متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في ظلامتها ووصيتها ومقتلها وتشييعها وعلم الرسول وآله بمقتلها ومصيبة سلب فدك والخلافة وموضع قبرها (ع)
الكتاب : روحي فاطمة    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

الباب السابع
{ في ظلامتها ووصيتها ومقتلها وتشييعها وعلم الرسول وآله بمقتلها ومصيبة سلب فدك والخلافة وموضع قبرها عليها السلام }


هذا ما جاء في سترها عليها السلام ...اما مسألة الظلامة التي ارتبطت بالحجاب فهي مصيبة المصائب يا امي...
الأم: ماتعنين ي بنية؟ 
نبراس: يا امي ماعهدناه انها قتلت بسبب الأحزان ...صح؟
الأم: وهل من خبر آخر يا بنية؟
نبراس: امي ....اكتشفت ان هذا محض هراء وإفتراء....فقد قتلت السيدة قتلاً متعمدا ً بيد أعداء الرسول وآل بيت الرسول...
الأم: كيف!!!ومن ذا الذي يقتل أطهر نساء الكون؟ اي متوحش هذا الذي يقتل سيدة بهذه الرقة والكرم والعفة والإيمان؟
نبراس: سأقرأ لك العديد من الروايات التي نشرت بحق هذه الظلامة يا امي...لكن كي نعرف اول ظلامة لابد لنا من ان نقرأ عن اشهر خطبة لها وهي المسماة بالفدكية....والتي تخص فدك المسلوبة....سأستهل بحديث يؤكد شهادتها عليها افضل الصلاة والسلام... هاذا حديث لسيدي الإمام الكاظم عليه السلام , يقول الكاتب : عن مولانا الإمام الكاظم (عليه السلام)في حق جدته فاطمة الزهراء (سلام الله عليها):(إنها صدِّيقة شهيدة) (سلام الله عليها)...والآن...صدَّقت؟
 الأم: ياالهي....لم اعلم بهذا من قبل....اعتقدت انها متوفاة بسبب الحزن على الرسول الأعظم صلـّى الله عليه وآله....لعن الله من قتلها وظلمها...
نبراس:اي والله ولا يكفي اللعن....اماه سأقرأ لك ماكتب هنا.... اعتقد ان هذا الموضوع سيتطلب جهدا ًكبيرا ً يا امي...لكن ...
الأم: ان بحثت لي عن الإجابات سيبارك الله فيك يا بنية..ألا تودين ان تنالي الشفاعة الفاطمية؟
نبراس:بلى ...وكيف لي ان لا ارغب بها؟
الأم: اذن فإبحثي لي عن الإجابات...
نبراس: حسنا ...لكن انتظري قليلا....فالبحث يتطلب بعض الوقت...
الأم: عجـِّلي يا بنية ...بالزهراء عليك...لا اكاد اطيق الإنتظار...
نبراس: سأفعل...لكن بترتيب الأحداث...اولا ًكان حديث الإمام موسى  الكاظم عليه افضل الصلاةوالسلام...وثانياً...هممممم....اه...وجدته...يقول السيد الشيرازي رحمة الله في كتابه كلمة الإمام الحسين ع"ص 33 تحت عنوان"معيار الحق" دوني ذلك يا امي...
الأم: دونته...اكملي ماذا يقول...
نبراس: يقول السيد..."قال رسول الله ص"ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها"...لا اله إلا الله ...ألا يصدقون برسول الله؟الم يذكرهم بالسيدة ويبين مكانتها!!! لا يعقل ما فعل هؤلاء النواصب بها...الله اكبر ...!!!هذا الحديث سيكون حجة على من آذاها...
الأم :حسبي الله ونعم الوكيل على قاتليها...الم يذكر شيء آخر حول الموضوع؟
نبراس: لحظة يا امي... سأبحث...هذا الموضوع يخص خطبها عليها السلام... وهي وصف لأول مظلمة ...بخس ارثها وحقها يا امي...في موسوعة سيدة النساء فاطمة الزهراء ذكـِرَت لها خطبة عليها السلام.. يقول فيها الكاتب" روى عبدالله بنُ الحسن عليه السلام باسنادِه عن آبائه عليهم السلام "أنَّه لَمّا أجْمَعَ أبوبكر عَلى مَنْعِ فاطمةَ عليها السلام فَدَكَ، وبَلَغَها ذلك، لاثَتْ خِمارَها على رأسِها، واشْتَمَلَتْ بِجِلْبابِها، وأَقْبَلَتْ في لُمَةٍ مِنْ حَفَدتِها ونساءِ قَوْمِها، تَطأ ذُيُولَها، ما تَخْرِمُ مِشْيَتُها مِشْيَةَ رَسولِ الله صلى الله عليه وآله، حَتّى دَخَلَتْ عَلى أَبي بَكْر وَهُو في حَشْدٍ مِنَ المهاجِرين والأَنصارِ وَ غَيْرِهِمْ فَنيطَتْ دونَها مُلاءَةٌ، فَجَلَسَتْ، ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ القومُ لها بِالْبُكاءِ. فَارْتَجَّ الْمَجلِسُ. ثُمَّ أمْهَلَتْ هَنِيَّةً حَتَّى إذا سَكَنَ نَشيجُ القومِ، وهَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْكَلامَ بِحَمدِ اللهِ وَالثناءِ عليه والصلاةِ على رسولِ الله، فعادَ القومُ في بُكائِهِمْ، فَلَما أمْسَكُوا عادَتْ فِي كلامِها، فَقَالَتْ عليها السلام:

الْحَمْدُ للهِ عَلى ما أنْعَمَ، وَلَهُ الشُّكْرُ على ما أَلْهَمَ، وَالثَّناءُ بِما قَدَّمَ، مِنْ عُمومِ نِعَمٍ ابْتَدَأها، وَسُبُوغ آلاءٍ أسْداها، وَتَمامِ مِنَنٍ والاها، جَمَّ عَنِ الإحْصاءِ عدَدُها، وَنأى عَنِ الْجَزاءِ أَمَدُها، وَتَفاوَتَ عَنِ الإِْدْراكِ أَبَدُها، وَنَدَبَهُمْ لاِسْتِزادَتِها بالشُّكْرِ لاِتِّصالِها، وَاسْتَحْمَدَ إلَى الْخَلايِقِ بِإجْزالِها، وَثَنّى بِالنَّدْبِ إلى أمْثالِها.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإِْخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَأَنارَ في الْفِكَرِ مَعْقُولَها. الْمُمْتَنِعُ مِنَ الإَْبْصارِ رُؤْيِتُهُ، وَمِنَ اْلأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَمِنَ الأَْوْهامِ كَيْفِيَّتُهُ. اِبْتَدَعَ الأَْشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها، وَأَنْشَأَها بِلا احْتِذاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَها، كَوَّنَها بِقُدْرَتِهِ، وَذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حاجَةٍ مِنْهُ إلى تَكْوينِها، وَلا فائِدَةٍ لَهُ في تَصْويرِها إلاّ تَثْبيتاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَنْبيهاً عَلى طاعَتِهِ، وَإظْهاراً لِقُدْرَتِهِ، وَتَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ، وإِعزازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ على طاعَتِهِ، وَوَضَعَ العِقابَ عَلى مَعْصِيِتَهِ، ذِيادَةً لِعِبادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِياشَةً مِنْهُ إلى جَنَّتِهِ.
وَأَشْهَدُ أنّ أبي مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمّاهُ قَبْلَ أنِ اجْتَبَلَهُ، وَاصْطِفاهُ قَبْلَ أنِ ابْتَعَثَهُ، إذِ الْخَلائِقُ بالغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَبِسِتْرِ الأَْهاويل مَصُونَةٌ، وَبِنِهايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللهِ تَعالى بِمآيِلِ الأُمُور، وَإحاطَةً بِحَوادِثِ الدُّهُورِ، وَمَعْرِفَةً بِمَواقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللهُ تعالى إتْماماً لأمْرِهِ، وَعَزيمَةً على إمْضاءِ حُكْمِهِ، وَإنْفاذاً لِمَقادِير حَتْمِهِ.
فَرَأى الأُمَمَ فِرَقاً في أدْيانِها، عُكَّفاً على نيرانِها، عابِدَةً لأَوثانِها، مُنْكِرَةً لله مَعَ عِرْفانِها. فَأَنارَ اللهُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ظُلَمَها، وكَشَفَ عَنِ القُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلّى عَنِ الأَبْصارِ غُمَمَها، وَقَامَ في النّاسِ بِالهِدايَةِ، وأنقَذَهُمْ مِنَ الغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُمْ إلى الدّينِ القَويمِ، وَدَعاهُمْ إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ.
ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إليْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاختِيارٍ، ورَغْبَةٍ وَإيثارٍ بِمُحَمَّدٍصلى الله عليه وآله عَنْ تَعَبِ هذِهِ الدّارِ في راحةٍ، قَدْ حُفَّ بالمَلائِكَةِ الأبْرارِ، وَرِضْوانِ الرَّبَّ الغَفارِ، ومُجاوَرَةِ المَلِكِ الجَبّارِ. صلى الله على أبي نبيَّهِ وأَمينِهِ عَلى الوَحْيِ، وَصَفِيِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنَ الخَلْقِ وَرَضِيِّهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثُمَّ التفتت إلى أهل المجلس وقالت:
أَنْتُمْ عِبادَ الله نُصْبُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَحَمَلَةُ دينِهِ وَوَحْيِهِ، وِأُمَناءُ اللهِ عَلى أنْفُسِكُمْ، وَبُلَغاؤُهُ إلى الأُمَمِ، وَزَعَمْتُمْ حَقٌّ لَكُمْ للهِ فِيكُمْ، عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ، وَبَقِيَّةٌ استَخْلَفَها عَلَيْكُمْ. كِتابُ اللهِ النّاطِقُ، والقُرْآنُ الصّادِقُ، وَالنُّورُ السّاطِعُ، وَالضِّياءُ اللاّمِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطَةٌ بِهِ أَشْياعُهُ، قائِدٌ إلى الرِّضْوانِ اتّباعُهُ، مُؤَدٍّ إلى النَّجاةِ إسْماعُهُ. بِهِ تُنالُ حُجَجُ اللهِ المُنَوَّرَةُ، وَعَزائِمُهُ المُفَسَّرَةُ، وَمَحارِمُهُ المُحَذَّرَةُ، وَبَيِّناتُهُ الجالِيَةُ، وَبَراهِينُهُ الكافِيَةُ، وَفَضائِلُهُ المَنْدوبَةُ، وَرُخَصُهُ المَوْهُوبَةُ، وَشَرايِعُهُ المَكْتُوبَةُ.
فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ، وَبِرَّ الْوالِدَيْنِ وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَصِلَةَ الأَرْحامِ مَنْماةً لِلْعَدَدِ، وَالْقِصاصَ حِصْناً لِلدِّماءِ، وَالْوَفاءَ بِالنَّذْرِ تَعْريضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَتَوْفِيَةَ الْمَكاييلِ وَالْمَوَازينِ تَغْييراً لِلْبَخْسِ، وَالنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً عَنِ الرِّجْسِ، وَاجْتِنابَ الْقَذْفِ حِجاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَتَرْكَ السِّرْقَةِ إيجاباً لِلْعِفَّةِ. وَحَرَّمَ الله الشِّرْكَ إخلاصاً لَهُ بالرُّبُوبِيَّةِ، {فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ} وَ أطيعُوا اللهَ فيما أمَرَكُمْ بِهِ وَنَهاكُمْ عَنْهُ، فَإنَّه {إنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِهِ العُلِماءُْْْْ}.
ثُمَّ قالت: أيُّها النّاسُ! اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ، وَأبي مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً، وَلا أقُولُ ما أقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْعلُ ما أفْعَلُ شَطَطاً: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيم} فَإنْ تَعْزُوه وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أبي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمَّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إلَيْهِ صَلى الله عليه وآله. فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأكْظامِهِمْ، داعِياً إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ، وَيَنْكُتُ الْهامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَنَطَقَ زَعِيمُ الدّينِ، وَخَرِسَتْ شَقاشِقُ الشَّياطينِ، وَطاحَ وَشيظُ النِّفاقِ، وَانْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَالشِّقاقِ، وَفُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الإْخْلاصِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْبيضِ الْخِماصِ، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطّامِعِ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، {تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُم}.
فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله بَعْدَ اللّتَيّا وَالَّتِي، وَبَعْدَ أنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجالِ وَذُؤْبانِ الْعَرَبِ وَمَرَدَةِ أهْلِ الْكِتاب,{كُلَّما أوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أطْفَأها اللهُ}، أوْنَجَمَ قَرْنٌ لِلْشَّيْطانِ، وَفَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَذَفَ أخاهُ في
لَهَواتِها، فَلا يَنْكَفِئُ حَتَّى يَطَأَ صِماخَها بِأَخْمَصِهِ، وِيُخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ، مَكْدُوداً في ذاتِ اللّهِ، مُجْتَهِداً في أمْرِ اللهِ، قَرِيباً مِنْ رِسُولِ اللّهِ سِيِّدَ أوْلياءِ اللّهِ، مُشْمِّراً ناصِحاً ، مُجِدّاً كادِحاً ـ وأَنْتُمْ فِي رَفاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وَادِعُونَ فاكِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنا الدَّوائِرَ، وتَتَوَكَّفُونَ الأَخْبارَ، وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ النِّزالِ، وَتَفِرُّونَ عِنْدَ القِتالِ.
فَلَمَّا اخْتارَ اللّهُ لِنَبِيِّهِ دارَ أنْبِيائِهِ وَمَأْوى أصْفِيائِهِ، ظَهَرَ فيكُمْ حَسيكَةُ النِّفاقِ وَسَمَلَ جِلبْابُ الدّينِ، وَنَطَقَ كاظِمُ الْغاوِينِ، وَنَبَغَ خامِلُ الأَقَلِّينَ، وَهَدَرَ فَنيقُ الْمُبْطِلِين.
فَخَطَرَ فِي عَرَصاتِكُمْ، وَأَطْلَعَ الشيْطانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرِزِهِ، هاتفاً بِكُمْ، فَأَلْفاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجيبينَ، وَلِلْغِرَّةِ فِيهِ مُلاحِظِينَ. ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ خِفافاً، وَأَحْمَشَكُمْ فَأَلْفاكَمْ غِضاباً، فَوَسَمْـتُمْ غَيْرَ اِبِلِكُمْ، وَأَوْرَدْتُمْ غَيْرَ شِرْبِكُمْ، هذا وَالْعَهْدُ قَريبٌ، وَالْكَلْمُ رَحِيبٌ، وَالْجُرْحُ لَمّا يَنْدَمِلْ، وَالرِّسُولُ لَمّا يُقْبَرْ، ابْتِداراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ، {ألا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَانَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطةٌ بِالْكافِرِينَ}.
فَهَيْهاتَ مِنْكُمْ، وَكَيْفَ بِكُمْ، وَأَنَى تُؤْفَكُونَ؟ وَكِتابُ اللّه بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظاهِرَةٌ، وَأَحْكامُهُ زاهِرَةٌ، وَأَعْلامُهُ باهِرَةٌ، وَزَواجِرُهُ لائِحَةٌ، وَأوامِرُهُ واضِحَةٌ، قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، أرَغَبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ، أمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ، {بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً} {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ}. ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا الاّ رَيْثَ أنْ تَسْكُنَ نَفْرَتُها، وَيَسْلَسَ قِيادُها ثُمَّ أَخّذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَها، وَتُهَيِّجُونَ جَمْرَتَها، وَتَسْتَجِيبُونَ لِهِتافِ الشَّيْطانِ الْغَوِيِّ، وَاطْفاءِ أنْوارِالدِّينِ الْجَلِيِّ، وَاهْمادِ سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، تُسِرُّونَ حَسْواً فِي ارْتِغاءٍ، وَتَمْشُونَ لأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فِي الْخَمَرِ وَالْضَّراءِ، وَنَصْبِرُ مِنْكُمْ عَلى مِثْلِ حَزِّ الْمُدى، وَوَخْزِ السِّنانِ فِي الحَشا، وَأَنْـتُمْ تزْعُمُونَ ألاّ ارْثَ لَنا، {أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ تَبْغُونَ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} أفَلا تَعْلَمُونَ؟ بَلى تَجَلّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضّاحِيَةِ أنِّى ابْنَتُهُ.
أَيُهَا الْمُسْلِمونَ أاُغْلَبُ عَلى ارْثِيَهْ يَا ابْنَ أبي قُحافَةَ! أفي كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وِلا أرِثَ أبي؟ {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّا}، أَفَعَلى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتابَ اللّهِ، وَنَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، اذْ يَقُولُ: {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ}, وَقالَ فيمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ يَحْيَي بْنِ زَكَرِيّا عليهما السلام اذْ قالَ رَبِّ {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِياًّ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} وَقَالَ: {وَ اُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّه}وَقالَ: {يُوصِكُمُ اللّهُ في أوْلادِكُمْ لِلذكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَيَيْنِ}وقال: {انْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ
الْأَقْرَبِبنَ بِالْمعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}، وزَعَمْتُمْ أَلَا حِظوَةَ لِي، وَلا إرْثَ مِنْ أبي لارَحِمَ بَيْنَنَا!
أَفَخَصَّكُمُ اللهُ بِآيَةٍ أخْرَجَ مِنْها أبِي؟ أمْ هَلْ تَقُولًونَ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ لا يَتَوارَثَانِ، وَلَسْتُ أَنَا وَأَبِي مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ واحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَعُمُومِهِ مِنْ أَبِي وَابْنِ عَمّي؟ فَدُونَكَها مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً. تَلْقاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ، وَ الزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيامَةُ، وَعِنْدَ السّاعَةِ ما تَخْسِرُونَ، وَلا يَنْفَعُكُمْ إذْ تَنْدَمُونَ، {وَلِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ}.
ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِها نَحْوَ الْأَنْصارِ فَقالَتْ: يا مَعاشِرَ الْفِتْيَةِ، وَأَعْضادَ الْمِلَّةِ، وَأنْصارَ الْإِسْلامِ! ما هذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي؟ وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلامَتِي؟ أما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله أبِي يَقُولُ: ((اَلْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ))؟ سَرْعانَ ما أَحْدَثْتُمْ، وَعَجْلانَ ذا إهالَةً، وَلَكُمْ طاقَةٌ بِما اُحاوِلُ، وَقُوَّةٌ عَلى ما أَطْلُبُ وَاُزاوِلُ!
أَتَقُولُونَ ماتَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وآله؟! فَخَطْبٌ جَليلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْيُهُ، وَاسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَانْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ، وَكُسِفَتِ النُّجُومُ لِمُصِيبَتِهِ، وَأَكْدَتِ الْآمالُ، وَخَشَعَتِ الْجِبالُ، وَاُضيعَ الْحَرِيمُ، وَاُزيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَماتِهِ. فَتِلْكِ وَاللهِ النّازلَةُ الْكُبْرى، وَالْمُصيبَةُ الْعُظْمى، لا مِثْلُها نازِلَةٌ وَلا بائِقَةٌ عاجِلَةٌ أعْلَنَ بِها كِتابُ اللهِ -جَلَّ ثَناؤُهُ- فِي أَفْنِيَتِكُمْ فِي مُمْساكُمْ وَمُصْبَحِكَمْ هِتافاً وَصُراخاً وَتِلاوَةً وَإلحاناً، وَلَقَبْلَهُ ما حَلَّ بِأنْبِياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ، حُكْمٌ فَصْلٌ وَقَضاءٌ حَتْمٌ: {وَما مُحَمَّدٌ إلاّ رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإنْ ماتَ أَو قُتِلَ انقلَبْتُمْ على أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرينَ}.
أيْهاً بَنِي قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِيَهْ وَأنْتُمْ بِمَرْأى مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُبْتَدأٍ وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ وَالْجُنَّةُ؛ تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلا تُغيثُونَ، وَأنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْكِفاحِ، مَعْرُفُونَ بِالْخَيْرِ وَالصَّلاحِ، وَالنُّجَبَةُ الَّتي انْتُجِبَتْ، وَالْخِيَرَةُ الَّتِي اخْتيرَتْ! قاتَلْتُمُ الْعَرَبَ، وَتَحَمَّلْتُمُ الْكَدَّ وَالتَّعَبَ، وَناطَحْتُمُ الاُْمَمَ، وَكافَحْتُمً الْبُهَمَ، فَلا نَبْرَحُ أو تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُكُمْ فَتَأْتَمِرُونَ حَتَّى دَارَتْ بِنا رَحَى الإْسْلامِ، وَدَرَّ حَلَبُ الأَيّامِ، وَخَضَعَتْ نُعَرَةُ الشِّرْكِ، وَسَكَنَتْ فَوْرَةُ الإْفْكِ، وَخَمَدَتْ نيرانُ الْكُفْرِ، وهَدَأتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَاسْتَوْسَقَ نِظامُ الدِّينِ؛ فَأَنّى جُرْتُمْ بَعْدَ الْبَيانِ، وَأَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الإْعْلانِ، وَنَكَصْتُمْ بَعْدَ الإْقْدامِ، وَأشْرَكْتُم ْبَعْدَ الإْيمانِ؟ {ألا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَداؤُكُمْ أوَّلَ مَرَّةٍ أتَخْشَوْهُمْ فَاللهُ أحَقُّ أنْ تَخْشَوْهُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
أَلا قَدْ أرى أنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إلَى الْخَفْضِ، وَأبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَالْقَبْضِ، وَخَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَنَجَوْتُمْ مِنَ الضِّيقِ بِالسَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ ما وَعَيْتُمْ، وَدَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ، {فَإنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأْرْضِ جَمِيعاً فَإنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}. ألا وَقَدْ قُلْتُ ما قُلْتُ عَلى مَعْرِفَةٍ مِنّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خامَرَتْكُمْ، وَالغَدْرَةِ التِي اسْتَشْعَرَتْها قُلُوبُكُمْ، وَلكِنَّها فَيْضَةُ النَّفْسِ، وَنَفْثَةُ الْغَيْظِ، وَخَوَرُ الْقَنا، وَبَثَّةُ الصُّدُورِ، وَتَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ.
فَدُونَكُمُوها فَاحْتَقِبُوها دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، باقِيَةَ الْعارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللهِ وَشَنارِ الْأَبَدِ، مَوْصُولَةً بِنارِ اللهِ الْمُوقَدَةِ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ. فَبعَيْنِ اللهِ ما تَفْعَلُونَ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلب ٍ ينقلِبُونَ}، وَأَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَديدٍ، {فَاعْمَلُوا إنّا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إنّا مُنْتَظِرُونَ}.
فَأَجابَها أَبُوبَكْرٍ عَبْدُاللهِ بْنُ عُثْمانَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ، لَقَدْ كانَ أَبُوكِ بالمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَريماً، رَؤُوفاً رَحِيماً، وَعَلىَ الْكافِرِينَ عَذاباً ألِيماً وَعِقاباً عَظِيماً ؛ فَإنْ عَزَوْناهُ وَجَدْناهُ أباكِ دُونَ النِّساءِ، وَأَخاً لِبَعْلِكِ دُونَ الْأَخِلاّءِ، آثَرَهُ عَلى كُلِّ حَمِيمٍ، وَساعَدَهُ فِي كُلِّ أمْرٍ جَسيمٍ، لا يُحِبُّكُمْ إلّا كُلُّ سَعِيدٍ، وَلا يُبْغِضُكُمْ إلّا كُلُّ شَقِيٍّ ؛ فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله الطَّيِّبُونَ، وَالْخِيَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَيْرِ أَدِلَّتُنا، وَإلَى الْجَنَّةِ مَسالِكُنا، وَأَنْتِ -يا خَيْرَةَ النِّساءِ وَابْنَةَ خَيْرِ الْأنْبِياءِ- صادِقَةٌ فِي قَوْلِكَ، سابِقَةٌ فِي وُفُورِ عَقْلِكِ، غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّكِ، وَلا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ، وَ وَاللهِ، ما عَدَوْتُ رَأْيَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله يَقُولُ: ((نَحْنُ مَعاشِرَ الْأَنْبِياءِ لا نُوَرِّثُ ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا داراً وَلا عِقاراً، وَإنَّما نُوَرِّثُ الْكُتُبَ وَالْحِكْمَةَ، وَالْعِلْمَ وَالنُّبُوَّةَ، وَما كانَ لَنا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ بَعْدَنا أنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِحُكْمِه)).
وَقَدْ جَعَلْنا ما حاوَلْتِهِ فِي الكُراعِ وَالسِّلاحِ يُقابِلُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ، وَيُجاهِدُونَ الْكُفّارَ، وَيُجالِدُونَ الْمَرَدَةَ ثُمَّ الْفُجّارَ. وَذلِكَ بِإجْماعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ أَتَفَرَّدْ بِهِ وَحْدِي، وَلَمْ أَسْتَبِدَّ بِما كانَ الرَّأْيُ فِيهِ عِنْدِي. وَهذِهِ حالي، وَمالي هِيَ لَكِ وَبَيْنَ يَدَيْكِ، لانَزْوي عَنْكِ وَلا نَدَّخِرُ دُونَكِ، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ اُمَّةِ أبِيكِ، وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لِبَنِيكِ، لا يُدْفَعُ ما لَكِ مِنْ فَضْلِكِ، وَلا يُوضَعُ مِنْ فَرْعِكِ وَأَصْلِكِ ؛ حُكْمُكِ نافِذٌ فِيما مَلَكَتْ يَداي، فَهَلْ تَرينَ أَنْ اُخالِفَ فِي ذلِكِ أباكِ صلّى الله عليه وآله؟
فَقَالَتْ عليها السلام: سُبْحانَ اللهِ! ما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآلهِ عَنْ كِتابِ الله صادِفاً، وَلا لِأَحْكامِهِ مُخالِفاً، بَلْ كانَ يَتَّبعُ أَثَرَهُ، وَيَقْفُو سُورَهُ، أَفَتَجْمَعُونَ إلى الْغَدْرِ اْغتِلالاً عَلَيْهِ بِالزُّورِ ؛ وَهذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبِيهٌ بِما بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فِي حَياتِهِ. هذا كِتابُ اللهِ حَكَماً عَدْلاً، وَناطِقاً فَصْلاً، يَقُولُ:
{يَرِثُني وَيَرِثُ مَنْ آلِ يَعْقوبَ} ،{وَوَرِثَ سُلَيْمانَ داوُدَ} فَبَيَّنَ عَزَّ وَجَلَّ فيما وَزَّعَ عَلَيْهِ مِنَ الأَقْساطِ، وَشَرَّعَ مِنَ الفَرايِضِ وَالميراثِ، وَأَباحَ مِنْ حَظَّ الذُّكْرانِ وَالإِناثِ ما أَزاحَ عِلَّةَ المُبْطِلينَ، وأَزالَ التَّظَنّي وَالشُّبُهاتِ في الغابِرينَ، كَلاّ {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُم أَنْفُسُكُمْ أَمْراًفَصَبْرٌ جَميلٌ وَاللهُ المُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفونَ}.
 فَقالَ أَبو بَكْرٍ: صَدَقَ اللهُ وَرَسولُهُ، وَ صَدَقَتِ ابْنَتَهُ؛ أَنْتِ مَعْدِنُ الحِكْمَةِ، وَمَوْطِنُ الهُدى وَ الرَّحْمَةِ، وَرُكْنُ الدِّينِ وَعَيْنُ الحُجَّةِ، لا أُبْعِدُ صوابَكِ، وَلا أُنْكِرُ خِطابَكِ هؤلاءِ المُسْلِمونَ بَيْنِيَ وبَيْنَكِ، قَلَّدوني ما تَقَلَّدْتُ، وَ باتِّفاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ ما أَخَذْتُ غَيْرَ مُكابِرٍ وَلا مُسْتَبِدٍّ وَلا مُسْتَأْثِرٍ، وِهُمْ بِذلِكَ شُهودٌ.
فَالتَفَتَتْ فاطِمَةُ عَلَيْها السَّلام وَقالَتْ: مَعاشِرَ النّاسِ المُسْرِعَةِ إِلى قِيلِ الباطِلِ، المُغْضِيَةِ عَلى الفِعْلِ القَبيحِ الخاسِرِ {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ أَمْ عَلى قُلوبِهِم أَقْفالُها} كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلوبِكُمْ ما أَسَأتُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِكُمْ وَأَبْصارِكُمْ، وَ لَبِئْسَ ما تَأَوَّلْتُمْ، وَساءَ ما أَشَرْتُمْ، وشَرَّ ما مِنْهُ اعتَضْتُمْ، لَتَجِدَنَّ _ وَاللهِ_ مَحْمِلَهُ ثَقيلاً، وَ غِبَّهُ وَبيلاً إِذا كُشِفَ لَكُمُ الغِطاءُ، وَبانَ ما وَراءَهُ الضَراءُ، {وَبَدا لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ما لَمْ تَكونوا تَحْتَسِبونَ} وَ {خَسِرَ هُنالِكَ المُبْطِلونَ}.
ثُمَّ عَطَفَتْ عَلى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَقالَتْ:
قَدْ كان بَعْدَكَ أَنْباءٌ وَ هَنْبَثَةٌ لَوْ كُنْتَ شاهِدَها لَمْ تَكْبُرِ الخَطْبُ
إِنّا فَقَدْناكَ فَقْدُ الأَرْضِ وابِلُها وَاخْتَلَّ قَوِمُكَ فَاشْهَدْهُمْ وَقَدْ نَكِبوا
وَكُلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبى وَمَنْزِلَةٌ عِنْدَ الإِلهِ عَلَى الأَدْنَيْنِ مُقْتَرِبُ
أَبْدَتْ رِجالٌ لَنا نَجْوى صُدورِهِمِ لَمّا مَضَيْتَ وَحالَتْ دونَكَ التُّرَبُ
تَجَهَّمَتْنا رِجالٌ واسْتُخفَّ بِنا لَمّا فُقِدْتَ وَكُلُّ الأَرْضِ مُغْتَصَبُ
وَكُنْتَ بَدْراً وَنُوراً يُسْتَضاءُ بِهِ عَلَيْكَ تُنْزَلُ مِنْ ذي العِزَّةِ الكُتُبِ
وَكانَ جِبْريلُ بِالآياتِ يونِسُنا فَقَدْ فُقِدْتَ فَكُلُّ الخَيْرِ مُحْتَجِبٌ
فَلَيْتَ قَبْلَكَ كانَ المَوْتُ صادَفَنا لِما مَضَيْتَ وَحالَتْ دونَكَ الكُتُبُ
إِنّا رُزِئْنا بِما لَمْ يُرْزَ ذُو شَجَنٍ مِنَ البَرِيَّةِ لا عُجْمٌ وَلا عَرَبُ
ثُمَّ انْكَفَأَتْ عليها السلام وأميرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام يَتَوَقَّعُ رُجُوعَها إليْهِ، وَيَتَطَلَّعُ طُلُوعَها عَلَيْهِ. فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِها الدّارُ قالتْ لأميرِ المُؤمنينَ عليه السلام: يا ابْنَ أبِي طالِب! اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الجَنِينِ، وَقَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنينِ! نَقَضْتَ قادِمَةَ الأَجْدِلِ، فَخانَكَ ريشُ الأَعْزَلِ؛ هذا ابْنُ أبي قُحافَةَ يَبْتَزُّنِي نُحَيْلَةَ أبي وَبُلْغَةَ ابْنِي، لَقَدْ أجْهَرَ في خِصامِي، وَالفَيْتُهُ أَلَدَّ في كَلامِي، حَتَّى حَبَسَتْنِي قَيْلَةُ نَصْرَها، وَالمُهاجِرَةُ وَصْلَها، وَغَضَّتِ الجَماعَةُ دُونِي طَرْفَها؛ فَلا دافِعَ وَلا مانِعَ، خَرَجْتُ كاظِمَةً، وَعُدْتُ راغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّكَ يَوْمَ أَضَعْتَ حَدَّكَ، إِفْتَرَسْتَ الذِّئابَ، وَافْتَرَشْتَ التُّرابَ، ما كَفَفْتُ قائِلاً، وَلا أَغْنَيْتُ باطِلاً، وَلا خِيارَلي. لَيْتَنِي مِتُّ قَبلَ هَنِيَّتِي وَدُونَ زَلَّتِي. عَذيريَ اللهُ مِنْكَ عادِياً وَمِنْكَ حامِياً. وَيْلايَ في كُلِّ شارِقٍ، ماتَ الْعَمَدُ، وَوَهَتِ الْعَضُدُ.
شَكْوايَ إلى أبي، وَعَدْوايَ إلى رَبِّي. اللّهُمَّ أنْتَ أشَدُّ قُوَّةً وَحَوْلاً، وَأحَدُّ بَأْساً وَتَنْكِيلاً.

فَقالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: لاوَيْلَ عَلَيْكِ، الْوَيْلُ لِشانِئِكِ، نَهْنِهي عَنْ وَجْدِكِ يَا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ وَبَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَما وَنَيْتُ عَنْ ديِني، وَلا أَخْطَأْتُ مَقْدُوري، فَإنْ كُنْتِ تُريدينَ الْبُلْغَةَ فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَكَفيلُكِ مَأمُونٌ، وَما أعَدَّ لَكِ أفْضَلُ ممّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِي اللهَ، فَقالَتْ: حَسْبِيَ اللهُ، وَأمْسَكَتْ. "... اي وربـّي سبحانه...انها تصف ظلم من ظلموها...هل سمعت يا امي؟قـَرَأَتْ قصـَّتها كاملة في خطبة... وكأن رسول الله قد تجلـّى بصورة فاطمة ونطق بهذا الكلام...فعلا كما قال الرسول صلـّى الله عليه واله "ذرية بعضها من بعض"...علم وفصاحة ومنطق وثقة عالية بالنفس...وهيبة نبوية...وكيف لا تهاب وهي سيدة نساء العالمين وبنت خير المرسلين وزوجة سيد الوصيين اخا رسول رب العالمين وام الأئمه والسبطين الحسن والحسين المعصومة بنت المعصوم زوجة المعصوم ام المعصومين؟
الأم:اي وربّ علي...ذرية بعضها من بعض...كلامها تعجز القواعد عن وصف جماله وكمالة وبلاغته...بنت من!!!زوج من!!! ام من!!!هي من!!!...الله...الله!!!...ماتقول ايضا ً؟
نبراس: امي ...يا امي...
الأم: نعم...ماذا؟
نبراس: ارجوك...لقد اخترت خطبة واحدة...امي...خطبة واحدة فقط...
الأم(مبتسمة): يا بنية لا تلوميني ...انا اعشق هذه السيدة....وسمعت كلامها واعجبني ان اسمع منه اكثر ...
نبراس: ستسمعين...لكن امهليني قليلا ً ارجوك...
الأم: طيب...فوضت امري لله ...
نبراس: هكذا اريدك دوما ً....تعلمي الصبر لتكوني اجمل...اما علمتني هذه الجملة بنفسك ؟...هه..الآن ...يا حبيبة قلبي ...هذه الصفحة تخص شبكة الشيعة العالمية...انظري ماقد كتب هنا يا امي...تحت عنوان "مأساة فدك والعوالي"...يقول الكاتب" قال تعالى ( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون ) هذه الآية كما تراها خطاب من الله عز وجل إلى حبيبه محمد ( ص ) يأمره أن يؤتي ذا القربى حقه ، فمن ذو القربى ؟ وما هو حقه ؟ لقد ذكرنا - في آيه ذا القربى أو آية المودة - أن المقصود من القربى هم أقرباء الرسول وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فيكون المعنى : واعطِ ذوي قرباك حقوقهم. روي عن أبي سعيد الخدري وغيره أنه لما نزلت هذه الآية على النبي ( ص ) أعطى فاطمة ع فدكاً وسلمه إليها ، وهو المروي عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام وهو المشهور بين علماء الشيعة ".اظننا وجدنا شيئا ً آخر عن ما يخص فدك المسلوبة...انت محظوظة يا اماه....فلكل سؤال سألتني اياه جواب شافي,وقد وجدنا بعضها ...وانا بصدد البحث عن باقي الإجابات...
الأم: مـُحـِبـَةُ فاطمة لا تشقى يا حبيبتي...
نبراس:اي والله...يقول " وقد ذكر ذلك من علماء السنة عدد كثير بطرق عديدة فمنها :صرح في ( كنز العمال ) وفي مختصره المطبوع في الهامش من كتاب ( المسند ) لأحمد بن حنبل في مسألة صلة الرحم من كتاب ( الأخلاق ) عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت : ( وآت ذا القربى حقه ) قال النبي ( ص ) يا فاطمة لك فدك . قال : رواه الحاكم في تاريخه وفي ص 177 من الجزء الرابع من تفسيره ( الدر المنثور ) للسيوطي أنه أخرج البزار وأبو يعلي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا النبي ( ص ) فاطمة فأعطاها فدك "....
....فتبسـَّمـَت نبراس ناظرة الى وجه امها...
الأم(ضاحكة): اجل...اجل...دوَّنت كل ذلك ...الا يوجد شيء آخر يتحدث عن فدك المسلوبة ؟
نبراس(مبتسمة): توقعت انك قد لاحظت ذلك العنوان...يا امي... يانور عيني...طلباتك اوامر ...هنالك شرح يبين هذا الموضوع وفي نفس الصفحة ايضاً...ولقد رأيت عينيك تبحث عن ما بين السطور...
الأم(مبتسمة):اذن ما سبب انتظارك ؟ اكملي يا ابنتي...هيا...
نبراس: ارى انك اشد رغبة مني بالقراءة والبحث...اتمنى لو انك انت التي تبحثين...لكن...سأبحث انا... رغبة بالتعلم والثواب...يقول ..." فما هي فدك ؟ التحدث عن فدك يشمل الموارد الآتية :
 1 - ما هي الفدك ؟
 2 - هل كانت فدك لرسول الله ( ص ) خاصة أم للمسلمين عامة ؟
 3 - هل دفع الرسول فدكاً إلى ابنته فاطمة الزهراء نحلة وعطية في حياته أم لا ؟
 4 - هل يورث رسول الله ( ص ) أم لا ؟
 5 - هل كانت السيدة فاطمة الزهراء تتصرف في فدك في حياة أبيها الرسول أم لا ؟أما الأول : فقد ذكر اللغويون أقوالهم في فدك :في القاموس : فدك قرية بخيبر .وفي المصباح : فدك - بفتحتين - بلدة بينها وبين مدينة النبي ( ص ) يومان ، وبينها وبين خيبر دون مرحلة وهي مما أفاء الله على رسوله ( ص ) . وفي معجم البلدان للحموي ، باب الفاء والدال -: فدك : بالتحريك ، وآخره كاف قرية بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، أفاءها الله على رسوله ( ص ) في سنة سبع صلحاً ،ذلك أن النبي ( ص ) لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلاث ، واشتد بهم الحصار أرسلوا إلى رسول الله ( ص ) يسألونه أن ينزلهم على الجلاء ، وفعل ، وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله ( ص ) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم ، فأجابهم إلى ذلك فهو مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله ( ص ) "....امي...لقد ذكر ايضا ً كيف اصبحت ملكا ً للرسول صلـّى الله عليه وآله...يقول الكاتب" ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة ، والشيخ السمهودي في تاريخ المدينة أن عمر قال : إني أحدثكم عن هذا الأمر : إن الله خص نبيه في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره فقال : ( ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) ، فكانت هذه خالصة لرسول الله.."اذن هذا اعتراف بحق محمد وآله بملكها...ويقول" إذن فالمستفاد من مجموعة الآيات والروايات أن فدك كانت لرسول الله ( ص ) خالصة ، وأن النبي ( ص ) أعطى فاطمة فدكاً بعنوان النحلة والعطية بأمر الله تعالى حيث أمره بقوله ( وآت ذا القربى حقه )" ...أرأيت الظلم يا امي؟
الأم: كل هذا وسلبت!!!
نبراس: وسلبت....
الأم:لا اله الاّ الله....ولاحول ولا قوَّة إلا بالله....لعن الله من سلبك حقك يا سيدتي فاطمة...
نبراس: آمين...
الأم :هل من شيء آخر ذكر حول فدك؟
نبراس: امهليني دقيقة...هاه...ها هوَ..في عودة الى كتاب كلمة السيدة الزهراء عليها السلام كتب السيد عباس المدرّسي كلاما ً جميلا ,سأقرأه بأكمله...وهو يؤكد الخطبة اعلاه ...يقول السيد "بقدها النحيل ، وصوتها المضمخ بالألم ، وبعقلها النير الكبير ، وقلبها الشجاع البصير .. وقفت فاطمة الزهراء تلقي خطابها العظيم في مسجد ابيها رسول الله (ص) بالمدينة لتجلو درب الرسول الذي رش النور على درب الانسان ، وضوّى برسالته ابعاد الزمان والمكان ، ولكي ترفع عن كاهل الاسلام ظلم الظالمين وعدوان المغتصبين ، ولتهزّ الأرض من تحت اقدام المستبدّين الحاكمين وحتى قيام الساعة . ان خطاب الزهراء فاطمة (ع) في مسجد ابيها محمد (ص) احتجاجاً على غصب « فدك » لم يكن مجرد صرخة في وجه الظلم بل كان بالدرجة الأولى « تعرية » لمنهج خاطىء و « انذارا » لمستقبل خطير تترقبة الجزيرة العربية جزاء زحزحة الوصي عن زعامة الامّة بعد الرسول الاعظم . لقد جاء الخطاب في المسجد النبوي ، وبجوار قبر المصطفى محمد (ص) ليسجل اعتراض المسجد النبوي الذي كان دائماً محور الهدى الديني ـ على « سقيفة بني ساعدة » الذي جرى تحت سقفه أول مؤامرة على خط المسجد . وخط باني المساجد رسول الله محمد « ص » . لم تكن فاطمة ع من النوع الذي يقيم لحطام الدنيا وزناً ـ وهي التي اهدت حتّى ثياب عرسها لسائلة مسكينة ليلة الزفاف ـ وهي التي شهد القرآن لها ولألها في سورة ( هل أتى ) بالايثار في سبيل الله ولو كان بهم خصاصة ، وهي التي شهدت لها آية التطهير ( انّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً ) بالصدق والعفّة ولكن اغتصاب « فدك » كان حجة على الذين غصبوا الخلافة وسنداً واضحاً يدين فعل « المغتصبين » . لقد اثبتت الزهراء (ع) للتاريخ كلّه أنّ خلافة تقوم في أول خطوة لها بالاعتداء على « املاك رسول الله » ليست امتداداً للنبي بقدر ما هي انقلاب عليه ، كما هو شأن كلّ « الانقلابات » الّتي تتمّ في الدنيا حيث يصادر الرئيس الجديد ممتلكات الرئيس السابق الذي انقلب عليه ، بحجةٍ أو بأخرى ، حتّى لا يستطيع اعوانه واقربائه من الدفاع عن انفسهم والعودة الى مراكز الحكم والسلطة, إن أي شخص يتجرّد من العصبية المذهبية ويفهم اوّليات السياسة يدرك مغزى مصادرة « فدك »واخراج عمّال فاطمة ع منها وبالقوة او كما يعبر صاحب الصواعق المحرقة « انتزاع فدك من فاطمة ».. كما يدرك مغزى اصرار فاطمة الزهراء (ع) على المطالبة بحقّها حتّى الموت ... فلم تكن فدك هي المطلوبة بل « الخلافة الاسلامية » ـ ولم يكن اصرار الخليفة على موقفه ، الاّ لكي يقطع المدد عن المطالبين بالخلافة . من هنا قامت فاطمة (ع) تطالب حقّها المغتصب باعتبارة « نحلة » من رسول الله اليها فطالبها الخليفة بالشهود.. وشهد على ذلك « عليّ » و «أمّ ايمن » و « الحسنان » فردت شهادة امّ ايمن بحجّة انّها امرأة ـ علماً بأن الرسول قد شهد لها بأنّها من اهل الجنة ، ـ وردت شهادة عليّ ـ بحجّة أنّه يجر النار إلى قرصه !! وردّت شهادة سيّدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين بحجّة انّهما صغيران !! علماً ـ بأن صاحب اليد على الملك ، لا يطالب بالشهود في أيّ مذهب من مذاهب الاسلام ولا في ايّ قانون من قوانين الارض أو السماء فلا يحقّ لأي كان ان ينتزع يد احد على ملك ، ثم يطالبه باثبات ملكيته له . ولما رفضت شهود فاطمة بالنحله.. قالت اذن : فهي « ملكي » بالإرث ، فرتّبوا على الفور حديثاً على لسان النبي الاكرم يقول : ( نحن معاشر الانبياء لا نورث ذهباً ولا ديناراً .. ) ناسين أنّه مخالف لصريح القرآن الكريم في آيات كثيرة ومتفرقة ( مذكورة في خطاب الزهراء ع) ".
الأم: الله اكبر...أعـَلى الله ورسوله يفترون!!!
نبراس: اجل ...افتروا ...وافتروا ببشاعة...سأكمل يا ام.. فللحديث بقية ...هممممم...يا امي الحبيبة...يقول"ولم يكن أمام فاطمة الزهراء (ع) إلا لتلقي حجّتها في المسجد وعلى رؤوس الاشهاد.. فجاء خطابها قاصعاً قامعاً دامغاً لا يدع مجالاً للريب عند أحد"....لا اله إلا الله...
الأم:لعنهم الله اولئك الذين ظلموا سيدتنا بهذا الشكل الفضيع...
نبراس: فعلا يستحقون اشد انواع التعذيب...وكل الألم..كما آلموها روحا ً وجسدا ً...
الأم:اي والله...بنيـَّة...اخبريني...الا تقرأئين لي شيئا ً آخر من خطبها او كلامها سلام الله عليها؟والله لأفخر أن تكون لي سيِّدَة بهذا الرقي والعلم والرفعة...فما شهدنا مثلها ابداً...
نبراس:امي ...وجدت في "موسوعة سيدة نساء العالمين" موضوعا ً يختص بخطبها سلام الله عليها ...هذه الخطبة لقومٍ غصبوا حق زوجها ع....تقول بأبي هي وامـّي" خطبتهاع لقوم غصبوا حق زوجها  ع..." روى أن بعد رحلة النبي صلـّى الله عليه واله وغصب ولاية وصيه ، احتزم عمر بإزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادى : ان ابا بكر قد بويع له ، فهلموا إلى البيعة ، فينثال الناس فيبايعون ، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل على عليه السلام فطالبه بالخروج ، فأبى ، فدعا عمر بحطب ونار وقال : والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على ما فيه - إلى ان قال : - وخرجت فاطمة بنت رسول الله صلـّى الله عليه واله إليهم ، فوقفت على الباب ثم قالت :" لا عهد لي بقوم أسوأ(أسوء) محضر منكم ، تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا ، وقطعتم امركم فيما بينكم ، فلم تؤمرونا ولم تروا لنا حقنا ، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم . والله لقد عقد له يومئذ الولاء ، ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ،ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم ، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة "...أرأيت يا امي؟من بجـَّلوه...هو من ظلمهما...ومن أمـَّروه هومن سلبهما حقـَّهما ...وهو من سارع لقتل زوجها وقتلها...وكان يعلم بوقوفها خلف الباب...دليل على ذلك انها اجابت من خلف الباب...لا اله الا الله.. سلام الله على علي المظلوم وزوجته الزهراء المظلومه ولعن الله من ظلمهما وظلم ال البيت ع....
الأم: لعنهم الله اجمعين اولئك الظلمة...ان في قلبي لغضب شديد...
نبراس: كذلك انا يا امـَّي...كذلك انا...امي...لقد وجدت كتابا ً يتحدَّث عن السيدة الزهراء عن طريق بعض احاديث الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله ...وهي من كتاب"مأساة الزهراء عليها السلام...شبهات وردود"الجزء الثاني,لسماحة العلاّمة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي...يقول فيه السيد فيما جمع من أحاديث"ما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله الطبعة الثالثة, الباب الثاني وعنوانه النصوص والآثار والمطبوع لسنة 1422 هـ. الموافق 2002م. :2 - روى سليم بن قيس، عن عبد الله بن العباس، أنه حدثه - وكان جابر بن عبد الله إلى جانبه -: أن النبي (ص) قال لعلي، بعد خطبة طويلة:"إن قريشا ستظاهر عليكم، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك، واحقن دمك، أما إن الشهادة من ورائك، لعن الله قاتلك"هذا في صفحة 38... ويقول"ثم أقبل (ص) على ابنته (ع)، فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلما وغيظا، حتى تضربي، ويكسر ضلع من أضلاعك، لعن الله قاتلك الخ " (1).
اما في النقطة رقم ثلاثة يقول" وروى إبراهيم بن محمد الجويني الشافعي، بسنده إلى علي بن أحمد بن موسى الدقاق وعلي بن بابويه أيضا، عن: علي بن أحمد بن موسى الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أن رسول الله (ص) كان جالسا، إذ أقبل الحسن (ع)، فلما رآه بكى، ثم قال: إلي إلي يا بني.. ثم أقبل الحسين.. ثم أقبلت فاطمة.. ثم أقبل أمير المؤمنين. فسأله أصحابه.. فأجابهم، فكان مما قاله لهم:"وأما ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين.. إلى أن قال: وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي. كأني بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصب حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه، فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة، باكية...إلى أن قال: ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة...إلى أن قال: فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علي محزونة مكروبة، مغمومة، مغصوبة، مقتولة... يقول رسول الله (ص) عند ذلك:{(2) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري): ج 2 ص 907. (*)/ صفحة 39 /}..."اللهم العن من ظلمها، وعاقـب من غصبها، وذلل من أذلها، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها. فتقول الملائكة عند ذلك: آمين..(1).وقد قال شيخ الإسلام العلامة المجلسي عند إيراده هذه الرواية:
" روى الصدوق في الأمالي بإسناد معتبر عن ابن عباس الخ.. (2).
ووصف البعض هذا السند بقوله: كأنه كالموثق وذلك للاختلاف في توثيق وتضعيف: " عبد الله بن عبد الرحمن الأصم (3) ".
الأم: لا اله إلا الله....صحيح انني لا افهم الغاز اسانيد الكتب والأحاديث لأنها مسائل فقهية وتعتمد على تواريخ التدوين ومصداقية شخوص ناقلي الحديث ...كالموثوق والإختلاف والموتور والتضعيف الخ الخ من هذه المصطلحات ...لكن الذي يهمني هو حقيقة ما حصل لها ...وإنـِّي لأعجب والله مما فعل هؤلاء الأوغاد بها سلام الله عليها... وأتسائل... اين عقولهم عن كل ما ذكر؟ وكيف لم يكترثوا ؟وأدركت حقيقة واحدة تفيد بأن ماهؤلاء إلا زمرة الكفر المحض,والإسلام منهم براء...فكيف يعقل ان يُسَلـَّم دين الإسلام ولجامه بيدهم التي تلطخت بدماء آل بيت النبوَّة؟...لعنهم الله...قولي لي يا بـُنيـَّة ألا توجد خطب  لها عليها السلام  تصف فيها المظلمة البشعه هذه ؟اقصد كيف كسروا ضلعها...وماقالته للإمام علي عليه السلام حينها....وما قيل عن قبرها ودفنها....وعن موضع قبرها...ووصيتها ...لأنني سمعت بأن لها وصيـَّة وربما وصايا ...وابحثي عن كل ما يخص هذه الجريمة التي ارتكبت بحقـِّها من غير ماذكرت من رؤوس الاقلام....
نبراس:سأرى...هممممم....اماه...لقد عثرت على كنز...انت محظوظة جدا ً...
الأم: ماذا ؟ كنز ؟...
نبراس:امي ...في هذا المقال ذكر ملخص ماحصل للزهراء من مظلمة بنقاط على لسان الشيخ الجليل علي الكوراني ...مقال تحت عنوان"أين كان أمير المؤمنين عندما هجموا على دار الزهراء ؟"..وقد اخذت جزءا ً منه يحمل عنوان" فهرس بأهم الأحداث لأيام وفاة النبي(ص)" يقول فيه...
1 - ) تدهورت حالة النبي (ص) بعد أن لدَّته عائشة وحفصة يوم الأحد ، أي سقتاه (دواء) في حال إغمائه رغم نهيه المشدد عن ذلك ، وتوفي في اليوم الثاني!

2- ) باشر علي (ع) بمراسم تجهيز النبي (ص) من ساعة وفاته ، بعد ظهر يوم الاثنين الى صباح الثلاثاء ، وأذن للمسلمين أن يصلوا على جنازته ضحى ذلك اليوم الى العصر ، ثم انشغل علي بضغوط أبي بكر وعمر ومجئ رسولهما ثم مجيئئهما الى بيته يطالبونه ومن معه بالبيعة لهم ، ويهدودنه بالهجوم على بيته إن لم يبايع!!

3 - ) دبَّر الحزب القرشي بيعة أبي بكر في السقيفة بعد وفاة النبي (ص) بساعتين! وساعدهم رؤساءالأوس حسداً لسعد بن عبادة رئيس الخزرج. ولم يثبت أن سعد بن عبادة أو أحداً من الأنصار دعا الى اجتماع في السقيفة لبحث خلافة النبي'.. بل كانت السقيفة محل استقباله وضيافته ، وهي مكان من الشارع مسقوف ومنسوب الى جيرانها بني ساعدة الخزرجيين .. وكان مريضاً نائماً فيها يزوره الناس هناك ، فاختارها الحزب القرشي لوجود سعد وعدد من رجال الأنصار حوله ، وفتحوا الموضوع وناقشوا سعداً ومن حضر عنده ، فبادر أبو بكر الى القول إني رضيت لكم أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة فبايعوا أحدهما! فقال عمر لانتقدم عليك وأخذ يده وصفق عليها هو وأبو عبيدة ، ثم بايعه ثلاثة نفر من الأوس المضادين لسعد ! ! وهكذا أعلنوا بيعة أبي بكر بالحيلة من غير مشورة ، وساندهم كل القرشيين الطلقاء ، وكانو ألوفاً في المدينة .

4- ) تغلب الحزب القرشي على سعد بن عبادة المريض رغم موقفه الشديد ضدهم وهجموا عليه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده الى بيته ، وعندما انسحب سعد صارت السقيفة بيد القرشيين ، واتخذوها مقراً لبيعة أبي بكر ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم! وقال سعد فيما بعد إنه طرح نفسه للخلافة بسبب أن قريشاً قررت أن تخالف وصية النبي(ص) وتمنع منها عترته حتى لا يجمع بنو هاشم بين النبوة والخلافة !

5- ) ترك القرشيون جنازة النبي (ص) لعترته وعشيرته بني هاشم وكذلك الأنصار! حتى أن مسجد النبي ومحيطه كان في الأيام الثلاثة بعد وفاته خالياً من الناس تقريباً !! وانشغل الجميع إلا المنقطعون الى أهل البيت بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وكانت فعاليات الحزب القرشي أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة وأبو عبيدة وسالم مولى حذيفة ومن معهم من الأوس ، مشغولين بمعالجة موقف الأنصار ، يجولون في أحيائهم ويزورون زعماءهم في بيوتهم لإقناعهم ببيعة أبي بكر ، ومنع تأثير سعد وعلي عليهم !

6 - ) جاء أبو بكر وعمر وأنصارهما في اليوم الثاني الى مسجد النبي ، يزفون أبا بكر زفةً مسلحة ويهددون من لم يبايع بالقتل! وأصعد عمر أبا بكر بالقوة على منبر النبي وبايعه بعض الناس ، وصلى بهم المغرب ثم عاد الى السقيفة .

7 - ) في مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء بعد منتصف الليل ، قام علي بدفن جنازة النبي'، وحضر مراسم الدفن بنو هاشم وبعض الأنصار، وقليل جداً من القرشيين ، ولم يحضرها أحد من قادة الحزب القرشي!

8- ) في ليلة الخميس قام أمير المؤمنين ومعه فاطمة والحسنان (ع) بجولة على بيوت الأنصار، وطالبوهم بالوفاء ببيعتهم في العقبة للنبي (ص) ، التي شرط فيهاعليهم أن يدافعوا عن أهل بيته وذريته كما يدافعون عن بيوتهم وذراريهم... فاستجاب له منهم أربع وأربعون رجلاً ، فواعدهم أن يأتوه غداً محلقين رؤوسهم مستعدين للموت ، فلم يأته إلا أربعة!
ثم أعاد أمير المؤمنين جولته على الأنصار وبعض المهاجرين، ليلة الجمعة ثم ليلة السبت.. فلم يأته غير أولئك الأربعة : المقداد وعمار وأبوذر وسلمان !

9 - ) في هذ المدة أرسل الحزب القرشي الى أسامة وهو في معسكره بالجرف خارج المدينة ، أن يترك معسكره وأن يأتي ومن بقي معه الى المدينة ، وأن يبايعوا أبا بكر لأن المسلمين بايعوه... فاحتج عليهم أسامة بأن النبي توفي وهو أمير على أبي بكر ، فأبو بكر مازال جندياً تحت إمرته! قال الطبرسي في إعلام الورى: 1/ 269 : (فما كان بين خروج اسامة ورجوعه إلى المدينة الا نحو من أربعين يوما ، فلما قدم المدينة قام على باب المسجد ثم صاح : يا معشر المسلمين، عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله' فتأمَّر عليَّ وعزلني).

10 - ) تخوف الحزب القرشي من علي أن يجد أنصاراً ويقف ضدهم ، ولذا تتابعت رسل أبي بكر له بالحضور الى السقيفة ليبايعه ، فكان يتعلل لهم بأنه مشغول بمراسم دفن النبي ، أو مشغول بجمع القرآن... لكنهم صعدوا تهديدهم له وجاؤوا مسلحين الى باب داره ، فتلاسن معهم بعض أنصاره ، لكنهم تغلبوا عليهم واقتحموا البيت بالقوة ، وأخذوا علياً الى السقيفة فحاججهم بقوة منطق... وسكتوا عنه ذلك اليوم.
وهذه الحادثة هي الهجوم الأول على بيت علي وفاطمة(ع)، وقد يكون وقتها يوم الأربعاء أو الخميس !

11 - ) في يوم الجمعة التي تلت وفاة النبي (ص)... اتفق اثنا عشر من المهاجرين والأنصار على أن يتكلموا في المسجد ويقيموا الحجة على أبي بكر وعمر ، وتكلموا جميعاً وبينوا وصية النبي لعلي وبيعة المسلمين له يوم الغدير، وأدانوا مؤامرة السقيفة!

(12كان تأثير احتجاج الصحابة الاثني عشر يوم الجمعة قوياً ، وأحدث موجة مضادة لمؤامرة السقيفة ، ضعف أمامها أبو بكر, حتى أنه وآخرين من الحزب القرشي فكروا أن يعيدوا الخلافة شورى بين المسلمين. لكن عمر استطاع إحداث موجة مضادة لمصلحة( الحزب القرشي).

13 - ) من المرجح أن الهجوم الثاني وقع بعد يوم الجمعة المذكور واحتجاج وجهاء الصحابة على أبي بكر وعمر ، وهو الهجوم الذي حدث فيه ضرب الزهراء (ع) وإسقاط جنينها ، وأخذوا علياً أيضاً الى السقيفة وهددوه بالقتل إن لم يبايع أبا بكر!

14- )في يوم الجمعة الثانية لوفاة النبي (ص) خطب علي (ع) في مسجد النبي خطبته البليغة القوية المعروفة بـ (خطبة الوسيلة)! وكانت إتماماً لإقامة الحجة على المسلمين ، من أهل السقيفة والأنصار ، وقد بين فيها مقام النبي وأهل بيته عند الله ، ويوم القيامة ، وواجب الأمة تجاههم .

15 - ) خطبة الزهراء (ع) في المسجد ، ووقتها بعد أحداث السقيفة وهجومهم على بيتها وضربها وإسقاط جنينها... فقد شنوا حرباً اقتصادية على أهل البيت (ع) وقرروا إفقارهم ، فحرموهم الخمس الذي له ، ومنعوا فاطمة إرثها من النبي ، وصادروا منها مزرعة فدك التي كان أعطاها إياها النبي امتثالاً لقوله تعالى (وآت ذا القربى حقه..) فرأت الصديقة الزهراء (ع) في ذلك مناسبةً لأن تخطب في المسجد وتؤكد عليهم الحجة ، وتفضح مؤامرتهم على الاسلام.

16- ) حادثة ضرب عمر للصديقة الزهراء (ع) في الطريق ، وأخذه منها بالقوة الكتاب الذي كتبه لها أبو بكر باسترجاع فدك! ويبدو أنها كانت بعد خطبتها في المسجد النبوي ، وإلا لذكرت ذلك في خطبتها ......الخ.
في تفسير العياشي :2/66 ، والاختصاص للمفيد ص 185 : ( عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جده قال : ما أتى على علي(ع) يوم قط أعظم من يومين أتياه ، فأما أول يوم فاليوم الذي قبض فيه رسول الله' ، وأما اليوم الثاني فوالله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر والناس يبايعونه إذ قال له عمر : يا هذا ليس في يديك شئ مهما لم يبايعك علي! فابعث إليه حتى يأتيك يبايعك ، فإنما هؤلاء رعاع ، فبعث إليه قنفذ فقال له : إذهب فقل لعلي : أجب خليفة رسول الله' ، فذهب قنفذ فما لبث أن رجع فقال لأبي بكر : قال لك ما خلف رسول الله أحداً غيري ! قال : ارجع إليه فقل : أجب ، فإن الناس قد أجمعوا على بيعتهم إياه ، وهؤلاء المهاجرون والأنصار يبايعونه وقريش ، وإنما أنت رجل من المسلمين لك ما لهم وعليك ما عليهم ، فذهب إليه قنفذ ، فما لبث أن رجع فقال قال لك: إن رسول الله' قال لي وأوصاني أن إذا واريته في حفرته لا أخرج من بيتى حتى أؤلف كتاب الله ، فإنه في جرايد النخل وفي أكتاف الابل . قال عمر : قوموا بنا إليه ، فقام أبو بكر ، وعمر ، وعثمان وخالد بن الوليد، والمغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وقنفذ ، وقمت معهم ، فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم فاطمة صلوات الله عليها أغلقت الباب في وجوههم ، وهي لاتشك أن لا يدخل عليها إلا بإذنها ، فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف ، ثم دخلوا فاخرجوا علياً ملبباً فخرجت فاطمة فقالت : يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي ، والله لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربى ، فأخذت بيد الحسن والحسين وخرجت تريد قبر النبي فقال علي لسلمان : أدرك ابنة محمد فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان، والله إن نشرت شعرها وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربها لايناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها، فأدركها سلمان رضي الله عنه . فقال : يا بنت محمد إن الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي ، فقالت : يا سلمان يريدون قتل علي ! ما على علي صبر ، فدعني حتى آتى قبر أبي فأنشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربى ، فقال سلمان : إني أخاف أن يخسف بالمدينة ، وعلى بعثني اليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي ، فقالت : إذاً أرجع وأصبر وأسمع له وأطيع .
قال : فأخرجوه من منزله ملبباً ومروا به على قبر النبي عليه وآله السلام قال : فسمعته يقول : يا بن أم إن القوم استضعفوني .. إلى آخر الآية .وجلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة وقدم علي فقال له عمر : بايع ! فقال له علي : فإن أنا لم أفعل فمَهْ ؟ فقال له عمر : إذا أضرب والله عنقك ! فقال له علي : إذاً والله أكون عبد الله المقتول وأخا رسول الله .فقال عمر : أما عبد الله المقتول فنعم ، وأما أخو رسول الله فلا ، حتى قالها ثلاثاً ، فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل مسرعاً يهرول فسمعته يقول : إرفقوا بابن أخي ولكم علي أن يبايعكم ، فأقبل العباس وأخذ بيد على فمسحها على يد أبي بكر ، ثم خلوه مغضباً فسمعته يقول : ورفع رأسه إلى السماء : اللهم إنك تعلم أن النبي ص قد قال لي إن تموا عشرين فجاهدهم ، وهو قولك في كتابك : إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين . قال : وسمعته يقول : اللهم وإنهم لم يتموا عشرين ، حتى قالها ثلاثاً ، ثم انصرف ) . انتهى .."في الهجوم على بيت البتول بعد الرسول(ص)قال أبو بكر وهو على فراش الموت : ليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ، ولو كان أُغلق على حرب !!"...وذكر مصادر الكتب ايضا ً...سأذكر هذه المصادر وسأكتفي من ذكر باقي مصادر المواضيع التي سنطلع عليها لضيق الوقت يا امي....فدوِّني عندك...
1 - تاريخ الاسلام للذهبي ج 1ص 117،
2- العقد الفريد ج4 ص298 ،
3- الامامة والسياسة ج1ص18،
4- سير الخلفاء الراشدين ص17،
5- منتخب كنز العمال ( بهامش مسند أحمد ) ج2 ص171
6- تاريخ اليعقوبي ج2ص137 ،
7- ميزان الاعتدال ج3 ص109 ،
8- المعجم الكبير للطبراني ج 1 ص 62 ،
9- حياة الصحابة ج2 ص24 ،
10- تاريخ ابن عساكر : (ترجمة حياة أبي بكر (

يقول"روى سليم بن قيس ، عن عبد الله بن العباس ، أنه حدثه أن النبي(ص) قال لعلي : ( إن قريشاً ستظاهر عليكم ، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ، فإن وجدت أعواناً فجاهدهم ، وإن لم تجد أعواناً فكف يدك واحقن دمك، أما إنّ الشهادة من ورائك ، لعن الله قاتلك . ثم أقبل على ابنته فقال : إنك أول من يلحقني من أهل بيتي ، وأنت سيدة نساء أهل الجنة وسترين بعدي ظلماً وغيظاً حتى تضربي ، ويكسر ضلع من أضلاعك ، لعن الله قاتلك.وروى سليم بن قيس عن ابن عباس أيضاً قال : ( دخلت على علي(ع) بذي قار فأخرج لي صحيفة ، وقال لي : يا ابن عباس هذه صحيفة أملاها عليَّ رسول الله' وخطي بيدي. فقلت : يا أمير المؤمنين إقرأها عليَّ . . . إلى أن قال : فكان مما قرأه عليَّ : كيف يصنع به، وكيف تستشهد فاطمة ، وكيف يستشهد الحسن . . . إلخ  .
وفي كنز الفوائد : عن أبي الحسن بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسين بن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن مفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب ، عن الصادق(ع) ، أنه قال في حديث طويل :(يا يونس ، قال جدي رسول الله : ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها).

وفي كتاب الإختصاص: روى الشيخ المفيد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه ، والعباس بن معروف ، عن عبد الله بن المغيرة ، قال : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن بكر الأرجاني قال : صحبت أبا عبدالله ( ع ) في طريق مكة من المدينة . . . ثم ذكر حديثاً طويلاً عن الإمام (ع) جاء فيه : ( قاتل أمير المؤمنين ، وقاتل فاطمة ، وقاتل المحسن ، وقاتل الحسن والحسين . . . إلخ).

وفي دلائل الإمامة: عن أبي جعفر الباقر(ع) قال في حديث: (وحملت بالحسن، فلما رزقته حملت بعد أربعين يوماً بالحسين ثم رزقت زينب ، وأم كلثوم ، وحملت بمحسن ، فلما قبض رسول الله وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها ، وإخراج ابن عمها أمير المؤمنين ، وما لحقها من الرجل، أسقطت به ولداً تماماً . وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها  .
قال الفاضل الخواجوئي المازندراني : ( ورد في طريقنا أنها(ع) كانت معصومة صديقة شهيدة رضية) . . ..

وذكر الشيخ المفيد في كتاب المزار زيارة لفاطمة تقول : ( السلام عليك يا رسول الله ، السلام على ابنتك الصديقة الطاهرة ، السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله ، يا سيدة نساء العالمين، أيتها البتول الشهيدة الطاهرة).

وقال الشيخ الطوسي بعد نقله الزيارة المروية : يا ممتحنة امتحنك الله . . . )..هذه الرواية وجدتها مروية لفاطمة(ع)، وأما ما وجدت أصحابنا يذكرونه من القول عند زيارتها فهو أن تقف على أحد الموضعين اللذين ذكرناهما، وتقول : السلام عليك يا بنت رسول الله... السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة ... ) . وفي البحار نص آخر وهو : ( اللهم صلّ على السيدة المفقودة ، والكريمة المحمودة ، والشهيدة العالية ) . وذكر الكفعمي في مصباحه : ( إن سبب وفاتها ع هو أنها ضربت وأسقطت).

وقال المجلسي الثاني : (( وفي رواية أخرى : ضربها عمر بالسوط ، فماتت حين ماتت وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته… إلى أن قال : لم تدعهم يذهبوا بعلي حتى عصروها وراء الباب ، فألقت ما في بطنها مَنْ سمَّاه رسول الله ( محسناً ) حتى ماتت مما أصابها)).
وقال أيضاًفي تعليقه على الخبر الصحيح المروي عن أبي الحسن ع: إن فاطمة صديقة شهيدة ، ما لفظه: ( ثم إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة صلوات الله عليها كانت شهيدة ، وهو من المتواترات . وكان سبب ذلك : أنهم لما غصبوا الخلافة ، وبايعهم أكثر الناس بعثوا إلى أمير المؤمنين ليحضر للبيعة ، فأبى . فبعث عمر بنار ليحرق على أهل البيت بيتهم ، وأرادوا الدخول عليه قهراً ، فمنعتهم فاطمة عند الباب ، فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة ، فكسر جنبها ، وأسقط لذلك جنيناُ كان سماه رسول الله محسناً . فمرضت لذلك ، وتوفيت صلوات الله عليها في ذلك المرض . . . إلخ ) . وذكر صاحب كتاب ألقاب الرسول وعترته : (أن من ألقاب فاطمة الشهيدة).

وقال الحسيني في كتاب التتمة في تواريخ الأئمة: (فجمع عمر بن الخطاب جماعة وأتى بهم إلى منزل علي ، فوجدوا الباب مغلقاً ، فلم يجبهم أحد ، فاستدعى عمر بحطب وقال : والله لئن لم تفتحوا لنحرقنّه بالنار . فلما سمعت فاطمة ذلك خرجت وفتحت الباب، فدفعه عمر فاختفت هي من وراء الباب، فعصرها بالباب فكان ذلك سبب إسقاطها ، ونقل أنه سبب موتها ) . ..وقال أيضاً: (سبب وفاتها هي من الضرب الذي أصابها ، وأسقطت بعده الجنين).
وقال الكفعمي : ( إن سبب موتها÷ أنها ضربت وأسقطت . . فألقوا في عنقه حبلاً، وحالت بينهم وبينه فاطمة عند باب البيت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط ، فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله .

وأيضاً قال سليم بن قيس في كتابه : ( وقد كان قنفذ لعنه الله ضرب فاطمة(ع) بالسوط ، حين حالت بينه وبين زوجها ، وأرسل إليه عمر : إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها فألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها ودفعها، فكسر ضلعها من جنبها ، فألقت جنيناً من بطنها ، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة). وكذلك قال سليم بن قيس : ( فقال العباس لعلي: ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذاً كما أغرم جميع عماله ؟ فنظر عليّ ، إلى من حوله ، ثم اغرورقت عيناه ، ثم قال : شكر له ضربة ضربها فاطمة بالسوط . فماتت وفي عضدها أثر كأنه الدملج) وعن أمالي الصدوق ، عن ابن عباس في خبر طويل عن النبي ص قال فيه : "كأني بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها، وهي تنادي يامحمّداه فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ... إلى أن يقول : فيلحقها الله بي ، فتكون أوَّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم عليَّ محزونة ، مكروبة ، مغمومة، مغصوبة ، مقتولة ، فأقول عند ذلك : اللهمَّ العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلّل من أذلّها ، وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين)."...
وذكر ابن طاووس في كتابه الإقبال : ( في زيارة الصدّيقة الزهراء(ع) المرويّة عن أهل بيت العصمة : اللهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته ، وصلّ على البتول الطاهرة، الصدّيقة المعصومة، التقيّة النقيّة ، الرّضيّة المرضيّة الزكيّة الرشيدة ، المظلومة المقهورة ، المغصوبة حقّها ، الممنوعة إرثها ، المكسورة ضلعها ، المظلوم بعلها ، المقتول ولدها ، فاطمة بنت رسولك، وبضعة لحمه ، وصميم قلبه ، وفلذة كبده)..." وروى ابن قولويه في كامل الزيارات : بإسناده إلى حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله، قال: ( لما أسري بالنبي... إلى أن قال: وأما ابنتك فتظلم وتحرم ، ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها ، وتضرب وهي حامل ، ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسّها هوان وذل ثم لا تجد مانعاً ، وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب"..
وروى ابن قولويه أيضاً في كامل الزيارات، في حديث عن الإمام الصادق، قال : ( وقاتل أمير المؤمنين، وقاتل فاطمة ومحسن ، وقاتل الحسن ، والحسين(ع).

وروى الشيخ المفيد في الإختصاص: ( أبو محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله(ع) قال : لمّا قبض رسول الله ... في حديث طويل ... إلى أن يقول : فرفسها برجله وكانت حاملة بابن اسمه المحسن ، فأسقطت المحسن من بطنها ، ثمَّ لطمها ، فكأنّي أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت . ثمَّ أخذ الكتاب فخرقه، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة ممّا ضربها عمر ثمَّ قبضت . . . إلى آخر الخبر .

وذكر العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي ، وهو والد الشيخ محمد باقر صاحب البحار ، قال في شرحه لكتاب من لايحضره الفقيه: ( وشهادتها كانت من ضربة عمر الباب على بطنها ، عندما أرادوا أمير المؤمنين لبيعة أبي بكر ... وضرب قنفذ غلام عمر السوط عليها بإذنه . والحكاية مشهورة عند العامة والخاصة ، وسقط بالضرب غلام كان اسمه محسن).

وقال العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي : في كتاب مرآة العقول، الذي شرح فيه أخبار أصول الكافي والروضة ، قال عند رواية أنها(ع) صدّيقة شهيدة : ( إنه من المتواترات ، وكان سبب ذلك أنهم لمّا غصبوا الخلافة، وبايعهم أكثر الناس، بعثوا إلى أمير المؤمنين(ع) ليحضر البيعة ، فأبى . فبعث عمر بنارٍ ليحرق على أهل البيت بيتهم ، وأرادوا الدخول عليه قهراً، فمنعتهم فاطمة عند الباب، فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة فكسر جنبها، وأسقطت لذلك جنيناًكان سمّاه رسول الله ص محسناً، فمرضت لذلك، وتوفيت صلوات الله عليها من ذلك المرض).

وروى الطبري في دلائل الإمامة : عن أبي عبد الله(ع)قال : قبضت فاطمة في جمادى الآخرة يوم الثّلاثاء لثلاث خلون منه ، سنة إحدى عشر من الهجرة. وكان سبب وفاتها أنَّ قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنّاً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ، ولم تدع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها . وكان الرَّجلان من أصحاب النبي سألا أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن يشفع لهما إليها، فسألها أمير المؤمنين (ع) فلمّا دخلا عليها قالا لها : كيف أنت يا بنت رسول الله ؟ قالت: بخير بحمد الله ، ثمَّ قالت لهما: ما سمعتما النبي يقول: فاطمة بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ؟ قالا: بلى . قالت: فوالله لقد آذيتماني . قال: فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما .

قال محمد بن همام : وروي أنها قبضت لعشر بقين من جمادى الآخرة ، وقد كمل عمرها يوم قبضت ثمانية عشر سنة وخمساً وثمانين يوماً بعد وفاة أبيها ، فغسّلها أمير المؤمنين ولم يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضّة جاريتها وأسماء بنت عميس. وأخرجها إلى البقيع في اللّيل، ومعه الحسن والحسين وصلّى عليها ، ولم يعلم بها ، ولا حضر وفاتها ، ولا صلّى عليها أحد من سائر النّاس غيرهم ، ودفنها بالرَّوضة ، وعمي(او عفّي) موضع قبرها . وأصبح البقيع ليلة دفنت ، وفيه أربعون قبراً جدداً ، وإنَّ المسلمين لمّا علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع ، فوجدوا فيه أربعين قبراً ، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور ، فضجَّ الناس . ولام بعضهم بعضاً وقالوا : لم يخلف نبيّكم فيكم إلاّ بنتاً واحدة، تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصّلاة عليها، ولا تعرفوا قبرها . ثمَّ قال ولاة الأمر منهم : هاتم من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور، حتى نجدها فنصلي عليها، ونزور قبرها . فبلغ ذلك أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فخرج مغضباً قد احمرَّت عيناه ، ودرَّت أوداجه، وعليه قباه الأصفر الّذي كان يلبسه في كلِّ كريهة ، وهو متوكئ على سيفه ذي الفقار، حتى ورد البقيع ، فسار إلى النّاس النذير، وقالوا : هذا عليُّ بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه، يقسم بالله لئن حوِّل من هذه القبور حجر ليضعنَّ السّيف على غابر الآخر. فتلقّاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له : مالك يا أبا الحسن ، والله لننبشنَّ قبرها ولنصلّينَّ عليها . فضرب عليٌّ بيده إلى جوامع ثوبه فهزَّه ، ثمَّ ضرب به الأرض ، وقال له : يا ابن السّوداء ، أمّا حقّي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس عن دينهم ، وأمّا قبر فاطمة فوالّذي نفس عليّ بيده ، لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينَّ الأرض من دمائكم ، فإن شئت فأعرض يا عمر ! فتلقّاه أبو بكر فقال : يا أبا الحسن بحقِّ رسول الله ، وبحقِّ من فوق العرش إلاّ خلّيت عنه ، فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه . قال : فخلّى عنه وتفرَّق النّاس، ولم يعودوا إلى ذلك).
الأم:والذي نفس علي بيده ان علي هو الحق والحق معه...لا اشباه الرجال اولئك...هذا هو الإمام الذي ابتغي...شكراً لك يا بنية...هذا المقال فعلاً يشرح بدقة ماحصل ويؤكد صحة ماحصلنا عليه من معلومات !!!.
نبراس: امي...لا شكر على واجب...كل هذا من فيض علم الأئمه... ولو اختلفت الروايات ...فذلك بسبب النقل عن الرواة والناس ,وطبعا ً تعتمد عملية جمعها  على امانة الناقل للحديث والرواية كذلك على مدى صحة ماحصلوا عليه من معلومات...لكن الروايات المتشابهة هي التي تحكم بالصحة ويؤخذ بها...فإن اردنا ان نتعرف على الحقائق لابد لنا من ان نستمر بالقراءة والبحث لنجد المتشابه الموثوق من الروايات فنأخذ به...لكن ما تؤكده كل الروايات المتناقلة انها ظـُلـِمَت ظـُلما ً عظيما يا امي...روحي فداك يا سيدتي...وامحمداه...اين انت يا رسول الله...اتعلمين ؟ هنالك حديث صريح وجدته في كتاب " الهجوم على بيت فاطمة ع" للكاتب "عبد الزهراء مهدي " يقول على لسان رسول الله ص...." " يا معاشر المهاجرين والأنصار! إنّي موصّيكم بوصية فاحفظوها، ومودّعكم أمراً فاحفظوه، ألا إنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) أميركم بعدي وخليفتي فيكم، بذلك أوصاني ربّي، ألا وإنّكم إن لم تحفظوا فيه وصيّتي وتوازروه(او تؤازروه) وتنصروه اختلفتم في أحكامكم، واضطرب عليكم أمر دينكم، ووليكم شراركم، ألا إنّ أهل بيتي هم الوارثون لأمري، والعالمون بأمر أُمّتي من بعدي، اللّهمّ من أطاعهم من أُمّتي وحفظ فيهم وصيّتي فاحشرهم في زمرتي، واجعل لهم نصيباً من مرافقتي، يدركون به نور الآخرة، اللّهمّ ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنّة التي عرضها كعرض السماء والأرض "ويؤكد ذلك القول انه في تفسير الزمخشري هنالك حديث عن محبي آل البيت يقول  " من مات على حب ال محمد مات شهيدا"....فأنظري لهؤلاء الأغبياء  الحمقى... اختاروا الدنيا وباعوا الآخرة ولم يحفظوا ما اوصاهم رسول الله ولم يأتمروا بأمر الله سبحانة في خلافة علي واولاده المعصومين عليهم اجمعين افضل الصلاة والسلام من بعدة...الم يقل الرسول ص ما معناه اني تارك او مخلف فيكم الثقلين ..كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بها لن تضلوا بعدي ؟ فأنظري مافعلوا بهذه الوصية...لعنهم الله بظلمهم محمد وآله الأطهار...والله لأعجب ان يكون هنالك شخص محب لجماعة فيقتلونه وآل بيته!!!...صحيح في هذا الزمان وبفقدنا ولينا عن الأبصار, لم نر ما رأوا من معاجز ولم نعش فترتهم او لنقل لم نجرب حياتنا مع وجود إمام ظاهر بيننا,ولم نحضى بشرف مرافقتهم والتعلم منهم...إلا ان لنا عقلا نفكر به...وقلبا ً نحس به...وما يحسة هذا القلب يا امي ان هؤلاء الفئة الطاهرة المطهرة وهم آل البيت هم ملوك كل القلوب ...وهم الحق وهم القرآن الناطق وهم اركان الدين وهم حصن الله فمن احبهم دخل حصن الله وهو آمن في الدنيا والآخرة...اللهم اجعلنا من محبي محمد وآله الأطهار دوماً وأبدا ً ومن المتبرئين من أعدائهم دوما ً وأبدا ً ومن الثابتين على ولايتهم دوما ً وأبدا ً ومن الثائرين مع امام معصوم من آل بيت محمد  ان شاء الله ...
الأم: إن شاء الله ...آآآآآآآه...لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...بنية...قولي لي...ألم تجدي للآن ما يتحدث عن مكان قبر السيدة الزهراء الشهيدة المظلومة عليها السلام ؟
نبراس: هنالك ما يتحدث بدقـَّة عن موضع قبرها عليها افضل الصلاة والسلام.......وهو موضوع مأخوذ من كتاب او مقال ...لا ادري ...تحت عنوان "اين قبر فاطمة عليها السلام؟"...بقلم حسين الراضي العبدالله...يقول فيه.." قال الشيخ الصدوق المتوفى 381 هـ : " اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام.
1 -   فمنهم من روى أنها دفنت في البقيع .
2 -  ومنهم من روى أنها دفنت بين القبر والمنبر وأنّ النبي صلى الله عليه آله إنما قال : (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) لأن قبرها بين القبر والمنبر . 
3 -   ومنهم من روى أنها دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد ، وهذا هو الصحيح عندي " [29]
وقال الشيخ الطوسي المتوفى 460 هـ : " وقد اختلف أصحابنا في موضع قبرها:
1 -   فقال بعضهم : إنها دفنت بالبقيع .
2 -   وقال بعضهم : إنّها دفنت بالروضة .
3 -   وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها ، فلمّا زاد بنو أمية لعنهم الله في المسجد صارت من جملة المسجد " [30]
هذا مجمل الأقوال في موضع قبرها ولنحاول أن نستقصي مدارك هذه الأقوال وعرض أدلتها ونرى ما هو القول الصحيح منها .
القول الأول :الدفن في البقيع :
القول الأول من الأقوال الثلاثة أنها مدفونة في البقيع في دار عقيل بن أبي طالب أو بالقرب منها أو مع ابنها الإمام الحسن عليه السلام ، هذا الرأي قال به أكثر العامة قديماً وحديثاً ، ولم يقل أحد منهم بغير هذا إلاّ القليل النادر ، وقد استدلوا على ذلك بعدة أدلة :
الدليل الأول :
حديث النعش أو الهودج الذي وصفته أو صنعته أسماء بنت عميس وفي هذا عدة روايات :
الأولى : الرواية التي ذكرها ابن عبدالبر في الاستيعاب بشيء من التفصيل رواها عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب زوجة محمد بن الحنفية ، والتي رواها عنها أبنها عون بن محمد بن الحنفية ، روتها عن جدتها أسماء بنت عميس .
فهذه الرواية لم يذكرها  ابن شبّه [31]  وإنما ذكرها ابن عبدالبر في الاستيعاب ، بسنده إلى محمد بن اسحاق السّراج ، عن قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن موسى ، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب ، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر ، وعن عمار بن المهاجر ، عن أم جعفر – أن فاطمة بنت رسول الله   قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء ، إني قد استقبحْتُ ما يُصنع بالنساء ، إنُه يُطرح على المرأة الثوب فيصفها .
فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ، ألا أُريكِ شيئاً رأيته بأرض الحبشة ‍! فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً .
فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ! تُعْرَفُ به المرأة من الرجال ، فإذا أنا متُ فاغسليني أنت وعليٌّ ، ولا تدخلي عليَّ أحداً .
فلما توفيت جاءت عائشة تدخل ، فقالت أسماء : لا تدخلي . فشكت إلى أبي بكر ، فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله   ، وقد جعلت لها هودج العروس – فجاء أبوبكر ، فوقف على الباب ، فقال : يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي  أن يدخلن على بنت رسول الله  ، وجعلتِ لها مثل هودج العروس؟ فقالت : أمرتني ألاّ يدخل عليها أحد ، وأريتها هذا الذي صنعت ، وهي حية ، فأمرتني أن اصنع ذلك لها .
قال أبو بكر : فاصنعي ما أمرتكِ . ثم انصرف ؛ فغسلها عليٌ وأسماء ) [32]
ويمكن الملاحظة على هذه الرواية :
أولاً : من حيث السند : فبغض النظر عما قبل محمد بن إسحاق فإن محمد بن إسحاق وإن كان وثّقه جماعة من العلماء إلا أن آخرين منهم أفحشوا القول فيه وضعّفوه.
قال ابن الجوزي في رواية وقع في سندها محمد بن إسحاق : " أما محمد بن إسحاق فمجروح شهد بأنه كذّاب مالك وسليمان التميمي ووهيب بن خالد وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد . وقال ابن المديني : يحدث عن المجهولين بأحاديث باطلة "  [33]  ولعلّ ذلك لأنه رمي بالتشيع .
وقد وثّقه جماعة أخرى كما ذكرنا  [34]
وقال الذهبي : وثقة غير واحد و وهّاه آخرون ( [35] ) .
ثانياً : من حيث المتن :
1 – أن أسماء بنت عميس في هذا الوقت كانت زوجة لأبي بكر ، وقد قال البيهقي : " وقد ثبت أن أبا بكر لم يعلم بوفاة فاطمة ، لما في الصحيح أن علياً دفنها ليلاً ولم يعلم أبا بكر ، فكيف يمكن أن تغسلها زوجته وهو لا يعلم ؟ " [36]
ولعلّ الموجودة في منزل علي  سلمى زوج أبي رافع أم عبيدالله ابن ابي رافع ، أو أم سلمة زوج الرسول صلى الله عليه وآله ، أو امرأة أخرى .
2 – على فرض صحة حديث النعش وأن التي وصفته هي أسماء بنت عميس أو أم سلمة زوج النبي صلى عليه وآله ، المفروض أن وصف النعش كان في حياة فاطمة الزهراء عليها السلام ، وهل كان في مرضها التي توفيت فيه أو قبله ؟ وكل ذلك ليس فيه أي دلالة على أنها حملت على ذلك الهودج لأن الأمر يرجع في هذا إلى الإمام أمير المؤمنين   حتى ولو عملته أسماء ، فيبقى القرار في الدفن لأمير المؤمنين   وأين تدفن ؟
نعم الرواية التي نقلها الحاكم في المستدرك في وصف الهودج عن ابن عباس عن أسماء بنت عميس في آخر الرواية : ( ثم حملناها ودفناها ليلاً ) [37]
الظاهر أن هذا الكلام لابن عباس وليس فيه دلالة على أنهم حملوها على  الهودج ، والحمل يصدق حتى في داخل المنزل .
بالإضافة أن في سندها الواقدي وقد وهّاه قوم ، ومحمد بن عمر بن علي وهو مجهول كما تقدم .
الرواية الثانية :
التي نقلها إبن شبّة النميري المتوفى 262هـ وهو أقدم من تحدث عن  هذا الموضوع .
قال : حدثنا أبو عاصم النبيل قال ، حدثنا كهمس بن الحسن قال ، حدثني يزيد قال : كِمدت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها سبعين بين يوم وليلة ، فقالت : إني لأستحي من جلالة جسمي إذا أخرجتُ على الرجال غداً – وكانوا يحملون الرجال  كما يحملون النساء – فقالت أسماء بنت عميس – أو أم سلمة – إني رأيت شيئاً يصنع بالحبشة ، فصنعت النعش فاتُّخِذ بعد ذلك سنة ( [38] ).
والجواب :
1 – هذه الرواية من حيث السند مرسلة ؛ فإن يزيد : الذي رواها هو يزيد بن عبدالله بن الشخير العامري المتوفى سنة 111هـ كما ذكره ابن حِبَّان ( [39] ) وأين هو عن وفاة  فاطمة الزهراء عليها السلام التي توفيت سنة 11هـ؟ وبين الوفاتين مائة عام فيبدو أنه في وقت وفاة فاطمة هو بعد لم يولد .
2 – ومن حيث المتن فهذه الرواية ليس فيها أي دلالة على دفنها في البقيع فعلى فرض ثبوت تصوير النعش أو عمله فإنه لا يلزم أنه قد استعمل بعد وفاتها خصوصاً أنه قد ثبت بالتواتر أنها دفنت ليلاً فلا تحتاج إلى ذلك النعش التي قد رأته أسماء بنت عميس أو أم سلمة في الحبشة .
3 – أن هذه الرواية ذكرت سبب إتخاذ النعش المغطى هو جلالة جسمها – أي عظمه وكبره – ولم يعرف عن السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها أنها كبيرة الجسم ، بل  هي إلى النحافة أقرب منها إلى السمنة حيث أنهكتها العبادة ، خصوصاً بعد وفاة أبيها لما ألمَّ بها من الحزن والأسى .
4 – أن الفترة التي كانت فيها أسماء أو أم سلمة في الحبشة لم يتسن لأهل الحبشة  الإسلام حتى يهتموا بالستر وهل أن الحبشة غير المسلمة أكثر غيرة وستراً من المسلمين ؟
5 – أن هذه الرواية والرواية السابقة التي نقلها صاحب الاستيعاب لم يظهر منهما أن النعش قد استعمل في تشييع فاطمة عليها السلام بل ولم يكن فيهما أدنى أشارة إلى ذلك ، وإنما الرواة قد استنبطوا منهما أن فاطمة حملت عليه .
الرواية الثالثة :
نقلها محمد الياس عن الاستيعاب ج4 /1898 ، قال : وقد روي عن ابن عياش أن فاطمة أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام ثم بعدها زينب بنت جحش صنع ذلك بها أيضاً ( [40] ).
أقول : هذه لم تكن رواية ينقلها ابن عبدالبر وإنما هو كلام ابن عبدالبر واستنتاج منه من الرواية المتقدمة التي نقلها عن أم جعفر .
وإليك نص كلام ابن عبدالبر في الاستيعاب : " قال أبو عمر : فاطمة رضي الله عنها أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام على الصفة المذكورة في هذا الخبر ، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي الله عنها ، صُنع ذلك بها أيضاً" ( [41] ).
وأنت ترى بكل وضوح أن ابن عبدالبر يستنتج من الخبر الذي ذكره عن أم  جعفر المتقدم ، كما نقله عنه المزي في تهذيب الكمال في ترجمة فاطمة.
بينما الخبر لم ينص أنها سلام الله عليها حملت على ذلك النعش . وكلام أسماء على فرض صحته إنما كان قبل الدفن لا بعده.
فالاستنتاج الذي استنجه محمد الياس من الروايتين أوالثلاث بقوله :
" وبهذا ثبت أن فاطمة رضي الله عنها كانت تعرف بأنها تحمل من البيت بعد الموت لتدفن في البقع لذا كانت  تستحي أن تحمل مثل الرجل …
ولو كان المقرر دفنها في بيتها الذي توفيت فيه لم يكن هناك ما يقتضي أن تستحي فاطمة من حملها مثل الرجال ، وأن يعمل لها هودج وأن تدفن ليلاً " ( [42] ).
أقول : الروايات التي ذكرها لا تثبت ما ذكره والقرار الذي صدر بدفنها في منزلها:
1 – أنه قرار سري ولو مؤقتاً ولا يراد أن يظهر للآخرين ، وإلا لماذا تدفن ليلاً ولم  تدفن نهاراً جهاراً ؟.
2 – مادام ثبت بالتواتر أنها عليها السلام دفنت ليلاً – كما سوف يأتي – فلماذا هذا الهودج؟ وماهي فائدته ، حتى وإن كان يراد دفنها في البقيع ، حيث أن ظلام الليل كاف في سترها عن أنظار الآخرين إن وجدوا ، ولم يكن هناك من الإنارة ما يكشف الجنازة للآخرين .
3- لعل ذكر النعش من باب التعتيم على الأمر .
الرواية الرابعة :
الرواية التي ذكرها الشيخ الصدوق في العلل ج 1 ص 219 باب  149 العلة التي من أجلها دفنت فاطمة عليها السلام بالليل ولم تدفن بالنهار ) حديث 2  وهي رواية طويلة ومفصلة وفيها ذكر النعش  ودعت أم أيمن وليست أسماء  ....
قال الشيخ الصدوق في [علل الشرائع‏] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ وَ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هَلْ تُشَيَّعُ الْجِنَازَةُ بِنَارٍ وَ يُمْشَى مَعَهَا بِمِجْمَرَةٍ وَ قِنْدِيلٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِك‏ ..... – إلى أن قال - فلما نعى إلى فاطمة نفسها أرسلت إلى أم أيمن وكانت أوثق نسائها عندها وفي نفسها فقالت لها يا أم أيمن إن نفسي نعيت لي فادعي لي عليا فدعته لها فلما دخل عليها قالت له : يابن العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها علي فقال لها قولي ما أحببت ، قالت له تزوج فلانة تكون لولدي مربية من بعدي مثلي ، واعمل لي نعشا رأيت الملائكة قد صورته لي فقال لها علي أريني كيف صورته ؟ فأرته ذلك كما وصفت له ........
فَلَمَّا قَضَتْ نَحْبَهَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا - وَ هُمْ فِي ذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ أَخَذَ عَلِيٌّ (ع) فِي جَهَازِهَا مِنْ سَاعَتِهِ كَمَا أَوْصَتْهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ جَهَازِهَا أَخْرَجَ عَلِيٌّ الْجِنَازَةَ وَ أَشْعَلَ النَّارَ فِي جَرِيدِ النَّخْلِ وَ مَشَى مَعَ الْجِنَازَةِ بِالنَّارِ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهَا وَ دَفَنَهَا لَيْلًا ) [43]
الجواب :
1- هذه الرواية وإن صرحت بالنعش وأن الجنازة أخرجت لكنها لم تعين موضع الدفن
2- أن هذه الرواية ضعيفة السند فإن رجال السند بإجمعهم غير موثقين .
3- مما يؤكد عدم صحة هذه الرواية أنها تدعي أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وقع بينه وبين بعض الصحابة كلام ( حتى تلاحيا واستبا ) ولم يكن السب من منهج أمير المؤمنين عليه السلام وأخلاقه .
4- هذه الرواية تقول أن النعش وصفته الملائة(او الملائكة) فهي تناقض الروايات التي تقول أن النعش وصفته أسماء .
5- ثم أين كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعيدا عن حبيبته فاطمة عليها السلام ؟ ومرضها لم يكن مفاجئاً
الرواية الخامسة :
قال الشيخ الطوسي في [تهذيب الأحكام‏] سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ أَوَّلِ مَنْ جُعِلَ لَهُ النَّعْشُ فَقَالَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) .[44]
الجواب :
1- الخبر ضعيف كما قال به العلامة المجلسي في ملاذ الأخيار ج 3 ص 322 ح 184
الرواية السادسة :
[تهذيب الأحكام‏] سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ أَبِيهِ عَنْ‏ حُمَيْدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَوَّلُ نَعْشٍ أُحْدِثَ فِي الْإِسْلَامِ نَعْشُ فَاطِمَةَ إِنَّهَا اشْتَكَتْ شَكْوَتَهَا الَّتِي قُبِضَتْ فِيهَا وَ قَالَتْ لِأَسْمَاءَ إِنِّي نَحِلْتُ وَ ذَهَبَ لَحْمِي أَ لَا تَجْعَلِينَ لِي شَيْئاً يَسْتُرُنِي قَالَتْ أَسْمَاءُ إِنِّي إِذْ كُنْتُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ رَأَيْتُهُمْ يَصْنَعُونَ شَيْئاً أَ فَلَا أَصْنَعُ لَكِ فَإِنْ أَعْجَبَكِ أَصْنَعُ لَكِ قَالَتْ نَعَمْ فَدَعَتْ بِسَرِيرٍ فَأَكَبَّتْهُ لِوَجْهِهِ ثُمَّ دَعَتْ بِجَرَائِدَ فَشَدَّدَتْهُ عَلَى قَوَائِمِهِ ثُمَّ جَلَّلَتْهُ ثَوْباً فَقَالَتْ هَكَذَا رَأَيْتُهُمْ يَصْنَعُونَ فَقَالَتِ اصْنَعِي لِي مِثْلَهُ اسْتُرِينِي سَتَرَكِ اللَّهُ مِنَ النَّارِ . [45]
الجواب :
1- هذا الخبر ضعيف كما قال به العلامة المجلسي في ملاذ الأخيار ج 3 ص 322 ح 185
الرواية السابعة :
ما ذكر الفتّال النيسابوري في وصيتها عليها السلام لأمير المؤمنين عليه السلام التي رواها أنها قالت :
 ثُمَّ قَالَتْ أُوصِيكَ يَا ابْنَ عَمِّ أَنْ تَتَّخِذَ لِي نَعْشاً فَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ صَوَّرُوا صُورَتَهُ .
 فَقَالَ لَهَا صِفِيهِ لِي فَوَصَفَتْهُ فَاتَّخَذَهُ لَهَا فَأَوَّلُ نَعْشٍ عُمِلَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ذَاكَ وَ مَا رَأَى أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا عَمِلَ أَحَدٌ .
ثُمَّ قَالَتْ أُوصِيكَ أَنْ لَا يَشْهَدَ أَحَدٌ جِنَازَتِي مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ظَلَمُونِي وَ أَخَذُوا حَقِّي فَإِنَّهُمْ عَدُوِّي وَ عَدُوُّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَا تَتْرُكُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَ لَا مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وَ ادْفِنِّي فِي اللَّيْلِ إِذَا هَدَأَتِ الْعُيُونُ وَ نَامَتِ الْأَبْصَارُ .
ثُمَّ تُوُفِّيَتْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِيهَا فَصَاحَتْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ صَيْحَةً وَاحِدَةً وَ اجْتَمَعَتْ نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ فِي دَارِهَا فَصَرَخُوا صَرْخَةً وَاحِدَةً كَادَتِ الْمَدِينَةُ أَنْ تَتَزَعْزَعَ مِنْ صُرَاخِهِنَّ وَ هُنَّ يَقُلْنَ يَا سَيِّدَتَاهْ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَقْبَلَ النَّاسُ مِثْلَ عُرْفِ الْفَرَسِ إِلَى عَلِيٍّ ع وَ هُوَ جَالِسٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع بَيْنَ يَدَيْهِ يَبْكِيَانِ فَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِمَا وَ خَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ وَ عَلَيْهَا بُرْقُعَةٌ وَ تَجُرُّ ذَيْلَهَا مُتَجَلِّلَةً بِرِدَاءٍ عَلَيْهَا تُسَبِّجُهَا وَ هِيَ تَقُولُ يَا أَبَتَاهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْآنَ حَقّاً فَقَدْنَاكَ فَقْداً لَا لِقَاءَ بَعْدَهُ أَبَداً وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَجَلَسُوا وَ هُمْ يَضِجُّونَ وَ يَنْتَظِرُونَ أَنْ تُخْرَجَ الْجِنَازَةُ فَيُصَلُّونَ عَلَيْهَا وَ خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ وَ قَالَ انْصَرِفُوا فَإِنَّ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَدْ أُخِّرَ إِخْرَاجُهَا فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ فَقَامَ النَّاسُ وَ انْصَرَفُوا ..........
  فَلَمَّا أَنْ هَدَأَتِ الْعُيُونُ وَ مَضَى شَطْرٌ مِنَ اللَّيْلِ أَخْرَجَهَا عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع وَ عَمَّارٌ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَقِيلٌ وَ الزُّبَيْرُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ بُرَيْدَةُ وَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَ خَوَاصُّهُ صَلَّوْا عَلَيْهَا وَ دَفَنُوهَا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَ سَوَّى عَلِيٌّ ع حَوَالَيْهَا قُبُوراً مُزَوَّرَةً مِقْدَارَ سَبْعَةٍ حَتَّى لَا يُعْرَفَ قَبْرُهَا وَ قَالَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْخَوَاصِّ قَبْرُهَا سُوِّيَ مَعَ الْأَرْضِ مُسْتَوِياً فَمَسَحَ مَسْحاً سَوَاءً مَعَ الْأَرْضِ حَتَّى لَا يُعْرَفَ مَوْضِعُهُ [46]
الجواب :
1- هذه الرواية مرسلة وغير مسندة فلا يمكن الاعتماد عليها .
2- هذه الرواية والتي قبلها تذكر أن النعش قبل الوفاة أما بعد الوفاة فلم يذكر له أي أثر وأنه استعمل أم لا ؟.
فتلخص : أن حديث النعش لم يرد من طريق أهل البيت بل ولا من طريق العامة بسند معتبر وإنما الروايات الواردة من الطريقين كلها ساقطة سنداً.
الدليل الثاني :
الروايات التي ذكرت أن أمير المؤمنين عليه السلام أعفى قبرها وهي :
الرواية الأولى :
ما رواه الشيخ الكليني في [الكافي‏] قال :
 أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ رَفَعَهُ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهُرْمُزَانِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع قَالَ لَمَّا قُبِضَتْ فَاطِمَةُ ع دَفَنَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام سِرّاً وَ عَفَا عَلَى مَوْضِعِ قَبْرِهَا [47]
الجواب :
الرواية غير تامة سندا
الرواية الثانية :
 [المجالس للمفيد] و [الأمالي للشيخ الطوسي‏] الْمُفِيدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهرمرازي عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَصَّتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنْ يَكْتُمَ أَمْرَهَا وَ يُخْفِيَ خَبَرَهَا وَ لَا يُؤْذِنَ أَحَداً بِمَرَضِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ كَانَ يُمَرِّضُهَا بِنَفْسِهِ وَ تُعِينُهُ عَلَى ذَلِكَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رَحِمَهَا اللَّهُ عَلَى اسْتِسْرَارٍ بِذَلِكَ كَمَا وَصَّتْ بِهِ فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ وَصَّتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهَا وَ يَدْفِنَهَا لَيْلًا وَ يُعَفِّيَ قَبْرَهَا فَتَوَلَّى ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ دَفَنَهَا وَ عَفَّى مَوْضِعَ قَبْرِهَا [48]
الجواب :
هذه الرواية غير تامة سندا ففيها أكثر من واحد مجهول .
الدليل الثالث :
من الأدلة التي أُستدل بها على أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام دفنت في البقيع :
الروايات التي ذكرت أن الإمام الحسن  ع أوصى أن يدفن إلى جنب أمه  فاطمة الزهراء عليها السلام ، وهذه المجموعة من الروايات ذكرها علماء العامة وأول من روى ذلك هو : أبو زيد عمر بن شبّه النميري البصري المتوفى 262هـ روى بسنده (( أن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : ادفنوني في المقبرة إلى جنب أمي . فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة (ع)… )) ( [49] ).
وهذه الرواية أول ما فيها أنها مرسلة ولا يمكن الاعتماد عليها وتبعه على ذلك كل من تأخر عنه منهم مثل أبي الفرج الأصبهاني ( [50] ) وابن أبي الحديد في شرح النهج ( [51] ) وإبن عبدالبر في الاستيعاب ، وإبن حجر في الاصابة وغيرهم.وذكر ابن شبّه النميري رواية أخرى حول قبر الإمام الحسن بن علي عليهما السلام ، وأوصى فيها أن يدفن في المقبرة إلى جنب أمه فاطمة ( فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة ع ) ( [52] ).
وهذه الرواية لعلها عين الرواية المتقدمة وهي التاسعة من الروايات في قبر فاطمة حيث أن سند هذه عين سند الرواية السابقة ومتنها قريب من متن الرواية السابقة . وهذه الرواية مرسلة من حيث السند .ومن حيث المتن تقول هذه الرواية أن المشادة بين بني أمية وبني هاشم كانت في حياة الإمام الحسن  ع وقبل وفاته ، بينما روايات أخرى ومنها الرواية المتقدمة على هذه الرواية التي ذكرها النميري أن المشادة وقعت بعد وفاة الإمام الحسن  ع فأيهما أصح ؟كما أنه يمكن حمل كلمة أمه فاطمة على جدته فاطمة بنت أسـد رضي الله عنها – كما سوف يأتي -.
بتقريب أن جدته هي أمه أيضاً وكل منهما فاطمة ولم يذكر في أي رواية منها أنه قال : ( أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله )، ويدل على التهافت في هذا الخبر أنه ذكر أن قبر الحسن بن علي مع قبر عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله . حيث جاء فيه ( إن في المقبرة قبرين مطابقين بالحجارة ؛ قبر حسن بن علي ، وقبر عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن لا نخرجهما ).
والجواب :
1 – أن عائشة توفيت في طريق الشام .
2 – على فرض أنها دفنت في البقيع لم يدع أحد أنها دفنت إلى جنب الإمام  الحسن  ع وإنما أُدعي دفنها إلى جنب زوجات الرسول صلوات الله وسلامه عليه.
كما قد يطلق الأب على الجد فقد جاء في كتاب الثقات لابن حبان في ترجمة الإمام الحسن  قال : (( و أوصى إلى أخيه الحسين : إذا أنا مت فأحفر لي مع أبي وإلا ففي بيت علي وفاطمة وإلا ففي البقيع …)) ( [53] ).
فقد أطلق في هذا الخبر اسم الأب على الجد وهو رسول الله صلى الله عليه وآله لأن الإمام أمير المؤمنين ع مدفون بالنجف الأشرف ويوجد مسافة بعيدة وإنما أراد بالأب رسول الله صلى الله عليه وآله .
ويبدو من هذه الوصية أن الإمام الحسن ع أراد الأفضلية في الدفن على الترتيب:
1 – أن يدفن إلى جنب جده رسول الله صلى الله عليه وآله .
2 – أن يدفن إلى جنب أمه فاطمة عليها السلام في منزلها حيث عبر في ( بيت علي وفاطمة ).
3 – إذا لم يمكن هذا ولا ذاك ففي البقيع .
وبالفعل فإن بني أمية منعت من دفنه إلى جنب جده رسول الله صلى الله عليه وآله.ومع هذا أيضاً بنو أمية منعت من دفنه في منزل أبيه وأمه كما يقول هذا النص:
(( ثم أمر الحسين أن يحفر له في بيت علي وفاطمة ، فبلغ ذلك بني أمية فأقبلوا [ و ] عليهم السلاح وقالوا : والله ! لا نتخذ القبور مساجد ، فنادى الحسين في بني هاشم فأقبلوا بالسلاح ، ثم ذكر الحسين قول أخيه لا ترفعن ، في ذلك صوتا ، فحفر له بالبقيع ودفن هناك [ع] في أحسن مقام )) ( [54] ).
فهذا النص يدل :
1 – على أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها مدفونة في منزلها . وإلا ما هو المبرر على أن يوصي الإمام الحسن بدفنه في منزل أبيه وأمه إذا لم تكن أمه مدفونة فيه خصوصاً وأن البيت لا يزال يسكن وهو مشترك بينه وبين أخوته .
2 – أن الروايات التي نقلت كلام الإمام الحسن  أن يدفن إلى جنب أمه إذا لم  يفسح المجال لدفنه إلى جنب جده ، يريد – والله العالم – إلى جنبها في منزلها.
غاية الأمر أن النتيجة بعد أن حصل ما حصل بين بني هاشم وبني أمية دفن الإمام الحسن في البقيع فظن الرواة أنه دفن إلى جنب أمه في البقيع .
وما ذكره محمد الياس عن ابن عبدالبر من أن الإمام الحسن  ع دفن إلى جنب أمه فاطمة عليهما السلام .
هذا مرسل ولعله استنتاج من بعض الروايات التي لم يتم سندها كما تقدم .
وما ذكره عن السخاوي ، والسمهودي ، والعباسي ، والمحب الطبري ، والبرزنجي كل ذلك اجتهادات منهم اعتماداً على الرواية التي ذكرها ابن شبَّه المتقدمة وهي مرسلة.
فتلخص أن ما ذكر من الأدلة على دفنها في البقيع غير تام ولا يوجد هناك راوية صحيحة صريحة في دفنها في البقيع .
ومن الروايات التي وردت في كتب الشيعة على هذا القول هي :
1 – الرواية عن ابن عباس قال : فحملناه ( يعني الإمام الحسن ع) فأتينا به قبر أمه فاطمة عليها السلام فدفناه إلى جنبها رضي الله عنه وأرضاه - إلى أن قال – ارجعي فقد كفى الله تعالى المؤنة ودفن  الحسن  إلى  جنب  أمه ،  فلم  يزدد  من  الله  تعالى  إلا  قرباً …)) ( [55] )." لا اله إلا الله....
الأم: مأساتهم عظيمة عليهم افضل الصلاة والسلام...وهؤلاء المنافقون لازالوا يغالطون كل من هم على حق ويقتلون ال بيت رسول الله ويظلمونهم !!!ويحهم كيف قتلوك؟وظلموك؟وبخسوا حقوقك؟ قاتلهم الله انى يؤفكون....مـَثـَلهم كمثل مسجد ضرار...اسس على باطل فهدم...هؤلاء الظلمة اسسوا مذاهب تستند على الباطل وحرفوا كلام الله في تفسيره والعمل به واستكبروا على الرسول ص وآله ...فلازالوا يستندون على ماهو من غير علم آل البيت وخربوا وسفكوا الدماء واستباحوا الحرمات وزادت بهم البدع وكل بدعة حرام ...واسسوا اساساً باطلاً لعلم مغلوط وباطل...اما العلم الصحيح هو علم آل بيت محمد ...اما قال الرسول الأعظم " انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها"...وانظري مافعلوا بأبواب الله ورسوله...الأول وكسروه على ضلع السيدة الزهراء وقتلوها وحرقوا بابها ...والباب الثاني وهو باب العلم ضربوه ضربة جبناء على هامته الغالية العظيمة الشأن غدرا ً... رأس علي عليه افضل الصلاة والسلام انقذ العالم بما فيه من علم ...وهو سلاحنا ضد الجهل ...واولئك المنافقين الذين ظلموه وآله هم من يمثل ايادي الجهل والظلام فما للجهل إلا قتل العلم كي يتلف العالم ويفسده ...فضربوا رأسه الشريف...وكل من مات من آل بيت محمد ومن شيعتهم كان سبب الموت الظلم الذي وقع على آل البيت منذ اجتماع يوم السقيفة ...لعنهم الله بما فعلوا بالإسلام وبرسوله وال بيت رسوله....
نبراس: ياامي سيبادون يوم ظهور الإمام الحجة ولن يبقى منهم من ظالم إلا وقتل على يده الشريفة...فلنكن من المنتظرين المؤمنين بما امرنا به...عسى ان نفوز بحب محمد وآله الأطهار وننال الشهادة والشفاعة المحمدية...ان شاء الله...
الأم: ان شاء الله ...
نبراس : وجدت شيئا ً خطيرا ًيا امي... من كتاب "الهجوم على قبر الزهراء ع " وهي عبارة عن روايات تفضح ما حصل من ظلم لآل البيت ع يوم وفاة الرسول ص ومابعده...يقول فيها .." وقال محمّد أبو الفضل محمّد ـ من أعلام أهل السنة في القرن الثامن والتاسع ـ: إنّ علياً (عليه السلام) كان في غاية الشجاعة ومعه فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)وكثير من أكابر الصحابة، حتى روي عنهم أنّه اجتمع عنده سبعمائة من الأكابر مريدين إمامته.. إلى أن قال: أجاب الشيعة: بأنه وان كان معه سبعمائة لكن جميع عوام الصحابة مع أبي بكر، وكانوا أكثر من ثلاثين ألفاً فأين القدرة..؟!(4).
ثم إنّ اثنا عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة وتقدّمه على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)(5). من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص(1)، والمقداد بن الأسود، وأُبيّ بن كعب، وعمّار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن مسعود(2)، وبريدة الأسلمي.
ومن الأنصار: خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وسهل بن حنيف، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، وغيرهم(3).
فلمّا صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم في أمره فقال بعضهم: هلاّ نأتيه فننزله عن منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال آخرون: إن فعلتم ذلك أعنتم على أنفسكم، وقد قال الله عزّ وجلّ: ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )(4) ولكن امضوا بنا إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) نستشيره ونستطلع أمره، فأتوا عليّاً (عليه السلام)، فقالوا: يا أمير المؤمنين! ضيّعت نفسك.. وتركت حقّاً أنت أولى به..! وقد أردنا أن نأتي الرجل فننزله عن منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّ الحقّ حقّك وأنت أولى بالأمر منه، لأنّا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " عليٌّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يميل مع الحقّ كيف مال " فكرهنا أن ننزله من دون مشاورتك.
فقال لهم علي (عليه السلام): " لو فعلتم ذلك ما كنتم إلاّ حرباً لهم، ولا كنتم إلاّ كالكحل في العين، أو كالملح في الزاد، وقد اتفقت عليه الأُمّة التاركة لقول نبيّها، والكاذبة على ربّها، ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلاّ السكوت لما يعلمون من وغر صدور القوم وبغضهم لله عزّ وجلّ ولأهل بيت نبيّه..، وإنّهم يطالبون بثارات الجاهليّة، والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدّين للحرب والقتال كما فعلوا ذلك حتّى قهروني وغلبوني على نفسي ولبّبوني وقالوا لي: بايع وإلاّ قتلناك!! فلم أجد حيلة إلاّ أنّ أدفع القوم عن نفسي، وذاك أنّي ذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ! إنّ القوم نقضوا أمرك، واستبدّوا بها دونك وعصوني فيك، فعليك بالصبر حتّى ينزل الله الأمر، وإنّهم سيغدرون بك لا محالة فلا تجعل لهم سبيلاً إلى إذلالك وسفك دمك، فإنّ الأُمّة ستغدر بك بعدي.. كذلك أخبرني جبرئيل (عليه السلام) من ربّي تبارك وتعالى ".
وفي رواية: " وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى، وإنّ الأُمّة من بعدي بمنزلة هارون ومن اتبعه والسامري ومن اتبعه، فقلت: يا رسول الله! فما تعهد إليّ إذا كان ذلك؟ فقال: إن وجدتَ أعواناً فبادر إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعواناً كفّ يدك واحقن حتّى تلحق بي مظلوماً.. " " ولمّا تُوفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اشتغلت بغسله وتكفينه والفراغ من شأنه ثمّ آليت يميناً أن لا أرتدي إلاّ للصلاة حتّى أجمع القرآن ففعلت، ثمّ أخذت بيد فاطمة وابنيّ الحسن والحسين (عليهما السلام) فدرت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقّي ودعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إلاّ أربعة رهط، منهم: سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر.. فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرّفوه ما سمعتم من قول رسولكم (صلى الله عليه وآله وسلم)ولا تدعوه في الشبهة من أمره ليكون ذلك أوكد للحجّة وأبلغ للعذر وأبعد لهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا وردوا عليه.
فسار القوم حتّى أحدقوا بمنبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وكان يوم الجمعة ـ، فلمّا صعد أبو بكر قاموا وتكلّموا ببيانات شافية وافية، فأوّل من تكلّم كان خالد بن سعيد بن العاص وقال: اتّق الله يا أبا بكر! فقد علمت أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ـ ونحن محتوشوه يوم قريظة، حين فتح الله له وقد قَتَل علي (عليه السلام) يومئذ عدّة من صناديد رجالهم وأُولي البأس والنجدة منهم ـ: " يا معاشر المهاجرين والأنصار! إنّي موصّيكم بوصية فاحفظوها، ومودّعكم أمراً فاحفظوه، ألا إنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) أميركم بعدي وخليفتي فيكم، بذلك أوصاني ربّي، ألا وإنّكم إن لم تحفظوا فيه وصيّتي وتوازروه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم، واضطرب عليكم أمر دينكم، ووليكم شراركم، ألا إنّ أهل بيتي هم الوارثون لأمري، والعالمون بأمر أُمّتي من بعدي، اللّهمّ من أطاعهم من أُمّتي وحفظ فيهم وصيّتي فاحشرهم في زمرتي، واجعل لهم نصيباً من مرافقتي، يدركون به نور الآخرة، اللّهمّ ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنّة التي عرضها كعرض السماء والأرض ".
 فقال له عمر بن الخطّاب: اسكت يا خالد! فلست من أهل المشورة ولا ممن يقتدى برأيه، فقال خالد: اسكت ـ يا ابن الخطاب! ـ فإنّك تنطق عن لسان غيرك، وأيم الله لقد عَلمَتْ قريش إنّك من ألأمها حسباً، وأدناها منصباً، وأخسّها قدراً، واخملها ذكراً، وأقلّهم غناءً عن الله ورسوله، وإنّك لجبان في الحروب، بخيل بالمال، لئيم العنصر، ما لك في قريش من فخر ولا في الحروب من ذكر، وانّك في هذا الأمر بمنزلة ( الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ * فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ )(1).
فأبلس عمر، وجلس خالد بن سعيد.
ثم احتجّ عليه بقية المهاجرين والأنصار..
قال الصادق (عليه السلام): " فأُفحم أبو بكر على المنبر حتّى لم يُحر جواباً، ثمّ قال: ولّيتكم ولست بخيركم أقيلوني أقيلوني. فقال عمر بن الخطاب: انزل عنها ـ يا لكع! ـ إذا كنت لا تقوم بحجج قريش لِمَ أقمت نفسك هذا المقام؟ والله لقد هممت أن أخلعك وأجعلها في سالم مولى أبي حذيفة "." فنزل ثمّ أخذ بيده وانطلق إلى منزله ـ وبقوا ثلاثة أيام لا يدخلون مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلمّا كان في اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد ومعه ألف رجل وقال لهم: ما جلوسكم؟ فقد طمع فيها ـ والله ـ بنو هاشم.. وجاءهم سالم مولى أبي حذيفة ومعه ألف رجل.. وجاءهم معاذ بن جبل ومعه ألف رجل.. فما زال يجتمع رجل رجل حتّى اجتمع أربعة آلاف رجل، فخرجوا شاهرين أسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب حتى وقفوا بمسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال عمر: والله يا صحابة عليّ! لئن ذهب الرجل منكم يتكلّم بالذي تكلّم به بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه. فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص... [وجرى بينهما كلام]، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): " اجلس ـ يا خالد ـ فقد عرف الله مقامك وشكر لك سعيك "، فجلس، وقام إليه سلمان الفارسي... [فتكلّم]، فهمّ به عمر بن الخطاب فوثب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ بمجامع ثوبه ثمّ جلد به الأرض، ثمّ قال: " يا ابن صهاك الحبشية! لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تقدّم لأريتك أيّنا أضعف ناصراً وأقلّ عدداً "، ثمّ التفت إلى أصحابه فقال: " انصرفوا رحمكم الله، فوالله لا دخلت المسجد إلاّ كما دخل أخواي موسى وهارون إذ قال له أصحابه: [فـ] ( إِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ )(1)، والله لا أدخل إلاّ لزيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو لقضية أقضيها فإنّه لا يجوز لحجّة أقامه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أن يترك الناس في حيرة "(2).".."وروى الجوهري عن جرير بن المغيرة: إنّ سلمان والزبير والأنصار كان هواهم أن يبايعوا عليّاً (عليه السلام)(1).
وروى ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكّار: لمّا بويع أبو بكر واستقرّ أمره ندم قوم كثير من الأنصار على بيعته، ولام بعضهم بعضاً، وذكروا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهتفوا باسمه وأنّه في داره لم يخرج إليهم، وجزع لذلك المهاجرون وكثر في ذلك الكلام(2).
وفي رواية أُخرى عنه بعد ذكر البيعة لأبي بكر يوم الوفاة: فلمّا كان آخر النهار افترقوا إلى منازلهم فاجتمع قوم من الأنصار وقوم من المهاجرين فتعاتبوا فيما بينهم..(3)."....وهذا دليل الظلم الذي ظلموه لآل البيت عليهم السلام...والله جعل فضيحة اللئام على السنة الناس يا امي...فمسألة بكاء السيدة فاطمة روحي فداها ومطالبتها بفدك وهم استغنوا عن الدنيا لنيل رضا الله واشتروا الآخرة ونعيمها ومسألة خفاء قبرها عليها افضل الصلاة والسلام ماهي إلا بيان لمظلمة آل البيت اجمعين بأبي هم وامي...حتى نعي وندرك حقيقة ماحصل ولو بعد حين ...
الأم : اي والله يا بنية...فمن ألئـَم ممن قتل السيدة الطهر البتول!!! ومن الئم ممن جر الأمير علي وجه الله وبابه وابو الأئمة واخو ونفس رسول الله ص من رقبته جر الأسارى !!! الله اكبر...حسنا ًفعلـَت سيدتي بفضحهم وزجر المتخلفين والمتخاذلين بخفاء القبر ...لولا ذلك لما عرفنا حقها عليها السلام ...والله اراد ان يساعدنا... ففضح الجناة بألسنتهم ايضا ً...ويل ثم ويل ثم ويل لمن بخس حق محمد وآل محمد..."يوم يعض الظالم على يديه"... ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا ً!!!...

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net