[ لولا ما تحمّله الحسين ما قامت لاهل البيت قائمة ]
وأمّا ـ وشيبة الحسين المخضوبة بدمه الطاهر ـ لولا ما تحمّله سلام الله عليه في سبيل الله ، ما قامت لاهل البيت ( عليهم السلام ) ـ وهم حجج الله ـ قائمة ، ولا عرفهم ـ وهم أولو الامر ـ ممن تأخر عنهم أحد ، لكنه ـ بأبي وأمي ـ فضح المنافقين ، وأسقطهم من أنظار العالمين ، واستلفت الابصار بمصيبته إلى سائر مصائب أهل البيت ، واضطر الناس بحلول هذه القارعة إلى البحث عن أساسها ، وحملهم على التنقيب عن أسبابها ، والفحص عن جذرها وبذرها ، واستنهض الهمم إلى حفظ مقام أهل البيت ( عليهم السلام ) وحرّك الحمية على الانتصار لهم ، لان الطبيعة البشرية والجبلة الانسانية تنتصر للمظلومين وتنتقم بجهدها من
(110)
الظالمين. فاندفع المسلمون إلى موالاة أهل البيت ، حتّى كأنهم قد دخلوا ـ بعد فاجعة الطف ـ في دور جديد ، وظهرت الروحانية الاسلامية بأجلى مظاهرها ، وسطع نور أهل البيت بعد أن كان محجوباً بسحائب ظلم الظالمين ، وانتبه الناس إلى نصوص الكتاب والسنة فيهم ( عليهم السلام ) ، فهدى الله بها من هدى لدينه ، وضلّ عنها من عمى عن سبيله.
|