متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
توضيح المصنف لمدعاه بماذكره بعض فضلاء أهل السنة
الكتاب : الصوارم المهرقة في الجواب الصواعق المحرقة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

 ويزيد ذلك وضوحا ما ذكره بعض فضلاء أهل السنة في شرحه للشفاء المذكور حيث قال في شرح فصل عقده مصنف الشفاء لبيان حكم الفرق المعتقدين غير اعتقاد أهل السنة من المشبهة والمجسمة والمعتزلة والشيعة وغيرهم " انه يفهم من

كلام المصنف في هذا المقام ان لمالك واصحابه اقوالا بالتكفير والقتل ان لم يقع لهم توبة وهو مشكل لأن القول بالتكفير في مثل هذا المقام اعني مقام " التأويل والاجتهاد يتعين عنه الابعاد لانه امر عظيم الخطر مهول في الدين القويم ، تحسبونه هينا

وهو عند الله عظيم ، إذ هو عبارة عن الاخبار عن شخص ان عاقبته في الاخرة هو العقوبة الدائمة وانه في الدنيا مباح الدم والمال لا يمكن من نكاح مسلمة ولا يجرى عليه احكام الاسلام في حياته وبعد مماته والخطاء في ترك الف كافر اهون عند الله من الخطاء في سفك محجمة
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 233 : -

من دم مسلم ثم ان هذه المسائل الاجتهادية التى يحكم فيها هذا الحكم في غاية الدقة والغموض لكثرة شبهها واختلاف قرائن احوالها وتفاوت دواعيها والاستقصاء في معرفة الخطاء مع كثرة صنوف وجوهه والاطلاع على حقيقة .


التأويل وشرائطه في الاماكن ومعرفة الالفاظ المحتملة للتأويل وغير المحتملة يستدعى معرفة طرق اهل اللغة العربية في حقائقها ومجازاتها واستعاراتها ومعرفة دقائق علم التوحيد وغوامضه الى غير ذلك وهذا متعذر جدا ، . على ان ذلك مع

انضمام الاغراض واختلاف التعصبات و تفاوت دواعى الخاصة والعامة في الازمنة المختلفة الى تلك الفتوى وقال عليه افضل الصلوة والسلام " اجراكم على الفتوى اجراكم على النار فإن المفتى على شفير جهنم " هذا هو التحقيق في هذا المقام

لا سيما الفتوى في مثل هذا المقام ولهذا تردد اقوال الائمة المحققين في ذلك فقال الامام أبو القاسم الانصاري والقاضى أبو بكر والاستاد أبو اسحق الاسفراينى " ذكروا اقوالا لابي الحسن الاشعري في تكفير المتأولين متعارضة فالظاهر انه قد تردد في ذلك "


وروى عبد الجبار البيهقى الخوارى عن الامام احمد بن الحسين البيهقى عن أبي حارة العبدوى عن الامام أبي على زيد بن أحمد السرخسى " انه سمعه يقول : لما قرب حضور اجل الامام أبي الحسن الاشعري في دارى ببغداد دعاني وقال اشهد على اننى لا اكفر احدا من أهل القبلة لانهم يستوون الى معبود واحد "


وقال الامام أبو الحسن الاشعري ايضا في صدر كتاب المقالات : " اختلف المسلمون في اشياء كثيرة ضلل فيها بعضهم بعضا وتبرا بعضهم من بعض إلا ان الاسلام يشملهم ويعمهم الا ترى كيف سماهم مسلمين وان كانوا مختلفين "


وقال الامام الشافعي : " اقبل شهادة من قال بالوعيد والخوارج إلا الخطابية وهم قوم يشهد بعضهم لبعض من غير تفرقة في المذهب " ووافقه الامام أبو حنيفة في ذلك وحكى القاضى عن أبي حازم عن المزني " انه
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 234 : -

كان يجعل أهل القبلة مع اختلافهم في مذاهبهم مسلمين ، وقال : نمتنع عن تكفيرهم لأن المسائل التى اختلفوا فيها لطاف ودقاق يدق النظر فيها "


وقال امام الحرمين في كتاب غياث الامم " ان قيل لنا فعلوا ما يقتضى التكفير وما يوجب التضليل والتبديع ، قلنا هذا طمع في غير مطمع فإن هذا بعيد المدرك ، عزيز المسلك ، شمل من تيار بحار التوحيد ، ومن لم يحط علما بماهيات الحقائق ، لم يحصل من التكفير على وثائق ، ولو اوغلت في جميع ما يتعلق باذيال الكلام في هذا الباب لبلغ مجلدات ثم لا يبلغ الغايات "


وقال الانصاري في نكت الادلة " سمعت الاستاد أبا القاسم القشيرى يقول : راجعت الاستاد أبا بكر بن فورك في هذه المسألة مرارا ولم يحر جوابا وقال حتى انظر فانه دين "


وقال القاضى أبو المحاسن الرويانى في الحلية " ولا ينبغى ان يصلى خلف المبتدع فإن صلى لا يلزمه الاعادة لانا لا نكفر احدا من اهل المذاهب المختلفة " وقال عليه الصلوة والسلام " من صلى صلوتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبحيتنا فله ما لنا وعليه ما علينا " ولهذا يناكحون ويقرون عليه مع وجوب الاحتياط فهؤلاء هم العلماء اعضاد الدين واعلام الاسلام تراهم كيف يحترزون من اطلاق التكفير فبهداهم اقتده ، .


واياك والاغترار بقول مجازف يوهمك التعصب للدين وقصده استتباع العوام واجتذاب الحطام والاغراض الدنيوية وهلاك الاعمال النفسية ومن خادع بالتمويه مولاه فقد باع دينه بدنياه وخسر اولاه وعقباه وليعلم الانسان ان الدنيا زجاج ذو تلاويح وسراج في مدرك الريح والاخرة ملك ابدى وبقاء سرمدي عند جوار الحق في مقعد صدق فانظر أي الفريقين احق بالامن .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net