاطمة. فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان ما علمت صوَّاماً قوَّاماً.."اما هذا الحديث في فضل فاطمة وعلي ايضا ً...انظري ما يقول السيد فيه...يقول " وكيف كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقدِّم الغير على علي في الالتفات إليه؟! وهو أول رجل اختاره الله بعده من أهل الأرض لما اطَّلع عليهم، كما أخبر به (صلى الله عليه وآله) لفاطمة بقوله: إن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منه أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إليَّ فأنكحته واتخذته وصياً ..."وبقوله (صلى الله عليه وآله): إن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك ..." كيف  يعقل ان تظلم بهذا الشكل المريع وهي بهذه العظمة؟ الا يدركون مامعنى كل هذا الكلام؟
الأم: الحقد اعماهم يا بـُنيـّتي...انه الحقد...
نبراس:أ عـَلى الرسول واله!!! 
الأم: على الرسول واله ...وقد عانى قبله الآف الأنبياء والأولياء , لكن لم يعاني احد قدر معاناة رسولنا الأعظم وآله...
نبراس:هناك موضوع آخر فيه لأليء نادرة عن السيدة الزهراء عليها السلام...في" شبكة السراج في الطريق الى الله" نشر موضوع" اربعون لؤلؤة نادرة عن الزهراء(ع)"..." يقول فيه الكاتب...
"(1- قال النبي ص- (إذا كانَ يَوْمُ القيامَةِنادى مُنادٍ: يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصارَكُمْ حَتى تَمُرَّفاطِمَة)) كنز العمّال ج 13 ص 91 و 93/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5ص 96/ الصواعق المحرقة ص 190/ أسد الغابة ج 5 ص 523/ تذكرة الخواص ص279/ ذخائر العقبى ص 48/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 356/ نورالأبصار ص 51 و 52/ ينابيع المودّة ج 2 باب 56 ص 136).

2-2 قال النبي- ص -: (كُنْتُ إذا اشْتَقْتُ إِلى رائِحَةِ الجنَّةِ شَمَمْتُ رَقَبَةَ فاطِمَة) منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ نور الأبصار ص 51/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 360.
3- قال النبي- ص -: (حَسْبُك مِنْ نساءِالعالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة)) مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 171/ سير أعلام النبلاءج 2 ص 126/ البداية والنهاية ج 2 ص 59/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 363.

4- قال النبي- ص -: (يا عَلِي هذا جبريلُ يُخْبِرنِي أَنَّ اللّهَ زَوَّجَك فاطِمَة) مناقب الإمام علي من الرياض النضرة: ص 141.

5- قال النبي- ص -: (ما رَضِيْتُ حَتّى رَضِيَتْ فاطِمَة)) مناقب الإمام علي لابن المغازلي: ص 342.

6- قال النبي- ص -: (يا عَلِيّ إِنَّ اللّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكَ فاطِمَة) )الصواعق المحرقة باب 11 ص 142/ ذخائر العقبى ص 30 و 31/ تذكرة الخواص ص 276/ مناقب الإمام علي من الرياض النضرة ص141/ نور الأبصار ص53.

7- قال النبي- ص -: (إِنّ اللّهَ زَوَّجَ عَليّاً مِنْ فاطِمَة) ) الصواعق المحرقة ص 173.

8- قال النبي- ص -: (كُلُّ بَنِي أُمّ يَنْتَمونَ إِلى عُصْبَةٍ، إِلاّ وُلدَ فاطِمَة)) الصواعق المحرقة ص 156 و 187/ قريب من لفظه في مستدرك الصحيحين ج3 ص 179/ كنز العمّال ج13 ص101/إسعاف الراغبين بذيل نور الأبصار ص 144

9. قال النبي- ص -: (كُلِّ بَنِي أُنثى عصْبَتُهم لأَبيهِمْ ماخَلا وُلْد فاطِمَة) )كنز العمّال ج 13ص 101/الصواعق المحرقة ص 187 و 188/ إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص144.

10- قال النبي- ص -: (أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة) ) الجامع الصغير ج 1 ح 203 ص 37/ الصواعق المحرقة ص 191/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص 479/ كنز العمّال ج 13 ص93.

11- قال النبي- ص -: (خَيْرُ نِساءِ العالَمين أَرْبَع: مَرْيَم وَآسية وَخَدِيجَة وَفاطِمَة)) الجامع الصغير ج 1 ح 4112 ص 469/ الإصابة في تمييز الصحابة ج 4 ص378/ البداية والنهاية ج 2 ص 60/ ذخائر العقبى ص 44.

12- قال النبي- ص -: (سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة))  كنز العمّال ج13 ص94/ صحيح البخاري، كتاب الفضائل، باب مناقب فاطمة/ البداية والنهاية ج 2 ص61.

13- قال النبي- ص -: (إذا إشْتَقْتُ إلى ثِمارالجنَّةِ قَبَّلتُ فاطِمَة) ) نور الأبصار ص 51.

14- قال النبي- ص -: (كَمُلَ مِنَ الرِّجال كَثِيرُ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النساءِ إِلاّ أَرْبَع: مَرْيـــم وَآسِيَة وَخَديجـــَة وَفاطِمـــَة)) نور الأبصار ص 51.

15- قال النبي- ص -: (أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ: عَليٌّ وَفاطِمَة)) نور الأبصار ص 52/ قريب من لفظه في كنز العمّال ج 13 ص 95.

16- قال النبي- ص -: (أُنْزِلَتْ آيَةُالتطْهِيرِ فِيْ خَمْسَةٍ فِيَّ، وَفِيْ عَليٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ و َفاطِمَة) ) إسعاف الراغبين ص 116/ صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة.

17- قال النبي- ص -: (أَفْضَلُ نِساءِ أَهْل الجَنَّةِ: مَرْيَمُ وَآسيةُ وَخَديجَةُ وَفاطِمَة)) سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 126/ذخائر العقبى: ص 44.

18- قال النبي- ص -: (أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ فاطِمَة) ) ينابيع المودّة ج2 ص322 باب56.

19- قال النبي- ص -: (المَهْدِيِ مِنْ عِتْرَتي مِنْ وُلدِ فاطِمَة) )الصواعق المحرقة ص237.

20- قال النبي- ص -: (إنّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ فَطـــَمَ ابْنَتِي فاطِمَـــة وَوُلدَهـــا وَمَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة) )كنز العمال ج6 ص219.
21- قال النبي- ص -: (فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقاً بِي) ) حلية الأولياء ج 2 ص 40/ صحيح البخاري كتاب الفضائل/كنز العمّالج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97.

22- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، وَيُؤذِيني ما آذاهَا) ) صحيح مسلم ج 5 ص 54/ خصائص الإمام علي للنسائي ص 121 و 122/مصابيح السنّة ج 4 ص 185/ الإصابة ج 4 ص 378/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 119/ كنز العمّال ج 13 ص 97/ وقريب من لفظه في سنن الترمذي ج 3 باب فضل فاطِمَة ص 241/ حلية الأولياء ج 2 ص 40/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ص 58/ ذخائر العقبى ص 38/ تذكرة الخواص ص 279/ ينابيع المودّة ج 2 باب59 ص 478.

23- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يَسُرُّنِي ما يَسُرُّها) ) الصواعق المحرقة ص 180 و 232/ مستدرك الحاكم / معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ص 73/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص468.

24- قال النبي- ص -: (فاطِمَة سِيِّدةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنِّة) )صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص 1374/ مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 164/ سنن الترمذي ج 3 ص 226/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ الجامع الصغير ج 2 ص654 ح 5760/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 123/ الصواعق المحرقة ص 187 و191/ خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 118/ ينابيع المودّة ج 2 ص 79/الجوهرة في نسب عليّ وآله ص 17/ البداية والنهاية ج 2 ص 60.

25- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي) ) صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص1374/خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 122/ الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5858/ كنزالعمّال ج 3 ص 93 ـ 97/ منتخب بهامش المسند ج 5 ص 96/ مصابيح السنّة ج4 ص 185/ إسعاف الراغبين ص 188/ ذخائر العقبى ص 37/ ينابيع المودّة ج2 ص 52 ـ 79.

26- قال النبي- ص -: (فاطِمَة خُلِقَتْ حورِيَّةٌ فِيْ صورة إنسيّة))  مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 296.

27- قال النبي- ص -: (فاطِمَة حَوْراءُ آدَميّةَلَم تَحضْ وَلَمْ تَطْمِث) )الصواعق المحرقة ص 160/ إسعاف الراغبين ص 188/ كنز العمّال ج 13 ص 94/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97.

28- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤْذيِني ما آذاها وَيَنَصُبَني ما أنَصَبَها) ) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 173/ سنن الترمذي ج 3 باب فضل فاطِمَة ص240/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/ الصواعق المحرقة الفصل الثالث ص190.

29- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي يُغْضِبُني ما يُغْضِبُها وَيَبْسُطُني ما يَبْسَطُها) ) الصواعق المحرقة ص 188/ قريب من لفظه في مستدرك الصحيحين ج 3 ص172/ الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5859.

30- قال النبي- ص -: (فاطِمَة أَحَبُّ إِليَّ مِنْكَ يا عَلِيّ وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْها) ) مجمع الزوائد ج 9 ص 202/ الجامع الصغير ج 2 ص 654 ح 5761/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ أسد الغابة ج 5 ص 522/ ينابيع المودّة ج 2 باب56 ص 79/ الصواعق المحرقة الفصل الثالث ص 191.

31- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي وَهِيَ قَلْبِيْ وَهِيَ روُحِي التي بَيْنَ جَنْبِيّ) ) نور الأبصار ص 52.

32- قال النبي- ص -: (فاطِمَة سيِّدَةُ نِساءِ أُمَّتِي) )سير أعلام النبلاء ج 2 ص 127/صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب فاطمة/مجمع الزوائد ج 2 ص 201/إسعاف الراغبين ص 187.

33- قال النبي- ص -: (فاطِمَة شُجْنَةٌ مِنّي يَبْسُطُنِي ما يَبْسُطُها وَيَقْبِضُنِي ما يَقْبُضُها) ) مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 168/ كنز العمّال ج 13ص 96/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 132.

34- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤلِمُها ما يُؤْلِمُنِي وَيَسَرُّنِي ما يَسُرُّها) ) مناقب الخوارزمي ص 353.

35- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي مَنْ آْذاهَا فَقَدْ آذانِي) ) السنن الكبرى ج 10 باب من قال: لا تجوز شهادة الوالد لولده ص 201/ كنز العمّال ج 13 ص 96/نور الأبصار ص52/ ينابيع المودّة ج 2 ص 322.

36- قال النبي- ص -: (فاطِمَة بَهْجَةُ قَلْبِي وَابْناها ثَمْرَةُ فُؤادِي) ) ينابيع الموّدة ج 1 باب 15 ص 243.

37- قال النبي- ص -: (فاطِمَة لَيْسَتْ كَنِساءِ الآدَميّين) )مجمع الزوائد ج 9 ص 202.

38- قال النبي- ص -: (فاطِمَة مُضْغَةٌ مِنّي يَقْبِضُني ما قَبَضَها وَيَبْسُطُني ما بَسَطَها) ) السنن الكبرى ج 7 ص 64باب الأنساب كلها منقطعة يوم القيامة /منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص96.

39- قال النبي- ص -: (فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَكِ) )الصواعق المحرقة ص 175/ مستدرك الحاكم، باب مناقب فاطمة / مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 351.

40- قال النبي- ص -: (فاطِمَة إِنّ اللّهَ غَيْرُ مُعَذِّبِكِ وَلا أَحَدٍ مِنْ وُلْدِكِ) ) كنز العمّال ج13 ص96/ منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج5 ص97/إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص118. "...
الأم: بارك الله بكل من كتب حرفا ً بخصوص السيدة فاطمة عليها افضل الصلاة والسلام...
نبراس: اي والله يا امي....هذا ماذكر في مكانتها عند رسول الله ...اما بالنسبة لذكائها وعصمتها عليها السلام يا امي...فكانت تلقب بعالمة آل محمد...ففي كتاب (فاطمة الزهراء عليها السلام سر الوجود ) للسيد عادل العلوي كتب تحت عنوان(العصمة الفاطمية ) يقول فيه..." وأمّا عصمة فاطمة الزهراء (عليها السلام):فقد اختار الله من خلقه واختصّها لذاته واصطفاها لنفسه ليتجلّى فيها أسماؤه وصفاته، وتكون مظهراً لجماله، فإنّه لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة بل هي أعظم، فقدّم لها الذكر العليّ والثناء الجليّ، بعد أن اختبرها وامتحنها أيضاً. إلاّ أنّها امتحنها بالصبر، والصبر كما ذكرنا تكراراً هو اُمّ الأخلاق وأساسه، فإنّها بمراحلها الثلاثة ـ التخلية والتحلية والتجلية ـ مدعومة بالصبر، كما أنّه أساس الكمال.وإنّما وقفنا على امتحانها بالصبر باعتبار ما ورد في زيارتها في يوم الأحد من كلّ اُسبوع، كما في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمّي (قدس سره): «السلام عليكِ يا ممتحنة قد امتحنكِ الله قبل أن يخلقكِ بالصبر فوجدكِ لما امتحنكِ صابرة».فتجلّت العصمة الإلهية في جمال فاطمة الزهراء إذ جمعت بين نوري النبوّة والإمامة، فعصمتها من العصمة بالمعنى الأخصّ، المختصّة بالأربعة عشر معصوم (عليهم السلام)...وممّا يدلّ على عصمتها:
1 ـ آية التطهير في قوله تعالى: {إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}(1)الأحزاب، فالله الطاهر طهّر بإرادة تكوينية أهل البيت (عليهم السلام)ومنهم فاطمة (عليها السلام) وعصمهم بعصمة ذاتية ومطلقة واجبة عقلا ونقلا.
2 ـ إنّها عدل القرآن الكريم لحديث الثقلين المتّفق عليه عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ ولمّا كان القرآن معصوماً فكذلك عدله أهل البيت عترة الرسول المصطفى (عليهم السلام).
3 ـ إنّها كفؤ عليّ ولولاه لما كان لها كفؤ آدم وما دونه، ولا يتزوّج المعصومة إلاّ المعصوم، فإنّ الرجال قوّامون على النساء، فلفاطمة ما لعليّ (عليهما السلام) إلاّ الإمامة.
فكلّ ما ثبت لعليّ (عليه السلام) بالمطابقة ثبت للزهراء (عليها السلام) بالالتزام، وكلّ شيء ثبت لفاطمة بالمطابقة ثبت بالدلالة الالتزاميّة لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).
4 ـ إنّها حوريّة بصورة إنسية، والملائكة معصومون فكذلك فاطمة الحوريّة.
5 ـ وحدة الإرادة الإلهيّة والفاطميّة، فإنّ الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها، وإنّه لم يغضب ليونس صاحب الحوت، بل يغضب لغضبها، فوحدة الإرادة دليل على العصمة.
6 ـ إنّها سيّدة النساء في الدنيا والآخرة، وكيف تكون سيّدة الأوّلين والآخرين وهي غير معصومة.
7 ـ آية المباهلة، وقدّم النساء على الأنفس، ربما إشارة إلى أنّ النفوس فداها، «فداكِ أبوكِ» «فداها أبوها».
8 ـ إنّها العالم العلوي والعالم السفلي في قوسي الصعودي والنزولي.
9 ـ إنّها صدر النبيّ (صلى الله عليه وآله) وإنّ صدره يحمل القرآن دفعة واحدة وفي ليلة القدر، في ليلة القدر وهي فاطمة الزهراء (عليها السلام).
10 ـ لا يعرف قدرها إلاّ من قدّرها، ولا يعرف أسرارها إلاّ من خلقها، ومن أذن له الرحمن.
11 ـ إنّها مفروض الطاعة على الخلق مطلقاً، وكيف تكون مفروض الطاعة على الإطلاق وهي غير معصومة.
12 ـ هي حجّة الحجج واُسوتهم ـ كما ورد في الأخبار الشريفة ـ.
13 ـ مجمع النورين بحديث الأفلاك، فتحمل أسرار النبوّة والإمامة، وإنّها اُمّ أبيها.
14 ـ حبل الله الممدود، فلا بدّ أن يكون معصوماً، وإلاّ كيف يتمسّك على الإطلاق بما لم يكن معصوماً، «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فاطمة بهجة قلبي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلّف عنه هوى»(1).
15 ـ امتحانها بالصبر وهو أساس الكمال والأخلاق الذي منها الزهد.
16 ـ علمها اللدنّي.
17 ـ الإجماع القطعي الدالّ على عصمتها، كما عند المشايخ الصدوق والمفيد والطوسي وغيرهم.
18 ـ الآيات والروايات الكثيرة الدالّة على فضلها وعظمتها، وتعلّقها بعالم الغيب.
19 ـ سيرتها وحياتها يفوح منها عطر العصمة الإلهيّة.
ووجوه اُخرى يقف عليها المحقّق والمتتبّع، ويعلم بيقين وقطع أنّه لا ريب ولا شكّ أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) عصمة الله الكبرى."....انتهى...
الأم: سألت مرة سيد عن العصمة ... فقال هنالك عصمتين...كسبية وتكوينية...وهذا ما أكده الشيخ في المحاظرة...
نبراس: اذكر ذلك ياامي...خاصة حين قال ان لها عليها السلام عصمة تكوينية وهم اربعة عشر معصوما ً... انظري ياامي...هذا مقال للكاتب عبد العزيز النوبني يقول فيه ..."وكذلك قد جاء على لسان رسول الله ص ‏إنّها "سيدة نساء العالمين"...‏"إنّها أعبد الأمة وأزهدها"... ذكر هذا في كتاب "ربيع الأبرار".‏...واكمل بقوله""وأعلم بالله وأبر واتقى وأشد خوفاً منه وهي المشكاة" مذكور في كتاب "بحار الأنوار".‏..ويكفينا دليلاً على عظمتها ما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلّم.‏عن رسول الله صلّـى الله عليه وآله وسلّم عن الله ـ تبارك وتعالى ـ مخاطباً نبيه "يا أحمد لولاك لما ‏خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما" وقال (فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى).‏...فمن خلال هذه الصفات الكمالية نجد أنّ حديث الرسول ص حول فاطمة ع حينما قال جبرئيل ع له "يا محمّد ‏إنّ الله جل جلاله يقول لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض، آدم فمن ‏دونه"وهذا مدوَّن في "كتاب البحار".‏...يكمل المقال بقوله"وهكذا اجتمع الكمال مع الكمال ليعطيا كمالاً لأنّ الكامل لا يصدر منه إلاّ كامل وإلاّ حصل الخلف ‏الغير مقبول فالحسن والحسين كاملان وكذلك زينب حيث الدليل على عصمتها أنّها من نسل عليٍ ‏وفاطمة.‏.." وصدق الكاتب فيما قال ورب الكعبة...حيث ثبتت هنا عصمة البنت الكسبية لكون جدها وامها وابوها واخوتها عصمتهم تكوينية...ولو ان هنالك مباحث تفيد بأن السيدة زينب العقيلة لها عصمة تكوينية...حيث ذكر عنها عليها السلام كـَوَجه تشابه بينها وبين امها الزهراء عليها السلام في صفحة من الصفحات المنشورة حول السيدة زينب العقيلة عليها السلام...لم يذكر اسم الكاتب ولا مصدر الكتاب...لكن ...سأقرا ما مكتوب..." هنالك خصوصيات للسيدة زينب عليها السلام هي نفس خصوصيات السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام :
1- الولاية والقدرة التكوينية حيث إشارت بيدها إلى الناس وهي في الكوفة فارتدَّت الأنفاس وسكنت الأجراس وهذا يدل على سيطرتها التكويني على كلِّ شئ.
2-العلم اللدني الذي   اكتسبته زينب عليها السلام من الإمام الحسين عليه السلام وهو علم الإمامة، قال عنها الإمام زين العابدين عليه السلام فقد كانت "عالمة غير معلمة" وقد ظهر كلّ شئ في  خطبتها العظيمة في الكوفة والجدير بالذكر أن الزهراء عليها السلام أخذت ابنتها زينب إلى المسجد وخطبت الخطبة الفدكيةو كانت زينب عليها السلام آن ذاك في السابعة من عمرها ، فكيف استطاعت أن تحفظ الخطبة بأكملها وتنقلها إلى الآخرين حتى تصل إلينا؟ فلولا اتصالها بالغيب لما استطاعت زينب أن تنقل هذه الخطبة الغراء ذات المحتوى العميق!
وكأن الزهراء عندما خطبت كانت تقول لزينب بلسان حالها أن اسمعي الخطبة جيدا لأنك أنت أيضا سوف تخطبين بنفس الأسلوب وأنت بالكوفة ، وهذا ما حدث حيث خطبت زينب في الكوفة بنفس النمط كما هو واضح لكل من يتعمق في الخطبتين ويقايسهما معاً ، وكأن الزهراء هي التي تكلمت في الكوفة فالعبارات متقاربة والنسق واحد.
ولكن هناك فرق كبير بين الموقفين:
فعندما دخلت الزهراء إلى المسجد وخطبت كانت تخاطب المهاجرين والأنصار والأرضية كانت مهيّأة لبنت رسول الله ، أما زينب عليها السلام فكانت تعدُّ أسيرة فالمخاطبون هم أعدائها الذين قتلوا أولادها وأخوتها ، ولكنها مع ذلك استطاعت أن تسيطر على المجلس سيطرة كاملة، ورغم أنه ينبغي للخطيب أن يمركز جميع مشاعره وحواسه ليتمكن من توضيح مقصوده إلا أن زينب عليها السلام وبعد تلك المصائب العظيمة استطاعت أن تتحدَّث وبكل شجاعة وصلابة ،وهذا يدل على ارتباطها المعنوي بعالم الملكوت الأعلى كما كانت أمها الزهراء، فزينب عليها السلام رغم أنها كانت تلعنهم وتتهجم عليهم وتعاتبهم والمفروض أن ينفروا ويبتعدوا من خطابها إلا أنهم انقلبوا على ما كانوا عليه وخاطبوها بقولهم " والله إن شبابكم هو خير الشباب" كلُّ ذلك يدلُّ على قوة روحها سلام الله عليها ولنعم ما قال آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الإصفهاني في أرجوزته:
ولِّيتُ وجهى شطرَ قبلةِ الورى*ومن بها تشـرفتْ أُمُ القـرى
قطبُ محيـطِ عـالمِ الوجـودِ*في قوسيِ النـزولِ والصـعودِ
ففي النـزولِ كعبـةُ الرزايـا*وفي الصـعودِ قبـلةُ البرايـا
بل هيَ بـابُ حطـةِ الخطايـا*ومـوْئـلُ الهباتِ والعطـايـا
أمُ الكتابِ في جـوامـعِ العـلا*أمُ المصـابِ في مجامعِ البـلا
رضيـعةُ الوحىِ شقيقةُ الهـدى*ربيـبةُ الفضـلِ حليفةُ النـدى
ربـةُ خدرِ القـدسِ والطـهارة*في الصونِ والعفافِ والخـفارةِ
فإنـها تـمثـلُ الكنـزَ الخـفي*بالسـترِ والحيـاءِ والتعـفـُّفِ
تمثِّـلُ الغيـبَ المصونَ ذاتـها*تعـربُ عنْ صـفاتِهِ صـفاتها"
أرأيت يا امي؟وهذا دليل آخر على عصمة الأب والأم والأخوة...اما الدليل الأعظم على صدق هذا الكلام ...وأقصد عصمة السيدة فاطمة ع ...هو حديث الكساء ....ففي المجيب...يقول الكاتب" حديث الكساء حديث صحيح متواتر مشهور تناقلته المصادر الاسلامية المعتبرة لدى الفريقين ككتب التفسير و الحديث و التاريخ .
و لا يكاد أحد يشك في صدور هذا الحديث من الرسول (صلَّى الله عليه وآله ) بحق أهل بيته الطاهرين ( عليهم السَّلام ) .حديث الكساء حديث صحيح :
قال ابن تيميَّة الحرَّاني : و أما حديث الكساء فهو صحيح رواه احمد و الترمذي من حديث ام سلمة ، و رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة [1] .و هو الحديث الذي تحدَّث به النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) في فضل أهل بيته المعصومين ( عليهم السَّلام ) ، و هم : علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء و الحسن بن علي و الحسين بن علي ( عليهم السَّلام ) .
و قد أدلى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بهذا الحديث حينما جمع هؤلاء النخبة تحت الكساء ، ولهذا السبب سُمي هذا الحديث بحديث الكساء .اما عن نص الحديث يا امي ...فيقول..."أما نص الحديث من حيث اللفظ فقد رُوِيَ بصيغٍ متعددة لكن هذه الصيغ و إن إختلفت من حيث اللفظ إلا أنها تتحد من حيث المعنى و المضمون ، فكلها تُشير الى أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أراد تطبيق آية التطهير [2] على هؤلاء النخبة ، كما أراد التأكيد على أنهم هم المقصودون من أهل البيت في الآية المباركة لا غيرهم .و فيما يلي نذكر بعض النماذج التي روتها المصادر المعتمدة لدى علماء السنة :
1 .   عن عائشة قالت : " خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) غداة و عليه مِرْط [3] مرحّل [4] من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال :
{ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [5] .
2 .   عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قال : لما نزلت هذه الآية على النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [6] في بيت أم سلمة ، فدعا فاطمة و حسناً و حسيناً ، و علي خلف ظهره ، فجللهم بكساء ، ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً " .
قالت أم سلمة : و أنا معهم يا نبي الله ؟
قال : " أنت على مكانك و أنت على خير " [7] .
3 .   عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... } [8] فأرسل رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال : " هؤلاء أهل بيتي " [9] .
4 .   في صحيح مسلم بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت : خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) غداة و عليه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [10] .
5 .   في مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك و ابنيك ، قالت : فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ـ قالت ـ و أنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عَزَّ و جَلَّ هذه الآية : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال :
" اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي و خاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ ، و طَهِّرهم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ و طَهِّرهُم تطهيراً " .قالت : فأدخلتُ رأسي البيت فقلت : و أنا معكم يا رسول الله ؟قال : " إنك إلى خير إنك إلى خير " [11] ."..."و هناك أحاديث عديدة بصيغ مختلفة بهذا المضمون حول آية التطهير ذكرها العلماء في أكثر من خمسين كتابا من كتب التفسير و الحديث ."..هنا ذكر لحديث الكساء كاملا ً يا امي برواية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنفسها...تقول عليها الصلاة والسلام.."عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) بنت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ، قال : سَمِعتُ فَاطِمَةَ الزَّهراءِ عَلَيهَا السَّلامُ بِنتِ رَسُول اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) أَنِّها قالَت :
" دَخَلَ عَلَيَّ أبي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي بَعضِ الأيَّامِ فَقَالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا فاطِمَةُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ ، قالَ : إنّي أَجِدُ في بَدَني ضَعفاً ، فَقُلتُ لَهُ : أُعِيذُكَ باللهِ يا أَبَتاهُ مِنَ الضَّعفٍِ فَقَالَ : يا فاطِمَةُ إِيتيني بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّينِي بهِ .
فَأَتَيتُهُ بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّيتُهُ بِهِ وَ صِرتُ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ إِذا وَجهُهُ يَتَلَأ لَأ كَأَنَّهُ البَدرُ فِي لَيلَةِ تمامِهِ وَ كَمالِهِ ، فَما كَانَت إِلاّساعَةً و إذا بوَلَدِيَ الحَسَنِ قَد أَقبَلَ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَ ثَمَرَةَ فُؤادِي ، فَقالَ : يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَقُلتُ : نَعَم إِنَّ جَدَّكَ تَحتَ الكِساء ، فَأَقبَلَ الحَسَنُ نَحوَ الكِساء وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَدخُلَ مَعَكَ تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ يا صاحِبَ حَوضِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحتَ الكِساءِ .
فَما كانَت إِلاّسَاعَةً وَ إِذا بِوَلَدِيَ الحُسَينِ ( عليه السَّلام ) أَقبَلَ وَ قال : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَ ثَمَرَةَ فُؤادِي ، فَقالَ : يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَقُلتُ : نَعَم إِنَّ جَدَّكَ وَ أَخاكَ تَحتَ الكِساءِ ، فَدَنَا الحُسَينُ ( عليه السَّلام ) نحوَ الكِساءِ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا مَنِ أختارَهُ اللهُ ، أَتَأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُما تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ يا شافِع أُمَّتِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ مَعَهُما تَحتَ الكِساء ، فَأَقبَلَ عِندَ ذلِكَ أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ وَ قال : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسُولِ اللهِ ، فَقُلتُ : وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَبَا الحَسَن وَيا أَمِيرَ المُؤمِنينَ . فَقالَ : يا فاطِمَةُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ أَخي وَ ابِنِ عَمّي رَسُولِ اللهِ ، فَقُلتُ : نَعَم ها هُوَ مَعَ وَلَدَيكَ تَحتَ الكِساءِ ، فَأقبَلَ عَلِيٌّ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَكُونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ ؟ قالَ لَهُ وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا أَخِي وَ يا وَصِيّيِ وَ خَلِيفَتِي وَ صاحِبَ لِوائِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ تَحتَ الكِساءِ .
ثُمَّ أَتَيتُ نَحوَ الكِساءِ وَ قُلتُ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ الله أَتأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ ؟ قالَ : وَ عَليكَ السَّلامُ يا بِنتِي وَ يا بَضعَتِي قَد أَذِنتُ لَكِ ، فَدَخَلتُ تَحتَ الكِساءِ ، فَلَمَّا إكتَمَلنا جَمِيعاً تَحتَ الكِساءِ أَخَذَ أَبي رَسُولُ اللهِ بِطَرَفَيِ الكِساءِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ اليُمنى إِلىَ السَّماءِ و قالَ : أَللّهُمَّ إِنَّ هؤُلاءِ أَهلُ بَيتِي و خَاصَّتِي وَ حَامَّتي ، لَحمُهُم لَحمِي وَ دَمُهُم دَمِي ، يُؤلِمُني ما يُؤلِمُهُم وَ يُحزِنُني ما يُحزِنُهُم ، أَنَا حَربٌ لِمَن حارَبَهُم وَ سِلمٌ لِمَن سالَمَهُم وَ عَدوٌّ لِمَن عاداهُم وَ مُحِبٌّ لِمَن أَحَبَّهُم ، إنًّهُم مِنّي وَ أَنا مِنهُم فَاجعَل صَلَواتِكَ وَ بَرَكاتِكَ وَ رَحمَتكَ و غُفرانَكَ وَ رِضوانَكَ عَلَيَّ وَ عَلَيهِم وَ اَذهِب عَنهُمُ الرَّجسَ وَ طَهِّرهُم تَطهِيراً .
فَقالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يا مَلائِكَتي وَ يا سُكَّانَ سَماواتي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً وَ لا أرضاً مَدحيَّةً وَ لا قَمَراً مُنيراً وَ لا شَمساً مُضيِئةً وَ لا فَلَكاً يَدُورُ وَ لا بَحراً يَجري وَ لا فُلكاً يَسري إِلاّ في مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساء ِ ، فَقالَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ : يا رَبِّ وَ مَنْ تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ : هُم أَهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعدِنُ الرِّسالَةِ هُم فاطِمَةُ وَ أَبُوها ، وَ بَعلُها وَ بَنوها ، فَقالَ جِبرائِيلُ : يا رَبِّ أَتَأذَنُ لي أَن أَهبِطَ إلىَ الأَرضِ لأِكُونَ مَعَهُم سادِساً ؟ فَقالَ اللهُ : نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ .
فَهَبَطَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ ، العَلِيُّ الأَعلَى يُقرِئُكَ السَّلامَ ، وَ يَخُصُّكَ بِالتًّحِيَّةِ وَ الإِكرَامِ وَ يَقُولُ لَكَ : وَ عِزَّتي وَ جَلالي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنيَّةً و لا أَرضاً مَدحِيَّةً وَ لا قَمَراً مُنِيراً وَ لا شَمساً مُضِيئَةً و لا فَلَكاً يَدُورُ و لا بَحراً يَجري و َلا فُلكاً تَسري إِلاّ لِأجلِكُم وَ مَحَبَّتِكُم ، و َقَد أَذِنَ لي أَن أَدخُلَ مَعَكُم ، فَهَل تَأذَنُ لي يا رَسُول الله ِ ؟ فَقالَ رَسُولُ الله : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا أَمِينَ وَحيِ اللهِ ، إِنَّهُ نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ جِبرائِيلُ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ ، فَقالَ لأِبي : إِنَّ اللهَ قَد أَوحى إِلَيكُم يَقولُ : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [12] .
فَقالَ : عَلِيٌّ لِأَبِي : يا رَسُولَ اللهِ أَخبِرنِي ما لِجُلُوسِنا هَذا تَحتَ الكِساءِ مِنَ الفَضلِ عِندَ اللهِ ؟ فَقالَ النَّبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : وَ الَّذي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً وَ اصطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فِي مَحفِلٍ مِن مَحافِل أَهلِ الأَرَضِ وَ فِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَ مُحِبِيِّنا إِلاّ وَ نَزَلَت عَلَيهِمُ الرَّحمَةُ ، وَ حَفَّت بِهِمُ المَلائِكَةُ وَ استَغفَرَت لَهُم إِلى أَن يَتَفَرَّقُوا ، فَقالَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : إذَاً وَاللهِ فُزنا وَ فازَ شِيعَتنُا وَ رَبِّ الكَعبَةِ .
فَقالَ أَبي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) : يا عَلِيُ وَ الَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً وَ اصطَفاني بِالرِّسالَةِ نَجِيّا ، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِلٍ مِن مَحافِلِ أَهلِ الأَرضِ وَ فِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَ مُحِبّيِنا وَ فِيهِم مَهمُومٌ إِلا ّوَ فَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ وَ لا مَغمُومٌ إِلاّ وَ كَشَفَ اللهُ غَمَّهُ وَ لا طالِبُ حاجَةٍ إِلاّ وَ قَضى اللهُ حاجَتَهُ ، فَقالَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : إذَاً والله فُزنا وَ سُعِدنا ، وَ كَذلِكَ شِيعَتُنا فَازوا وَ سُعِدوا في الدُّنيا وَ الآخِرَةِ وَ رَبِّ الكَعبَةِ " [13] ".....هذا ما جاء في حديث الكساء ياامي...وجدت  موضوعاً آخر يتحدَّث عن السيدة الزهراء ...فيه أحاديث لها عليها السلام في كتاب (تفسير الإمام العسكري)...ينص على ما يأتي..."قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام : حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت : إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شي‏ء ، وقد بعثتني إليك أسألك . فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك ثم ثتت ، فأجابت ، ثم ثلثت فأجابت‏ إلى أن عشرت فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة ، فقالت : لا أشق عليك يا بنت رسول الله .قالت فاطمة عليها السلام : هاتي و سلي عما بدا لك ، أ رأيت من اكترى يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل ، و كرائه مائة ألف دينار أ يثقل عليه ؟فقالت : لا . فقالت عليه السلام :اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من مل‏ء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل عليَّ ، سمعت أبي رسول الله‏ صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون ، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم ، و جدهم في إرشاد عباد الله .حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نــور . ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : أيها الكافلون لأيتام آل محمد ،الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم و الأيتام الذين كفلتموهم و نعشتموهم ، فاخلعوا عليهم [كما خلعتموهم‏] خلع العلوم في الدنيا ، فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم ، حتى أن فيهم يعني في الأيتام لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة و كذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلم منهم . ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتموا لهم خلعهم و تضعفوها ، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، و يضاعف لهم ، و كذلك من بمرتبتهم ممن يخلع عليه على مرتبتهم .و قالت فاطمة عليها السلام : يا أمة الله إن سلكا من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ، و ما فضل فإنه مشوب بالتنغيص و الكدر[2] ."....
الأم: مااعظم شأنهم يا بنية!!!
نبراس: من هم يا امي؟ اليسوا ال بيت حبيب الله محمد صلّى الله عليه وآله وسلـَّم؟....بالتأكيد لهم من الرفعة ماشاء الله..وأعمالهم الحسنة توَّجت كل ذلك وزادت بهائهم ومنزلتهم عند الله سبحانه وتعالى اكثر فأكثر...الآن سأتحدث عن موضوع الممتحنة والذي يشرح العصمة ويكشف معنى السر المستودع فيها عليها السلام ...امي...هاقد وجدت بحثا ً منشور فيه عن سر الله في السيدة فاطمة الزهراء وكيف تعتبر حجة على الحجج ومعنى اسم الممتحنة....في كتاب "الأسرار الفاطمية ص 53 و54"  للشيخ محمد فاضل المسعودي يقول..."إنّ أهل البيت عليهم السلام عندهم أسرار قد آمنهم عليها رب العزة لا يتحملها غيرهم ولا يخرجونها إلى أحد منهم مكلفون بها وبحملها والحفاظ عليها وهذا هو معنى « حفظة سرّ الله » الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة ، وايضاً قوله عليه السلام ان عندنا ... وعلماً من علم الله يعني حكمة الله تعالى انهم هم الودائع لها وهذا معنى قوله في الزيارة ومستودعاً لحكمته ، وعلى هذا تكون هذه الأسرار خاصة بهم لا يخرجونها إلى غيرهم فهم أولى بحملها من غيرهم لانهم فقط الذين يحتملونها. وكذلك عندهم سّر من أسرار الله تعالى وعلماً من علم الله تعالى احتمله نبيٌ مرسل وملك مقرب وعبد امتحن الله قلبه للايمان وقد عبر الرواية ان هذه الأسرار والعلوم لا يحتملها إلا من هو مخلوق من طينتهم وهم الشيعة الحقيقيين ، الذي بشرهم هذا الحديث بالدعاء من قبل الإمام عليه السلام لهم بأن تكون حياتهم مثل حياة أهل البيت عليهم السلام.
إذن يظهر من هذا الحديث وأحاديث مأثورة عنهم عليهم السلام أنهم كانوا يحملون أسرار الله تعالى قد أودعها البارى عز وجل فيهم وكما بينت ذلك الفقرات الواردة في الزيارة الجامعة ، وبما أنهم ذرية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها والتي قد أُقر بفضلها ومحبتها جميع الأنبياء والبشر وانها كانت مفروضة الطاعة وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ، تكون عندئذ ايضاً حاملة للاسرار الالهية لانه كيف تكون حجة الله على الأئمة وكما ورد ذلك في الحديث المأثور عن الإمام الحسن العسكري « نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا » وهم حاملين للاسرار وهي تكون غير حاملة له ؟ ولكن السؤال الذي ينقدح في المقام هو كيف كانت مستودعاً للسر الالهي وما هو حقيقة هذا السر المستودع ؟ كل هذه الأسئلة لابد من ادراكها وعلى ما تحتمله لكي نعرف فاطمة ولو معشار عُشر المعرفة التي فُطمنا عنها ـ أي عن معرفة فاطمة عليها السلام.
اقول : قبل أن ندخل في تفاصيل السر المستودع وحقيقة ماهيته لابد أن نرى كيف ان الزهراء اختيرت لحمل الأمانة الالهية التي جعلها مستودعاً لها ، وهذا يظهر لنا من خلال مراجعة واستقراء الاحاديث المأثورة فيها والزيارات الواردة في علو مقامها وشأنها ونستنطقها الحال ونستقرئها الجواب لكي نفهم كيف اقتضت المشيئة الربانية ذلك ، وان أول ما يظهر من الجواب على ذلك من خلال الزيارة الواردة في شأنها في يوم الاحد والتي تقول الزيارة : « السلام عليك يا ممتحنة إمتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما امتحنك صابرة ».
والذي يظهر من هذه الزيارة المخصوصة للصديقة الشهيدة انها أُمتحنت من قبل الباري عز وجل وقبل خلقها أي عندما كانت نوراً من الانوار التي خلقها الله تعالى قبل الخلق بالف عام والتي كانت بعرشه محدقة ، والامتحان كان لها لاجل أظهار مقامها السامي ومنزلتها الحقيقية حيث كانت نتيجة الامتحان صابرة ، والمعروف عند العرف العقلائي ان الامتحان يمتحن فيه الشخص لُيعرف مدى استعداداته وقابلياته « عند الامتحان يكرم المرء أو ... » ، لذا نجد من باب ان الباري عز وجل الذي هو سيد العقلاء بل هو خالق العقل أجرى الامتحان الرباني للزهراء حيث امتحنها ، ونحن نعرف ان الامتحان يكون للمرء إما لزيادة منزلةٍ ومقام أو لأجل شيء آخر ، ولكن الزهراء عليها السلام إمتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة للأسرار الالهية وذلك ما إقتضته المشيئة الربانية فيها ، لذا كانت ناجحة في الامتحان الرباني قبل خلقها حيث استحقت لقب الصابرة ، اما ماهية هذا الامتحان وفي أي موضوع كان ، وكيف أجراه الله تعالى عليها ؟ فهذا ما أشارت إليه بعض الروايات والتي نستفيد من خلال التمعن فيها والتدقيق في مدلولاتها انها امتحنت في حمل الأمانة الربانية فوجدها الباري عز وجل صابرة على حمل العلم والأمانة الربانية ، لذا استحقت حمل الأسرار الربانية ، ولكن ينقدح السؤال المهم في المقام , ما هو حقيقة هذا السر المستودع في فاطمة ؟. أقول : قبل الاجابة على حقيقة هذا السر ، أود أن أشير إلى مسألة مهمة تظهر لنا من خلال عرض الروايات التي تقول ان الاسرار التي كان يحملها أهل البيت لا يتحملها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد أمتحن الله قلبه للايمان ، أي من خلال عرض هذه الروايات الواردة في حمل أسرار الأئمة وانه لا يحملها إلا الممتحن ومطابقتها مع الزيارة الخاصة بالصديقة الطاهرة والتي تقول « السلام عليك يا ممتحنة » يظهر لنا من خلال هذه المطابقة ان العبد الممتحن هو الوحيد الذي يستطيع حمل الأسرار والعلوم الربانية فأفهم تغنم فان في الأمر اشارات لا يسع المقام أن يُظهرها من خلال القلم أو الكتاب.
أما حقيقة السر المستودع فيظهر لنا من خلال عدة احتمالات نحتملها في كونها هي مفاد السر المستودع ، ولا تقصد من ان ظهور هذه الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني ، كلا فان الأمر أعلى وأجل من أن يظهره قلم أو يحظر على ذهن كاتب ، أو عالم ، وأنما الأمر يتجاوز المقام ، فان من الأسرار التي يمتلكها أهل البيت عليهم السلام ما لم يخطر على بال بشر، وكيف لا وهم الذين اصطفاهم الله تعالى ليكونوا الدالين على مرضاته وهم الصراط الاقوم ، اما هذه الاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها ولا يعني انها هي السر المستودع في فاطمة عليها السلام بل نترك ذلك للمؤمن لكي يتبحر في عرفان الصديقة الطاهرة سلام الله عليها عسى ولعل يصل الى حقيقة الأمر ، اما هذه الاحتمالات مع بعض القرائن والشواهد عليها :
1ـ السر المستودع هو المهدي ( عج ) : قد يكون السر هو صاحب الزمان عج الذي سوف يُظهِر الله الدين كله على يديه في آخر الزمان ، لكون ان الزهراء عليها السلام جدّته ، وخصوصا نحن نعلم أن الأئمة من ولدها ، فعليه قد يكون السر الذي سوف يُظهِرهُ الله في وقته هو الإمام الحجة ، ويدل على كون المهدي هو من ولد فاطمة عليهما السلام ، في الحديث المروي عن أبي أيوب الأنصاري والذي من جملته كان الخطاب لفاطمة عليها السلام ... عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... « ومنا سبطا هذه الأمة وسيّدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما أبناك ، والذي نفسي بيده منا مهديّ هذه الأمة وهو من ولدك »(1). وعن أُم سلمة ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « المهدي من عترتي من ولد فاطمة »(1).
وقد يرد على هذا الاحتمال بأنه اذا كان المهدي ( عج ) سراً من الأسرار المستودعة في فاطمة في ذلك الزمان ولم يعرف ولم يُظهر لأحدنا فان هذا القول الآن يصبح منتفي لكون مسألة الإمام المهدي والوعد الالهي فيه أصبحت من المتسالمات عند أكثر المسلمين ، هذا من جهة ، وكون الدعاء يقول أي ألتوسل بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ... ولفظة بنيها تشمل كل أبناء الزهراء المعصومين والدعاء في ختامه يقول "والسر المستودع" ، فانه لا معنى ان يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي ( عج ) وفي نفس الوقت يتوسل ببنيها ، الذي هو منهم ومشترك معهم ، وربما يجاب أنّه من باب ذكر الخاص بعد العام ليفيد الحصر أو الإختصاص ؟!!!
2ـ وقد يكون السر المستودع أشارة الى ان ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وان الأئمة المعصومين منها سلام الله عليها ، وقد وردت عدة شواهد روائية تدل على أن الأئمة من ولد فاطمة عليها السلام وان الولاية فيهم والإمامة منحصرة في وجودهم المبارك وهذا ما اثبته القرآن الكريم والسنة الشريفة ويكفي في اثبات ولايتهم ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الاميني ، ولكن ننقل لك بعض الشواهد في هذا الأمر المهم والتي كان منها ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال : "(( إن الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماماً ... وأمّهم فاطمة ابنتي(2) )).
وفي حديث آخر عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : « أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهنئها بولدها الحسين ، فاذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس ... فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي ، فيه اسم ابي وأسم الاوصياء بعدي من ولدي ، فسألتها ان تدفعه إلي لأنسخه ففعلت ...(1) ».
وهذا الاحتمال يرد عليه بكون الدعاء ، يقول بفاطمة ... وبنيها والسر المستودع فيكون تكرار للقسم بالأئمة الذين هم بنيها وكذلك بالسر المستودع الذي هو الأئمة.
3ـ السر المستودع هو أمرهم كما في بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام : « إن أمرنا سّر مستتر وسّر لا يفيده إلا سّر وسّر على سّر وسرّ مقنع بسر ».
وعنه عليه السلام أيضاً : « إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله ».
وعنه عليه السلام : « أن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السّر وسّر السّر وسّر مستسر وسّر مقنع بالسر ».
فالزهراء بما أنها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وانها مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك في الاحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة وهم يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها ، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها ومحافظين على هذه الأسرار ولا يظهرونها لأحد إلا من كان محتملاً لعلمهم واسرارهم ولذلك ظهر الشيء القليل منها ، لسلمان وكميل وأبي ذر وغيرهم من المؤمنين الممتحنين ، فامرهم هو سر الله تعالى المودع في فاطمة عليها السلام والأئمة يحافظون على اسرار هذا الأمر وان كان تفسير الأمر في الروايات المأثورة هو أمر الولاية ، « السلام على محال معرفة الهم ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله »(2).
4ـ السر المستودع هو العلوم الربانية المودعة في فاطمة عليها السلام ، وهذا ما نستطيع فهمه من خلال الأحاديث المروية في شأنها سلام الله عليها حيث كانت المحدّثة من قبل الملائكة وكان لها مصحف يتوارثه الأئمة واحداً بعد واحد وفيه كل ما يحتاجونه من الذي يجري على البشر وفيه أسماء الحكام الذي يحكمون وحكموا من زمن آدم الى آخر يوم من الدنيا ، وعليه نحتمل ان يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة وهذا فيه من الأمور التي لم يطلع عليها سوى ابناء الزهراء الأئمة المعصومين الذين يتوارثون هذا المصحف وينظرون فيه وهو من املاء رسول الله وربما من املاء الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهذا ما أشارت إليه جملة من الروايات الواردة في المقام ومنها :
* « ما رواه الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأي شيء فيه ، قال : فقال لي زبور داود ، وتورة موسى ، وانجيل عيسى ، وصحف ابراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس الينا ولا نحتاج إلى أحد حتى أنّ فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ... »(1).
وأيضاً ما رواه أبو بصير بالسند المتصل قال دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له إني أسئلك جعلت فداك عن مسئلة ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبدالله عليه السلام ستراً ... « وساق الحديث »... حتى أجابه الإمام قائلاً : « وان عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد انما هو شيء املاها الله وأوحى اليها قال قلت هذا والله هو العلم انه لعلم وليس بذاك قال ثم سكت ساعة ثم قال : انّ عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال انه العلم وما هو بذاك ، قال قلت جعلت فداك ، فأي شيء هو العلم ، قال ما يحدث باللّيل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة (2). وفي حديثٍ عن حمّاد بن عثمان قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « تظهر الزنادقة في سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن مالا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل اليها ملكا يسّلي عنها غمها ويحدثها ، فشكت ذلك الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال لها إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي فاعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحف قال : ثم قال اما انه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون. أقول : يظهر من هذا الحديث وأحاديث أخرى مأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ان مصحف فاطمة متوارث من قبل الأئمة وفيه علم ما كان ويكون إلى آخر الزمان ، وفيه الحكام الذين يحكمون والفرق التي تظهر وتبتدع في كل زمان ، ويظهر من هذا المصحف انه من إملاء الإمام علي عليه السلام حيث كانت الملائكة تحدث الصديقة الشهيدة عليها السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتملي على عليّ عليه السلام ويكتبه ، وعلى هذا الاساس يكون المصحف متأخر رتبة في الوجود والظهور عن الاساس الذي اسسناه في كون السر المستودع في فاطمة كان بعد امتحانها قبل الخلق وكما بيّناه في مقدمة البحث ، فعليه يكون هذا الاحتمال في كون المصحف هو السر المستودع في فاطمة عليها السلام بعيد وعلى ضوء الاساس الذي بيناه ، لذا تكون العلوم الربانية ليست هي السر المستودع وخصوصا نحن نعلم ان ورد في الرواية الشريفة عن أبي عبدالله عليه السلام حيث يقول : ( إن عندنا والله سرّاً من سرّ الله ، وعلماً من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للأيمان والله ما كلّف الله ذلك أحداً غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا ... )(1).
فيتبين من هذه الرواية ان عند أهل البيت بما فيهم فاطمة عليها السلام عندهم سراً من سر الله تعالى وهذا غير العلم وإلا لكان الإمام يقول العلم نفسه السر بل انه فصّل بين السر والعلم فعليه العلم غير السر المستودع فيهم عليهم السلام.
5ـ قد يكون السر هو ما أشارت الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر بن عبدالله الاصناري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى أنّه قال : « يا أحمد لولاك لما خلقت الافلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما »(2).
أي إنه العلة الغائيّة لخلقكما كما يظهر من الحديث القدسي هو وجود فاطمة عليها السلام ، أما كيف يكون هذا الأمر فهذا ما سيتبين لنا من خلال بحث هذا الحديث في موضوع  مستقل انشاء الله.
6ـ السر المستودع هو اسم الله الأعظم.
عندما نراجع الروايات الواردة في شأن أهل البيت عليهم السلام نجد أن مما حظي به الأئمة عليهم السلام ، دون غيرهم هو أنهم يحملون اسم الله الأعظم وهذا ما صرحت به الاحاديث المأثورة عنهم ، حيث خصهم الباري عز وجل بهذا الكرامة العظيمة ، وكما تبين لنا من الرواية المتقدمة ان السر الذي بحوزة أهل البيت هو غير العلم والحكمة التي يتملكها أهل البيت عليهم السلام ، فقد يكون السر الذي يملكونه هو نفسه الاسم الاعظم لله تعالى الذي إذا دعي به أجاب ، والذي يدل على أنهم عندهم اسم الله الاعظم جملة من الروايات الواردة في المقام منها ما ورد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : « ان اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فُخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا من الأسم الاعظم اثنان وسبعون حرفاً ، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(1). وعن النوفلي ، عن أبي الحسن صاحب العسكري عليه السلام قال : سمعته يقول « اسم الله الاعظم ثلاثة وسبعون حرفاً ، كان عند آصف حرف فتكلم به فأنخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ ـ أي مملكة سبأ او مدينة سبأ حيث كان عرش بلقيس ـ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفه عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفاً ، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب(2). أقول : وكثيرةٌ هي الأحاديث المأثور عنهم عليهم السلام في هذا الباب حيث خصهم الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية والذي يظهر من هذه الأحاديث انهم افضل مقاماً ومنزلةً من الأنبياء السابقين ، بدلالة هذه الاحاديث ، وكل ما ثبت للأئمة عليهم السلام فهو ثابت للصديقة الشهيدة عليها السلام من حيث كونها أُم الأئمة الاطهار ومن كونها حجة الله على الأئمة وكما سيمر بنا ذلك في شرح هذا الحديث ، وكذلك هناك عدة اشارات في الروايات إلى مسألة أسم الله الأعظم وكيف ان الإمام علي عليه السلام الذي هو كفؤ الزهراء عليها السلام كان يحمل اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به أجاب وهذا ما وجدناه في قضية رده الشمس التي غابت في أرض بابل حيث سأله أحد أصحابه يا أمير المؤمنين كيف رددت هذه الشمس ، فقال له سئلت الله تعالى بأسمه الاعظم ان يردها عليها فردها ، وكما ورد في سورة الواقعة ( فسبح باسم ربك العظيم )(1). وعلى هذا الأساس فان كل ما أعطاه الله تبارك وتعالى وخص به أهل البيت عليهم السلام فهو ثابت للزهراء عليها السلام ، فعليه تكون الصديقة الطاهرة حامل لاسم الله الاعظم الذي خصه الله تبارك وتعالى بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، فيكون وعلى ما احتمله بل أرجحه على بقية الاحتمالات الاخرى ان السر المستودع في فاطمة هو اسم الله الاعظم ، والذي يدل عليه على ما استفيده من الدعاء الذي بدأنا به البحث « اللهم اني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ... » حيث يظهر من هذا الدعاء أولاً التوسل بحق فاطمة... وكذلك التوسل إلى الله تعالى بالسر المستودع ، والتوسل لا يكون إلى الله تعالى إلا بالذي يكون له شأن عند الله عز وجل ، ونبتغي إليه الوسيلة ، فعليه نحتمل أن يكون السر هو اسم الله الاعظم المستودع عند فاطمة عليها السلام ، وأبناؤها وخصوصا هناك شواهد تدلل على ان هذا الاسم لا يخرجونه أهل البيت عليهم السلام الى أحد وكما ورد في الحديث المروي في شأن عمر بن حنظلة حيث قال لأبي جعفر عليه السلام : « إني أظنّ أنّ لي عندك منزلة ، قال : أجل ، قال : قلت فإنّ لي إليك حاجة قال وما هي ؟ قال : قلت تعلمني الأسم الأعظم قال وتطبيقه قلت نعم قال : فادخل البيت قال : فدخل البيت فوضع أبو جعفر عليه السلام يده على الأرض فأظلم البيت فارعدت فرايص عمر فقال : ما تقول اعلمك فقال لا قال : فرفع يده فرجع البيت كما كان »(2).
ويوجد أيضاً شاهد آخر يدل على كون فاطمة عليها السلام تمتلك الاسم الاعظم وذلك عندما قادوا علياً عليه السلام في يوم سقيفة بني ساعدة للبيعة فخرجت نفسي لها الفداء تجر أذيالها خلف ابن عمها وهي تقول خلو ابن عمي أو لاكشفن رأسي للدعاء ، حيث يقول سلمان « فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت : يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي ـ والله ـ لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ، ولآتين قبر أبي ، ولأصيحن الى ربي : فأخذت بيد الحسن والحسين عليهما السلام ، وخرجت تريد قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال علي عليه السلام لسلمان : أدرك أبنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ، والله ان نشرت شعرها ، وشقت جيبها ، وأتت قبر أبيها ، وصاحت الى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها ( وبمن فيها ) ، فادركها سلمان رضي الله عنه فقال ، يا بنت محمد ، أن الله بعث أباك رحمة فارجعي فقال : يا سلمان ، يريدون قتل علي ، ما على عليَّ صبر ، فدعني حتى آتي أبي فأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصبح إلى ربي ، فقال سلمان أني أخاف ان تخسف بالمدينة ، وعلي عليه السلام بعثني إليك ويأمرك ان ترجعي الى بيتك وتنصرفي. فقالت : إذا أرجع وأصبر ، وأسمع له وأطيع »(1).
ويظهر من هذه الرواية ان الصديقة الزهراء عليها السلام لو أنها دعت الله تعالى لاستجاب الله دعائها ، فان الإمام علي عليه السلام عندما قال : ( فاني أرى جنبتي المدينة تكفيان ) يعني إشارة إلى أنّها كانت عندها الولاية التكوينية وكما سنقف مع هذا البحث انشاء الله تعالى ، وعلى كل حال فان الصديقة كانت تحمل الاسم الاعظم ، ولا ضير في ذلك فهي أم أبيها وأم الأئمة الاطهار الذين يحملون الأسم الاعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وهناك اشارة لطيفة في كون فاطمة الزهراء عليها السلام لها أسم مشتق من أسماء الله الحسنى حيث وَرَدَ ذلك في حديث الاشتقاق « هذه فاطمة وأنا فاطر السموات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي ، وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويشينهم ، فشققت لها أسماً من أسمي ».
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أن الله شق لك يا فاطمة اسماً من اسمائه وهو الفاطر وأنت فاطمة » وعليه فان فاطمة وديعة المصطفى ، فاطمة الانسية ، الحوراء مطلع الانوار العلوية ومشكاة الولاية وأم الأئمة وعيبة العلم ووعاء المعرفة " وقال "عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال « نَحْنُ حُجج الله على خلقه ، وجّدتنا فاطمة عليها السلام حُجّة الله علينا »(1)..." وقال عن شرعية الحجة ص 73 من نفس الكتاب..." هناك عدة احتجاجات وردت في القرآن الكريم قد اثبتها الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم لانبياءه المرسلين من الاولين والاخرين لكي يحتجوا بها على للناس المشككين أو الناكرين للرسالة أو النبوة أو النبي ومعاجزه وكراماته ، ولقد بين الله تعالى في كتابه الشريف بعض الايات التي نستفيد من خلالها ان الله تعالى يحتج يوم القيامة بالانبياء على الناس وهذا ما ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ... إلى قوله تعالى... رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون الناس على الله حجة بعدَ الرسل وكان الله عزيزاً حكيما )(1). ومن جهة اخرى ورد في القرآن الكريم بعض الاحتجاجات بين الكافرين في ما بينهم في النار حيث جاء قوله تعالى ( وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنت مُغنون عنا نصيبنا من النار )(2).
وكذلك نجد قوله تعالى ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساؤكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على القوم الكافرين )(1). جاء ليؤكد حقيقة النصارى وطلبهم من الرسول الاحتجاج حول مسألة عيسى ابن مريم وكيف واجههم الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقضية المباهلة التي خسروا فيها والقي ما في أيديهم من الحجة التي كانوا يحتجون بها على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وكثيرةٌ هي الاحتجاجات الموجودة في القرآن الكريم والتي جاءت بعضها لكي تثبت اعجاز القرآن الكريم واخرى لتبين احتجاجات ابراهيم مع قومه واخرى تثبت احتجاجات الرسول مع قومه وهكذا لئلا يكون للناس على الرسول المرسل الحجة البالغة ، ولذا نجد أمير المؤمنين علي عليه السلام يقول في معرض بيان ان العباد لابد لهم ان يتعظوا وينتفعوا بحجج الله تعالى فانه لا ينفع أي شيء يوم القيامة إلا الإيمان المقرون بالولاية والعمل الصالح.
« انتفعوا ببيان الله واتعظوا بمواعظ الله واقبلوا نصيحة الله فان الله قد أعذر إليكم بالجلية وأخذ عليكم الحجة وبين لكم محابّه من الاعمال ومكاره منها لتبتغوا هذه وتجتنبوا هذه ». ويعني هذا ان العباد لابد لهم من الانتفاع من العلم المقرون بالعمل الصالح وإلاّ العلم وحده ليس فيه فائدة ولابد للعباد أن يستفيدوا من المواعظ ليتعظوا بها في مقام العمل ، ومع ذلك نجد في كثير من الروايات الشريفة مسألة الاحتجاج البالغ من الله تعالى حيث سئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى « فلله الحجة البالغة » فأجاب عليه السلام : « قال إذا كان يوم القيامه قال الله تعالى للعبد أكنت عالماً ؟ فان قال نعم . قال : أفلا عملت بما علمت وان قلت كنت جاهلاً قال له : أفلا تعلمت ؟ فتلك الحجة البالغة لله تعالى ». وهنا ينقدح سؤال مهم قد يرد في ذهن الكثير من المؤمنين وهو هل كل الناس يحتج عليهم الله تعالى يوم القيامة على ضوء هذا الحديث الشريف ؟ والجواب على ذلك أنه ليس كل الناس يحتج عليهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة بل هناك عنق من الناس لا يسئلون ولا يحاسبون ومنهم المجنون الفاقد عقله ، أما الأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف الشرعي وماتوا فانهم يلحقون بأبائهم وعلى ما ورد في قوله تعالى والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بأيمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء ). حيث قال العلامة المجلسي حول هذه الآية المباركة :
« اعلم انه لاخلاف بين أصحابنا في أن الأطفال المؤمنين يدخلون الجنة وذهب المتكلمون منا الى أن أطفال الكفار لا يدخلون النار فهم إما يدخلون الجنة أو يسكنون الاعراف وذهب أكثر المحدثين منا الى ما دلت عليه بعض الأخبار الصحيحة من تكليفهم في القيامة بدخول النار المؤججة لهم ؟ فيكون من يستجيب يدخل الجنة ومن لا يستجيب يدخل النار ».
وعلى ضوء الإحتجاجات الواردة في الكتب المعتبرة روي ان هناك احتجاج لطيف بين أمير المؤمنين وأحد اليهود حيث قال للامام علي عليه السلام ، ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمس وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضاً.
فقال له عليه السلام : بلى ولكن ما جفّ ـ جفّت ـ أقدامكم من البحر حتى قلتم : يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. وهناك الكثير من الاحتجاجات المهمة التي وردت في القرآن الكريم وفي الكتب المعتبرة كل ذلك لما للحجة من امر مهم في اثبات المدعى على الخصم الناكر مثلا او السالب للحق ، والثمرة في ذلك كله من القرآن الكريم ومن الكتب الصحيحة لكي يستنير البشر بنور الحجة الربانية وليستفيدوا منها ويتعظوا بالمواعظ الربانية هذا معنى الحجة وماهية الاحتجاجات والتاكيد عليها من قبل الله تعالى.
وعلى هذا الأساس تكون شرعية الحجّة ثابتة على ضوء القرآن الكريم والسنة والعقل ولا نريد الدخول كثيراً في هذا الأمر بل اشرنا في بعض موارده فلقد جعل الله تعالى للحجة شرعية ذاتية تلزم الغير على ضوء مقتضاها العمل بها حيث جاء قوله تعالى ( وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) أي جعلنا لهم بالجعل التكويني ان يكونوا ائمة يقصدون في كل شيء والإمام المعصوم هو الذي يحتج به على الغير فهو حجة على الناس جميعاً وإلاّ كيف يكون امام يقصد ويحتج به ومن هذا المنطلق تكون فاطمة الزهراء عليها السلام حجة على الأئمة عليهم السلام كحجية الزامية شرعية فيجب من جهة الله تعالى الأخذ باقوالها وافعالها والله تبارك وتعالى هو الذي جعل لها الحجية على الخلق بما فيهن الأئمة عليهم السلام وهذا القول بصورة اجمالية اما كيف كانت حجة بالمعنى التفصيلي .."قال ان له مبحث خاص يتحدث بهذا الخصوص....لكن يا امي....هنا لاحظت نقطة مهمة تختص ببيان معنى الممتحنة ايضا ً...يقول الكاتب" بعد الإمتحان والاختيار والمشارطة من الله تعالى بترك حب الدنيا والزهد فيها وبعد العلم من الله بهم بأنهم أوفياء كانت النتيجة النهائية لهذا الامتحان والإختبار وهي :
1ـ الاستخلاص والاصطفاء.
2ـ القبول من الله تعالى لهم.
3ـ الذكر العلي والثناء الجلي للأنبياء « أي قدم اليهم ذلك ». 4ـ انزال الوحي عليهم.
5ـ كانوا الحجج على الخلق من قبل الله تعالى.
اما لماذا الاستخلاص والاصطفاء وتقديم هذه الامور للانبياء عليهم السلام ؟ فنقول :
ان هذا كله لكي يكون :
* إقامة للدين « إقامة لدينك » أي تقديم واقامة النظام والاكمل للبشرية.
* ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطن على أهله.
* ولئلا يقول أحد لولا أرسلت الينا رسولا منذراً واقمت لنا علماً هادياً نتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى.
هكذا كان الامتحان والاختبار بالنسبة للانبياء بحيث زهدوا في حب الدنيا فكانوا من المقربين لدى الله تعالى.
أما ما علاقة هذه الامور بكون فاطمة حجة على الأئمة ؟ فنقول : نحن عندما نزور الأئمة عليهم السلام بالزيارة الجامعة الكبيرة المروي عن الإمام الهادي عليه السلام بأعتبار انها جامعة لكل الفضائل والدرجات والمقامات للأئمة عليهم السلام لا تزور بها فاطمة عليها السلام ؟ لماذا ؟ لانها لها زيارة مخصوصة وهي زيارتها يوم الاحد من كل أسبوع حيث تقول هذه الزيارة « السلام عليك يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل ان يخلقك وكنت لما إمتحنك صابرة ».
اذ نفهم من هذه الزيارة الخصوصة امتحان الزهراء عليها السلام قبل خلقها ، لأظهار مقامها حيث امتحنها فكان لها المقام السامي فأصبحت الصابرة ، والمعروف ان الامتحان يُمتحن به الإنسان ليعرف مدى استعدادته وقابلياته « عند الامتحان يكرم المرء أو يهان » وكذلك عرف الامتحان ليكون لزيادة منزلة ولاسباب أخرى ، وهذا ما جرى مع فاطمة الزهراء عليها السلام حيث امتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة لشيء إقتضت إرادة السماء وذلك نتيجة لنجاحها في الامتحان حيث اسحقت لقب الصابرة ، اما ماهية هذا الامتحان وعلى أي موضوع جرى امتحان الزهراء عليها السلام من قبل الله تعالى فهذا ما نتركه الى بحث آخر انشاء الله. ..يقول"ولكن المهم فيما نحن فيه هو ان الله تعالى وجدها صابرة وهذا من المقامات العالية"ونحن نقول كذلك ايضا ً....يقول" في قوله تعالى ( انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) يعني أنه لا يوجد أجر محدود للصابر وللصبر بل أجره مفتوح وهذا يؤدي الى ان الصبر يكون في اعلى مقامات الفضائل الاخلاقية ، ومن هنا كان الصبر أم الاخلاق بل هو أفضلها واحسنها في كل شيء فما من شيء إلاّ ومقرون الصبر معه فالصلاة مقرون بالصبر عليها والطاعة كذلك والإيمان لابد من الصبر عليه لاثباته على النفس الانسانية ولذلك جعل الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد كما ورد في الحديث الشريف ذلك ، فاذا كان الصبر هكذا مقامه فانه سوف يكون الاساس لكثير من الاخلاق ، فلذا كان الزهد فرع من الاصل والام الذي هو الصبر وليس العكس صحيح فالزاهد لا يكون زاهداً حتى يصبر ويُصبر نفسه على ترك الدنيا وزخرفها واموالها وكل شيء يؤدي به الى الزهد ، ومن هنا كان بيت القصيد وهو ان الزهراء حجة على الأنبياء من جهة صبرها في عالم الغيب والشهادة وصبرها في الدنيا على ما جرى عليها من المحن والظلم ، وكذلك كانت الحجة على الأنبياء كما شهدت الكثير من الروايات الشريفة ، وكما سيأتي بعد قليل رواية مهمة تثبت هذه الفضيلة للزهراء ، وهذا أيضاً ما أثبتته الشواهد فنحن نجد ان الكثير من الأنبياء كانوا يدعون الله تعالى أن يطّول عمرهم وهذا بخلاف فاطمة الزهراء عليها السلام حيث كانت مستبشرة عندما أخبرها النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم انها أول أهله لحوقاً به وهذا ما ذكره العلامة الاردبيلي رحمه الله في فضيلتها من جهة كونها تحب الموت ولاتكرهه " ....واخذ يتوسع بكلامة ...لكنني اقتبست هذا الجزء من حديثة....يقول" أليس ذلك من الفضائل العالية حيث كانت الزهراء عليها السلام حجة على الأنبياء بأعتبار صبرها وفضلها . أما كونها عليها السلام حجة على الأئمة كما هي حجة على الأنبياء فهذا ما يتبين لنا من خلال عدة أحاديث مأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ، منها ما ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عن الله تبارك وتعالى انه قال : « يا أحمد ، لولاك ما خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما(2) ».
أمّا الدليل الثاني : فنقول انه ورد في الحديث الشريف المأثور عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ما نصه « انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى »(3).
يعني ما تكاملت نبوة نبي ـ والنبوة خلاصة التوحيد ـ إلا لمن أقر بفضلها ومحبتها والإقرار هو الشهادة على النفس والاعتراف منها للغير واقرار العقلاء على انفسهم جائز ، فهذه شهادة من الأنبياء لها بالفضل والمحبة والفضل يعني انها كانت لها زيادة في الفضائل على الأنبياء بل هي صاحبة الفضل عليهم بانه لم تكتمل نبوة نبي إلا بها عليها السلام ..."...هذا كتاب مفيد فعلا يا امي...هل دونت اسم الكتاب ؟
الأم : كلا....
نبراس(متفاجئة): ماذا؟ لا يا امي...لاتقولي لي ذلك....
الأم(ضاحكة): يا بنية..كنت امزح معك ..ألا ترين انني ما تركت شيئا ً إلا دوَّنته ؟ لقد وعدتك بتسجيل كل اسماء المصادر والمؤلفين...فلا تسأليني بعد ذلك....
 نبراس(مبتسمة) : لقد ارحتني يا امي.....لوم لم تدوني ذلك لكنت حزنت كثيرا ً....بصراحة لم احفظ إسم الكتاب ....فكيف لي ان اجده ان اضعت اسمه ؟
الأم: لاتخافي ....لكن اكملي لي ما كتب بشأن سيدة النساء...
نبراس (بكل محبة): ساقرأ لك ولو تألمت عيناي يا امي...
الأم:بارك الله بك يا بنية ووفقك لخدمة ال البيت... 
نبراس:  اقتبست لك هذا الجزء يا امي...معنى الزهراء لكن يصب في تكافؤها مع علي فتكون حجة على الحجج عليهما السلام...يقول "وأيضاً ما ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن ابي عبدالله عليه السلام قال : قلت لم سميت فاطمة الزهراء « زهراء » ؟ فقال : لأنّ الله عز وجل خلقها من عظمته ... الى ان يقول الله تعالى للملائكة في ماهية نور فاطمة ما نصه .. فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري اسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي ، أُخرجه من صلب نبي من انبيائي أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمرني يهدون الى حقي واجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحي(2). وعن أبي عبدالله عليه السلام انه قال : لولا ان أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفوء الى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه(3). ولقد علق على هذا الحديث الشريف صاحب كتاب البحار العلامة المجلسي رحمه الله حيث قال : يمكن ان يستدل به ـ أي بالحديث أعلاه على كون علي وفاطمة عليهما السلام أشرف من سائر أولي العزم سوى نبينا صلى الله عليهم أجمعين. لا يقال : لا يدل على فضلهما على نوح وابراهيم عليهما السلام لاحتمال كون عدم كونهما كفوءين لكونها من أجدادها عليها السلام. لأنا نقول : ذكر آدم عليه السلام يدل على أن المراد عدم كونهم أكفاءها مع قطع النظر عن الموانع الأخر على انه يمكن أن يتشبث بعدم القول بالفصل(4). وايضاً هناك حديث يدل على أفضلية فاطمة الزهراء على الأنبياء وعلى جميع البشر حيث ذكر المحدث الكبير العلامة الخبير الطبرسي رضي الله عنه :عن أبي جعفر عليه السلام : ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والنس والطير والوحوش والأنبياء والملائكة(5). ونقف مع وجه آخر قد يمكن أن نثبت من خلاله حجية فاطمة عليها السلام على الأئمة ، وهو ما نستفيده من خلال الحديث المذكور في كون علي عليه السلام كفواً لفاطمة الزهراء عليها السلام ، حيث ورد في الحديث المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم « لولا علي لم يكن لفاطمة كفو »(1).
وأيضاً ورد عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « لولا يخلق عليّاً لما كان لفاطمة كفو(2). وهذا يعني أن أكثر المقامات التي كانت للامام أمير المؤمنين علي عليه السلام هي ثابتة للصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، فهما في منزلة واحدة من الإيمان والتقوى ، وإلاّ لما كان كل منهما كفواً للأخر ؟ وعليه تكون فاطمة حجة على الأئمة عليهم السلام كما كان أمير المؤمنين عليه السلام الحجة على الأئمة عليهم السلام  فلقد ورد في عدة أحاديث ان علي عليه السلام سيد الأوصياء وخيرهم وأفضلهم لذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « منا خير الأنبياء وهو أبوك ـ والكلام مع فاطمة عليها السلام ـ ومنا خير الأوصياء وهو بعلك(3) ». وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين أنه قال : « والله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب : ورثت نبي الرحمة ، وزوجتي خير نساء الأمة ، وأنا خير الوصيين »(4)....وهذا الكلام حق يا سيدي ومولاي....ومن ذا الذي يـُكذِّب الأمين الذي آخاه الأمين؟ ومن ذا الذي يـُكذِّب مستودع اسرار محمد وأنت من قال عنك رسول الله "انا مدينة العلم وعلي بابها "؟....ومن كتاب المناقب للشيخ جعفر السبحاني اخترت لك جزءا ً يختص بفضائل زوجها علي لتعلمي كم هو كفؤ لها...وكيف انهم معصومون وإبناهما ايضا ً...يقول.." 279 ـ اخبرنا الشيخ الامام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره ، سلخ ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وخمسمائة أخبرنا الشيخ الامام أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ـ الرجل الصالح ـ أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الحافظ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطار بمصر ، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن اسماعيل الكوفي التيمي ، حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي حدثني سليمان بن مهران الاعمش قال : بينا أنا نائم في الليل إذ انتبهت بالجرس على بابي ، فناديت الغلام فقلت : من هذا ؟ قال : رسول أبي جعفر أمير المؤمنين وكان إذ ذاك خليفة قال : فنهضت من نومي فزعاً مرعوباً فقلت للرسول ما وراءك ؟ هل علمت لم بعث إلي أمير المؤمنين في هذا الوقت ؟ قال : لا علم لي ، فقمت متفكراً لا أدري على ماذا أنزل الامر ، أفكر فيما بيني وبين نفسي إلى ماذا اصير إليه وأقول لم بعث إلي في هذا الوقت وقد نامت العيون وغارت النجوم ، ففكرت ساعة ، ثم ساعة فقلت : إنما بعث إلي في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فان أنا أخبرته فيه بالحق أمر بقتلي وصلبي ، فأيست والله من نفسي وكتبت وصيتي ، والرسل يزعجونني ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي ، فنهضت إليه وما أعقل فلما دخلت عليه سلمت عليه السلام سلام خائف وجل وما اعقل فأومأ إليّ أن اجلس ، فلما جلست رعبا فإذا عنده عمرو بن عبيد وزيره وكاتبه ، فحمدت الله عزوجل إذ رأيت من رأيت عنده ، فرجع إليّ ذهني وأنا قائم ، فسلمت سلاماً ثانياً فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم جلست فعلم اني دهشت ورعبت منه ، فلم يقل لي شيئاً ، فكان أول كلمة قالها ان قال لي : يا سليمان قلت لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : يابن مهران ادن مني فدنوت منه ، فشم مني رائحة الحنوط ، فقال : يا أعمش والله لتصدقني أمرك وإلا صلبتك حيا ، فقلت : سلني يا أمير المؤمنين عن حاجتك وما بدالك اصدقك ولا اكذبك ، فوالله لئن كان الكذب ينجيني فإن الصدق أنجى لي منه [ فقال لي ] : ويحك يا سليمان إني اجد منك رائحة الحنوط ، فاخبرني عما حدثتك به نفسك ولم فعلت ذاك ؟ فقلت : أنا أخبرك يا أمير المؤمنين واصدقك أتاني رسلك في بعض الليل فقالوا لى أجب أمير المؤمنين ، فقمت وأنا متفكر خائف وجل مرعوب ، فقلت بيني وبين نفسي : ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة وقد غارت النجوم ونامت العيون إلا ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإن انا أخبرته بالحق أمر بصلبي حيا ، فصليت ركعتين وكتبت وصيتي والرسل يزعجونني ، ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي وجئتك يا أمير المؤمنين سامعا مطيعا آيسا (1) من الحياة خائفا راجيا أن يسعني عفوك ، قال : فلما سمع مقالتي ، علم أنى صادق وكان متكئاً ، فاستوى جالسا ثم قال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فلما سمعته قالها سكن قلبى وذهب عني بعض ما كنت أجد من رعبي وما كنت اخاف من سطوته علي ، فقال الثانية : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اسألك بالله يا سليمان ، إلا اخبرتني كم من حديث ترويه في فضائل علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وصهره وأخيه وزوج حبيبته ؟ قلت : يسيراً يا أمير المؤمنين ، قال : كم ؟ قلت : يسيراً يا أمير المؤمنين قال : كم ويحك يا سليمان ؟ قلت عشره آلاف حديث أو الف حديث ، فلما قلت : « أو الف » استقلها ، فقال : ويحك يا سليمان ، بل هي عشرة آلاف حديث كما زعمت اولاً وما زاد ، قال فجثا أبو جعفر على ركبتيه فرحا مسروراً وكان جالساً ، ثم قال : والله يا سليمان لأحدثنك اليوم بحديثين في فضائل علي عليه السلام فان يكونا مما سمعت ووعيت فعرفني ، وان يكونا مما لم تسمع ، فاسمع وافهم ، قال قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فاخبرني . قال : نعم ، أنا اخبرك : انى مكثت اياماً وليالي هاربا من بني مروان ولا يسعنى منهم دار ولا بلد ولا قرار ، ادور في البلدان ، فكلما دخلت بلداً خالطت اهل ذلك البلد فيما يحبون ، واتقرب إلى جميع الناس بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فكانوا يطعمونني ويكسونني ، ويزودونني إذا خرجت من عندهم ، من بلد إلى بلد حتى قدمت بلاد الشام وعلي كساء لي خلق ، ما يواريني غيره ، قال : فبينا انا كذلك إذ سمعت الأذان فدخلت المسجد فإذا فيه سجادة ومتوضأ ، فتوضأت للصلاة ودخلت المسجد وركعت فيه ركعتين ، واقيمت الصلاة ، فقمت فصليت معهم الظهر والعصر ، وفي نفسي اني إذا صليت ، طلبت من القوم عشاء أتعشى به ليلتي تلك ، فلما سلم الشيخ الامام من صلاة العصر وجلس وهو شيخ كبير ، له وقار وسمت حسن ونعمة ظاهرة إذ أقبل صبيان فدخلا المسجد وهما ابيضان نبيلان وضيان ، لهما جمال ونور بين اعينهما ساطع يتلألأ ، فدخلا المسجد ، فلما نظر اليهما امام المسجد فقال لهما : مرحباً بكما ومرحبا بمن سميتما على اسمهما ، قال : وكنت جالساً وكان إلى جنبي فتى شاب فقلت له : يا شاب ما هذان الصبيان ومن هذا الشيخ الامام ؟ فقال : هو جدهما وليس في هذا المدينة رجل يحب علي بن أبي طالب غير هذا الشيخ . فقلت : الله اكبر ، ومن اين علمت ؟ قال : علمت انه من حبه لعلي عليه السلام سمي ولدي ولده باسم ولدي علي بن أبي طالب عليه السلام ، سمى احدهما الحسن ، وسمي الآخر الحسين ، فقمت فرحا مسرورا حتى أتيت إلى الشيخ فقلت له : ايها الشيخ ، هل لك ان احدثك بحديث حسن يقر الله به عينك ؟ فقال : نعم ، ما اكره ذلك ، حدثني رحمك الله فان أقررت عيني ، أقررت عينك
 قلت : اخبرني والدي ، عن ابيه ، عن جده قال : كنا ذات يوم جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذ اقبلت فاطمة بنته عليها السلام فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت له : يا ابة ، ان الحسن والحسين خرجا من عندي آنفاً وما ادري اين هما ؟ فقد طار عقلي وقلق فؤادي وقل صبري ، وبكت وشهقت حتى علا بكاؤها ، فلما رآها ، رحمها ورق لها فقال : لا تبكي يا فاطمة ، فوالذي نفسي بيده ، ان الذي خلقهما هو أرأف بهما منك وارحم بصغرهما منك ، قال : فقام النبي صلى الله عليه وآله من ساعته فرفع يديه إلى السماء وقال : اللهم انهما ولداي ، قرة عيني وثمرة فؤادي ، وانت ارحم بهما [ مني ] واعلم بموضعهما ، يا لطيف بلطفك الخفي ، انت عالم الغيب والشهادة ، اللهم ان كانا اخذا براً أو بحراً فاحفظهما وسلمهما حيث كانا ، وحيثما توجها ، قال : فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله فما استتم الدعاء فإذا بجبرئيل عليه السلام قد هبط من السماء ومعه عظماء الملائكة وهم يؤمنون على دعاء النبي صلى الله عليه وآله فقال جبرئيل : يا حبيبي ، يا محمد لا تحزن ولا تغتم وأبشر ، فان ولديك فاضلان في الدنيا وفاضلان في الآخرة وابوهما خير منهما ، وهما نائمان في حظيرة بني النجار ، وقد وكل الله بهما ملكاً يحفظهما ، قال : فلما قال له جبرئيل عليه السلام ذلك ، سرى عنه (1) فقام رسول الله صلى الله عليه وآله هو واصحابه وهو فرح مسرور حتى أتوا حظيرة بني النجار وإذا الحسن والحسين عليهما السلام نائمان ، وإذاً الحسين معانق للحسن عليه السلام ، واذ ذاك الملك الموكل بهما قد وضع أحد جناحيه بالأرض فوطأ (2) به تحتهما يقيهما حر الارض ، والجناح الآخر قد جللهما به يقيهما حر الشمس قال : فانكب النبي صلى الله عليه وآله يقبلهما واحدا فواحدا ، ويمسحهما بيده حتى ايقظهما من نومهما قال : فلما انتبها من نومهما ، حمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن على عاتقه ، وحمل جبرئيل عليه السلام الحسين عليه السلام على ريشه من جناح الأيمن حتى خرج بهما من الحظيرة وهو يقول : والله لأشرفنكما اليوم كما شرفكما الله عزوجل في سماواته ، فبينا هو وجبرئيل عليه السلام يمشيان حتى تمثل جبرئيل دحية الكلبي وقد حملاهما ، إذ أقبل أبو بكر فقال : يا رسول الله ، ناولنى أحد الصبيين وخفف عنك وعن صاحبك ، فانا احفظه حتى أوديه اليك ، فقال رسول الله جزاك الله خيراً يا ابا بكر ، دعهما فنعم الحاملان نحن ونعم الراكبان هما وابوهما خير منهما ، فحملاهما وابو بكر معهما حتى أتوا بهما إلى باب مسجد المدينة ، ثم أقبل بلال فقال له النبي : يا بلال هلم علي بالناس فناد لى فيهم فاجمعهم لى في المسجد ، فقام النبي على قدمه خطيباً فخطب الناس بخطبة أبلغ فيها ، فحمد الله عزوجل وأثنى عليه بما هو أهله ومستحقه ، ثم قال : يا معاشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس جداً وجدة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : عليكم بالحسن والحسين ، فان جدهما محمد صلى الله عليه وآله وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة ، واول من سارعت إلى تصديق ما أنزل الله على نبيه وإلى الإيمان بالله وبرسوله ، ثم قال : يا معاشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس أبا واما ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : عليكم بالحسن والحسين فان أباهما علي بن أبي طالب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وامهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فقد شرفهما الله في سماواته وأرضه ثم قال : ايامعشر المسلمين وهل أدلكم على خير الناس خالاً وخالة ؟ قالوا : بلى يارسول الله . قال عليكم بالحسن والحسين فان خالهما القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وخالتهما زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال يا معاشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس عما وعمة ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال عليكم بالحسن والحسين فان عمهما جعفر ذو الجناحين الطيار مع الملائكة في الجنة وعمتهما ام هاني بنت أبي طالب .
 ثم قال : اللهم انك تعلم ان الحسن والحسين في الجنة وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وأباهما في الجنة ، وامهما في الجنة ، وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة ، وخالتهما في الجنة ، ومن يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار ، قال فلما قلت ذلك للشيخ . وفهم قولي ، قال إليّ ، انشدتك الله تعالى من أنت ؟ قال : قلت : انا رجل من أهل الكوفة فقال لي : أعربي أنت ام مولى ؟ قال : قلت بل عربي شريف فقال لي : فانك تحدث بمثل هذا الحديث وأنت في هذا الكساء الرث ؟ فقلت له : ان لى قصة لا أحب أن ابديها لأحد قال فابدها لي ، فأمانة ، فقلت له أنا هارب من بني مروان على هذه الحال التي ترى ، لئلا اعرف ولو غيرت حالي لعرفت ولو اردت ان اعرف بنفسي لفعلت ولكني اخاف على نفسي القتل فقال لي : لا خوف عليك ، اقم عندي فكساني خلعتين خلعهما علي وحملنى على بغلة ، وثمن البغلة في ذلك الزمان في تلك البلدة مائة دينار ثم قال لي : يافتى اقررت عينى ، أقر الله عينك فوالله لأرشدنك إلى فتى يقر الله به عينك قال : قلت فأرشدني رحمك الله فأرشدني إلى باب دار فأتيت إلى الدار التي وصف لي وانا راكب على البغلة وعلي الخلعتان فقرعت الباب وناديت بالخادم فأذن لي بالدخول ، فدخلت عليه وإذا انا بفتى قاعد على سرير منجد صبيح الوجه حسن الجسم ، فسلمت عليه باحسن سلام فرد علي السلام بأحسن مرد ، ثم اخذ بيدى مكرماً حتى أجلسني إلى جانبه ؛ فلما نظر إليّ قال لي : والله يافتى اني لأعرف هذه الكسوة التى خلعت عليك واعرف هذه البغلة ، والله ما كان ابو محمد ـ وكان اسمه الحسن ـ ليكسوك خلعتيه هاتين ويحملك على بغلته هذه الا انك تحب الله ورسوله وذريته وجميع عترته فاحب رحمك الله ان تحدثني عن فضائل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام فقلت له : نعم بالحب والكرامة ، حدثني والدي ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا يوماً عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبلت فاطمة وقد حملت الحسن على كتفيها وهي تبكى بكاء شديداً قد شهقت في بكائها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يبكيك يا فاطمة ؟ لا أبكى الله عينيك فقالت : يا ابة ومالي لا أبكي ونساء قريش قد عيرتني فقلن لي : ان أباك زوجك من رجل معدم ، لا مال له ، قال : فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تبكي يا فاطمة ، فوالله ما أنا زوجتك ، بل الله زوجك من فوق سبع سماواته ، وشهد على ذلك جبرئيل وميكائيل واسرافيل ، ثم ان الله عزوجل اطلع إلى اهل الأرض ، فاختار من الخلائق اباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية إلى اهل الدنيا ، فاختار من الخلائق عليا ، فزوجك اياه ، واتخذته وصيا ، فعلي مني وانا من علي ، فعلي أشجع الناس قلبا ، واعلم الناس علماً ، واحلم الناس حلماً ، واقدم الناس سلماً . والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وسماهما الله تعالى في التوراة على لسان موسى عليه السلام « شبر » و« شبير » لكرامتهما على الله عزوجل . يا فاطمة لا تبكى ، فانى إذا دعيت غداً إلى رب العالمين فيكون علي معى ، وإذا حبيت غداً فيحبي معي ، يا فاطمة لا تبكي ، فان علياً وشيعته غداً هم الفائزون ، يدخلون الجنة ـ قال يوسف ... (1) يوم القيامة قال فلما قلت ذلك للفتى قال لي : انشدك بالله عزوجل من انت ؟ قلت : انا رجل من أهل الكوفة ، قال : أعربي ام مولى ؟ قلت : بل عربي شريف . قال فكساني ثلاثين ثوبا في تخت (2) وأعظاني عشرة آلاف درهم في كيس . ثم قال لي : اقررت عيني يافتى ، اقر الله عينيك ، ولم يسلني عما سوى ذلك ولكن لي اليك حاجة ، فقلت له قضيت ان شاء الله فقال : إذا اصبحت غداً فأت مسجد فلان كيما ترى اخي الشقي .
 قال أبو جعفر : فوالله لقد طالت علي تلك الليلة حتى خشيت الا أصبح حتى أفارق الدنيا . قال فلما اصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي ، وحضرت الصلاة فقمت في الصف الاول لفضله ، وإذا على جانبي إلى يسارى شاب معتم بعمامة ، فذهب ليركع فسقطت العمامة من رأسه فنظرت إليه فإذاً رأسه رأس خنزير ، ووجهه وجه خنزير .
 قال أبو جعفر : فوالذي احلف به ، ما علمت ما انا فيه ولا عقلت افي صلاة انا ، ام في غير صلاة تعجبا ودهشت حتى ما ادري ما أقول في صلاتي إلى أن فرغ الامام من التشهد ، فسلم وسلمت فقلت له : يافتى ما هذا الذي ارى بك ؟ فقال لي : فلعلك صاحب اخي الذي ارشدك إلي لتراني ؟ قلت : نعم ، وأخذ بيدى فأقامني وهو يبكي بكاء شديداً قد شهق في بكائه حتى كادت نفسه ان تفيض حتى اتى بي إلى منزله ، فقال لى : انظر إلى هذا البنيان ، فنظرت إليه ثم قال لي : اني رجل كنت أؤذن وأؤم بقوم وكنت ألعن علي بن أبي طالب بين الأذان والإقامة الف مرة ! وانه لما كان يوم الجمعة لعنت بين الاذان والاقامة اربعة آلاف ، مرة فخرجت من المسجد فأتيت الدار فاتكأت على هذا الدكان الذي اريتك ، فذهب بي النوم فنمت فرأيت في منامي كما انا بالجنة ، قد اقبلت وفيها قبة من زمرد خضراء ، قد زخرفت ونجدت ونضدت بالاستبرق والديباج وإذا حول القبة كراسي من لؤلؤ وزبرجد ، وإذا علي بن أبي طالب فيها متكئ وإذا أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين جلوس يتحدثون مستبشرين فرحين بعضهم [ من ] (1) بعض ، ثم رأيت أمامى فإذا انا بالنبي صلى الله عليه وآله قد اقبل وعن يمينه الحسن ومعه كأس فضة ، وعلى يساره الحسين ومعه كأس من نور وكانما قال النبي صلى الله عليه وآله للحسين ، يا حسين اسقني . فسقاه ، فشرب ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : اسق الجماعة ، فسقى ابا بكر وعمر وعثمان وعلياً فشربوا وكانما قال النبي صلى الله عليه وآله : يا حسين اسق هذا المتكى الذي على هذا الدكان ، فقال الحسين للنبي صلى الله عليه وآله : يا جداه ، يا جداه أتأمرني ان اسقي هذا وهو يلعن والدي علياً كل يوم الف مرة ، وقد لعنه في هذا اليوم وهو يوم الجمعة اربعة آلاف مرة ، فخرجت فإذا النبي صلى الله عليه وآله يقول : مالك ؟ ! عليك لعنة الله حتى قالها ثلاثا ، ويحك أتشتم علياً وعليّ مني ، مالك ؟ ! عليك غضب الله ، مالك ، عليك غضب الله حتى قالها ثلاثا ، ويلك اتشتم عليا وعلي منى ، ثم تفل في وجهى ثلاثا وضربني برجله ثلاثا ثم قال لي : غير الله ما بك من نعمة وسود وجهك وخلقك حتى تكون عبرة لمن سواك .
 قال فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس الخنزير ، ووجهي وجه خنزير ، على ما ترى . فقال سليمان بن مهران : فقال لي أبو جعفر : يا سليمان بن مهران هذان الحديثان كانا في يدك ؟ قلت : لا ، يا أمير المؤمنين ، فقال هؤلاء من دخائر الحديث وجوهره ، ثم قال لي : ويحك يا سليمان ، حب علي ايمان ، وبغضه نفاق ، فقلت : الأمان ! الأمان ! ، قال لك الامان ! ، يا سليمان فقلت : ما تقول في قاتل الحسين بن علي ؟ قال : في النار ، ابعده الله ، قلت وكذاك من يقتل من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله احدا فهو في النار ؟ قال فحرك أبو جعفر أمير المؤمنين رأسه طويلا ثم قال : ويحك يا سليمان ، الملك عقيم حتى قالها ثلاث مرات ، ثم قال لي : يا سليمان بن مهران اخرج فحدث الناس بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام بكل ما شئت ولا تكتم منه حرفا ، والسلام (1) ". ويقول في حديث آخر بنفس الكتاب..." وأخبرنا الشيخ الثقة الحافظ العدل أبو بكر محمد بن عبد الله (2) بن نصر الزاغوني ، حدثني أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن العلي بن بندار ، حدثنا أبو بكر أحمد ابن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عامر [ الطائي حدثنا أبي أحمد بن عامر ] بن سليمان حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن علي ، حدثني أبي على بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إني سألت ربي فيك خمس خصال فأعطاني : اما أولها فسألت ربى أن تنشق عنى الارض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي فاعطاني .
 وأما الثانية فسألت ربي ان يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فاعطاني .
 وأما الثالثة فسألت الله ان يجعلك حامل لوائي وهو لواء الله الاكبر ،عليه المفلحون الفائزون بالجنة فاعطاني .
 واما الرابعة فسألت ربي ان تسقي أمتي من حوضي فأعطاني .
 واما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد امتي إلى الجنة فأعطاني ، فالحمد لله الذي من عليّ بذلك (1) .
 281 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يا علي انك قسيم النار ، وانك تقرع باب الجنة فتدخلها بلا حساب (2) .
 282 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : يا محمد نعم الأب ، أبوك ابراهيم الخليل ، ونعم الأخ ، أخوك علي بن أبي طالب عليه السلام (3) .
 283 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما (4) .
 284 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : يا علي ان الله قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ومحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك ، وابشر فانك الانزع البطين ، منزوع من الشرك ، بطين من العلم (5) .
 285 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : يا على انك أعطيت ثلاثا قلت : فداك أبي وامي وما أعطيت ؟ قال : أعطيت صهرا مثلي ، وأعطيت مثل زوجتك فاطمة وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين (6) . ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام إليه رجل من الانصار فقال : فداك أبي وامي أنت ومن ؟ قال : أنا على دابة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة ، وبيده لواء الحمد ينادي : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميين ، ليس هذا ملكا مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب (1) .
 287 ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : يا علي أنت سيد المسلمين وامام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين (2) .
 288 ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : لما اسري بي إلى السماء اخذ جبرئيل بيدي واقعدني على درنوك (3) من درانيك الجنة ، وناولني سفرجلة ، وأنا اقلبها ، إذ انفلقت فخرجت منها جارية حوراء ، لم أر أحسن منها ، فقالت : السلام عليك يا محمد (4) ، فقلت : من أنت ؟ قالت : أنا الراضية المرضية ، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف : اسفلي من مسك ، ووسطى من كافور ، واعلاي من عنبر ، عجنني من ماء الحيوان ثم قال لى الجبار : كوني ، فكنت ، خلقني لأخيك وابن عمك علي بن أبي طالب (5) . ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : يا علي إذا كان يوم القيامة اخذت بحجزة الله ، واخذت أنت بحجزتي ، واخذ ولدك بحجزتك واخذت شيعة ولدك بحجزتهم ، فترى أين يؤمر بنا ؟
 290 ـ واخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاد الامين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ ، أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسن السمان ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ببغداد ـ بقرائتي عليه ـ أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي ، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد ابن صالح التمار ، حدثنا محمد بن مسلم بن وارة ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : كنت جالساً عند أبي بكر الصديق ، فقال : من كانت له عند رسول الله عدة فليقم ، فقام رجل فقال : يا خليفة رسول الله أنه وعدني ثلاث حثيات من تمر ، فقال : ارسلوا إلى علي [ فجاء ] فقال : يا أبا الحسن ان هذا يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وعده ان يحثى له ثلاث حثيات من تمر ، فاحثها له فحثاها فقال أبو بكر : عدوها ، فوجدوا في كل حثية ستين تمرة ، لا تزيد واحدة على الاخرى ، فال أبو بكر الصديق : صدق الله ورسوله قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الهجرة ـ ونحن خارجون من الغار نريد المدينة يا أبا بكر كفي وكف علي في العدد سواء (1) .
 291 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرني أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ـ بقراءتي ـ عليه حدثنا أبو بكر محمد بن حيان الدير عاقولي (2) حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الاشناني ، حدثنا محمد بن يحيى الفارسي ، عن سليمان بن حرب ، عن يونس بن سليمان التميمي ، عن أبيه ، عن زيد بن يثيع قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية ، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال : يا معاشر المسلمين ، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ، طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ، ردي الولادة ، فقال رجل : يا زيد أأنت سمعت منه ؟ قال أي ورب الكعبة (1) .
 
الأم: كم من المظالم تحملت يا سيدتي!!! لا اله إلا الله...لا اله إلا الله...لا حول ولا قوة إلا بالله....
نبراس: امي ...كون علي عليه السلام كفؤ لفاطمة جعلني ابحث عن قصة زواجهما عليهما السلام...فهل تريدين معرفتها؟
الأم: طبعا ً...ولم لا؟


([1]) سيرة الملا، ذخائر العقبى.

([2]) الترمذي، وابن عبد ربه في العقد الفريد: ج2 ص3.

([3]) الفصول المهمة 150 نزهة المجالس ج2 ص228 نور الأبصار ص45.

([4]) صحاح البخاري ومسلم والترمذي، مسند أحمد ج4 ص328 الخصائص للنسائي ص35.

([5]) مسند أحمد ج4 ص323 الصواعق المحرقة 113.

([6]) صحيح البخاري، خصائص النسائي ص35.

([7]) الخصائص للنسائي 29، مستدرك الحاكم ج3 ص155.

([8]) الطبراني، كنز العمال ج6 ص153، مجمع الزوائد ج9 ص165.

([9]) مواقف الآيجي ص8.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net