متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في بيان ما يكشف عن عداوة عائشة لعلي (ع) - في تكذيب قول من زعم أن النبي (ص) نص على خلافة أبي بكر
الكتاب : الصوارم المهرقة في الجواب الصواعق المحرقة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

تكملة لصفحة 105

 39 - قال : السادس اخرج مسلم عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادعى لى اباك واخاك حتى اكتب كتابا فانى اخاف ان يتمنى متمن ويقول قائل : انا اولى ويأبى الله والمؤمنون إلا ابا بكر انتهى .


اقول : فيه بحث أما اولا فلظهور تهمة عائشة في مثل هذه الرواية من حيث جرها بذلك نفعا وشرفا لها ولابيها ، ومن حيث ظهور عداوتها لعلي عليه السلام ، كما يدل عليه تصفح اخبارهم وتتبع آثارهم ،

منها ما اخرجه البخاري في صحيحه من قول عائشة " ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه ويده اليمنى على كتف رجل ، واليسرى على كتف ابن عباس " وقول ابن عباس " اتعرف من الرجل الذي لم تسمه ؟ قال : ، لا قال : هو علي بن أبي طالب ( عليه السلام )


واخرج ايضا في قضية الافك قول عائشة " أما اسامة فقال بما يعلم من نفسه ومن براءة اهله : الزم اهلك ، وأما علي ( عليه السلام ) فقال : النساء كثيرة ولن يضيق الله عليك وسل الجارية تصدقك الحديث "


وكذا اخرج قول العثماني لاخر " ابلغك ان عليا كان فيمن رمى به عائشة بالافك " وقال ابن قتيبة في كتاب السياسة والامامة " لما قال طلحة لعائشة قد بويع علي (ع) فقال : ما لعلي يتولى على رقابنا ؟ لا ادخل المدينة ولعلي فيها سلطان ورجعت "

قال ولما اتى عائشة خبر أهل الشام انهم ردوا بيعة على عليه السلام ، وابوا ان يبايعوه امرت فعمل لها هودج من حديد وجعل فيها موضع لعينها ثم خرجت ومعها طلحة والزبير و
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 106 : -

عبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة انتهى

وكيف ينكر عناد عائشة مع علي عليه السلام وقد اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وحذرها عن ذلك كما سيذكره هذا
الشيخ الكذوب الناسي في الباب الثامن في خلافة على عليه السلام في ذيل ما قدمه هناك من قصة قتل عثمان حيث قال " وقد

اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بواقعة الجمل وصفين و قتال عائشة وطلحة والزبير عليا كما اخرجه الحاكم وصححه البيهقى عن ام سلمة قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج امهات المؤننين فضحكت عائشة فقال : انظري حميراء ان لا

تكوني انت واخرج البزار وأبو نعيم عن ابن عباس مرفوعا ايتكن صاحبة الجمل الاحمر ؟ تخرج حتى ينبحها كلاب الحوأب يقتل حولها قتلى كثيرة ثم تنجو بعد ما كادت " ( انتهى )

وروى انه لما وصلت الى الحوأب ونبحها كلابه تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وآله فحاضت حيضة للرجوع ثم منعها عنادها وبغضها لعلى عليه السلام فعادوا لما نهوا عنه .


وأما ثانيا فلان الحديث بعد فرض صحته التى تلحق بفرض المحال لو كان مفاده ما فهموه لكان نصا على خلافة أبي بكر ، . مع انه لم يتمسك به عند منازعته مع الانصار ولا بعده ولا " عطر بعد عروس ( 1 ) فدل على انه من موضوعات عائشة

أو مفتريات غيرها من اوليائه وسيورد علينا هذا الشيخ الجامد المتحجر مثل هذا البحث فيما سيأتي حيث يقول " واحتمال ان ثم نصا غير ما زعموه يعلمه على أو أحد من المهاجرين والانصار باطل وإلا لاورده العالم به يوم السقيفة حين تكلموا في الخلافة أو فيما بعده لوجوب ايراده حينئذ " ( انتهى ) .


وأما ثالثا فلان هذا الجامد سينكر في حديث الغدير كون الاولى بمعنى الولى والامام مع ان مبنى استدلاله ههنا عليه كما لا يخفى .

  * ( هامش ) *
( 1 ) مثل معروف ، . يضرب لمن لا يؤخر عنه نفيس ، أو في ذم اذخار الشئ عوقت الحاجة ( أقرب الموارد ) ( * )
 

 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 107 : -

وأما رابعا فلانه يجوز ان يكون قوله " يابى " من جملة مقول قول القائل أي يقول قائل يابى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وبهذا القول تقع فتنة بين المسلمين وحينئذ لا دلالة للحديث على ان النبي صلى الله عليه وآله اخبر عن اباء الله تعالى لخلافة غير أبي بكر كما فهموه فلا حجة على الشيعة اصلا .


 40 - قال : السابع ، اخرج الشيخان عن أبي موسى الاشعري قال : مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس .

قال العلماء : في هذا الحديث اوضح دلالة على ان الصديق افضل الصحابة على الاطلاق ، واحقهم بالخلافة واولاهم
بالامامة ، وقد استدل الصحابة انفسهم بهذا على انه احق بالخلافة ، منهم عمر ومر كلامه في فصل المبايعة ومنهم علي

( عليه السلام ) فقد اخرج ابن عساكر عنه " لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضى الله عنه ان يصلى بالناس وانى لشاهد وما انا بغائب وما بى مرض فرضينا لدنيانا ، ما رضيه النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .

ووجه ما تقرر من ان الامر بتقديمه للصلوة كما ذكر فيه الاشارة أو التصريح باحقيته بالخلافة ان القصد الذاتي من نصب الامام العالم اقامة شعائر الدين على الوجه المأمور به من اداء الواجبات وترك المحرمات ، واحياء السنن ، واماتة البدع ،

وأما الامور الدنيوية وتدبيرها كاستيفاء الاموال من وجوهها وايصالها لمستحقيها ودفع الظلم ونحو ذلك فليس مقصودا بالذات بل ليتفرغ الناس لامور دينهم إذ لا يتم تفرغهم له إلا إذا انتظمت امور معاشهم بنحو الامن على الانفس والاموال ووصول

كل ذى حق الى حقه فلذلك رضى النبي صلى الله عليه وسلم لامر الدين وهو الامامة العظمى أبا بكر بتقديمه للامامة في الصلوة كما ذكرنا ومن ثمة اجمعوا على ذلك كما مر .

اقول : هذا الحديث المروى عن أبي موسى الاشعري مقيم الفتنة ومضل
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 108 : -

الامة ، الذي اخبر النبي صلى الله عليه وآله انه امام الفرقة المرتدة ونحوه من الاحاديث سندهم القاصر لاجماعهم الناقص على خلافة أبي بكر كما صرح به ههنا ايضا بقوله " ومن ثمة اجمعوا على ذلك كما مر " وقد مر منا ايضا انه لا يصلح

ذلك سندا لاجماعهم ، وان قياس امامة الصلوة على الامامة العظمى قياس مع الفارق من وجوه عديدة ، وحاشا عن علي عليه السلام باب مدينة العلم بل عن اقل عبيده المقتبسين من مشكوة انوار علومه ان يستدلوا بذلك القياس ، الذى يضحك منه اول من قاس .

وتمسكهم باستدلال عمر على ذلك مع ظهور فساده إنما هو من قبيل استشهاد ابن آوى بذنبه

وأما ما ذكره من " ان الامر بتقديمه للصلوة كما ذكر فيه الاشارة أو التصريح باحقيته بالخلافة " فهو مخالف لاتفاق متقدميهم على فقدان النص في شان الكل

وأما ما ذكره من " ان القصد الذاتي من نصب الامام اقامة شعائر الدين " فمردود بانه ان اراد به ان المقصود الذاتي في نصب الامام ذلك ، والامور الدنيوية تبع له فهب ان يكون كذلك لكن لا يفيد ذلك مطلوبه وانما يفيده لو لم يكن مقصودا بالذات

في الدين وهذا غير لازم من ذاك وكيف لا تكون الامور الدنيوية كاقامة الحدود وسد الثغور وتجهيز الجيوش للجهاد وحماية بيضة الاسلام و نحوها من الامور المتعلقة بحفظ النظام وانفاذ المعروف وازالة المنكر واصلاح المعاش والمعاد مقصودا

اصليا في الدين ؟ وان اراد به ان المقصود الاصلى الدين من نصب الامام ذلك وما عداه مقصود بالتبع فغير مسلم بل الكل مقصود بالذات من الدين كما اوضحناه وتقريره المذكور لا يفى باثبات خلافة كما لا يخفى .

 

 41 - قال : واخرج أحمد عن سفينة واخرجه ايضا عن اصحاب السنن و صححه ابن حبان وغيره قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك .
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 109 : -

اقول : هذا الحديث بعد تسليم صحته معارض بما نقله صاحب تفسير المدارك من الحديث المشتمل على السؤال عن الحق وعد النبي صلى الله عليه وآله لاقسامه الى ان عطف على الاقسام السابقة بقوله " والخلافة إذا انتهت الى علي عليه السلام "

وكذا معارض بما سبق من الاخبار المشتملة على خلافة اثنى عشر واما ما ذكره بعيد ذلك في دفع المعارضة هذا الشيخ المبهوت ، فهو اوهن من نسج العنكبوت .


قال : الفصل الرابع في بيان ان النبي صلى الله عليه و سلم هل نص على خلافة ابى بكر ؟ اعلم انهم اختلفوا في ذلك ، ومن تأمل الاحاديث التى قدمناها علم من اكثرها انه نص عليها نصبا ظاهرا وعلى ذلك جماعة من المحدثين وهو الحق ، . وقال جمهور اهل السنة رضوان الله عليهم والمعتزلة والخوارج : لم ينص على احد .


اقول : قد امتثلنا وتأملنا الاحاديث الحادثة التي قدمها ودمرنا عليها بأنها بعد تسليم صحتها لا دلالة لها على مقصوده وبالجملة ان الاحاديث التي زعم دلالتها على التنصيص في شان ابى بكر إنما هي من مفتريات شرذمة قليلة من حشوية اهل الحديث

المبيحين للكذب نصرة للمذهب وهم بعد وضع تلك الاحاديث قالوا بوجود النص في ابى بكر وهذا لا ينافى انكار جمهور اهل السنة والمعتزلة بوجود النص فيه في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع قطع النظر عن جرأتهم على تخطئة جمهور

اهل السنة في انكار وجود النص بل على خرق اجماعهم على الانكار كما ذكره النووي في شرح صحيح مسلم " نقول لو
كان هناك نص لكان أبو بكر اعلم به ، ولقال اطيعونى مستدلا به ، ولما قال الانصار : منا امير ومنكم امير ، ولما توقف

علي عليه السلام في البيعة الى ستة اشهر ، ولما قال أبو بكر : وددت انى سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 110 : -

هذا الامر وكنا لا ننازعه اهله ، ولما قال العباس لعلى عليه السلام امدد يدك ابايعك حتى يقول الناس بايع عم رسول الله صلى الله عليه وآله ابن عمه ، ولم يختلف فيك اثنان ، ولما قال أبو سفيان يا بنى عبد مناف ارضيتم ان يلى عليكم تيم ؟

والله لاملئن الوادي خيلا ورجلا ، ولما سل الزبير بن العوام سيفه قائلا : انا لا ارضى بخلافة ابى بكر ، ولما قال عمر لابي عبيدة : ابسط يدك ابايعك ، ولما قال أبو بكر : بايعوا عمر أو ابا عبيدة " الى غير ذلك مما هو مذكور في صحاح احاديثهم

ومعتبرات سيرهم وتواريخهم ثم لا يخفى ان دلالة ما ذكره آخرا من الاحاديث التى لم نذكرها تحرزا عن تضييع الوقت على عدم التنصيص ظاهرة وما ارتكبه لدفع التعارض من التأويلات الباردة ، والتوجيهات الكاسدة ، مما لا يروج على ذى بصيرة ناقذة .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net