[ ما كان ليزيد أن يرتكب ما ارتكب لولا ما مهّده سلفه ]
وعَلِمَ حينئذ أهلُ البحث والتنقيب من أولي الالباب أنّ هذه أمور دبرت بليل ، وأنّها عن عهد السلف بها إلى خلفه ، وما كانت ارتجالاً من يزيد ، وما المسبب لو لم ينجح السبب. ثم لم تزل أنوار هذه الحقيقة تتجلّى لكلّ مَن نظر نظراً فلسفياً في فجائع الطف وخطوب أهل البيت ، أو بحث بحث مدقق عن أساس تلك القوارع وأسباب هاتيك الفظائع. وقد علم أهلُ التدقيق من أولي البصائر أنّه ما كان لهذا الفاجر أن يرتكب من أهل البيت ما ارتكب ، لولا ما مهّده
(102)
سلفه من هدم سورهم وإطفاء نورهم وحمله الناس على رقابهم وفعله الشنيع يوم بابهم.
|