متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في الإشارة إلى وجود النصوص على خلافة علي (ع) - في اصرار أهل السنة على اخفاء مناقب علي (ع)
الكتاب : الصوارم المهرقة في الجواب الصواعق المحرقة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

تكملة لصفحة 110

 42 - قال : فلزم من ذلك بطلان ما نقله الشيعة وغيرهم من الاكاذيب و سودوا به اوراقهم من نحو خبر " انت الخليفة بعدى " وخبر " سلموا على علي بامرة المؤمنين " وغير ذلك مما ياتي إذ لا وجود لما نقلوه فضلا عن اشتهاره كيف وما نقلوه لم

يبلغ مبلغ الاحاد المطعون فيها إذ لم يصل علمه لائمة الحديث المسابرين على التنقيب عنه كما اتصل كثير مما ضعفوه وكيف يجوز في العادة ان ينفرد هؤلاء بعلم صحة تلك الاحاديث ؟ الى آخر ما ذكر .


اقول : الشيعة يدعون التواتر المعنوي في بعض ما حكم هذا الشيخ الجاهل بعدم وجوده وساعدهم فيها جمع كثير من نقاد محدثي اهل السنة كالحاكم ، وابن جرير الطبري ، وابن الاثير الجزرى وكفى به حجة

وايضا من شرائط حصول العلم التواترى لسامع الخبر ان لا يكون السامع ممن سبق الى اعتقاد نفى مخبره بشبهة أو تقليد والف بالباطل واكثر اهل السنة اشد تورطا من الكفرة في تقليد الاباء واقتداء آثارهم فكيف
 

- الصوارم المهرقة- الشهيد نور الله التستري ص 111 : -

ما شهد به فخر الدين الرازي في تفسير الفاتحة من سعى بني امية في محو آثار أهل البيت عليهم السلام

وما اخرجه الجزرى في جامع الاصول في الفصل الثالث في التلبية بعرفة ومزدلفة عن سعيد بن جبير قال : كنت مع ابن عباس بعرفات فقال : مالي لا اسمع الناس يلبون ؟ قلت يخافون من معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك فانهم قد تركوا السنة على بغض علي عليه السلام وذوى القربى .


وما رواه هذا الجامد في ذيل الفصل الاتى المتضمن للاحاديث الواردة في بغض أهل البيت كفاطمة وولديها حيث قال عند ذكر الاثار المترتبة على قتل الحسين عليه السلام : وحكى عن الزهري انه قدم الشام يريد الغزو ، فدخل على عبد الملك بن

مروان فاخبره انه يوم قتل حسين بن علي عليه السلام لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وتحته دم ، . ثم قال له : لم يبق من يعرف هذا غيرى وغيرك فلا تخبر به ، قال فما اخبرت به إلا بعده انتهى


وأما ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة مع اقراره بصحة : خلافة أبي ابى وعمر بقوله : وما اقول في رجل اقر له اعداءه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ، ولا كتمان
 

- الصوارم المهرقة- الشهيد نور الله التستري ص 112 : -

فضائله ، فقد علمت انه استولى بنو امية على بلدان الاسلام في شرق الأرض وغربها واجتهدوا بكل حيلة في اطفاء نوره والتخويف عليه ووضع المعائب والمثالب ولعنوه على جميع المنابر وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ومنعوا من رواية

حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا حتى حظروا ان يسمى أحد باسمه فما زاده ذلك الا رفعة وسموا ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم تضوع نشره ، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء الناران حجبت عنه عين واحدة ادركته عيون كثيرة . انتهى


ولا يخفى ان مراده بقوله " ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله " انه لم يمكن ذلك لجميع الاعداء كما يدل عليه قوله آخرا " ان حجبت عنه عين واحدة ادركته عيون كثيرة " وقال صاحب الفتوح في فتح من اول كتابه " ان ههنا اخبارا اخر لم نذكرها لئلا يجعلها الشيعة متمسكا لهم " وكم مثل هذه في بطون كتبهم . . . فتأمل وانصف .

 

 43 - قال : نعم روى آحادا خبر ( أنت منى بمنزلة هرون من موسى ) وخبر ( من كنت مولاه فعلى مولاه ) وسياتى الجواب عنهما واضحا مبسوطا ، وانه لا دلالة لواحد منهما على خلافة علي لا نصا ولا اشارة وإلالزم نسبة جميع الصحابة

الى الخطاء وهو باطل لعصمتهم من ان يجتمعوا على ضلالة فاجماعهم على خلاف ما زعمه اولئك المبتدعة الجهال قاطع
بان ما توهموه من هذين الحديثين غير مراد ان لو فرض احتمالهما لما قالوه فكيف وهمالا يحتملانه كما ياتي فظهر ان ما

سودوا به اوراقهم من تلك الاحاديث لا يدل لما زعموه واحتمال ان ثم نصا غير ما زعموه يعلم على عليه السلام أو أحد من لمهاجرين أو الانصار باطل ايضا وإلا لاورده العالم به يوم السقيفة حين تكلموا في الخلافة أو فيما بعده لوجوب ايراده حينئذ

وقولهم " ترك علي عليه السلام يراده مع علمه به للتقية باطل " إذ لا خوف يتوهمه من له ادنى مسكة واحاطة بعلم احوالهم في مجرد ذكره
 

- الصوارم المهرقة- الشهيد نور الله التستري ص 113 : -

لهم ومنازعته في الامامة به كيف وقد نازع من هو اضعف منه واقل شوكة ومنعة من غير ان يقيم دليلا على ما يقوله ومع ذلك فلم يؤذ بكلمة فضلا عن ان يقتل فبان بطلان هذه التقية المشومة عليهم سيما وعلى عليه السلام قد علم بواقعة الحباب

وبعدم ايذائه بقول أو بفعل مع ان دعواه لا دليل عليها ومع ضعفه وضعف قومه بالنسبة لعلي ( عليه السلام ) وقومه وايضا فيمتنع عادة من مثلهم انه يذكره لهم ولا يرجعون إليه كيف وهم اطوع لله واعمل بالوقوف عند حدوده وابعد عن اتباع حظوظ

النفس لعصمتهم السابقة وللخبر الصحيح " خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم " وايضا ففيهم العشرة المبشرون بالجنة ومنهم أبو عبيدة امين هذه الامة كما صح من طرق فلا يتوهم فيهم وهم بهذه الاوصاف الجليلة انهم يتركون العمل بما يرويه لهم من يقبل روايته بلا دليل ارجح يعولون عليه انتهى .


اقول : شهرة الحديث الاول وبلوغه حد التواتر ، لا ينكره غير المعاند المكابر ، وأما الحديث الثاني فقد اثبت محمد بن جرير الطبري وابن الاثير الجزرى في رسالته الموسومة باسنى المطالب تواتره من طرق كثيرة وأما ما استدل به ههنا على عدم

دلالة الحديثين على خلافة علي عليه السلام بقوله " وإلا لزم نسبة جميع الصحابة الى الخطاء " الى آخره " فالخطاء فيه ظاهر كيف ودلالة الحديثين ليست مما ينبغى باستلزامهما لبعض المحذورات نعم ربما يستدل ( 1 ) المعنى المفاد من اللفظ

الدال على الملزوم غير مراد واين ( 2 ) لزوم ما ذكره من نسبة جميع الصحابة الى الخطاء إذ قد سبق ( 3 ) أبي بكر باعتراف المحققين من أهل السنة فاللازم إنما هو نسبة جماعة من الصحابة لاجل غصب الخلافة من أهل البيت عليهم السلام الى الخطاء وبطلانه

 

* ( هامش ) *
( 1 ) و ( 2 ) و ( 3 ) هذه الموارد كذا كانت في النسختين اللتين عندي . ( * )

 

 

- الصوارم المهرقة- الشهيد نور الله التستري ص 114 : -

غير مسلم بل هو دال على المطلوب وبما قررناه ظهر ضعف ما فرع على ما سرد بقوله " فاجماعهم ، . الى آخره " من انه " فظهر ان ما سودوا به " فاتضح ان ما سود به هذا الشيخ الجامد بياض اوراق كتابه سود به وجهه عند المحصلين .

وأما قوله " احتمال ان ثم نصا غير ما زعموه ، . الى آخره " ففيه ان ( 1 ) لا محتمل كما يدل عليه مسند ابن حنبل ومناقب الخوارزمي ومناقب ابن المغازلى وغير ذلك وأما استدلاله على بطلان هذا الاحتمال بقوله " وإلا لاورده العالم به يوم السقيفة الى آخره " فباطل لأن عليا عليه السلام وسائر بني هاشم ومواليهم وتابعيهم من المهاجرين استدلوا به فيها

وأما الانصار فقد مر ان أبا بكر وأبا عبيدة وسالما مولى حذيفة اوقعوا في قلوب الانصار وغيرهم ممن سمع النص في شان علي عليه السلام وشبهوا الامر على الناس وعلى الانصار فيه انه عليه السلام ترك الخلافة وقعد في قعر بيته حزنا على

النبي صلى الله عليه وآله فلهذا لم يورده أحد من الطائفتين وأما من عداهما من قريش كبنى امية وبني مخزوم وبني مغيرة فاعانوهم على خذلان علي عليه السلام باخذ حقه منه انتقاما لثارات الجاهلية كما مر وأما استبعاده ترك علي عليه السلام

لايراد النص تقية فقد مر ما فيه ايضا من البيعة لابي بكر في السقيفة وطلبوا عنه عليه السلام البيعة قد احتج عليهم بالنص
ولم يلتفتوا وجواز التقية كانت موجودة هناك ولا باس ان نوضح ذلك ههنا ونقول : لا يخفى على من تتبع كتب الجمهور في

الاحاديث والسير عدم تساوى متابعيه وانصاره عليه السلام في ايام خلافته ومحاربته الناكثين والقاسطين والمارقين وفقدانه لذلك في ايام خلافة الثلاثة واختياره للسكوت عن طلب حقه حينئذ والمنازعة والمقاتلة معهم فقد نقل عن أمير المؤمنين ان

ذات يوم من ايام واقعة الصفين ركب مع عسكر كثير ولما نظر الى كثرتهم قال لاصحابه : كنت انتظر هذه الكثرة ولها لزمت الصبر .

  * ( هامش ) *
( 1 ) هنا بياض بمقدار ثلاث كلمات في النسختين اللتين عندي . ( * )

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net