متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في ان أمير المؤمنين (ع) نازع أبا بكر و لم يبايعه إلى ستة أشهر - بيعة أبي بكر كانت فلته ناشئة من أغفال الناس
الكتاب : الصوارم المهرقة في الجواب الصواعق المحرقة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

 تكملة لصفحة 69

 23 - قال : وايضا فالامة اجتمعت على حقية امامة أحد الثلاثة أبي بكر وعلي والعباس ثم انهما لم ينازعاه بل بايعاه فتم بذلك الاجماع له على امامته دونهما إذ لو لم يكن على الحق لنازعاه كما نازع علي معاوية مع قوة شوكة معاوية عدة وعددا على

شوكة أبي بكر فإذا لم يبال علي بها ونازعه فكانت منازعته لابي بكر اولى واحرى فحيث لم ينازعه دل على اعترافه بحقية خلافته ولقد سأله العباس في ان يبايعه فلم يقبل ولو علم نصا عليه لقبل سيما ومعه الزبير مع شجاعته وبنو هاشم وغيرهم

ومر ان الانصار كرهوا بيعة أبي بكر وقالوا منا أمير ومنكم أمير فدفعهم أبو بكر بخبر الائمة من قريش فانقادوا له واطاعوه وعلى ع اقوى منهم شوكة وعددا وشجاعة فلو كان معه نص لكان احرى بالمنازعة واحق بالاجابة انتهى .


اقول : ما ذكره اولا من دليل اجماع الامة على حقية خلافة الثلاثة ساقط جدا لانه ادعى فيه عدم نزاع أمير المؤمنين عليه السلام وقد فصلنا سابقا انه عليه السلام نازع ولم يبايع ابا بكر الى ستة اشهر وطلب عن انس من الصحابة الشهادة على

نصبه عليه السلام يوم الغدير فلم يشهد عنادا فدعا عليه السلام حتى صار مبروصا وكذا لم يشهد زيد بن ارقم فصار بدعائه عليه السلام اعمى ونزاع سلمان وأبي ذر ومقداد وعمار وخالد بن سعيد الاموى ومالك بن نويرة الحنفي وغيرهم واحتجاجهم

على أبي بكر في ذلك مشهور وفي كتب المتقدمين من الجمهور مسطور وأما ترك النزاع آخرا والبيعة لابي بكر بعد ستة اشهر فلا يدل على صحة خلافته لأن المعتبر في باب الامامة إنما هو الرضا والتسليم دون الصفقه باليد الا ترى ان من نأى عن محل الامام

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 70 : -

وبلده يعد مبايعا له من حيث رضى وسلم وانقادو ان لم يضرب بيده وإنما يراد الصفقة ليكون امارة الرضا فإذا ظهر ما هو اولى منها لم يعتبر بها ولم يحتج إليها فلما وقع الاتفاق على تأخير أمير المؤمنين عليه السلام عن البيعة يجب ان يكون

محمولا على التأخر عن اظهار الرضا والتسليم دون الصفقة باليد ولو كان راضيا بالامر ومسلما للعقد لم يعتبر بصفقته ولا عوتب على تأخره ولا قيل في ذلك ما قيل وجرى ما جرى ومن صواب الجواب ما روى انه لما اتصل بعلي بن ابى طالب

عليه السلام ان الناس قالوا ما باله لم ينازع أبا بكر و عمر كما نازع طلحة والزبير وعائشة قال ان لى بسبعة من الانبياء اسوة اولهم نوح عليه السلام قال الله تعالى مخبرا عنه " رب انى مغلوب فانتصر " فإن قلتم انه ما كان مغلوبا فقد كذبتم

القرآن وان كان كذلك فعلى اعذر والثانى إبراهيم ( ع ) وهو خليل الرحمن حيث يقول " واعتزلكم وما تدعون من دون الله " فإن قلتم انه اعتزلهم من غير مكروه فقد كفرتم وان قلتم انه رأى المكروه فاعتزلهم فالوصي اعذر وابن خالته لوط عليه

السلام إذ قال لقومه " لو ان لي بكم قوة أو آوى الى ركن شديد " فإن قلتم كان له بهم قوة فقد كذبتم القرآن وان قلتم انه ما كان له بهم قوة فالوصى اعذر ويوسف عليه السلام إذ يقول " رب السجن احب الى مما يدعونني إليه " فإن قلتم انه دعى

الى غير مكروه يسخط الله فقد كفرتم وان قلتم انه دعى الى ما يسخط الله تعالى فاختار السجن فالوصي اعذر وموسى بن عمران عليه السلام إذ يقول " فررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما وجعلني من المرسلين " فإن قلتم انه فر منهم من

غير خوف فقد كفرتم وان قلتم فر منهم خوفا فالوصى اعذر و هارون عليه السلام إذ يقول " يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بى الاعداء " فإن قلتم انهم ما استضعفوه كفرتم وان قلتم انهم استضعفوه واشرفوا على قتله فالوصى اعذر ومحمد صلى الله عليه وآله حيث هرب الى الغار فإن قلتم انه هرب من غير خوف اخافوه فقد كفرتم وان
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 71 : -

قلتم انهم اخافوه فلم يسعه إلا الهرب فالوصي اعذر فقام إليه باجمعهم وقالوا يا أمير المؤمنين قد علمنا ان القول قولك ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله تعالى انتهى


ومما يعارض دعاويهم الاجماع الطوعى على امامة أبي بكر الاجماع على امامة معاوية باتفاق الناس بعد تسليم الحسن عليه السلام الامر له فكانوا باسرهم مظهرين للرضا بامامته وتنفيذ احكامه وكافين عن النكير عليه حتى سمى ذلك العام عام

الجماعة وكلما يدعى ههنا من انكار باطن وخوف وتقية وعدم الطوع والرضا يمكن ان يدعى بعينه فيما تقدم وكذا يعارض ايضا بالاجماع على قتل عثمان وخلعه فإن الناس كانوا بين قاتل وخاذل وكاف عن النكير وهذه امارات الرضا عندكم ويدل

على ما ذكرنا ما سيذكره هذا الشيخ الجامد من انه لما توفيت فاطمة استنكر علي عليه السلام وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الاشهر وادل من ذلك عبارة صحيح البخاري حيث قال لما توفيت فاطمة عليها السلام

تولت وجوه الناس عن علي عليه السلام فضرع الى بيعة أبي بكر فإن لفظ ضرع صريح الالجاء والاكراه فافهم ويرشد إليه ايضا احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى بما ذكره هذا الشيخ ايضا في هذا الكتاب وكذا الاشعار المنسوبة إليه في ديوانه

الشريف الذي جمعه بعض الجمهور والملخص ان الدعوى لا يثبت الا بالدليل أو بقبول الخصم والخصم وهم الشيعة ينكرون امامة أبي بكر ولا دليل عقليا ولا نقليا لهم غير الاجماع المذكور وقد عرفت بطلانه آنفا فتكون امامتهم باطلة واما ما زعم

من ان نزاعه عليه السلام مع أبي بكر كان اولى من نزاعه مع معاوية فساقط جدا بل الامر بالعكس بطريق اولى فإن الفرق بين النزاع مع الشيوخ الثلاثة التي زعم القوم كونهم مستأهلين للخلافة الحقيقية الالهية وكونهم من السابقين الاولين من المهاجرين الصديقين وبين النزاع مع معاوية الطليق الذي لم يدرك الاسلام في زمن
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 72 : -

النبي صلى الله عليه وآله إلا ستة اشهر وكانت امامته بالسلطنة والملك والغلبة فرق ما بين الفرق والقدم ومع قطع النظر عن علو شأنه في نظر قريش وانه من حيث ارادتهم دفع على عليه السلام عن مقامه به ودنو كعب معاوية في نظرهم كان

المسلمون حديثى عهد بالجاهلية في زمان أبي بكر واخويه ولم يكونوا راسخين في الاسلام بل كانوا مستعدين للارتداد وافناء الاسلام عن اصله بادنى سبب واقل فتنة بخلاف الزمان الذي وصل فيه الخلافة الى علي عليه السلم كما لا يخفى

وايضا من البين ان ما حصل له في اول خلافته من اجماع اكثر المهاجرين وسائر الانصار واعراب البوادى والقفار عليه
كان وافيا في نظر العقل لدفع معاوية وعزله وازالة بدعه وتجبره على المسلمين ومخالفته لدين سيد المرسلين لكن عائشة

وطلحة والزبير فرقوا جمعيته عليه السلام بالخروج والبغى عليه عند ذلك وجرأوا معاوية ايضا على منازعته والخروج عليه بل كاتبوه والتمسوا منه خروجه من الشام معاونة لهم غاية الامر انه أخر الخروج تأنفا عن لزوم متابعتهم ثم خرج مستقلا

الى حرب علي عليه السلام في صفين وكان آثار غلبة علي عليه السلام في طول ايام ذلك الحرب ظاهرة حتى عجز
اصحاب معاوية ورفعوا المصاحف على رؤس رماحهم صلحا وشفاعة لكن جماعة من رؤساء عسكر أمير المؤمنين عليه

السلام كاشعث بن قيس وعبد الله بن وهب الراسبى وامثالهما الذين استمالهم معاوية مكرا وخدعة مرقوا عن الدين فقلبوا
الامر والجأوه عليه السلام الى قبول الحكمين ومع ذلك حيث لم يتم أمر الحكمين اغتنم معاوية فرصة الهرب الى الشام

ورجع أمير المؤمنين عليه السلام الى حرب الخوارج المارقين كما فصل في كتب السير والتواريخ وأما ما ذكره من سؤال العباس مبايعته له عليه السلام وعدم قبوله عليه السلام لذلك ففيه ان الوجه فيه انه عليه السلام كان يعرف باطن الامر وكلام العباس كان على الظاهر ولا يمتنع ان يغلب في ظنه
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 73 : -

ما لا يغلب على ظن العباس فلا يكون في امثاله دلالة على صواب ما جرى من العقد لابي بكر وانما يدل على ان ما بذله له العباس من البيعة لم يكن عنده صوابا وبالجملة لما راى العباس ان القوم شرعوا الامامة من جهة الاختيار واوهموا انه

الطريق الى الامامة اراد ان يحتج عليهم بمثل حجتهم ويسلك في امامة أمير المؤمنين عليه السلام مسلكهم على سبيل الاستظهار عليهم والازالة لشبهتهم ولما علم عليه السلام ان العباس ليس ممن يصلح معاضدا معارضا في هذا الامر توقف

عن قبوله ويؤيد هذا ما روى عنه عليه السلام انه قال في تلك الايام لو كان حمزة وجعفر حيين لما طمع في هذا الامر أحد ولكني قد ابتليت بجلفين جافين عباس وعقيل وأما ما ذكره من ان الانصار كرهوا بيعة أبي بكر الخ فاقول نعم لكن الشيخين

واتباعهما من قريش اوقعوا في اوهام الانصار وغيرهم ان قعود علي عليه السلام في بيته لتجهيز النبي صلى الله عليه وآله ترك عنه عليه السلام للخلافة المتعينة له عن النبي صلى الله عليه وآله فلهذا اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وارادوا عقد

الامارة لواحد منهم على انفسهم لانتظام امورهم ولم يظهر لهم خلاف ما توهموه اولا إلا بعد ما غلب عليهم صناديد قريش واخذوا منهم البيعة الفاسدة لابي بكر فلتة كما مر فلم يسعهم نقضها بعد ذلك والرجوع الى على عليه السلام ظاهرا إلا من شذ منهم كسعد بن عبادة واولاده رضى الله عنهم وتفصيل ذلك مذكور في كتاب الفتوح وروضة الصفا فخذ ما صفا


وأما قوله " فدفعهم أبو بكر بخبر الائمة من قريش " فالظاهر انه مما وضعوه واوقعوا في اوهام الانصار انه حديث النبي صلى الله عليه وآله لان عمر قد ناقض ذلك فيما بعد وقال حين اظهر الشك في استحقاق كل واحد من الستة الذين جعلهم

شورى لو كان سالم مولى حذيفة حيا ما يحابى فيه شك وسالم عبد لامرأة من الانصار وهي اعتقته وحازت ميراثه وأما قوله وعلى اقوى منهم شوكة

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 74 : -

وعددا فمن اوضح الاكاذيب كما سمعت آنفا كيف وقد اجمع جميع طوائف قريش الذين كانوا يبغضون عليا عليه السلام
للثارات الجاهلية على خلافة أبى بكر كما صرح به عليه السلام فيما نقلناه سابقا من قوله في بعض شكاياته " اللهم انى

استعديك على قريش فانهم قطعوا رحمى وكفأوا انائي واجمعوا على منازعتي حقا كنت اولى به من غيرى " فكيف لا يكون عليه السلام عنهم في خوف وحذر مع ان اصحابه من بني هاشم وغيرهم كانوا بالنسبة إليه مبغضين كما نقل عن النبي

( ص ) في اوائل الخاتمة التي عقدها لبيان ما اخبر به مما حصل على آله من البلاء والقتل من قوله صلى الله عليه وآله " ان أهل بيتى سيلقون بعدى من امتى قتلا وتشريدا وان اشد اقوام لنا بغضا بنو امية وبنو المغيرة وبنو المخزوم فهولاء

الطالبون لثاراتهم عنه عليه السلام اتفقوا على منع علي عليه السلام عن الخلافة وهجموا على استخلاف أبي بكر رغما له عليه السلام ولهذا ذكر ايضا في الفتوح وغيره ان في حرب صفين كان من قريش مع علي عليه السلام خمسة نفر وهم

محمد بن أبي بكر ربيبه عليه السلام وجعد بن هبيرة المخزومى بن اخته عليه السلام وأبو الربيع بن أبي العاص بن ربيعة الذي كان ابوه أبو العاص سلفه ومحمد بن أبي حذيفة عتبة ابن اخت معاوية بن أبي سفيان وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص

رضى الله عنهم وكان مع معاوية ثلاث عشر قبيلة من قريش مع اهلهم وعيالهم ولا يخفى على الفطن اللبيب ان اجماعهم و اجتماعهم على باطل معاوية في الاواخر دليل على جواز اجماعهم على باطل أبي بكر واخويه في الاوائل وتوضيح المقال والكشف عن سريرة الحال


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net