متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
استدلال ابن حجر على امامة ابي بكر ... - في ان أبا هريرة كان كذوباً و لم يعمل أبو حنيفة بحديثه قط
الكتاب : الصوارم المهرقة في الجواب الصواعق المحرقة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

تكملة لصفحة 124

 47 - قال : الشبهة الثانية زعموا ايضا انه صلى الله عليه وسلم لما ولاه قرائة براءة على الناس بمكة عزله وولى عليا فدل ذلك على عدم اهليته وجوابها بطلان ما زعموا هنا ايضا وإنما اتبعه عليا عليه السلام لقرائة براءة لأن عادة العرب في اخذ

العهد ونبذه ان يتولاه الرجل أو واحد من بني عمه ولذلك لم يعزل أبا بكر عن امرة الحج بل ابقاه اميرا وعليا مأمورا له في ما عدا القراءة على ان عليا لم ينفرد بالاذان بذلك ففى صحيح البخاري ان ابا هريرة قال بعثنى أبو بكر في تلك الحجة في

مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال احمد بن عبد الرحمن ثم اردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب عليه السلام فأمره ان يؤذن ببراءة قال أبو هريرة فاذن معنا على يوم النحر في أهل منى ببراءة ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان فتأمله تجد عليا إنما اذن مع مؤذنى أبي بكر انتهى .


اقول : دعوى ولاية أبي بكر للحج بالناس كذب صريح وإنما ادى إليه ايصال آيات البراءة الى الكفار في ايام الحج فلم يتم لانه صلى الله عليه وآله قد عزله قبل وصوله بعلى عليه السلام كما هو المشهور في كتب الجمهور ورواية جامع الاصول ومسند أحمد بن حنبل وغيرهما صريحة في رجوع أبي بكر عن الطريق وغاية ما اجاب
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 125 : -

به الجاحظ عن ذلك واعتمد عليه أهل السنة ما ذكره هذا الشيخ الجاهل المقلد من بناء عزل أبي بكر على رعاية عادة العرب في عقد الحلف وحل العقد واقول في الرد عليه انه لو كان انفاد علي عليه السلام لاجل ما تعارف بين العرب في العهود كما

زعموه واخترعوه لما خفى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم اولا ومعاذ الله ان يجرى النبي صلى الله عليه وآله سنته واحكامه على عادات الجاهلية وقد بين ذلك عليه السلام لما رجع إليه أبو بكر فسأله عن السبب في اخذ السورة منه فقال

اوحى الى ان لا يؤدى عنى إلا انا أو رجل منى ولم يذكر الجاحظ الاضافة التى افتراها هذا الشيخ الكذوب فبقى ان السر في ذلك التنبيه على لياقة علي عليه السلام للاداء عند الله تعالى دون ابى - بكر كما يدعيه الشيعة ومن لم يره الله سبحانه اهلا

لاداء آيات قليلة الى أهل قريته وهم اهله واقاربه جدير ان لا يكون اهلا لادنى ولاية فضلا عن الامامة والرياسة العامة وهو ظاهر ، لا ينكره إلا جاهل أو مكابر .


والحاصل ان بين العزل والولاية فرقا عظيما وبونا بعيدا على من رزق الحجى وفي المثل السائر " العزل طلاق الرجال " فإن كانت ولايته من النبي صلى الله عليه وآله بحسن اختياره فعزله من الله تعالى بحسن اختياره لأن فعله تعالى على باطن

الاحوال وفعل النبي صلى الله عليه وآله على ظاهرها فلا وجه في انفاد الرجل اولا واخذها منه ثانيا الا ما ذكرنا من التنبيه على الفضل والتنويه بالاسم والتعلية للذكر لمن ارتضى لتاديتها وعكس ذلك فيمن عزل وايضا لولا ان الحكمة في ابلاغ علي

عليه السلام ما اشرنا إليه من مدخلية خصوص حضوره في انتظام الحج وكف المشركين لباسه وخوفه عن تعرض المسلمين ونحو ذلك من الحكم لارسل رسول الله صلى الله عليه وآله عمه العباس أو اخاه عقيلا أو جعفرا مع كونهم اكبر سنا منه أو غيرهم من بني هاشم وقد روى انه عليه السلام قد قتل جماعة من
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 126 : -

أهل مكة ولم يخرج اكثر صناديدهم من بيوتهم خوفا منه وفي حديث عن الباقر عليه السلام انه لما قام علي عليه السلام ايام التشريق ينادى ذمة الله ورسوله بريئة ممن كل مشرك فسيحوا في الارض اربعة اشهر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف

بالبيت بعد اليوم عريان قام خداش وسعيد اخوا عمرو بن عبدود فقالا وما تبرأنا على اربعة اشهر بل برئنا منك ومن ابن عمك ليس بيننا وبين ابن عمك إلا السيف وان شئت بدانا بك فقال عليه السلام هلموا ثم قال : " واعلموا انكم غير معجزى الله "

الاية ولو سلم ان ولاية الحج لم تنسخ لكان الكلام باقيا لانه إذ كان ما ولى مع تطاول الزمان إلا هذه الولاية ثم سلب شطرها الافخم الاعظم منها فليس ذلك الا تنبيها على ما ذكرناه


وأما ما ذكره " من قوله بل ابقاه اميرا وعليا مامورا " فهو كسائر كلماته مجرد دعوى لا يعجز احد عن الاتيان بما يضادها وأما ما استدل به على عدم انفراد علي عليه السلام بالاذان من حديث البخاري فلا دلالة له على ذلك لأن أبا هريرة لم يكن

عبدا ولا خادما ولا اجيرا لابي بكر وإنما كان فقيرا من أهل الصفة قد صار رفيقا له في تلك السنة لاداء الحج فلو سلم انه بنفسه لم يعاون مؤذنى علي عليه السلام فغاية الامر ان ابا بكر اشار إليه بذلك تالفا له عليه السلام وأما ما نقله عن أبي

هريرة من انه قال : فاذن معنا على يوم النحر الى آخره فمكذوب بانه لما اعترف سابقا بان النبي صلى الله عليه وآله ولى عليا عليه السلام في اداء البراءة والاذان بها رعاية لعادة العرب فكان هو الاصل والعمدة في ذلك فكيف يتاتى لابي هريرة

ان يعكس الامر ويجعل نفسه مع أبي بكر اصلا ويقول اذن معنا على عليه السلام مع ان كذب أبي هريرة في احاديثه مما ملأ الخافقين وقد دلت احاديث أهل السنة على ان التهمة له بالكذب كانت معلومة بين الصحابة فمن ذلك ما رواه الحميدى في الجمع بين الصحيحين في الحديث السادس والستين بعد المائة
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 127 : -

في المتفق عليه في مسند أبي هريرة عن أبي رزين قال خرج الينا أبو هريرة فضرب يده على جبهته وقال انكم تحدثون على انى اكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر


ومن ذلك ما رواه الحميدى ايضا في الجمع بين الصحيحين في مسند عبد الله بن عمر في الحديث الرابع والعشرين بعد المائة من المتفق عليه ان رسول صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب الا كلب صيد أو كلب غنم أو ماشية فقيل لابن عمر ان أبا

هريرة يقول أو كلب زرع فقال ابن عمر ان لابي هريرة زرعا ومن ذلك ما فيه ايضا من الحديث الستين بعد المائة من المتفق
عليه في مسند ابى هريرة يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من تبع جنازة فله قيراط من الاجر فقال ابن عمر لقد اكثر

علينا أبو هريرة وروى ياقوت الحموى الشافعي عند ذكر احوال البحرين واهله انه اتفق لابي هريرة مع عمر بن الخطاب واقعة شهد فيها عليه بانه عدو الله وعدو المسلمين وحكم عليه بالخيانة واوجب عليه عشرة الف دينار الزمه بها بعد ولايته

البحرين ولهذه التهمة لم يعمل أبو حنيفة باحاديثه قط كما ذكر أبو المعالى الجوينى امام الشافعية في رسالته المعمولة في بيان احقية مذهب الشافعي والزندويسى الحنفي في الباب الثالث والمائة من كتابه الموسوم بالروضة هذا مع ما علم ان أبا هريرة

فارق على بن أبي طالب عليه السلام وبني هاشم وظهر من عداوته لهم وانضمامه الى معاوية ما لا يحتاج الى روايته لظهوره في التواريخ والسير وعند علماء الاسلام فتأمل .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net