متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في جواب عن ادعاء ابن حجر نزول آيات في أبي بكر
الكتاب : الصوارم المهرقة في الجواب الصواعق المحرقة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

 101 - قال : الاية الخامسة قوله تعالى " ولمن خاف مقام ربه جنتان " اخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب انها نزلت في أبي بكر انتهى .

اقول : لا نسلم صحة ما ذكره في شان النزول لانه خبر واحد مجهول عند الخصم واقل خبر واحد يليق تلقيه بالقبول كونه مرويا عن اثنين من الفريقين كما اشرنا إليه سابقا هذا مع اقتضاء لفظ من الموصولة العموم والشمول .
 


 102 - قال : الاية السادسة قوله تعالى " وشاورهم في الامر " اخرج الحاكم عن ابن عباس انها نزلت في ابى بكر وعمر . ويؤيده الخبر الاتى : ان الله امرني ان استشير أبا بكر وعمر انتهى .

اقول : بعد تسليم صحة الخبر لا دلالة في الاية على فضل أبي بكر وصاحبه عمر لجواز ان يكون ذلك الامر لتاليف قلوبهم وتطييب خواطرهم لا للحاجة الى رأيهم فغاية ما يلزم منها ان يكونا من مؤلفة القلوب وقال بعض مشايخنا قدس الله سره : ان

الله تعالى اعلم النبي (ص) ان في امته بل في صحابته الملازمين له كما مر من رواية البيهقى في دلائل النبوة وغيره من يتبغى له الغوائل ، ويتربص به الدوائر ، ويسر خلافه ، ويبطن مقته ، ويسعى في هدم امره ، وينافقه في دينه ، ولم يعرفه اعيانهم ، ولا دله عليهم

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 315 : -

باسمائهم ، فقال تعالى : " ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم ، نحن نعلمهم ، سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم "

وقال جل اسمه " وإذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض هل يريكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون "

وقال تعالى " يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ، ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون "

وقال جلت عظمته " وإذا رايتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون "

وقال عز قائلا " ولا ينفقون إلا وهم كارهون "

وقال جل ذكره " وإذا قاموا الى الصلوة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا "

ثم قال تبارك وتعالى بعد ان نبأ عنهم في الجملة " ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول " ثم امره بمشورتهم ليصل بما يظهر منهم الى باطنهم فإن الناصح يبدو نصيحته في مشورته والغاش المنافق يظهر ذلك في مقالته

فاستشارهم (ص) لذلك ولأن الله تعالى جعل مشورتهم الطريق له الى معرفتهم ، الا ترى انهم لما اشار واببدر عليه في الاسرى فصدرت مشورتهم عن نيات مشوبة في نصيحتهم كشف الله تعالى ذلك وذمهم عليه وابان عن ادغالهم فيه فقال جل

قائلا " ما كان لنبى ان يكون له اسرى حتى يثخن في الأرض يريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم ، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم " فوجه التوبيخ إليهم والتعنيف على رأيهم وابان لرسول الله صلى الله عليه وآله عن حالهم فعلم ان المشورة بهم لم تكن للفقر الى آرائهم وإنما كانت لما ذكرناه .

 

 103 - قال : الاية السابعة قوله تعالى " فان الله هو موليه وجبريل وصالح المؤمنين " ، اخرج الطبراني عن عمر ، وابن عباس انها نزلت فيهما انتهى .
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 316 : -

اقول : اخراج الطبراني الخارجي وحده من دون مشاركة واحد من فريق الخصم معه خارج عن الاعتبار ، كما سبق التصريح به والاشعار ، مع انه نقل صاحب كشف الغمة رواية نزولها في شأن علي عليه السلام عن عز الدين عبد الرزاق

المحدث الحنبلى وعن الحافظ أبي بكر بن مردويه باسناده الى اسماء بنت عميس وهي مذكورة في تفسير ابى يوسف يعقوب بن سفيان النسوي باسناده الى ابن عباس ورواها السدى في تفسيره عن أبى مالك وعن ابن عباس ورواها الثعلبي في تفسيره باسنادين الى غير ذلك

وايضا حمل لفظ صالح مفردا على رجلين اثنين مخالف للوضع والاستعمال لانه موضوع للمفرد وقد استعمل في الجمع للتعظيم وأما استعماله في اثنين فقط فلم نجده في كلام الفصحاء .


وأما ما ذكره الرازي ههنا " من انه يجوز ان يراد بلفظ صالح مفردا الواحد والاثنان والجمع مستندا الى ، ما قاله أبو على الفارسى من انه قد جاء فعيل مفردا يراد به الكثرة كقوله تعالى " ولا يسأل حميم حميما " فضعفه ظاهر لأن قياس فاعل على

فعيل بلا سند يقيد به غير مسموع ولو سلم فحميم إنما اريد به الكثرة الشاملة للاثنين فما فوقهما بقرينة تنكيره الذى قد يكون للتكثير وربما يتعين فيه بمعاونة الحال والمقام ولا تنكير فيما نحن فيه فيكون قياس صالح في ذلك على حميم قياسا مع الفارق

كما لا يخفى ، هذا والذى شجع الطبراني على وضع هذا الخبر مناسبة نزول ما في الاية من العتاب في شأن عائشة وحفصة وان أبا بكر وعمر ابواهما فحمل صالح المؤمنين كحمل الجاهلين على ابى بكر وعمر وذهب كما قال غيره من اتباعه الى ان

مراد الاية انهما كانا ينصحان بتقيتهما بترك الافعال التى تكون للضرات وليس الامر كما زعموه بل الوجه في التعبير ههنا بصالح المؤمنين عن علي عليه السلام ما روى ان النبي (ص) فوض ولاية طلاق نسائه الى علي عليه السلام ولهذا روى انه لما بقيت عائشة على عنادها بعد انقضاء حرب الجمل
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 317 : -

ايضا وامتنعت عن أمر علي عليه السلام في مضيها الى المدينة المشرفة وكونها في بيتها الذي اسكنها الله تعالى ورسوله صلعم فيه ارسل عليه السلام ابن عباس رضى الله عنه إليها مهددا لها بانك لو لم تنتهى عن العناد والخلاف لطلقتك بما أنت تفرق من ولايتي عن رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فلا يبقى لك رجاء شفاعة اصلا فسكتت وارتحلت في الحال .

 

 104 - قال : الاية الثامنة قوله تعالى " هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور " اخرج عبد بن حميد عن مجاهد لما نزل : ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما . قال أبو بكر : يا رسول الله ما انزل الله عليك خيرا الا اشركنا فيه فنزل : هو الذى الذي يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور انتهى .


اقول : ظاهر الاية عموم صلوته تعالى ورحمته لسائر عباده وان غاية ذلك في الكل اخراجهم من الظلمة الى النور لكن الكلام في ان هذه الغاية والمصلحة والغرض هل حصلت في شان ابى بكر من الفاتحة الى الخاتمة أو لا ؟ مع ان الخصم من وراء المنع على اصل الاخراج تدبر .

 

 105 - قال : الاية التاسعة قوله تعالى " ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته كرها ، وحمله وفصله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال رب اوزعنى ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدى وان اعمل

صالحا ترضاه واصلح لى في ذريتي انى تبت اليك واني من المسلمين ، اولئك الذين نتقبل عنهم احسن ما عملوا ونتجاوز عن سيأتهم في اصحاب الجنة وعد الصدق الذى كانوا يوعدون " اخرج ابن عساكر عن ابن عباس ان ذلك جميعه نزل في أبي بكر ومن

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 318 : -

تأمل ذلك وجد فيه من عظيم المنقبة له والمنة ما لم يوجد نظيره لاحد من الصحابة انتهى .

اقول : الكلام في صحة رواية هذا الخبر ايضا كسوابقه ولا دلالة لشئ من عبارات الاية على شئ من الاوصاف والالقاب التى اثبتها اولياء ابى بكر له ولعلهم زعموا مناسبة قوله تعالى وبلغ اربعين سنة لما صححه جماعة منهم لبعض المصالح من

ان عمر أبي بكر كان عند اسلامه اربعين سنة مع ان الخلاف في ذلك بالزيادة عليه مشهور بينهم ايضا وايضا لم يكن ما تضمنه الاية من قوله تعالى " رب اوزعنى ، . الاية " نازلة عند اسلام أبي بكر فكيف تلاها أبو بكر وقال عند بلوغه اربعين سنة : رب اوزعنى الاية وهذا اوضح آية من آيات وضع الخبر كما لا يخفى .

 

 106 - قال : الاية العاشرة قوله تعالى " ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين " نزلت في أبي بكر وعمر كما مر ذلك عن على بن الحسين رضى الله عنهما انتهى .


اقول : قد مر منا ايضا منع صحة الرواية عن على بن الحسين عليهما السلام في ذلك وعارضناه بما في مسند أحمد بن حنبل من انها نزلت في على عليه السلام وقد تكلمنا على دلالة متن الاية على ما قصدوه بوجه ينزع غل الملال ويزيل صدأ ذهن الناظر في المقال .

 

 107 - قال : الاية الحادية عشر قوله تعالى " ولا ياتل اولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا اولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ، الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم " نزلت كما في البخاري وغيره عن عائشة في أبي بكر لما حلف ان لا ينفق على مسطح لكونه كان من جملة من رمى عائشة بالافك الذي تولى الله
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 319 : -

 سبحانه براءتها منه بالايات التي انزلها في شانها ولما نزلت قال أبو بكر بلى والله يا ربنا انا لنحب ان تغفر لنا وعادله بما كان يصنع أي ينفق عليه وفى رواية البخاري عنها ايضا في حديث الافك الطويل وانزل الله تعالى " ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم ، . العشر الايات كلها .

فلما انزل الله هذا في برأتي قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح بن اثاثة لقرابته منه وفقره والله لا انفق على مسطح شيئا ابدا بعد الذي قال في عائشة ما قال فانزل الله : ولا ياتل اولو الفضل منكم والسعة وذكرت الاية السابقة ثم قالت : قال أبو بكر : بلى والله انى لاحب ان يغفر الله لي فرجع الى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : والله لا انزعها منه ابدا .

 

 108 - قال : تنبيه ، علم من حديث الافك المشار إليه ان من نسب عائشة الى الزنا كان كافرا وقد صرح بذلك ائمتنا وغيرهم لان في ذلك تكذيب النصوص القرآنية ومكذبها كافر باجماع المسلمين وبه يعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الرافضة لانهم ينسبونها الى ذلك قاتلهم الله انى يؤفكون . انتهى .


اقول : فيه نظر من وجوه أما اولا فلان ما رواه عن البخاري في شان النزول معارض بما قال غيره من أهل السنة من انها نزلت في جمع من الصحابة حلفوا ان لا يصدقوا على من تكلم لشئ من الافك ولا يواسوهم ويؤيدهم لفظ اولوا بصيغة الجمع

وعلى تقدير انه ورد في قصة مسطح ومنع أبي بكر الصدقة عنه لم لا يجوز ان يكون نزولها في شان مسطح اصالة وفى أبي بكر بالعرض وما الذي جعل القضية منعكسة مع ظهور ان المقصود الاصلى من الاية المواساة مع مسطح وسد خلته والرد على من خالف ذلك كما
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 320 : -

لا يخفى .

وأما ثانيا فلانه على التقادير لا دلالة للاية على مدح أبي بكر ولعلهم توهموا هذا من الوصف العنوانى في لفظي الفضل والسعة وجهلوا ان مثل هذا الوصف قد يعرض للكافر السخى الذي له فضل حاجة وغنى وسعة بل قد يجتمع مع الذم فيقال

ان القوم الفلاني مع كونهم من اولى الفضل والسعة يبخلون بما آتيهم الله تعالى ويقال ان أبا بكر المتمول عند اهل السنة واضرابه من اصحاب النبي صلعم قد بخلوا عند نزول آية النجوى عن تقديم صدقه بين يدى النبي صلى الله عليه وآله حتى

نسخت الاية فافهم ومن العجب ان فخر الدين الرازي قال في تفسيره لهذه الاية اولا ان المراد من قوله تعالى " ولا ياتل اولو الفضل " لا يقصروا في ان يحسنوا فحمل الفضل على الاحسان والاعطاء ثم نسى ذلك بعد سطور واصر في ان المراد

بالفضل زيادة الثواب أو العلم مع ان الفضل بهذين المعنيين لا يظهر لهما وجه ههنا إذ كثير من اهل الفضل بمعنى زيادة الثواب أو العلم لا يقدرون على انفاق الرحم وصلتهم بل على اقل من ذلك وهو ظاهر .


وأما ثالثا فلانا نترقى عن ذلك ونقول بل الاية قادحة في أبي بكر لاشتمالها على نهيه تعالى عما اتى به أبو بكر من الحلف على ان لا ينفق مسطحا ومن معه كما روى في شان النزول فدلت الاية على معصية أبي بكر وما اجاب به الرازي المتسمى

بالامام في هذا المقام " من ان النهى لا يدل على وقوعه إذ قال الله تعالى لمحمد (ص) " ولا تطع الكافرين والمنافقين " ولا يدل ذلك على انه صلى الله عليه وسلم اطاعهم ، . الى اخره " مدخول بان مجرد النهى وان لم يدل على ذلك إلا ان ما رواه

هذا المجيب ههنا من شان النزول صريح في الوقوع حيث قال : لما نزلت آية الافك قال : أبو بكر لمسطح وقرابته : قوموا فلستم مني ولست منكم ، ولا يدخلن على أحد منكم فقال انشدكم مسطح الله . والاسلام وانشدكم
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 321 : -

القرابة والرحم ان لا يخرجنا الى أحد فما كان لنا في اول الامر من ذنب فلم يقبل عذره ، وقال : انطلقوا ايها القوم فخرجوا لا يدرون اين يتوجهون من الأرض ، . الى آخره " فانه صريح في ترك النفقة بل مطلق المواساة معهم ولو في يوم والانكار

مكابرة ، . على ان المنع عن الحلف الواقع قطعا كاف في ثبوت المعصية كما لا يخفى وحمل النهى على التنزة عن ترك الاولى كما ارتكبه من ضيق الخناق مردود بان الاصل في النهى التحريم وحمله على التنزيه من ترك الاولى في شان الانبياء عليهم السلام إنما ارتكبه العلماء بمعاونة قيام دليل عصمتهم واذ لا عصمة لابي بكر اتفاقا يكون الحمل فيه محالا تأمل .


واما رابعا فلان ما ذكره هذا الشيخ الجامد الغافل في التنبيه افك محض على غلاة الشيعة الذين يحكم الامامية الاثنى عشرية من الشيعة بكفرهم وكونهم نجس العين كسائر الكفار عندهم فكيف على الامامية كما يشعر به اطلاق كلامه وان وقع منه

التصريح سابقا بالفرق بين الغلاة من الشيعة والشيعة الامامية وان الرافضة هم الغلاة دون الامامية ولعله اطلق في العبارة تنفيرا للعوام عن مذهب الشيعة الامامية الاعلام وترويجا لمذهبه الزيف المموه بزخارف الاوهام .

 

 109 - قال : الاية الثانية عشرة قوله تعالى " الا تنصروه فقد نصره الله إذ اخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما في الغار ، . الاية " اخرج ابن عساكر ، عن ابن عيينة قال : عاتب الله المسلمين كلهم في رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ابا بكر وحده فانه خرج من المعاتبة ثم قرأ " إلا تنصروه فقد نصره الله ، . الاية . "


اقول : قد مر الكلام عند ذكر استدلاله بتمام هذه الاية على فضيلة أبي بكر

وأما ما ذكره ههنا " من اخراج ابن عساكر انه تعالى عاتب المسلمين كلهم في رسول الله إلا أبا بكر وحده " فمدخول بان هذا لم يعلم من الاية اصلا فان مرافقة النبي (ص) في الفرار

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 322 : -

عما لا يطاق الى الغار لا يسمى نصرة له لغة ولا عرفا وإنما كان يتحقق نصرة أبي بكر له لو حصل منه نصرته في مكة بالغلبة على الكفار وليس فليس ، ومن تصدى لاثبات دلالة الاية على النصرة فنحن في صدد الاستفادة ، . على ان الحصر

المستفاد من قوله " إلا أبا بكر وحده " ممنوع كيف وقد روى انه (ص) قد اتخذ عند الفرار الى الغار ثم منه الى المدينة عبد الله بن ارقط خادما وعامر بن فهيرة مع شركه دليلا فقد نصره مشرك ومسلم آخر غير أبي بكر كيف يستقيم الحصر .

 

 110 - قال : وأما الاحاديث فهى كثيرة مشهورة وقد مر في الفصل الثالث من الباب الاول منها جملة إذ الاربعة عشر السابقة ثم ، الدالة على خلافته وغيرها من رفيع شانه وقدره غاية في كماله وغرة في فضائله وافضاله فلذلك بنيت عليها في

العد ههنا فقلت : الحديث الخامس عشر : اخرج الشيخان عن عمرو بن العاص انه سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الناس احب اليك ؟ قال : عائشة ، فقلت من الرجال ؟ فقال ابوها ، فقلت : ثم من ؟ فقال عمر بن الخطاب فعد رجالا . وفي رواية " لست اسالك عن اهلك انما اسالك عن اصحابك " انتهى .


اقول : قد اقتصرت احترازا عن زيادة تضييع الوقت على التعرض للمشهور والمعتمد من هذه الاحاديث عندهم وتركت غيره الذي صرح هو بضعفه ، أو ما وقع به التكرار لسابقه في المعنى ، أو لم يكن له دلالة على فضيلة يعتد بها مع تساوى جميعها في الوضع عندنا ، .

ثم اقول : احتجاج هذا الشيخ الخارجي على الشيعة بما اخرجه الناكث لعهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وابنته الغازية المجاهدة في سبيل الجبت والطاغوت حقيق بان تضحك منه الثكلى بواحدها ، اليائسة عن بعلها ومعاهدها ، . ومما ينادى على وضع الخبر باعلى صوت انه لا يعقل ان يسال احد عن النبي (ص) أي الناس احب اليك فيتبادر
 

- الصوارم المهرقة - الشهيد نور الله التستري ص 323 : -

ذهنه (ص) من الناس الى النساء منهم دون الرجال فيجيب بما نسب إليه من الجواب ، . على انه يحتمل ان يكون مراد السائل بالناس من عدا أهل بيته صلعم كما يرشد إليه الرواية الاخرى وحينئذ لا يلزم من ذلك اثبات فضيلة يعتد بها لابي بكر ولا

نزاع للشيعة في ان يكون أبو بكر احب الى النبي صلى الله عليه وآله من عمر لانه ينزل منزلة ان يقال يزيد احب الى من فرعون ، أو بالعكس ، تأمل .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net