متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
بنو عبد الدار أصحاب لواء قريش
الكتاب : آيات الغدير    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

بنو عبد الدار أصحاب لواء قريش

وذكر المؤرخون أن بني عبد الدار ورثوا من جدهم قصي دار الندوة التي كانت شبيهةً بمركز لمجلس شيوخ قريش، تبحث فيها الأمور المهمة، وتتخذ فيها القرارات، كما ورثوا لواء الحرب، فكانوا هم أصحاب لواء قريش في حروبها..

ـ قال البلاذري في فتوح البلدان 60

فلم تزل دار الندوة لبني عبد الدار بن قصي، حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، من معاوية بن أبي سفيان، فجعلها داراً للإمارة. انتهى.

وقد قتل علي عليه السلام من بني عبد الدار كل من رفع لواء قريش في وجه رسول صلى الله عليه وآله، فبلغوا بضعة عشر، وروي أن بعضهم قتلهم عمه حمزة بن عبد المطلب!

ـ قال ابن هشام في: 3|587: واصفاً تحميس أبي سفيان وزوجته لبني عبد الدار في أحد:

قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال: يا بني عبد الدار إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، إذا زالت زالوا، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه!

فهمُّوا به وتواعدوه، وقالوا: نحن نسلم اليك لواءنا؟ !! ستعلم غداً إذا التقينا كيف نصنع! وذلك أراد أبو سفيان.

فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم، فقالت هند فيما تقول:

ويهاً بني عبد الدار

ويهاً حماة الأدبار

ضرباً بكل بتار


الصفحة 344

ـ وفي سيرة ابن هشام: 3|655

قال ابن هشام: أنشدني أبو عبيدة للحجاج بن علاط السلمي يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار، صاحب لواء المشركين يوم أحد:

لله أيُّ مـذبـبٍ عـن حـرمةٍ

أعني ابن فاطمةَ المـُعِـمَّ المُخولا

سبقت يداك لـه بعاجلِ طعـنةٍ

تركت طليحة للجـبـين مـجـدلا

وشددت شدةَ باسـلٍ فكشفتهـم

بالجر إذ يهوون أخول أخولا.انتهى

وقد تتابع على حمل لواء المشركين يوم أحد تسعة من بني عبد الدار، وقيل أكثر وركزوا حملاتهم على قتل النبي صلى الله عليه وآله بعد أن تركه المسلمون وهربوا صعوداً في الجبل، وثبت الرسول صلى الله عليه وآله ومعه علي عليه السلام في وجه حملات قريش، التي تواصلت الى ما بعد الظهر!

وكان النبي صلى الله عليه وآله يقاتل في مركزه، وعلي عليه السلام يحمل عليهم، يضرب مقدمتهم، ثم يغوص فيهم يضرب يميناً وشمالاً، حتى يصل الى العبدري حامل لوائهم فيحصد رأسه، فتنكفئ الحملة..

ثم يتحمس عبدريٌّ آخر فيحمل لواء الشرك، ويهجمون باتجاه الرسول صلى الله عليه وآله فيتلقاهم علي عليه السلام وهو راجلٌ وهم فرسان.. حتى قتل من فرسان قريش عشرات، ومن العبدريين أصحاب ألويتهم تسعة! فيئسوا وانسحبوا، ونادى مناديهم كذباً: قتل محمد!

وقد أصابته صلى الله عليه وآله بضع جراحات، وأصابت علياً عليه السلام بضع وسبعون جراحة! منها جراحاتٌ بليغة، روي أن النبي صلى الله عليه وآله مسح عليها بريقه فبرأت.

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net