متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
قريش في حجة الوداع
الكتاب : آيات الغدير    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

الفصـل الثالـث
قصـة الغديـر

قريش في حجة الوداع

رأيت في أحاديث حجة الوداع كيف ركز النبي صلى الله عليه وآله في خطبه وكلامه وتصرفاته على مقام أهل بيته عليهم السلام فبشر الأمة بالائمة الإثني عشر منهم.. وبلغها أن الله تعالى جعل وجوب طاعتهم الى جانب القرآن، فسماهم مع القرآن (الثقلين)، وأنه تعالى حرم عليهم الصدقات وجعل لهم مالية خاصة هي: الخمس.. الخ.

لقد كانت خطبه صلى الله عليه وآله في الحج، وما رافقها من أعماله وأقواله، في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، أقصى ما يمكن أن تتحمله قريش من ترسيخ قيادة بني هاشم، و (حرمان) بقية قبائل قريش من القيادة حسب زعمهم، بل تكريس قريش عبيداً طلقاء لبني هاشم!!

ولا تذكر المصادر السنية ردة الفعل الصريحة لزعماء قريش المعروفين على هذه الخطب والأعمال النبوية في حجة الوداع.

ومن الطبيعي أن لا تذكر ذلك.. فهل تريد من مصدر قرشي أن يعترف لك بأن


الصفحة 222

قريشاً لم تكن مرتاحة لكلام النبي صلى الله عليه وآله؟! وأن سهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية بن خلف، وحكيم بن حزام، وصهيب بن سنان، وأبا الأعور السلمي... وغيرهم، وغيرهم.. كانوا مكفهري الوجوه من تمهيد النبي صلى الله عليه وآله لبني هاشم، وأنهم نشطوا في اتصالاتهم مع القرشيين المهاجرين، من غير بني هاشم لمعالجة هذا الإتجاه النبوي الخطير ؟!!

أما مصادرنا الشيعية فتذكر أنهم نشطوا ضد بني هاشم في حجة الوداع، وأن نشاطهم زاد في منى في أيام التشريق، وكانت نتيجة مشاوراتهم ومحادثاتهم أن كتبوا بينهم صحيفة تسميها مصادرنا (الصحيفة الملعونة) لأنهم تعاهدوا فيها أن لا يسمحوا لبني هاشم أن يجمعوا بين النبوة والخلافة!

وتذكر أن بضعة نفر من ممثليهم انسلوا خفيةً من منى الى مكة، ووقعوا الصحيفة في داخل الكعبة!

فكانت صحيفة قرشية جديدة ضد بني هاشم، ولكنها هذه المرة ليست لمحاصرتهم في الشعب باسم اللات والعزى.. بل لعزلهم سياسياً وحرمانهم من القيادة بعد النبي صلى الله عليه وآله، باسم الإسلام!!

وذكرت مصادرنا أن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وآله على هذه الصحيفة، فأخبر أصحابها بفعلتهم، فارتعدت فرائصهم!

ولكنه صلى الله عليه وآله اكتفى بإتمام الحجة عليهم، وترك لهم حرية العمل وفق قانون تبليغ الأنبياء عليهم السلام وواجبهم في إقامة الحجة لله تعالى على عباده!

وإذا كان ما ذكرته الصحاح السنية من لغطٍ وكلامٍ وضجةٍ وصراخٍ في وسط خطبة النبي صلى الله عليه وآله في عرفات، عندما وصل الى نسب الأئمة الإثني عشر من بعده ـ إذا كان ذلك واحداً من فعاليات قريش المنظمة ضد بني هاشم ـ فلا بد أن يكون النبي صلى الله عليه وآله أنبهم عليه أيضاً، وعرفهم أنه مطلعٌ عليه جيداً!!


الصفحة 223


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net